الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

تمثال و قاعدة إبراهيم باشا

 تمثال و قاعدة إبراهيم باشا
عدد : 05-2022
بقلم المهندس/ فاروق شرف
استشاري ترميم اثار
* عزيزى القارئ : ستعرف أكثر من معلومة جديدة .
*******************
ذكريات عام بالتمام والكمال مع تمثال وقاعدة القائد إبراهيم باشا والتى بدأت من مايو 1984م.. هذا التمثال الذي يتوسط ميدان الأوبرا بعزة وشموخ للقائد الفذ الذى يمتطى حصانه ويتمنطق بسيفه الذى خاض به المعارك التى حقق فيها انتصارات رائعة بقيادته للجيش المصرى، الأمر الذى جعل الخبراء يؤكدون انه أعظم قائد عسكرى فى القرن ال 19.

من هو إذن إبراهيم باشا ؟

هو الإبن الأكبر لمحمد على باشا والى مصر .. ولد إبراهيم باشا عام 1789 في "قولة"، والذى حظي إبراهيم باشا منذ صغره باهتمام كبير من والده وتعلم على أيدي أفضل المعلمين .. كان قد تولي تربيته المعلم إبراهيم أفندي فقد تعلم اللغة التركية وعلومها مع إخوته على أيدي شيخ مدينة قوله بالإضافة أيضًا إلى أنه تعلم اللغة الفارسية واللغة العربية حفظ القرآن الكريم على يد أفضل وامهر الشيوخ .. لذلك كان يحرص على قراءة الكتب النادرة وجمعها بلغ عدد الكتب التي احتفظ بها في مكتبته الخاصة ما يقرب من 8,000 كتاب ومجلد و لم تكن القراءة فقط هي شغفه الوحيد بل كان يهتم بفنون الحرب والقتال والأمور العسكرية.. عندما تولى محمدعلى حكم مصر استدعاه من اسطنبول وأعطاه ادارة مالية مصر، وأرسله إلى الصعيد لإخماد تمرد المماليك والبدو، وكان عضد ابيه القوى وساعده الأشد فى جميع مشروعاته.

استطاع أن يشارك في العديد من المعارك التي خاضها السلطان سليمان، وأبرز بها شجاعته وقوته الحربية وقدرته على وضع خطط للحروب .. كان أيضًا قائدًا للعديد من الحملات العسكرية .. كان له دور كبير في معالجة بعض الأزمات المصرية، بالإضافة إلى القضاء على تمرد والي مصر .. نجح في المحافظة على استقرار مصر وذلك من خلال وضع القوانين والتشريعات. عمل على تخفيض الضرائب .. حرص بشكل كبير على النزول إلى شوارع العامة والاستماع إلى مشاكل الشعب.

كانت أول حملة عسكرية قادها عام 1816 وذلك كان بأمر من والده وكانت متجه إلى الجزيرة العربية. قاد أيضًا عدد من الحملات الأخرى، وكان أبرزها الحملة المتجه إلى السودان .. قاد أحد الرحلات الاستكشافية إلى اليونان .. تولى قيادة وتدريب الجيش المصري .. فاستطاع دخول الشام والسيطرة عليها وبسط نفوذه .. هزم الجيش العثماني في العديد من المعارك.

قصة التمثال وقاعدته بميدان الأوبرا :

بدأ الميدان قبل التمثال عندما فكر الخديو إسماعيل بعمل ميدان على طراز ميادين باريس التي كان الخديوي مولعاً بها منذ أن درس هناك، وبدأوا في تخطيط الميدان وقام ببناء أول أوبرا في الشرق الأوسط سنة 1869م، وهي كما كانت تسمى وقتها الأوبرا الخديوية ( فقد كان أساسها من الحجارة وباقى المبنى من الخشب المغطى بطبقة من الجص ) وكان افتتاحها فى 4 يناير 1869م وهى أحد فعاليات الإحتفال بافتتاح قناة السويس .. أيضاً أطلقوا عليه ميدان التياترو وبمرور الوقت تم بناء عدة مباني فيه، مثل فندق جراند كونتيننتال – ونادي السلاح المصري – وتم تنسيق حديقة الأزبكية التي كان يقام فيها مناسبات رسمية راقية .

