الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

شارع الشيخ ريحان

شارع الشيخ ريحان
عدد : 03-2022
بقلم المهندس/ طارق بدراوي
موسوعة" كنوز أم الدنيا"

شارع الشيخ ريحان أحد شوارع وسط مدينة القاهرة وهو يقع بين شارعي الفلكي وقصر العيني وبالتحديد فهو يبدأ من ميدان سيمون بوليفار خلف مجمع التحرير حيث السفارة الأميريكية والسفارة البريطانية وكنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية ويمتد حتي يتقاطع مع شارع الفلكي ثم يمتد حتي تقاطعه مع شارع بورسعيد مرورا بمقر وزارة الداخلية القديم وبميدان عابدين ويبلغ طوله حوالى 1700 مترا وهو يجمع بين نقيضين فهو يضم بذخ وضخامة وإتساع وتنظيم القصور والمنشآت الملكية في نصفه الأول القريب من ميدان التحرير وضيق وعشوائية وإزدحام المحلات والدور الفقيرة في نصفه الثاني القريب من ميدان عابدين ويقع به مسجد صغير به منسوب للشيخ ريحان الذى يحمل الشارع إسمه وهو الشيخ ريحان بن يوسف بن سعادة بن محمد المنيع الشهير بفريج العو والذى يعود نسبه كما يقول بعض المؤرخين إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب والذى يحرص الكثير من أحفاده على زيارته وهم يعرفون في مصر كلها بإسم الريحانية وكان هذا الشارع قد تغير إسمه من شارع الشيخ ريحان ليحمل إسم السلطان حسين كامل سلطان مصر وملك السودان وهو أحد أبناء الخديوى إسماعيل الذى تم تنصيبه سلطانا على مصر بعدما عزل الإنجليز إبن أخيه الخديوى عباس حلمي الثاني وأعلنوا مصر محمية بريطانية في شهر ديسمبر عام 1914م في بداية الحرب العالمية الأولى والذى حكم مصر لفترة قصيرة حتي وفاته في شهر أكتوبر عام 1917م ثم عاد إليه إسم الشيخ ريحان مرة أخرى بعد قيام ثورة يوليو عام 1952م وقد شهد هذا الشارع أحداثا كبيرة منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادى وخلال القرن العشرين الماضي وحتي وقتنا الحاضر وذلك بداية من ثورة الزعيم أحمد عرابي باشا عام 1881م نظرا لقربه من قصر عابدين وحتى ثورة 25 يناير عام 2011م وثورة 30 يونيو عام 2013م حيث شهد الشارع إعتصام المتظاهرين أمام مبنى مجلس الوزراء إلى شارع الشيخ ريحان وشارع القصر العيني وميدان التحرير وكان من هذه الأحداث ما وقع في يوم 15 ديسمبر عام 2011م حيث وقعت إشتباكات بين المعتصمين أمام مقر مجلس الوزراء المصري وقوات الشرطة العسكرية والجيش وإمتدت الإشتباكات إلى ميدان التحرير حيث قامت قوات الأمن بإخلاء الميدان بالقوة في اليوم التالي 16 ديسمبر عام 2011م وإمتدت الإشتباكات إلى شارع الشيخ ريحان وفي اليوم الرابع من الإشتباكات تم قطع الكهرباء عن الشارع وقامت قوات الأمن برش المتظاهرين بالمياه خلف سور الأسلاك الشائكة الفاصل بين الطرفين وإنتهي الأمر بفض هذا الإعتصام ولكن بعد سقوط قتلي وجرحي من الطرفين وحدوث تلفيات جسيمة بالمنطقة .

