الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

شارع ستوديو الأهرام

شارع ستوديو الأهرام
عدد : 06-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”

يقع شارع ستوديو الأهرام بحى العمرانية أكبر أحياء مدينة الجيزة حيث تصل مساحته إلى نحو 50 كم مربع ويشغل معظم ضواحي ومناطق الهرم حده الشمالي طريق الملك فيصل والجنوبي الطريق الدائرى والمناطق العامرة جنوبه والشرقي السكة الحديد والغربي طريق المريوطية ويوجد في نطاقه العديد من المحلات التجارية وحديثا تم تطويره وذلك فى إطار الخطة التى تنفذها المحافظة لرفع كفاءة الطرق والمحاور المرورية الرابطة والمتفرعة من شارع الأهرام لإستخدامها كمحاور بديلة أثناء تنفيذ أعمال الخط الرابع من المشروع القومى لمترو الأنفاق وهذا الشارع له أهمية حيوية بإعتباره أحد المحاور المتفرعة من شارع الأهرام ويشهد كثافات مرورية عالية على مدار اليوم وكان هذا الشارع في الزمن الماضي يتميز بالهدوء والرقي وإنتشار الفيلات بحدائقها الواسعة ذات الأشجار الخضراء المنتشرة في كل مكان ولذا فقد كان الجميع يعشقون السكن فيه لكن هذه الصورة الوردية للأسف قد تغيرت إلى الأسوأ الآن خاصة بعد تغيير ملامح الشارع بعد إنتشار القمامة بين جنباته والإهمال الذي لحق به وبعدما كان يشتهر بوجود عدد كبير من الفيلات التي كانت تزين جنباته إلا أن معظم هذه الفيلات قد هدمت وإستبدلت بالأبراج السكنية وآخرها فيلا المخرج علي بدرخان وزوجته الفنانة الراحلة سعاد حسنى التي تم هدمها وبناء برج سكنى بدلا منها وكان يسكن بالشارع أيضا الفنان تامر حسني .

وقد إرتبطت منطقة شارع ستوديو الأهرام أيضا بأسماء كثير من نجوم الزمن الجميل ولعل أشهرهم عميد المسرح العربى يوسف بك وهبي الذى أثر فى المسرح المصرى والعربى بشكل كبير وكان أيضا أحد صناع السينما المهمين حيث أنه جعل من المنطقة سكنا له حيث أقام بفيلته التي تحولت بعد ذلك إلى فندق يتوافد عليه الزوار بسبب إرتباطه بإسم الراحل يوسف بك وهبى عملاق الفن المصرى الذى صنع تاريخًا فنيا كبيرا يعلمه الجميع كما إرتبطت أيضا المنطقة بإسم الفنانة الراحلة أسمهان والتى جعلتها أيضا سكنا لها وأقامت فى فيلا خاصة بها وأقامت أيضا إسطبل خيل بجوار الفيلا وكانت حسب ما أكدت بعض المصادر تعتبر تلك الفيلا هى الملاذ والراحة والطمأنينة بالنسبة لها ولم تكتف المنطقة بنجوم الزمن الجميل حيث جعلها أيضا الفنان محمود ياسين مستقرا له ولأسرته وأقام لفترة طويلة هو وزوجته الفنانة شهيرة بفيلته بهذه المنطقة وفضلا عن ذلك فقد أقام في المنطقة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في فيلا خاصة به تحولت مؤخرا إلي متحف خاص به وأيضا أقام بالمنطقة الفنان التشكيلي الكبير محمد ناجي في فيلا جعل منها سكنا خاصا له ومرسما وقد تحولت أيضا بعد وفاته إلي متحف خاص بأعماله ولا لايفوتنا أن نذكر أن أكاديمية الفنون توجد أيضا في هذه المنطقة والتى تخرج فيها الكثير من فناني مصر المعاصرين منذ إنشائها عام ١٩٥٩م وهو ما جعل لتلك المنطقة مكانة خاصة فى قلوب أغلب صناع الفن ومن هؤلاء الفنانين محمد صبحي وأحمد السقا وأحمد ماهر وكمال أبو رية وماجد الكدواني ومصطفي متولي ومحمود الحديني وإلهام شاهين وسوسن بدر وعائشة الكيلاني وغيرهم .

