السبت , 15 مارس 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

عيد الأضحى..فداء وفرحة

عيد الأضحى..فداء وفرحة
عدد : 05-2024
بقلم/ ريهام البربري
Rehamelbarbary2006@yahoo.com

الحمدُ لله الذي جعل الأعياد في الإسلام مَصدرًا للفرحة والسرور، وها هى أيام قليلة وتهل علينا أيام عيد الأضحى المباركة، بطقوسها وعاداتها وذكرياتها الدافئة المرحة الحنونة التى تبدأ منذ اليوم الأول بصلاة الفجر ثم الجهر بتكبيرات العيد وأداء الصلاة والانصات للخطبة التى تبرز قوة إيمان وإخلاص وصدق وتضحية نبي الله إبراهيم وإسماعيل وسيدتنا هاجرعليهم جميعا السلام،وحث جموع المسلمين على التراحم والتعاطف فيما بينهم تأسياً بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم التنقل بين صفوف المصليين بالساحات الكبري لتبادل التهانى بوجوه بشوشة وفرحة عارمة، ثم الذهاب لشهادة ذبح الأضحية والاجتهاد في عدالة تقسيمها بين الأرحام والأقارب والجيران والمحتاجين، والاحتفاظ بنصيب منها للأسرة التى عادة ما تسرع بإعدادها لتناولها على مائدة الإفطار، والكل متلهفا لفرحة لمة العيلة، وحرص القاصى والدانى من الأهل والأقارب علي التواجد بشكل أو بأخر لمد أواصر رحمه، هذا بخلاف زهو الإطلالة الصباحية في أبهى الملابس لنتبادل العيدية بالحب والجود والسخاء والكرم بين الأهل والأقارب ، والتى لابد أن تكون أظرف مخطوطة بأسامينا تضم نقوداً بنكية جديدة ، وكانت دائماً عيدية ست الحبايب- بارك الله فيها- هى الأسبق والأحب والأكرم لنا، ثم نبدأ تنفيذ مخططاتنا المثيرة في التنزه واكتشاف أماكن جديدة بصحبة الأهل والأصدقاء، ولا يفوتنا أبداً ارسال رسائل حبّ طوافة بين من غابوا عن دنيانا كل بإسمه بالصدقة والدعاء ،لحين لحاقنا بهم في اللقاء الثاني في جنة قطوفها دانية بفضل الله ورحمته الواسعة...


وهكذا مضت سنوات العمر في كل عيد .. حتى تحققت غاية أمنياتي، وجاء عام الحج، فانقلب العيد عيدين، وذهبت الى مكة لأداء الفريضة فى أجواء مليئة بالروحانية والتلاحم الإنساني ، بدأتها بالتحيَّة والسلام على الكعبة الشريفة، واستلام الحجر، والطواف بالبيت العتيق، والصلاة عند المقام، والتضرَّع في الصفا والمروة بخالص الدعوات، ومبادلة الجميع الحب والاحترام والعطاء في أيام منى وعرفات، واستحباب اللسان والقلب في الحمد والتهليل عشية يوم عرفات ،واستحضارى لقول الله تعالي فيه:"الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً"، واخلاص شهادتى لرسول الله بأنه بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة صلوات ربي وسلامه عليه، والشعورالذى لايوصف من كرامات الوقوف أسفل جبل الرحمة بالتلبية والدعاء ،راجيين المولى أن تكون أسامينا كتبت من العتقاء ، وأسرار نزول الهدوء والسكينة على القلب أثناء البيات في المزدلفة وصلاة الفجرفيها، ومضي أيام التشريق الثلاثة في منى، وكم الحماس عند رمى الجمرات لإهانة الشيطان وإذلاله واعتراف النفس بمخالفته، وأتذكر الأن عمق الألم وحالة الإلتباس التى شعرت بهما في طواف الوداع، فكنت أتأمل الكعبة، وأستشعرها روحاً تراقب دموعى بحنان، وتخاطبنى همساً أنها لن تكون زيارتي الأخيرة ، وبفضل الله قد كان، فالحج بكل ما فيه من مشاهد عظيمة يحمل رسالة للعالم أجمع، إن الإسلام دين عدل ورحمة، دنيا وأخرة، عواطف سماوية لا حصر لها تملأ قلوب ملايين البشر الذين يأتون لربهم من كل فج عميق دون طبقية ولا عنصرية ولا قبلية، ولا حزبية، فقط أتوا يبصرون هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يمشون على أثره، فينزع الرحمن الرحيم الدنيا من قلوبهم ويهديهم ميلاداً جديداً، لتظل زيارة بيت الله الحرام غاية الأمنيات كل عام.

وفى عامنا هذا، أدعو الله أن ينجى كل بلاد المسلمين من الفتنة والفساد والظلم والقهر، وكل ما ينال من آمانها ويزعزع استقرارها ويفكك وحدة أراضيها . كما أدعوكم لسماع آنين صمت الفقراء ،فسدّ جوعهم وقضاء حوائجهم، ومُجالستُهم ومُحادثتُهم، مِن أعظم الأعمال تقرباً إلى الله تعالى، وهذا واجب على كل مقتدر، فلا يكفي تقديم لحم الأضحية لهم مرة واحدة في العام، بينما نملك موارد وقدرات تكفينا للاعتناء بهم على الدوام،ولا أقتصر حديثي على الإطعام فقط ،إنما ضرورة تمكينهم مجتمعيا بتطوير قدراتهم ورفع كفائتهم العلمية، فالعمل والتعليم هما الحلول الثورية على كل ظلم وقهر، فاتقوا الله فى أنفسكم وفي إخوانكم، فمَن أغضب الفقراء والمساكين من المسلمين دون جُرمٍ فعلوه؛ قد أغضب الله تعالى.. وكل عام وأنتم بخير.