ومن أهم معالم شارع الشيخ ريحان المبني القديم لوزارة الداخلية والذى بني على الطراز الفرنسي في عام 1805م عندما أنشأ محمد علي باشا ديوان بإسم ديوان الوالي لضبط الأمن في القاهرة وفي يوم 25 فبراير عام 1857م وفي عهد محمد سعيد باشا إبن محمد علي باشا عرف بما يسمى نظارة الداخلية وقد إستمر إستعمال لقب الناظر حتى قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914م وإعلان بريطانيا الحماية على مصر وإجراء بعض التغييرات في المناصب السياسية والمسميات وكان منها ذلك اللقب الذي تحول إلى وزير وكان رئيس مجلس الوزراء حينذاك حسين رشدى باشا هو أول وزير للداخلية يحمل هذا اللقب حيث جمع بين منصبي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وإستمر يشغل هذا المنصب حتي عام 1919م في عهد كل من السلطان حسين كامل وخايفته السلطان فؤاد الأول قبل أن يصبح ملكا وموخرا وفي عام 2016م تم تشييد مبني جديد لوزارة الداخلية في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة وقد جاء تصميمه على هيئة شعار الشرطة بمساحة قدرها 200 ألف فدان بطراز معماري رفيع وتخطيط هندسي أشرف عليه فريق ذو كفاءة عالية من المهندسين العسكريين وهو يضم مكتبا للوزير والإدارة العامة للمكتب الفنى للوزير بالإضافة إلى إدارة المتابعة التابعة لمكتب الوزير والإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة وقطاع شئون الضباط وحقوق الإنسان ويتمتع المبنى الجديد بوجود أجهزة متطورة به ووسائل تواصل جيدة مع كافة القطاعات وقاعات كبيرة للإجتماعات وأماكن لإستقبال المواطنين القادمين إلى الوزارة لتقديم الشكاوى أو الإستفسار عن بعض الأمور كما توجد به قاعة مخصصة للإعلاميين والصحفيين المنوط بهم تغطية أخبار الوزارة ويوجد به ايضا مسجد يتسع لألف فرد للصلاة وجدير بالذكر أن المبنى الجديد لوزارة الداخلية تتوافر به إجراءات أمنية مكثفة على مستوى عالمى سواء من حيث الإنتشار الأمنى للضباط والأفراد المدربين على أحدث الوسائل التأمينية أو إنتشار الكلاب البوليسية المدربة وكاميرات المراقبة والبوابات الإلكترونية حول المبنى وعن أسباب تغيير مقر وزارة الداخلية فذلك يعود إلي أن المقر القديم لوزارة الداخلية ونظرا لوجوده في وسط المدينة مع تردد عدد كبير من المواطنين عليه كان يتسبب في حالة إرتباك مروري بسبب الكثافة المرورية بهذه المنطقة .

ومن أهم معالم الشيخ ريحان أيضا قصر محمد محمود باشا رئيس مجلس وزراء مصر الأسبق والذى إشتراه حزب المصريين الأحرار وإتخذه مقرا له ومحمد محمود باشا صاحب هذا القصر كان قد ورثه من أبيه السياسي المعروف ورجل البر والذى كان من كبار ملاك الأراضي الزراعية بمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط محمود سليمان باشا كان قد ولد في يوم 4 أبريل عام 1878م وتلقى تعليمه بمدرسة أسيوط الإبتدائية وفي عام 1892م إلتحق بالمدرسة التوفيقية بالقاهرة حيث أتم دراسته فيها وحصل علي شهادة إتمام الدراسة الثانوية عام 1897م ثم سافر إلي إنجلترا ليدرس بجامعة أوكسفورد وبعد عودته عين وكيل مفتش بنظارة المالية مابين عام 1901م وعام 1902م ثم إنتقل إلى نظارة الداخلية وعين مساعد مفتش حتي عام 1904م ثم أصبح سكرتيرا خصوصيا لمستشار ناظر الداخلية الإنجليزي عام 1905م ثم تدرج في الوظائف حتى وصل لمنصب مدير مديرية الفيوم وهو ما يعادل منصب المحافظ حاليا ثم أصبح محافظا لمنطقة القناة ثم لمديرية البحيرة ثم إستقال لرفضه طلب السلطات البريطانية زيادة الضرائب المقررة على الفلاحين وكان من الأعضاء المؤسسين لحزب