أما التمثال فتعود قصته فى سنة 1872م عندما أراد الخديو إسماعيل بتخليد ذكرى والده ( إبراهيم باشا ) فكلف الفنان الفرنسي كورديه بصنع تمثال لوالده، صنعه من البرونز ووضعوه على قاعدة من الرخام في ميدان العتبة .

ميدان العتبة الذى قام بتخطيطه المعماري ( هوسمان ) بتكليف من الخديو إسماعيل فأصبح مركز القاهرة الجغرافى فمنه تقاس المسافات من وإلى القاهرة لأنه يضم مبنى البوستة ( البريد ) الرئيسى بمصر .. وأنطلق من الميدان ترام القاهرة الذى كان يعمل بقوة الكهرباء فظل مركزاً رئيسياً للترام ثم الترولى باص الذى إختفى فى السبعينات.

و حول تسمية ميدان العتبة الخضراء، يذكر الكاتب الصحفى عباس الطرابيلي في كتابه «أحياء القاهرة المحروسة»: «إنها قبل أن تكون خضراء كانت زرقاء! حيث كان يوجد بيت يطلق عليه العامة (الثلاثة ولية)، وكانت هناك سراية العتبة لصاحبها الحاج محمد الدارة الشرايبي شاه بالأزبكية، ثم تملكها بعده الأمير رضوان كتخدا الجلفي، فجددها وبالغ في زخرفتها بعد عام 1160 هجرية .. ثم اشتراها الأمير محمد بك أبو الدهب، ، ثم انتقلت ملكية سراية العتبة هذه إلى الأمير طاهر باشا الكبير، ثم تملك السراية قريبه الأمير طاهر باشا الذي ولاه محمد علي نظارة الجمارك .. واستمرت السراية بيد ورثته ولكن عندما قرر إسماعيل تخطيط منطقة الأزبكية وردم ما بقي من البركة، راح جزء كبير من السراية بسبب هذا التنظيم، ودخل جزء منها في الميدان، لذا سمي بالعتبة الخضراء، وإن بقي منها القصر العظيم الذي أصبح محله المحكمة المختلطة خلف دار الأوبرا القديمة.

نعود إلى موضوعنا بشأن التمثال .. فبعد أن إستقر فى ميدان العتبة لمدة 10 سنوات ، إلى أن جاءت سنة 1882م وهو تاريخ الثورة العرابية، ثار الناس ضد الخديوي توفيق وضد الإنجليز وكانوا يحاولوا تحطيم أي شيء يتعلق بالأسرة الحاكمة، فخلعت تمثال إبراهيم باشا من قاعدته ومن يومها نقلوه من ميدان العتبة، ومعرفوش يضعوه في مكان عام بسبب الناس، فاضطروا وضعه في متحف لمدة 9 سنوات لغاية ما الوضع استقر، فنقلوه بعدها إلى ميدان الأوبرا ، فتحول اسم الميدان وقتها من ( تياترو ) إلى ( ميدان إبراهيم باشا ) وبعد الثورة تم تغيير اسم الميدان إلى ( ميدان الأوبرا ) سنة 1954م .. ومازال هناك إلى الآن مع جزء من حديقة الأزبكية - سينما الأوبرا المعطلة – مسجد الكخيا – أول نفق الأزهر - شارع الجمهورية – جراج العتبة مكان الأوبرا القديمة - العمارات الكلاسيكية ذات الطابع الخاص ومحلات الأقمشة المصرية والعالمية.

