الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

عبد المنعم مدبولي

عبد المنعم مدبولي
عدد : 08-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”


عبد المنعم مدبولي ممثل ومؤلف ومخرج مسرحي مصري كبير كان موهوبا في كل هذه المجالات وكان يفتخر بذلك وشبه نفسه بالفنان الكوميدى الإنجليزى العالمي شارلي شابلن الذي كان يقوم بنفس هذه المهمات وكان يرى إن كون الممثل مخرج ومؤلف يكون أفضل لصالح العمل وقد مارس مدبولي هذا العمل أكثر من 50 عاما وشكل مدرسة مستقلة في الكوميديا الراقية وأسس العديد من الفرق المسرحية مثل المسرح الحر عام 1952م والكوميدي عام 1963م والفنانين المتحدين عام 1966م والمدبوليزم عام 1975م وهذا المسمي الأخير هو إسم خاص به كناية عن أسلوبه الخاص في التأليف والإخراج المسرحي والتمثيل وقد إقترن هذا اللقب به بعدما قدم مسرحية مطرب العواطف في عام 1963م وكانت من إخراجه كما شارك بالتمثيل فيها وكان مؤلفها سمير خفاجي والتي إختيرت لكي تعرض بالنمسا باللغة الألمانية وطبعت في عدة كتب وفضلا عن ذلك فقد أطلق عليه النقاد لقب ناظر مدرسة الكوميديا عقب عرض المسرحية الكوميدية الشهيرة مدرسة المشاغبين والتي إقتبست من الفيلم البريطاني إلى المعلم مع الحب وكانت قد عرضت لأةل مرة في يوم 24 أكتوبر عام 1973م بعد حرب أكتوبر المجيدة بأيام قليلة وقدمتها فرقة الفنانين المتحدين المصريين وكانت تتلخص أحداثها في خمسة من الطلبة المشاغبين يجمعهم فصل واحد داخل مدرسة لا يستطيع مديرها السيطرة على شغبهم حيث يفشل في إصلاحهم وتهذيب أخلاقهم في عدة مواقف فيبعث مدير المنطقة التعليمية بإمرأة معلمة كي تهذب الأولاد فيعبث معها الأشقياء أول الأمر لكنها لا تكل ولا تيأس وتحاول جاهدة تهذيب الأولاد وتستطيع في النهاية أن تسيطر على مجرى الأمور وعلى الأولاد وتتمكن من إصلاح هؤلاء المشاغبين وقد قام فيها في البداية الفنان عبد المنعم مدبولي بدور مدير المدرسة قبل أن يتخلي عن هذا الدور للفنان حسن مصطفي وشارك فيها أيضا الفنانة سهير البابلي والفنانون عبد الله فرغلي وسعيد صالح وعادل إمام ويونس شلبي وأحمد زكي وهادي الجيار وكانت من تأليف الكاتب المصري علي سالم .

وقد ولد عبد المنعم مدبولي في حي باب الشعرية بالقاهرة في يوم 28 ديسمبر عام 1921م في أسرة فقيرة تتكون من الأب والأم وثلاثة من الأبناء كان الطفل عبد المنعم أصغرهم وتوفي الوالد وهو طفل رضيع لم يكمل العام فعاني من الفقر واليتم وأصبحت الأم هي المسؤولة عن أبنائها الثلاثة وإستطاعت أن تدخل الطفل الصعير عبد المنعم المدرسة الإبتدائية ومع الدراسة بالمدرسة إضطر أحيانا أن يعمل سباكا وخياطا وفي نفس الوقت إعتاد الطفل اليتيم أن يذهب لأحد الشوادر بحي باب الشعرية التي كان يتم فيها تقديم عروض مسرحية لفرق شهيرة منها فرقة الفار وفرقة سليم وكان المسرح عبارة عن ساحة من دون أي ديكورات ومنحته تلك العروض القدرة على التخيل والخروج من أحزانه ليضحك ويتبادل النكات مع زملائه أثناء دراسته بالمرحلة الإبتدائية وكون فريقا من التلاميذ الصغار وكانوا يمثلون في فناء المدرسة وقت الفسحة أو في أحد الشوارع بعد إنتهاء اليوم الدراسي وفي ذلك الوقت بدأت تظهر موهبته التمثيلية وكان هذا أول فريق للتمثيل كونه مدبولي في حياته وكان ذلك في أواخر العشرينيات من القرن العشرين الماضي وكان عمره لا يتجاوز الثمانية أعوام وفي إحدى الحفلات طلب من ناظر المدرسة أن يتيح له الفرصة ليقدم مع زملائه عرضا مسرحيا مدته 20 دقيقة فقط ووافق الناظر على الفكرة وقام المؤلف والمخرج