الوفد مع سعد زغلول باشا وكان ضمن الوفد الذي شكله سعد زغلول باشا لطلب السفر إلى لندن من أجل المط\لبة بإستقلال مصر وهو الوفد الذى قامت السلطات البريطانية في مصر بإحتجازه وسجنهم في يوم 8 مارس عام 1919م بثكنات قصر النيل ونفيهم بعد ذلك الى جزيرة مالطة بالبحر الأبيض المتوسط لتقوم في اليوم التالي 9 مارس عام 1919م ثورة عام 1919م التي أجبرت الإنجليز على قبول فكرة سفر الوفد لعرض مطالب الشعب المصري وقام محمد محمود باشا بتأليف الكتاب الأبيض الذي يسرد قضية مصر من الجانب السياسي والقانوني ونتيجة لخلافات بين أعضاء الوفد حول أهدافه ومسارات التفاوض مع الإنجليز برزت حركة إنقسامات داخلية أدت لخروج عدلي يكن باشا ومحمد محمود باشا من الوفد وقاما بتأسيس حزب الأحرار الدستوريين المنافس القوي لحزب الوفد عام 1922م والذى ترأسه عدلي يكن باشا في البداية ثم ترأسه بعد ذلك محمد محمود باشا وفي وزارة عدلي يكن باشا الثانية التي شكلها يوم 7 يونيو عام 1926م وظلت في الحكم حتي يوم 21 أبريل عام 1927م شغل محمد محمود باشا فيها منصب وزير المواصلات وفي تلك الفترة بدأ إنشاء مطار القاهرة الدولي كما تم مد خطوط التلغراف والتليفونات لأول مرة بين القاهرة والإسكندرية وفي الوزارة التي تلتها والتي قام بتشكيلها عبد الخالق باشا ثروت يوم 23 أبريل عام 1927م شغل فيها منصب وزير المالية وفي الوزارة التالية التي شكلها مصطفي النحاس باشا وكانت وزارة إئتلافية بين حزبي الوفد والأحرار الدستوريين شغل فيها أيضا محمد محمود باشا منصب وزير المالية .

وفي يوم 25 يونيو عام 1928م تم إختياره لأول مرة لكي يشغل منصب رئيس الوزراء وهي الوزارة التي عرفت بإسم وزارة اليد الحديدية حيث أعلن محمد محمود باشا بنفسه أن وزارته سوف تتصف بهذا الوصف وذلك لزوم القضاء على حالة الفوضي والإنفلات في البلاد والتي تسبب فيها الحكم الحزبي وبأنه سوف يعطل العمل بالدستور لتحقيق ذلك وقام بإلقاء مجموعة خطب حينذاك في العديد من المناسبات تم جمعها بعد ذلك في كتاب بنفس الإسم اليد الحديدية في إعلان واضح وصريح عن تصميم الرجل علي إهمال الحكم الدستورى وهو ما تحقق طوال فترة وزارته من اليوم المذكور وحتي تقديم إستقالتها للملك فؤاد يوم 4 أكتوبر عام 1929م وقد تلخص برنامج حكومته حينذاك في السعي لتمكين البلاد من الإستقلال ونشر العدل والحريات وتطبيق اللامركزية وفي عهد هذه الوزارة وفي يوم 26 يونيو عام 1929م بدأت جولة مفاوضات جديدة بين مصر وبريطانيا لتسوية المسائل المعلقة بينهما ومثل مصر فيها رئيس الوزراء محمد محمود باشا ومثل بريطانيا المستر آرثر هندرسون وزير الخارجية حينذاك وبعد مرور أسبوع وفي يوم 3 يوليو عام 1929م تم إعداد مشروع معاهدة بين الجانبين المصرى والبريطاني وتم تسليمه لمحمد محمود باشا بعد يومين أى في يوم 5 يوليو عام 1929م وإستدعى محمد محمود باشا عبد الحميد باشا بدوى وهو رجل قانون دولي مصرى ضليع إلى العاصمة البريطانية لندن لدراسة ومراجعة وصياغة مشروع المعاهدة مما أسفر عن تقديم الحكومة المصرية إلى الجانب البريطاني مشروع معاهدة آخر معدل وبعد مفاوضات شاقة بين الجانبين لم يتم التوصل إلي إتفاق وفي نهاية شهر سبتمبر عام 1929م بات واضحا أن حكومة محمد محمود باشا تلفظ أنفاسها الأخيرة وكان كل وزرائها مدركين ذلك حتى أنهم كانوا يؤدون مهامهم اليومية بلا حماس وأخيرا تقدمت الحكومة بإستقالتها حلا لهذا الموقف الشائك وكان أن كلف الملك فؤاد عدلي يكن باشا بتأليف الوزارة الجديدة وعلي أن تكون وزارة إنتقالية تشرف علي الإنتخابات البرلمانية .