وتسبب هذا التمثال في أزمة كبيرة بين مصر وتركيا عندما صنع المثال الفرنسى "كوردييه" لوحتين لوضعهما على قاعة التمثال الرخامية، أحدهما تمثل معركة "نزيب"، والثانية تمثل معركة "عكا"، وقد انتصر فيهما ابراهيم باشا على الجيش التركي، ولهذا رفضت تركيا وضع اللوحتين على قاعدة التمثال لأنهما تمثلان هزيمتها أمام جيوش مصر، فأخذ كورديية اللوحتين وعاد إلى فرنسا وعرضهما فى باريس، ثم حفظهما فى بيته.
وحينما قررت مصرالاحتفال بمرور 100 سنة على وفاة إبراهيم باشا عام 1948 فكرت فى استرداد اللوحتين ليتم وضعهما فى مكانهما، وتم الاتصال بفرنسا لكن حفيد كوردييه اكد انه بحث عنهما فى منزل جده ولم يجدهما، فكلفت الحكومة الفنانان المثالان المصريان أحمد عثمان ومنصور فرج ( رحمة الله عليهما ) ، بصنع لوحتين شبيهتين بلوحتى كوردييه الموجودتين حاليا على جانبى قاعدة التمثال، ومن يقترب من قاعدة التمثال سيلفت نظره العبارة المحفورة التي تقول: «سلام على إبراهيم قاد جيشه من نصر إلى نصر»، ومذكور معها قائمة بالمعارك التى خاضها بتواريخها .

قصة توثيق التمثال ووضعه ضمن قائمة الآثار الإسلامية والقبطية ترجع إلى أنه فى ذات يوم من عام 1984م قامت هيئة تجميل القاهرة التابعة لمحافظة القاهرة بأعمال تنظيف التمثال وقاعدته وحديقته الجميلة التى كانت تكتنز نافورتان غاية فى الإبداع .. كانت آلة التنظيف خراطيم المطافئ ذات الضغط العالى لإزالة الأتربة المتكلسة والإتساخات الناتجة من الشوائب الترابية وعوادم السيارات وخاصة التمثال بميدان مفتوح .. فكانت مظاهر هذه الأعمال تكسر فى بعض أجزاء من كورنيشة القاعدة – إزالة بعض حروف من لوحة تواريخ إنتصارات إبراهيم باشا بالرغم أن هذه الحروف نحت غائر للواجهة التى كانت مقابلة للإوبرا القديمة ( حتى تكون ظاهرة لزائرين الأوبرا أثناء خروجهم ليتعرفوا على إنتصارات الجيش المصرى وفرض سيطرته على المنطقة ) .. ضياع وبهتان للون الكتابات – وأخيرا مع تنظيف التمثال البونزى وعزلة بالورنيش أصبح جازباً للأتربة والتى تحولت إلى بقع ترابية تم تثبيتها مع حرارة الشمس المتكررة .

تصارف ذلك مع مرور أحد صحفى الأخبار والذى كتب عن مدى الإهانة للقائد والرمز والحاكم فى صورة التمثال ومدى الإهمال الوطنى والتاريخى الأمر الذى جعلها قضية رأى عام بالشارع المصرى فى ذلك الوقت .. الأمر الذى حرك المسئولين وإنتهى الأمر بأن يتم تحويلة لهيئة الآثار المصرية وكان ذلك فى وجود الدكتور أحمد قدرى ( رحمة الله عليه ) صاحب العصر الذهبى للآثار عامة والمهتم بالآثار الإسلامية والقبطية واليهودية والتى بدأها بترميم وتدعيم قلعة صلاح الدين الأيوبى مع التقدم بطلب لوقف سجن القلعة وغلق الشارع بين مسجدى السلطان حسن والرفاعى وجعله حرم لهما وحديقة ومتنفس للمواطنين .. ولا يفوتنى ذكر الدكتور / شوقى نخلة : رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم فى ذلك الوقت والذى كلفنى بعمل دراسة جدوى لهذا المشروع ( أول مشروع للترميم بأرقى ميادين مصر ).