الصغير بتدريب التلاميذ على العرض وحصل على أول تصفيق في حياته سواء من داخل المدرسة أو الجيران الذين كانوا يشاهدون العرض من النوافذ والشرفات وإنتزع ضحكاتهم ووقف يحييهم بثقة كبيرة ونال الفنان الصغير أول جائزة في حياته وهي عبارة عن قلم رصاص أعطاه له الناظر وإنتهز تلك الفرصة وطلب منه إعفاءه من دفع المصروفات الدراسية بسبب ظروفه الصعبة وعدم قدرة والدته على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها من دون أن تشكو فإحتضنه الناظر بحنان شديد وقال له سأعفيك من المصروفات بشرط أن تقوم بتكوين فريق للتمثيل في المدرسة تنافس به فرق المدارس الأخرى وكلفه الناظر أيضا بكتابة المسرحيات وإخراجها وبالفعل كون مدبولي فريقا مدرسيا مسرحيا متفوقا أصبح هو رئيسه إستطاع أن يفوز على كل الفرق الأخرى ونال شهرة كبيرة في أرجاء حي باب الشعرية وقام مدبولي أيضا بتكوين فريق من أبناء الحي وكان يوزع عليهم الأدوار ويحتفظ لنفسه بدور البطولة ووقتها حقق معهم نجاحا جيدا .

وإلتحق عبد المنعم مدبولي بعد ذلك بكلية الفنون التطبيقية وتخرج من قسم النحت منها وعمل بها مدرسا في القسم الذى تخرج منه وظل يقوم بهذه المهمة حتى منتصف حقبة السبعينيات من القرن العشرين الماضي في عز شهرته ومجده وتألقه في مجال العمل المسرحي ومما يذكر أنه أثناء عمله بكلية الفنون التطبيقية إكتشف العديد من الممثلين من طلبة الكلية كان منهم الفنان نبيل الهجرسي خريج قسم الحديد وفي عام 1945م إلتحق عبد المنعم مدبولي بالمعهد العالي للفنون المسرحية حيث تم قبوله به بعد إجتيازه إمتحان القبول بهذا المعهد وكان عبارة عن مشهدين أحدهما من مسرحية البخيل لموليير والآخر من مسرحية علي بك الكبير لأمير الشعراء حمد شوقي ويذكر مدبولي أن كل من الفنانين عبد المنعم إبراهيم وعدلي كاسب ومحمود عزمي كانوا من زملائه في المعهد وتخرجوا معا في دفعته الثانية عام 1949م ومن ثم بدأ كل منهم مسيرته الفنية وكان أن إنضم مدبولي إلى فرقة الفنان الكبير جورج أبيض المسرحية والتي كانت قد تأسست في عام 1912م والذى لما عمل معه في مسرحية إسمها الضحية تنبأ له بالنجاح في مجال التمثيل المسرحي وقال له إنه سيكون له مستقبل كبير وإنه سيكون خليفته فى الفن المسرحي وبعد ذلك إنضم مدبولي إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدي وتميز بشخصية خاصة وأداء رائع ومتميز وشارك أيضا بالتمثيل فى برامج الأطفال بالإذاعة ضمن حلقات برنامج بابا شارو وإلتحق بعد ذلك بفرقة المسرح المصري الحديث التي شكلها الفنان الكبير زكي طليمات من تلامذته خريجي معهد التمثيل الذى كان قد أسسه عام 1930م ثم تعرض للإغلاق في العام التالي 1931م بعد أن تعرض لحملة شرسة علي أساس أنه يعد خروج علي العادات والتقاليد حيث يسمح فيه بالإختلاط بين الجنسين إلا أنه أعيد إفتتاحه في عام 1944م وليكون نواة حقيقة لتأسيس أكاديمية الفنون فيما بعد وقد ضم زكي طليمات إلي هذا المسرح فرقة المسرح القومي الذى كان قد تأسس عام 1935م وكان أول دور يسند إليه مع هذه الفرقة هو دور أعرابي في إحدى عروضها المسرحية ثم قام بعد ذلك بتأسيس فرقة تحمل إسم المسرح الحر عام 1952م وكان من أهم الأعمال المسرحية التي أنتجتها هذه الفرقة الأرض الثائرة وحسبة برما والرضا السامي وخايف أتجوز ومراتي بنت جن ومراتي نمرة 11 وكوكتيل العجائب وبالإضافة إلي ذلك فقد شارك مدبولي في كتابة العروض المسرحية مثل كفاح بورسعيد والتي كانت عبارة عن مجموعة من المسرحيات القصيرة أخرجها كل من الفنانين الكبيرين سعد أردش وصلاح منصور .