وقد تولي محمد محمود باشا رئاسة الوزارة للمرة الثانية في أواخر عام 1937م خلفا لوزارة الوفد التي كان يترأسها مصطفي النحاس باشا وكان محمد محمود باشا في ذلك الوقت رئيسا لحزب الأحرار الدستوريين وزعيما للمعارضة في مجلس النواب وبدأ عهد وزارته الجديدة بقرار بحل مجلس النواب الوفدى القائم الأمر الذى رفضته غالبية النواب وإضطرت الحكومة لإستخدام الشرطة حتي تخرج النواب من البرلمان وقد حرص محمد محمود باشا علي أن تمثل في وزارته كافة الإتجاهات الحزبية فيما عدا حزب الوفد وشملت عدد 16 وزيرا وهو أكبر عدد لأى وزارة تشكلت حينذاك كان منهم رؤساء بعض الأحزاب وعدد من الرعيل الأول لحزب الوفد خلال ثورة عام 1919م والذين إختلفوا مع سعد زغلول باشا وخرجوا من الحزب حينذاك وكان هذا ضروريا لعمل شئ من التوازن أمام الرأى العام نتيجة الموقف العنيف الذى إتخذه الملك فاروق الشاب آنذاك تجاه وزارة مصطفي النحاس باشا صاحبة الأغلبية البرلمانية والتأييد الشعبي الجارف في البلاد وتم فتح باب الترشح لإنتخابات برلمانية جديدة والتي تدخلت فيها الإدارة بشكل سافر من أجل الوصول إلى تشكيل برلمان لايحقق فيه حزب الوفد الأغلبية وبالفعل جرت الإنتخابات في شهر أبريل عام 1938م وجاءت النتيجة حصول الوفد علي 12 مقعدا من إجمالي مقاعد البرلمان وباقي المقاعد وعددها 252 مقعدا حصل عليها مرشحو الحكومة والأحزاب الموالية لها وعلي رأسها حزب الأحرار الدستوريين ومما يذكر أن كلا من الزعيم مصطفي النحاس باشا ومكرم عبيد باشا قطبي الوفد الكبيرين قد سقطا في تلك الإنتخابات في دائرتيهما ومع ظهور نتيجة الإنتخابات البرلمانية تقدمت الوزارة بإستقالتها للملك فاروق لتفسح الطريق أمامه من أجل إختيار وزارة جديدة وحيث آن حزب الأحرار الدستوريين كان هو صاحب الأغلبية طبقا لنتيجة الإنتخابات البرلمانية التي أجريت في البلاد فقد كلف الملك محمد محمود باشا بإعادة تشكيل الوزارة من جديد ولم تعمر تلك الوزارة أكثر من شهرين حيث إستمرت مناورات ودسائس القصر بقيادة علي ماهر باشا رجل القصر القوى حيث قام بمناورة ماكرة بأن قدم إستقالته كرئيس للديوان الملكي علي أساس أن الأزمة الوزارية قد إنتهت وأنه قد أدى مهمته بنجاح وبالطبع لم يقبلها الملك فاروق مما دعم موقف علي ماهر باشا في مواجهة الوزارة ورئيسها ولم يجد محمد محمود باشا حلا غير أن يقدم إستقالته للملك فاروق يوم 24 يونيو عام 1938م حتى يتيح له الفرصة لتكليف رئيس ديوانه علي ماهر باشا بتشكيل الوزارة الجديدة أو يعيد تكليفه بتشكيلها مع زيادة عدد الوزراء المنتمين للحزب السعدى وقبلها الملك فاروق بالفعل ولكنه إختار البديل الثاني وقام بتكليفه مرة أخرى بتشكيل الوزارة الجديدة وأعاد مرة أخرى محمد محمود باشا تشكيل الوزارة ولكن لم تسلم تلك الوزارة أيضا من مناورات ودسائس علي ماهر باشا طوال المدة التي قضتها في الحكم حتي