وقد تم إطلاق إسم ستوديو الأهرام علي هذا الشارع نظرا لوجود ستوديو الأهرام للتصوير السينمائي في منتصفه تقريبا والذى تم تأسيسه علي يد الخواجة أفريموسي وهو ألباني الأصل وكان تاجرا وسمسارا للأراضي أثناء فترة الحرب العالمية الثانية وهو يشبه ستوديو مصر الذى كان قد أنشأه بنك مصر في عام 1935م حيث إتخذ نفس نهجه تقريبا في تصميمه ومخططه العام وجاء على مساحة 27 ألف متر مربع وبضم بلاتوهان وصالة عرض وتسجيل ومعمل تحميض أفلام وقد صنعت جميع معداته السينمائية من الآت تصوير وعرض وتحميض وإضاءة وصوت في مصر علي يد الخواجة أوهان وهو مصري من أصل أرمني وكان من أشهر الأفلام التي صورت بهذا الإستوديو فيلم إبن حميدو والغول وشقة الأستاذ حسن والشقة من حق الزوجة ويارب ولد وفيلم عاشت للحب ومسلسلات حديث الصباح والمال والبنون وأرابيسك وحضرة المتهم أبي كما جاء في مثل هذه الفترة إفتتاح ستوديو جلال والذي أنشأه المخرج الممثل أحمد جلال مع زوجته ماري كويني عام 1944م في حدائق القبة علي مساحة فدانين ويضم بلاتوهان وصالة عرض وتسجيل ومعمل تحميض .

وبالعودة إلي الوراء قليلا فقد إقترنت المحاولات السينمائية الأولي فيما قبل العشرينيات بمصر بتأسيس العديد من الإستوديوهات الصغيرة في مدينتي القاهرة والإسكندرية وكان يجري إعدادها إما على أسطح المنازل أو خلال أماكن معدة كمخازن وكان العماد الأساسي لها هي الكاميرا السينمائية ذاتها وفيما عدا ذلك كانت المعدات على حسب إمكانيات مؤسس الإستوديو ومنها ستوديو هليوبوليس الذى أنشأته عزيزة أمير عام 11929م في ضاحية مصر الجديدة وكان عبارة عن أرض فضاء مسورة ليقام بها الديكور ولم يستمر هذا الإستوديو إذ انتهى بعد عامين من إفتتاحه وفي عام 1930م أنشأ يوسف وهبي ستوديو رمسيس على قطعة أرض في إمبابة تسمى مدينة رمسيس وكانت منطقة الإستوديو تضم أربعة شوارع كبيرة الأول إسمه شارع يوسف وهبي وتقع فيه مكاتب الإدارة وغرف الطبع والتحميض وصالة للزائرين والبوفيه والثاني شارع زينب ويضم غرف الممثلات والثالث شارع أولاد الذوات وفيه غرف الممثلين أما الشارع الأخير فهو شارع العدالة ويضم جميع الأقسام الفنية اللازمة لصناعة السينما وفي عام 1932م أنشئ في منطقة شبرا ستوديو سمي ستوديو شبرا وتم فيه تصوير فيلمي جحا وأبو نواس وإنتهى العمل بعدهما وجاء بعد ستوديو شبرا ستوديو لوتس والذى أنشأته السيدة الممثلة والمنتجة آسيا داغر عام 1933م في جزيرة الزمالك وصورت به بعض الأفلام منها فيلم عيون ساحرة وشجرة الدر وقد أوضحت السيدة مارى كويني بنت أخت آسيا داغر أن الإستوديو كان عبارة عن فيلا في أول الزمالك يعملون بداخلها فى التصوير وفي البدروم يتم عمل مونتاج الأفلام إلى أن إنتهى العمل به عام 1936م وفي هذه السنة أنشأ خواجة يسمى كاتساروس ستوديو بوسط القاهرة سمي على إسمه ستوديو كاتساروس وكان يضم بلاتوه واحد فقط وتحول بعد عام إلى صالة مزادات ثم إلى بنك موجود حتي الآن بشارع جواد حسني المتفرع من شارع قصر النيل .