بداية الأعمال كانت بورقة عمل تضمنت خطة العمل بمدة زمنية تقريبية تحتوى على أعمال الوصف الأثرى وعمل التسجيل والتوثيق الفوتوغرافى الكامل من جميع الزوايا لكلاً من التمثال وقاعدته مع الرفع المعمارى و الهندسى للقاعدة بكامل مفرداتها وهى من صخر ( التريستا ) الصلب .. أخذ أكثر من عينة وتحليلها إكسرية بمعامل مركز بحوث الهيئة .. تقرير مقدم من أحد متخصصى عمل الشدادات المعدنية على التمثال وقاعدته متضمن التأمين والحماية للعاملين ( الأمن الصناعى ) .. كشف بمستلزمات أدوات ومواد الترميم وطريق تأمينها بميدان عام مع عمل دروة ومخيم يليق بالأعمال الخارجية.

التمثال من البرنز والبرونز من الصناعات القديمة جداً ولكنها وصلت فى العصر الإسلامى إلى درجة كبيرة من الدقة والجمال الذى يسبب الراحة النفسية عندما ترى بوضوح أدق التفاصيل لدرجة ظهور عروق العضلات بأرجل الحصان .. التمثال والحصان كان بحالة جيدة وتحتاج إلى الحرفية فى إزالة التكلسات الترابية المتراكمة والمتكونه على فترات وأيضا الشحوم والدهون الناتجة من عوادم السيارات والأيروسولات المتطايرة بجو الميدان الحامل لبخار الماء المساعد على ذلك مع درجات الحرارة المتغيرة على مدار اليوم وحتى فى مواسمها السنوية وناهيك عن الأمطار الحامضية وإستقرارها فى الأماكن الغائرة بتفاصيل التمثال .. لكن مع التنظيف بعمل كمادات قطنية من الطولوين وبعض المذيبات العضوية تم الوصول إلى الطبقة التى تكونت على سطح معدن التمثال بسبب التفاعلات بين المعدن والوسط المحيط وهى الباتينا وهى عبارة عن القشرة السطحية التى تكونت على السطح والتى كانت سوداء .. رقيقة .. ناعمة .. مغطية للسطح مع ظهور كامل التفاصيل الدقيقة والأصلية للتمثال وبإعتبارها حامية له مع إستمرار الصيانة والمتابعة الدورية مع العزل من خلال توصياتنا عند إنتهاء المشروع.

اللوحتان البرنزيتان على جانبى قاعدة التمثال والتى قام بنحتهما كلاً من مؤسس فنون الأسكندرية وعميدها فى ذلك الوقت المثال النوبى : أحمد عثمان .. وزميله الفنان النحات منصور فرج وكان ذلك على غرار اللوحتين الأصليتين وذلك من خلال بعض العثور على بعض الصور الفوتوغرافية .. نعود إلى إستكمال أعمال التنظيف لهاتين اللوحتين بواسطة المزيبات العضوية لكميات كبيرة من الزيوت والشحوم الناتجة من عوادم السيارات .. هذه اللوحات إستغرقت وقت كبير لأن دائماً ما تكون الرليفات النحتية من النحت البارز والغائر مليئة بالمزانق التى تحتاج فى تنظيفها إلى الصب والدقة .. وبعد ذلك تمت أعمال العزل والتغطية بمساحة من البولى إيثلين لحفظها وإستعداداً للعمل بالقاعدة .

أما القاعدة فكانت تحتاج إلى مجهود كبير لأنها ذات مساحة كبيرة فهى عبارة عن أربعة أوجه وأكثر من مستوى وتحتاج إلى أعمال التنظيف الميكانيكى لإزالة أي متعلقات ترابية وأيضاً أعمال تنظيف كيميائى لإزالة البقع المختلفة مع مخلفات الطيور وتعديات الزائرين من كتابات للذكرى وإضافة بعض الألوان .. الأهم من كل ذلك تحتاج إلى بعض الإستكمالات فى بعض الأجزاء المفقودة وخاصة الواجة التى كانت مقابلة للخارج من دار الأوبرا القديمة قبل حرقها .. أضف إلى ذلك إستكمال للحروف الناقصة من مواقع و تواريخ إنتصارات إبراهيم باشا وايضاً معالجة الألوان بالحروف .