أن محمد محمود باشا تنامي إلى علمه خلال الأيام الأخيرة من عمر وزارته أن علي ماهر باشا يجرى مشاوراته مع بعض الشخصيات المرشحة لتكون ضمن وزارته القادمة إلي جانب أنه ترأس وفدا سافر إلى إنجلترا للتفاوض والتفاهم بشأن بعض المسائل التي تخص العلاقات بين مصر وبريطانيا وباقي الدول العربية وخصوصا فلسطين من وراء ظهر الوزارة القائمة وتزامن ذلك مع تدهور صحة محمد محمود باشا وإصابته بمرض شديد فكان أن تقدم بإستقالته إلى الملك فاروق فقبلها وكلف بالفعل علي ماهر باشا بتشكيل الوزارة الجديدة يوم 18 أغسطس عام 1939م وكانت في هذه الأيام قد بدت في الأفق نذر قيام الحرب العالمية الثانية ولم يعمر محمد محمود باشا طويلا بعد ذلك وتوفي في يوم أول فبراير عام 1941م .

وعلاوة علي ما سبق يوجد في شارع الشيخ ريحان عدد من الفيلات الفاخرة منها فيلا فائقة الجمال تقع في رقم 16 بالشارع المذكور وهي فيلا حافظ بك المنشاوي وحرمه فردوس هانم المنشاوي وقد شغلتها مصلحة الزراعة عام 1912م والتي أصبحت وزارة الزراعة فيما بعد ثم شغلتها الإدارة المالية لوزارة الحربية وفي عام 1925م صارت الفيلا مقرا لمدرسة المحاسبة والتجارة العليا التي تحولت فيما بعد إلى كلية التجارة بجامعة القاهرة وقد إنتقلت مدرسة المحاسبة من الفيلا عام 1932م إلى شارع القصر العيني وتحولت آنذاك الفيلا إلى مدرسة المنيرة للبنات وبعد سنوات تركتها مدرسة المنيرة لتنتقل إليها مدرسة القربية والتي كانت قد تأسست عام 1874م في عهد الخديوى إسماعيل في حي القربية القريب من باب زويلة وإحتفظت بإسمها بعد نقلها من هذا الحي إلي شارع الشيخ ريحان وكان من خريجيها الكاتب إبراهيم عبد القادر المازني والمترجم أحمد زكي باشا والزعيم الوطني مصطفى كامل باشا والمفكر محمود شاكر والدكتور محمد أبو الغار مؤسس الحزب المصري الديموقراطي ومما يذكر أنه في عام 2012م وكنتيجة لأحداث شارع محمد محمود توقفت الدراسة بالمدرسة كما تعرض المبنى لأضرار وتلفيات كبيرة وللأسف فقد أصبحت الفيلا حاليا في حالة سيئة للغاية وللأسف أيضا فهي غير مسجلة في قوائم التنسيق الحضاري وتوجد بشارع الشيخ ريحان أيضا أحد المدارس الشهيرة والعريقة في مصر وهي مدرسة الفرير دى لاسال وهي واحدة من ست مدارس تحمل هذا الإسم أربع منها في القاهرة وإثنتان في الإسكندرية وقد بدأت هذه المدرسة في مصر عام 1888م بالقرب من كنيسة سان جوزيف بوسط البلد وفي عام 1900م غيرت المدرسة إسمها إلى يوحنا دي لا سال وفي عام 1906م إشترت المدرسة مكانها الحالي في باب اللوق من مصطفى فهمي باشا رئيس النظار أي الوزراء حينذاك وفي عام 1908م بدأ بناء المبنى الحالي للمدرسة وعاد لها إسمها القديم وكان من أشهر خريجيها المفكر غالي شكري والسياسي علي صبري الذي أصبح مديرا للمخابرات العامة ثم رئيسا لوزراء مصر ثم نائبا لرئيس الجمهورية بعد ثورة 23 يوليو عام 1952م .

