الخميس, 25 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

اليوم العالمى للشباب والتكريم المستحق

اليوم العالمى للشباب والتكريم المستحق
عدد : 08-2021
بقلم الخبير السياحى / محمود كمال

عاش دون ضجيج يذكر .. سار في هدوء يدرس ويسهر الليالى ويعد العدة ليصبح من أفضل المرشدين السياحيين في العالم .. إنه العلامة المرشد السياحى الشاب أحمد فهيم الذى رحل عن عالمنا في اليوم العالمى للشباب الخميس الماضى الموافق 12/8/2021 .. تمتع بقدر رائع من قراءة تاريخ مصر بصورة متأنية عن كل من سبقوه .. كانت له فلسفة في كافة الحركات والمناظر التي تؤدى بها الطقوس والشعائر الدينية والجنائزية والسياسية والاجتماعية المدونة على جدران المقابر وعلى التوابيت وفى البرديات .. عشق الأجداد والعلم والصبر والاجتهاد للحصول على أكبر قدر من المعرفة التي أهلته الى تدريب العديد من زملائه المرشدين السياحيين.

ترك العلامة الجليل احمد فهيم رصيد ضخم من قراءة الحياة اليومية لاجدادنا المصريين القدماء ولم يبخل بأى معلومة لاى من زملائه وبالطبع لم يبخل على ضيوفه الايطاليين حيث أنه كان بارعا في هذه اللغة .. مهارات عظيمة كان يمتلكها ولا تشعر أمامه إلا بتواضع العلماء.

ولمن لا يعرف الكثير عن المرشدين السياحيين في مصر .. الي حضراتكم بعض المعلومات التي تعطيكم صورة حقيقية عنهم ..المرشد السياحى المصرى مصنف رقم واحد في العالم لأنه يستطيع شرح تاريخ بلد لها حضارة تتخطى العشرة آلاف عام ، قادر على شرح الأثار والتاريخ لفترات الأسرات المصرية القديمة وفترات اليونانيين والرومان والفترة المسيحية والفتح الاسلامى والتاريخ الحديث والتاريخ المعاصر بالاضافة الى اللغة الأجنبية المتقنة والتي يتعجب لها أصحاب اللغة أنفسهم على قدرة طلاقة المرشد السياحى المصري.

وكما نعرف أن القانون لا يقبل إعطاء تصريح مزاولة المهنة للمرشد السياحى إلا من أب وأم مصريين ،ويمنع الاشتغال بمهنة غير الارشاد السياحى حتى وإن حدثت ظروف عالمية كالارهاب أو الكورونا لا يستطيع المرشد أن يتقدم لأى وظيفة أخرى لأنه سيتعرض لعقوبة فقدان ترخيص مزاولة المهنة الصادر من وزارة السياحة ،ومؤكد تلك الظروف تسبب ارتباكا شديدا له ولأسرته التي يعولها.

بإختصار .. هذه الفئة التي تستحى أن تعترض أو تشتكى من ضيق الحال وتواجه العديد من التحديات والمعوقات، هم أهلاً للفوز بجائزة الثبات.

نعود لبطلنا الأستاذ أحمد فهيم الذى توفى في هدوء دون شكوى وهو في عز شبابه ،وكان على موعد للنزول لشرح منطقة اثرية لزملائه .. فقد كان يتمتع بملكات ومهارات خاصة تمكنه من إيصال كل ما يحب ايصاله للمتلقى بكل يسر وتشويق واثارة.

ورغم مشكلات ومعاناة المرشدون السياحيون ونقابتهم واختلاف آرائهم إلا أن الصمت خيم على الجميع لحظة معرفة خبر وفاة زميلنا العزيز صباح الخميس الماضى ،وشعر الجميع بأن أخا وصديقا وزميلا وعالما قد فارق الحياة ولم يستطع أحد تصور الصدمة .. الصدمة التى حدثت بسبب تمتع أحمد فهيم بحب واحترام الجميع .. وفى لحظات تحولت مواقع التواصل الاجتماعى الى سرادق عزاء واقتراحات لعمل مشروع صدقة جارية وعلم ينتفع به ..والكل يسابق الزمن دون تنسيق أو ترتيب .. وفى خلال ساعات أنشىء جروب يجمع محبيه تخطى الالف وسبعمائة مرشد ..

درس عظيم أراد الله أن يعلمه لنا .. أحمد فهيم كان يحث كل المرشدين السياحيين على نبذ الخلافات والبعد عن تبادل وجهات النظر المثيرة للجدل وأن يتحلى الجميع بالمزيد من العمل ومن لم يجد عملا فليجتهد ولا يترك الامر دون مجهود وان يترك الامر كله لله بعد أن يسعى بكل طاقته

دعوة الى وزير السياحة بصرف مكافأة استثنائية للمرشد العالم الجليل أحمد فهيم وإطلاق أسمه على احدى قاعات المتحف المصرى الجديد ، فقد بذل الغالى والنفيس من أجل مصر ، وكان نعم السفير امام ضيوف مصر وخاصة الايطاليين ،وجاهد تحت ظروف صعبة لرفع كفاءة من يحتاج من زملائة ، أنه القدوة التي تسعى الدولة لابرازها دوما ،وهو لا يقل بأى حال من الأحوال عن ابطالنا الفائزين في الأولمبياد والتي تحتفى بهم الدولة وتكرمهم.