كانت أولى التحديات العثور على التواريخ المفقودة وكانت بمجهودات مضنية بالمرور على دار المحفوظات وهيئة الكتاب والمواثيق وحتى الجمعية الجغرافية طرقنا بابها للحصول على معلومات موثقة بتواريخ الحروب والإنتصارات للجيش المصري العريق .. وكان التحدى الثانى الذى يواجهنا من ناحية الإستكمال على صخر شديد الصلابة وله تركيب كيميائى ومعامل تمدد مختلف ويواجه بيئة مختلفة تماماً .. بعد أكثر من تجربة إهتدينا إلى عمل عجينة مكونة من ( كلة الرخام الفازلين ) ( بضم الكاف وكسر اللام ) والمناسب من بودرة الزنك وأكثر من أكسيد للحصول أثناء التقليب على لون مناسب .. توضع العجينة فى المكان المراد على فترات بعد وضع النسبة المقررة للمجمد وحتى الوصول لمرحلة الإمتلاء وبعد الجفاف يتم إستخدام الصاروخ بأكثر من درجة من الصنفرة حتى نصل إلى سطح أملس مستو يمكن الكتابة الغائرة عليه إستكمالاً للحروف التالفة أو الناقصة.

إستكمال الحرف له قواعد وشروط الإستكمال منها أن نأخذ الحرف المفقود من الحروف المتواجدة إن وجدت وأن يكن الإستكمال بدرجة لونية مختلفة قليلاً لمعرفتها .. حيث تم إستدعاء خطاط من التليفزيون لم أتذكر إسمه والنحات من ذوى الخبرة من منطقة تحت الربع .. أما التدهيب من ورق دهب إنجليزى فقامت به إدارة فنية على خبرة كبيرة تحت إشراف الفنان نبيل شاروبيم رحمة الله عليه.

أحداث كثيرة مرت فى هذا العام أحسبها توثيق لى وللأعمال أذكر بعضها:
******************
الحدث الأول : فى منتصف الإسبوع الثانى من بداية العمل وجدت أمين شرطة من قسم عابدين يبلغنى بالذهاب للقسم للرد على شكوى فى حقى وكان قسم عابدين آنذاك أمام مسرح الجمهورية .. وبالفعل ذهبت بمفردى لمعرفة الأمر والإطلاع على الشكوى التى كانت مضمونها قيامى بعمل دروة من قماش ثقيل لتغطية التمثال وقاعدته وهذا مخالف للعقد المبرم بين محافظة القاهرة وبين أحد إستوديوهات التصوير الكبرى بشارع البيدق ( ش خلف المطافى وهو سوق لبيع جميع مستلزمات الكهرباء ) .. كانت المفاجئة وجود عقد إيجار سنوى مدفوع الأجر مقدماً بين المحافظة وإستوديو التصوير وبوجود مصور أو أكثر للتعامل مع الزائرين والتصوير مع التمثال .. طبعاً مع عدم منع أى زائر معه كاميرا من التصوير.. إنتهى الموضوع بسلام وعرفت أن المحافظة كانت أيضاً تؤجر تمثال رمسيس بسعر أعلى من تمثال الأوبرا .
الحدث الثانى : جائنى مخرج تليفزيونى يسمى ناجى أنجلو يتفق معى على تصوير ثلاث مشاهد مع العاملين بترميم التمثال .. وكان من أبطال الفيلم من الشباب الفنان هشام سليم والفنانة فايزة كمال (رحمها الله) وإسم الفيلم ( من فضلك وإحسانك ) بطولة صلاح ذو الفقار وهدى سلطان ويدور مضمون الفيلم على عدم مغادرة الشباب لبلدهم ويجب عليهم أن يكونوا قدوة فى إظهار إنتمائهم لوطنهم من خلال العمل فى شتى المجالات .. بالطبع تم الترحيب والإتفاق على التصوير نظير مكافأة للعاملين وسائقى إتوبيس رقم ( 176 ) الخلفاوى – الأوبرا ) وكان المبلغ عشرون جنيهاً لكل مشهد .