وفي عام 1953م شارك مدبولي في البرنامج الإذاعي الفكاهي ساعة لقلبك والذى يعتبر أحد أهم العلامات في تاريخ الإذاعة المصرية وإستمر حتى بداية فترة الستينيات من القرن العشرين الماضي وضم العديد من نجوم وكتاب الكوميديا والفكاهة الكبار في مصر فمن الكتاب ضم كل من يوسف عوف وأحمد طاهر وأمين الهنيدي وأنور عبد الله ومحمد يوسف وعبد المنعم مدبولي ومن نجوم الكوميديا ضم كل من عبد المنعم مدبولي أيضا وفؤاد المهندس ومحمد عوض وأمين الهنيدي ومحمد أحمد المصري المشهور بلقب أبو لمعة وفؤاد راتب المشهور بلقب الخواجة بيجو وأحمد الحداد ومحمد فرحات عمر وخيرية أحمد وجمالات زايد ووداد حمدى ونبيلة السيد وقد حقق هذا البرنامج نجاحا كبيرا وشهرة جماهيرية واسعة للمشاركين فيه من الممثلين وكان بمثابة مدرسة تخرج منها عمالقة الكوميديا في مصر حيث كانت حلقاته تسجل في وجود جمهور وعلى مسرح ولهذا كان المستمعون لهذا البرنامج يلمسون في حلقاته تفاعل الجمهور مع الفنانين الذين يقدمون فقراته ولذلك سرعان ما قررت مجموعة الممثلين الذين تحققت لهم الشهرة من خلال هذا البرنامج الإذاعي الشهير إستثمار هذا النجاح بتأسيس فرقة ساعة لقلبك المسرحية التى إستمرت مسيرتها الفنية لمدة أربع سنوات من عام 1957م وحتي عام 1961م وخلال هذه الفترة قدمت الفرقة ثمانى مسرحيات شارك فى إخراجها كل من عبد المنعم مدبولى وفؤاد المهندس وأحمد حلمى وكانت هذه الأعمال المسرحية هى دكتور المطبخ في عام 1957م وأنا مين فيهم في عام 1958م ومراتى صناعة مصرية ودور على غيرها وما كان من الأول في عام 1959م والستات ملايكة وطلعالى فى البخت في عام 1960م ويا مدام لازم تحبينى في عام 1961م وعلي الرغم من نجاح عروض هذه الفرقة وإقبال الجماهير عليها إلا أنها توقفت سريعا وذلك بسبب إختلاف بعض أعضائها مع بعضهم البعض وذلك نظرا لإصرار بعضهم على ضرورة الإلتزام بتقديم الشخصيات التى إشتهروا بأدائها من خلال برنامج ساعة لقلبك وعدم الإنفصال عنها فى حين رأى البعض الآخر ضرورة التخلص منها خشية الوقوع فى دائرة النمطية والتكرار وذلك بالإضافة إلى العامل الأقوى وهو تكوين فرق التليفزيون المسرحية في عام 1962م وإنضمام أغلبهم إليها .