وبعد هذه المحاولات جاءت الطفرة الحقيقية في مجال إنشاء إستوديوهات السينما في مصر بإنشاء ستوديو مصر أول والذى كان ستوديو سينمائي كامل التجهيز في مصر عام 1935م بواسطة رجل الأعمال طلعت حرب والذى إستمد جزء من تمويله من شركة مصر للتمثيل والسينما إحدى شركات بنك مصر أول بنك مصري وكان أو ل الأفلام التي تم تصويرها به فيلم وداد لأم كلثوم وبعد تأسيس ستوديو مصر بعام واحد فقط أي في عام 1936م تم تأسيس ستوديو ناصيبيان في حي الفجالة بالقاهرة وبالتالي فهو يعد من أقدم وأعرق الاستوديوهات السينمائية في مصر وفى الوطن العربي ومما يذكر أنه جاء فى مجلة الفيلم الصادرة عن جمعية جزويت القاهرة إن الإستوديو يعد أبرز الإستوديوهات التى عملت فى صناعة السينما المصرية وبلغت مساحته نصف فدان وكان يضم بلاتوه واحد وصالة تسجيل ومعمل طبع وتحميض بخلاف غرف الممثلين والماكياج والمونتاج وقد تأسس هذا الإستوديو علي يد المصور الفوتوغرافي هرانت ناصيبيان رئيس الجالية الأرمينية لذا يحمل الإستوديو إسمه وقد خرج منه لشركات إنتاج مختلفة حوالي 30 فيلما وقد توقف عن العمل خلال ستينيات القرن العشرين الماضي وكان من أهم الأفلام التي تم تصويرها به 30 يوم في السجن وأبو حلموس وباب الحديد والفتوة وشئ في صدرى والمعجزة وأم العروسة وعروس النيل وعشاق الحياة وشفيقة ومتولي والحفيد وغيرها وقد قامت جمعية النهضة العلمية والثقافية المعروفة باسم جزويت القاهرة بشراء هذا الإستوديو بعد ثورة 25 يناير عام 2011م وبعد شراء الجمعية للإستوديو فكرت إدارتها في كيفية إستعادة قيمته السينمائية خاصة وأنه جزء هام من تاريخ السينما المصرية فكان العمل في إتجاهين الأول تجديد قاعة الإستوديو وفتحه أمام العروض السينمائية من خلال إيجار القاعات والإتجاه الثاني وهو الأهم تجميع عدد من مشاهد الأفلام التي تم تصويرها في الإستوديو . وفي عام 1942م تم تأسيس ستوديو جديد بحي شبرا بالقاهرة وهو غير ستوديو شبرا المذكور في السطور السابقة في أرض كانت ملك شخص يدعي علي حسن ومع رواج صناعة السينما فى مصر حولت الأرض إلى بلاتوه كبير وورش للتشغيل وإلتحق بالعمل به مهندس الصوت محسن سابو بمعداته والكاميرا الخاصة به وإنتهى العمل بهذا الإستوديو في منتصف الخمسينيات من القرن العشرين الماضي وبعد 3 سنوات من تأسيس ستوديو شبرا تم في يوم 22 ديسمبر عام 1946م تأسيس ستوديو نحاس بمنطقة الهرم علي مساحة 3 فدان والذى يعد واحدا من أعرق إستوديوهات السينما فى مصر وكان مشروع مشترك بين جبرائيل نحاس وإخوته أدمون وشارل نحاس وكانوا جميعا من عشاق فن السينما توزيعا وإنتاجا وصناعة مع الفنان يوسف بك وهبى وأنطوان خورى وكان أكثر ما يميزه الحارة المصرية الشعبية التي تم بناؤها داخله علي يد السينمائي الأرمني المشبع بالروح المصرية هاجوب أصلانيان  وبإشراف الفنان حسين فوزى  وكان من أهم الأفلام التي تم تصويرها به فيلم الحب لا يموت وعريس من إسطنبول وسفير جهنم وأولاد الفقراء وأمير الدهاء ورائعة أم كلثوم رابعة العدوية .