الحدث الثالث : فى أحد الأيام جاء رجل لا نعرفه فى تمام الساعة السادسة صباحا وفى عدم وجود أحد وتسلق الشدادات المعدنية إلى أن وصل لقاعدة التمثال ثم إمتطى ظهر الحصان ماسكاً باللجام وأخذ يخطب ف الناس والميدان عام و مليئ بالمارة يميناً ويساراً إلى أن إمتلئ بالناس وتوقفت الحالة المرورية الأمر الذى جعل بعض من ضباط قسمى شرطة الموسكى وعابدين يهرعون لكشف الحدث الصباحى فكانت المفاجأة إمتناع الرجل من النزول وإلا سينتحر من فوق التمثال .. لكن بالدبلوماسية وبشرطه خروج جميع من بحديقة التمثال.. وفعلاً تم النزول بسلام والقبض عليه بهدووووووء.

* نعود إلى بطل مقالنا ونسأل : كيف انتهت حياة إبراهيم باشا ؟؟

لا يشترط في حياة الملوك أن تكون نهاية حياتهم مشرقة، فالعديد من الحكام والأمراء رغم ما قدموه من خدمات لأوطانهم إلا أن نهايتهم كانت سيئة للغاية، كما كان الحال مع إبراهيم باشا وآخرين والذي أمر سلطانهم بقتلهم: أمر سليمان القانوني بإعدام إبراهيم باشا وذلك بعد أن عاد من إحدى الحملات التي كانت متجهة إلي الدولة الصفوية .. ولا يعتبر إبراهيم باشا وحده هو من نفذ فيه حكم الإعدام بل كان ضمن 21 قائد صدر الأمر بقتلهم .. كان يعلم إبراهيم باشا بنيه قتله من قبل السلطان رغم أنه كان يعلم أنه سوف يقتل إلا أنه ظل على إخلاصه ووفائه إلى السلطان وذلك بحسب ما كتبه في مذكراته. وجد جثمان إبراهيم باشا في يوم الثاني والعشرين من رمضان مخنوقًا وذلك بعد أن تم تنفيذ حكم الإعدام به.

* تحضرنى معلومة بمناسبة تماثيل الميادين التى تزين معظم ميادين العالم ومنها الفرسان المشهورين واللذين نقتدى بهم لرفع الروح الوطنية والدرجات العلى من الإنتماء للوطن وحب الدفاع عن الأرض والعرض ... والمعلومة فى تماثيل الميادين :

1- إذا كان الحصان يرفع قدماً واحدة فإن ذلك يعنى أن الفارس قد مات متأثراً بجراح معركة .
2- إذا مان الحصان رافعاً القدمين الأماميين يعنى أن الفارس قد قتل فى معركة.
3- إذا كانت الأرجل الأربعة غير مرفوعة عن الأرض فإن ذلك يعنى أن الفارس قد مات طبيعياً وليس فى معركة .. كما بتمثال القائد إبراهيم باشا الذى قال عنه معاصره البارون " دوبوا لوكومت " إنه عندما سئل كيف يطعن فى الأتراك وهو منهم فأجاب: «أنا لست تركياً فإنى جئت إلى مصر صبياً، ومن ذلك الحين مصرغيرت من دمى وجعلته دماً عربيا.

• تحية إجلال للقائد إبراهيم باشا الذى كان باسلا مقداما فى الحرب، لا يتهيب الموت، وقائدا محنكا لا تفوته صغيرة ولا كبيرة من فنون الحرب، "

• كان لنا الإنفراد الأول بترميم التمثال وأيضا الإنفراد الأول بترميم تماثيل وقواعد الميادين بالقاهرة وذلك من خلال برتوكول بين محافظة القاهرة و قطاع المشروعات بوزارة الآثار سنعرض عنه قريباً لحق المعرفة بأعمال الشباب من خلال حب الوطن..
 
 
الصور :