ومع تكوين فرق التليفزيون المسرحية والتي كان يترأسها الفنان السيد بدير في العام المذكور إنضم إليها الفنان عبد المنعم مدبولي وكان تأسيس هذه الفرق علامة فارقة في تاريخ المسرح المصري تواكبت مع إنشاء التليفزيون المصري الذي كان في حاجة لملء ساعات الهواء وكانت لا توجد حينذاك أعمال جاهزة وسريعة أو رصيد قديم من مواد مسجلة فكان الإقتراح من الفنان السيد بدير للدكتور عبد القادر حاتم نائب رئيس الوزراء للإعلام والثقافة بإنشاء ثلاث فرق في البداية ثم أصبحت فيما بعد عشر فرق كان أولها فرقة المسرح الكوميدي والتي إنقسمت إلي ثلاث فرق وكان علي كل فرقة منها أن تقدم أربعة أعمال في الشهر أي أنها كانت تقدم مسرحية كل أسبوع وكان ثانيها فرقة المسرح الحديث التي كانت ثلاث شعب والتي إنضم إليها العديد من الممثلين الجدد بعد أن أعلن التليفزيون عن حاجته لفنانين وفنانات وعمال وفنيين وجميع التخصصات حتى الملقن وتقدم نحو سبعة آلاف متقدم وتم تعيين من وقع عليهم الإختيار بعقد عمل فني بمكافأة شاملة في يوم 10 أكتوبر عام 1963م أما ثالث الفرق فكانت فرق المسرح العالمي الذي كان ينقسم إلى ثلاث شعب أيضا وكان يدير المسرح الحديث حينها الفنان محمد توفيق والمسرح العالمي الأستاذ حمدي غيث وفضلا عن ذلك أنشأ السيد بدير أيضا الفرقة الإستعراضية الغنائية ثم ضم فرقة محمود رضا إليها بعد أن كانت قطاعا خاصا وعين محمود رضا مديرا لها وتم توظيف جميع فناني فرقة رضا في وظيفة راقصين وراقصات والذين إختارهم محمود رضا من خريجي الجامعات بمقابلات شخصية وإمتحانات للقبول وقامت فرق التليفزيون بإنشاء عددا كبير من المسارح مثل ليسيه الحرية والهوسابير ومسرح الزمالك وكان يتم أيضا تقديم عروض مسرحية في دور السينما في الأحياء الشعبية حيث كانت حفلة السواريه للسينما تتحول إلى عرض مسرحي فمثلا تم تقديم مسرحية قهوة مصر تأليف الراحل أنور المشري وإخراج الراحل كامل يوسف وبطولة الفنانين عبد الله غيث ونعيمة وصفي وروحية خالد ومسرحية راجل ولا كل الرجالة في سينما شبرا بالاس وسينما الحلمية الجديدة وأيضا في سينما مصر الجديدة تم تقديم العديد من العروض المسرحية كما كانت الفرق تنتقل بكامل الأجهزة لكي تقدم عروضها في العديد من مدن وقرى المحافظات فكان المسرح متجولا ويعرض في الساحات وفي أي مكان يصلح للعرض المسرحي حتى لو سينما وكان يصور بعد عرضه بأسبوع فمثلا قدم المسرح الكوميدي أعمالا كبيرة ومتميزة بطولة نجوم وفنانين كبار مثل عبد المنعم مدبولي وعبد الغني قمر وعبد الوارث عسر وفؤاد المهندس ومحمد عوض وحسن مصطفى وأبو بكر عزت وشويكار ومديحة حمدى وعدد كبير من النجوم وتم خلال هذه الفترة تقديم الكثير من العروض المسرحية لهؤلاء الفنانين .