وعند تقاطع شارعي منصور والشيخ ريحان أمام مبني وزارة الداخلية توجد فيلا أوروبية الطراز رائعة الجمال وهي فيلا فيضي باشا وهي تبدو وكأنها قادمة من عالم آخر بأسوارها الخشبية وبرجها الذي يعلوه ديك معدني يتحرك مع إتجاه الريح وهي مستغلة حاليا كمخزن تراثي لأثاث الجامعة الأميريكية التي تقع علي مقربة منها وأخيرا يتميز شارع الشيخ ريحان بوجود أحد مسارح القاهرة وهو مسرح مدرسة ليسيه الحرية والذى يعتبر من أهم المعالم الأثرية بمنطقة وسط القاهرة ويعود تاريخ تأسيسه علي الطراز الفرنسي إلي فترة الحملة الفرنسية علي مصر ما بين عام 1798م وعام 1801م علي يد بعض أعضاء الجالية الفرنسية وهو يضم تراثا معماريا وأثريا ومقتنيات أثرية في غاية الأهمية يعود تاريخها إلي زمن الحملة الفرنسية وقد تم ضمه بعد ذلك إلي مدرسة ليسيه الحرية بباب اللوق ليصبح جزءا منها والتي تم تأسيسها أيضا على الطراز الفرنسي ضمن مجموعة من المدارس أسسها أبناء الجالية الفرنسية في بداية القرن العشرين الماضي وكانت الدراسة فيها مقتصرة على الفرنسيين وكل من المدرسة والمسرح يضمان نسخة كاملة من كتاب وصف مصر الذي إحترقت نسخته الأولى في المجمع العلمي وللأسف الشديد فقد تعرضت المدرسة لحريق بأبوابها ونوافذها وبعض محتوياتها في شهر نوفمبر عام 2012م خلال أحداث شارع محمد محمود الشهيرة بعدما ألقى بعض الأشخاص عليها زجاجات مولوتوف وجدير بالذكر أنه يوجد مسرح مماثل لمسرح مدرسة ليسيه الحرية بشارع الشيخ ريحان بمدرسة ليسيه الحرية بالإسكندرية والتي تم تأسيسها في عام 1909م والذى يعد أيضا أحد أهم المسارح القومية في الإسكندرية وتتصدر واجهته جدارية فنية تحمل إسم طرح البحر علي مساحة 86 مترا وكان قد تم تجديده وإعادة تأهيله وتم إفتتاحه كمسرح قومي يوم 14 فبراير عام 2007م وذلك بعد أن تم تجهيزه بأحدث التقنيات الفنية الحديثة والتي شملت أعمال منظومة الحماية المدنية حسب أحدث أكواد الحريق ولوحات الإنذار وشبكة مكافحة الحريق والأعمال الكهربائية من صيانة جميع اللوحات والكابلات الخاصة بالمسرح وخشبة المسرح وغرف الفنانين بالإضافة إلى الأعمال الإعتيادية من دهانات وتجديد واجهة المسرح الخارجية والمدخل الرئيسى وصالة العرض وهو يضم عدد 850 مقعدا ويعد أول مسرح في مصر يتبع نظام الإطفاء الذاتي والإنذار المبكر لتفادي الحرائق .
 
 
الصور :