وبعد مسرح التليفزيون إنتقل الفنان عبد المنعم مدبولي إلي فرقة المسرح الكوميدى وذلك بعد نقل تبعيتها من مسرح التليفزيون إلي البيت الفني للمسرح التابع لوزارة الثقافة وقدمت هذه الفرقة مسرحيات جماهيرية ناجحة ويحسب لها تأكيدها موهبة ونجومية جيل جديد من الفنانين منهم عبدالمنعم مدبولي وفؤاد المهندس ومحمد عوض وأمين الهنيدي وحسن مصطفى وأبو بكر عزت وبدر الدين جمجوم كما نجحت في إلقاء الضوء على عدد من المواهب الشابة وقتها مثل عادل إمام وسعيد صالح وصلاح السعدني والضيف أحمد وشويكار وسناء يونس وغيرهم وقام الفنان عبد المنعم مدبولي في هذه الفترة بإخراج عدة عروض مسرحية منها جلفدان هانم ودسوقي أفندي ومطرب العواطف وأصل وصورة وحلمك يا شيخ علام وأنا وهو وهى وشارك بالتمثيل في بعضها وعن هذه المسرحية الأخيرة يقول مدبولي كنت أبحث علي ممثل يقوم بدور باشكاتب لمحامي ويكون مناسب لهذه الشخصية وقابلت عادل إمام ولما عرضت عليه الدور كان رافض يعمله لأنه دور كوميدي فقلت له جرب مش هتخسر حاجة ولما عمل البروفات وجد أن الناس قد تقبلته وأنه إستطاع إضحاكهم فقرر أن يقوم بالدور وبعد ذلك إنطلق في مسيرته الفنية وفي عام 1966م تم ضم فرقة المسرح الكوميدى إلي مؤسسة فنون المسرح والموسيقى والفنون الشعبية ونظرا لإختلاف السياسات وإهتمام وزارة الثقافة التي تتبع لها المؤسسة بتقديم الكيف على الكم تقرر تخفيض عدد العروض المسرحية وتقليص الميزانيات مما دفع عددا كبيرا من نجوم الكوميديا إلى ترك الفرقة ومن هنا تكونت فرقة الفنانين المتحدين بقيادة سمير خفاجي والتي ضمت في البداية كلا من الفنانين عبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس ومحمد عوض وأمين الهنيدي وحسن مصطفي ونظيم شعراوي وعادل إمام وسعيد صالح وشويكار ونجوى سالم وزهرة العلا وعلاوة علي ذلك فقد ساهمت هذه الفرقة في ظهور جيل كامل من الفنانين المتميزين الجدد مثل سيد زيان وفاروق فلوكس وأحمد زكى ويونس شلبى وهادى الجيار من خلال العديد من المسرحيات المتميزة مثل أنا وهو وسموه وجوزين وفرد ونمرة 2 يكسب عام 1966م والبيجامة الحمراء وحالة حب وحصة قبل النوم عام 1967م وحواء الساعة 12 ومراتي مجنونة مجنونة مجنونة عام 1968م وهالو شلبي وسيدتي الجميلة في عام 1969م وأنا فين وإنتي فين عام 1970م ومدرسة المشاغبين عام 1973م وقصة الحي الغربي عام 1975م وكلها تعد من علامات المسرح المصرى ومازالت تلقي القبول لدى غالبية المشاهدين عند إعادة عرضها .

وفي عام 1973م إنفصل مدبولي عن فرقة الفنانين المتحدين دون أسباب واضحة ولكنه بلا شك قد ترك بالفرقة بصمته المتفردة كمخرج وممثل وأسهم في إبراز نجومية الكثير من الوجوه الشابة آنذاك من خلالها وبإختصار فقد لعب دورا مؤثرا في تاريخ تلك الفرقة كواحد من أبرز مؤسسيها الأوائل وظلت أعماله شاهدة على أزهى مراحلها سواء على مستوى القيمة الفنية أو النجاح الجماهيري وبعد إستراحة المحارب وفي عام 1975م إنطلق مدبولي مرة أخرى وكون فرقته الخاصة التي أطلق عليها المدبوليزم وقد أطلق هذا اللقب على مؤسس الفرقة نظرا لأسلوب أدائه المتفرد وعلى الرغم من الإنتقادات التي تلقاها في البداية بسبب إعتماد أعماله على الإرتجال فإنه لاقى نجاحا كبيرا وأصبح مدرسة أو ظاهرة فنية تخرجت فيها أجيال عديدة من نجوم الكوميديا والفكاهة الكبار وقدم من خلالها عروض مسرحية عديدة ومتميزة كان منها راجل مفيش منه عام 1976م وحمار ما شالش حاجة عام 1977م وفي العام التالي 1978م قام بالإخراج والتمثيل في مسرحية مولود في الوقت الضائع وشاركه البطولة الفنانون حسن حسين ومحمد نجم وسلامة إلياس وزيزي مصطفى وعقيلة راتب وقد أسدل الستار على فرقة المدبوليزم عام 1979م بعد أن حققت مسرحية مع خالص تحياتي نجاحا كبيرا وكانت من إخراج مدبولي وشارك في بطولتها مع الفنانين الكبار فؤاد أحمد وفؤاد خليل وعماد رشاد وسناء يونس وثريا حلمي ودارت أحداث هذه المسرحية حول هاشم والذى قام بدوره عبدالمنعم مدبولي الذي يعمل موظفا بإحدى الشركات ويتعرض للعديد من المواقف الكوميدية في منزل رئيس مجلس إدارة الشركة وقد حققت فرقة المدبوليزم نجاحا هائلا وعرضت أعمالها في العديد من العواصم العربية وطارت إلى النمسا والمانيا وأصبحت خير سفير للفن المصري وفي العام التالي 1980م شارك مدبولي في مسرحية ريا وسكينة مع كل من شادية وسهير البابلي وأحمد بدير وكانت من تأليف بهجت قمر ومن إنتاج سمير خفاجي وإخراج حسين كمال وإستمر عرضها لمدة طويلة .

وإلي جانب المسرح كان للفنان عبد المنعم مدبولي بعض الأعمال السينمائية والتي بدأها في وقت متأخر بعد حوالي 10 سنوات من بداية سيرته الفنية ونشاطه المسرحي حيث شهد عام 1958م أول فيلم شارك فيه مدبولي وهو أيامي السعيدة وتوالت الأفلام بعد ذلك والتي بلغ عددها 150 فيلماً منها فيلم غرام في أغسطس عام 1966م وأفلام عالم مضحك جدا ومطاردة غرامية والمليونير المزيف وأشجع رجل في العالم عام 1968م وفيلمي أصعب جواز وربع دستة أشرار عام 1970م كما إشترك في فيلم كريستال مع الفنانة شريهان وفي فيلم عايز حقي مع الفنان هاني رمزي عام 2003م وكان آخر أعمال الفنان عبد المنعم مدبولي السينمائية مشاركته كضيف شرف في فيلم أريد خلعا مع الفنان أشرف عبد الباقي عام 2005م وأثبت مع كبر سنه حينذاك أنه لا يزال بارعاً في أداء الأدوار التي تسند إليه علي إختلافها ومما يذكر أن من أهم الأدوار التي أبدع فيها وظلت عالقة بذاكرة السينما فكانت للشخصيات التي لعبها في أفلام مثل فيلم الحفيد عام 1975م وفيلم مولد يا دنيا عام 1976م وفيلم إحنا بتوع الأوتوبيس عام 1979م وفضلا عن ذلك كانت له أيضا العديد من الأعمال التليفزيونية منها مسلسل لا يا إبنتي العزيزة عام 1979م وكانت تدور قصته حول أب متزوج وله ثلاث فتيات يدخل السجن ويتم الحكم عليه بمؤبد فى جريمة لم يرتكبها وبالتالى تنفصل عنه زوجته والتى قامت بدورها الفنانة هدى سلطان وتتزوج من آخر وتكبر الفتيات بعيدا عنه ويرفضون التعرف عليه أو الإستماع له وكان منها أيضا في نفس العام 1979م مسلسل أبنائي الأعزاء شكرا والمعروف بمسلسل بابا عبده وهو إسمه في هذا المسلسل والذى كان من أشهر أدواره والذى كانت تدور قصته حول أب على المعاش يعانى من جحود أبنائه الذين رباهم بعد وفاة والدتهم حتي كبروا وتخرجوا وتزوجوا وأنجبوا أولادا وقد شاركه البطولة في هذا المسلسل يحيي الفخراني وصلاح السعدني وفاروق الفيشاوى وحسن عابدين ومحمود الجندى وآثار الحكيم وفردوس عبد الحميد وزيزى مصطفي وفاطمة مظهر وقد لقب الفنان عبد المنعم مدبولي بالعديد من الألقاب من بينها نهر العطاء وإمبراطور الكوميديا وبابا عبده وصانع الضحك ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن الفنان عبد المنعم مدبولي قد جمعته صداقة وطيدة وزمالة فنية مع الفنان فؤاد المهندس وقد تعارفا منذ عام 1949م وكتب له مدبولي عدة إسكتشات في برنامج ساعة لقلبك كما كان مدبولي هو مكتشف الفنانة شويكار عندما بدأت بروفات مسرحية السكرتير الفني وكان من المفترض أن تقوم بدور البطولة فنانة أخرى لكنها طلبت تعديلات كثيرة في الدور ومن ثم تم إختيار شويكار بدلا منها وكان هذا العمل هو أول لقاء يجمع بين الفنان فؤاد المهندس وشويكار ولمع نجمها فيه ويضيف مدبولي إن زواج فؤاد المهندس وشويكار كان على يديه وكان الحب قد بدأ يربط بينهما في مسرحية أنا وهو وهي وكانت أول نظرة حب بينهما على الأرض حيث كان فؤاد يريد أن يخرج من الحجرة التي بها شويكار ويريد أن يأخذ شنطته لكي ينام في حجرة الصالون الملحقة بحجرة النوم بعدما ضحكت عليه وداعبته شويكار وهو يأخذ الشنطة إلي أن نزل علي الأرض علي وجهه وهى نزلت وراءه وشكلهم كان رومانسي جدا ويقول مدبولي كان عندي إصرار أشغل الموسيقي في هذا المشهد رغم رفض المهندس له وعموما فقد بدأ الحب بينهما في هذا المشهد بالتحديد .

ولم يقتصر نجاح الفنان عبد المنعم مدبولى على التمثيل المسرحي والسينمائي فقط بل نجح أيضا فى الغناء سواء فى الأعمال الفنية التى قدمها أو من خلال إهتمامه بالأطفال حيث قدم لهم عدة أغانى تعد من أشهر وأهم أغنيات الأطفال التى تم تقديمها فى التراث الغنائى منها أغنية الشاطر عمرو والتي قدمها ضمن أحداث مسلسل أبنائى الأعزاء شكرا وقدم هذه الأغنية لحفيده عمرو كما قدم أيضا للأطفال أغنية توت توت والتي قدمها بمشاركة الفنانة هدى سلطان ضمن أحداث مسلسل لا يا إبنتى العزيزة وكانت أغنيته الثالثة للأطفال هي أغنية جدو عبده حيث كان خلال عام 1987م وعام 1988م قد قام بتقديم فوازير رمضانية إستهدفت الأطفال وهى فوازير جدو عبده زارع أرضه وجدو عبده راح مكتبته والتى بسببها إشتهر عبد المنعم مدبولى بين الأطفال بإسم جدو عبده وكان الغرض منها تقديم معلومات مفيدة للأطفال ومن ثم كانت كل حلقة يتم تقديم معلومة جديدة لهم بشكل مبسط وبخلاف هذه الأغاني الثلاثة الشهيرة قدم الفنان عبد المنعم مدبولى أيضا العديد من أغاني الأطفال منها البطة ودادا والنسنوس ولى لى كو وعيد الميلاد وأتارى وحلقاتك برجالاتك التي جمعته بالفنانة كريمة مختار وإش إش وح يجنونى وعم أمين واللعب لعب والشمس البرتقالى وغيرها وذلك بالإضافة إلي أغنتية الصبر طيب التي أداها بروعة خلال أحداث فيلم مولد يا دنيا وبعد حياة حافلة بالعطاء كانت وفاة الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي في يوم 9 يوليو عام 2006م متأثرا بمرض القلب عن عمر ناهز 85 عاما وقد حظى الفنان القدير بالكثير من مظاهر التقدير والتكريم وحصل على العديد من الجوائز منها جائزة أحسن ممثل في السينما عن أفلامه الحفيد وأهلا يا كابتن وفيلم مولد يا دنيا وفي عام 1983م حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وفي عام 1984م حصل على جائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعماله وفي عام 1986م حصل على جائزة تكريم في مهرجان زكي طليمات كما قام بتكريمه الرئيس المصري الأسبق الراحل السادات بشهادة تقدير خاصة في أكاديمية الفنون وذلك عن دوره في مسلسل أبنائي الأعزاء شكرا وقام أيضا المهرجان القومي للمسرح المصري في الفترة من يوم 10 إلي يوم 19 يوليو عام 2006م بتكريم إسمه كما أنه يعد أول فنان عربي كتبت عنه دائرة المعارف النمساوية وأخيرا نختم مقالنا هذا بموقف طريف ترويه لنا أمل إبنة الفنان الكبير الراحل كان قد تعرض له أثناء أداء مناسك الحج برفقة والدتها حيث رأه أحد المصريين في الحرم المكي الشريف وقام بتقبيل يده ورأسه وتصادف ذلك مع وجود وفد آسيوي ظن أفراده أن الفنان الراحل أحد رجال الدين الكبار فتزاحموا عليه لتقبيل يده ورأسه حتى تدخل الأمن ليخرجه من هذا الموقف .