الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

أول مصري وعربي يفوز بميدالية فضية في الدورات الأوليمبية

أول مصري وعربي يفوز بميدالية فضية في الدورات الأوليمبية
عدد : 05-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”

فريد باسيلي سميكة بطل غطس كان أول مصري وعربي يفوز بميدالية فضية في الدورات الأوليمبية في رياضة الغطس من السلم الثابت وكانت في الأصل ذهبية لكنها ذهبت للأسف وللعجب بعد يومين أو ثلاثة لمنافسه الأميريكي كما فاز في نفس الدورة بميدالية برونزية في مسابقة السلم المتحرك وذلك خلال دورة أمستردام الأوليمبية التي أقيمت بالعاصمة الهولندية أمستردام خلال الفترة من يوم 4 مايو حتي يوم 27 يوليو عام 1928م وقامت بإفتتاحها ملكة هولندة حينذاك فيلهلمينا هيلينا وكانت تعد الدورة التاسعة ضمن ترتيب الدورات الأوليمبية الحديثة التي بدأت بدورة أثينا عام 1896م عندما نجح البارون الفرنسي العاشق للرياضة عشقا مبرحا بيير دى كوبرتان بعد أن بذل مجهودا خارقا في إعادة بعث الألعاب الأوليمبية من جديد وأن يعيد إليها الحياة بعد الممات والتي كانت تقام في الماضي البعيد في زمن الإغريق كل 4 سنوات في قرية أوليمبيا ببلاد اليونان بداية من عام 776 ق.م حيث كان الإمبراطور الروماني ثيوديوس الأول قد أصدر قرارا بإلغائها في عام 393م بإعتبار أنها مهرجانات وثنية لا تليق بالإمبراطورية الرومانية التي نبذت الوثنية وذلك بعد جعلها الديانة المسيحية هي الديانة الرسمية للإمبراطورية وتمكن كوبرتان بالفعل في عام 1894م من تحقيق ذلك الحلم بعد أن وافق المجتمع الدولي على بدء الألعاب الأوليمبية الجديدة بداية من عام 1896م وكانت هذه هي المشاركة المصرية الرابعة في الدورات الأوليمبية حيث شاركت مصر في الدورة الأوليمبية السادسة والتي أقيمت بالعاصمة السويدية ستوكهولم عام 1912م وفي الدورة الأوليمبية السابعة والتي أقيمت بمدينة أنتويرب ببلجيكا عام 1920م وفي الدورة الأوليمبية الثامنة والتي أقيمت في العاصمة الفرنسية باريس عام 1924م ولم يتمكن رياضيوها خلالها من إحراز أي ميداليات من أى نوع .

وكان ميلاد بطلنا الأوليمبي فريد سميكة بمدينة الإسكندرية في يوم 12 يونيو عام 1907م وعاش طفولة مرفهة في عائلة مسيحية ثرية وألحقه أبوه باسيلي بك سميكة مدير الجمارك بمدارس النخبة فأتقن اللغتين الفرنسية والإنجليزية وكان عمه مرقص سميكة باشا يشغل منصب مدير مصلحة السكة الحديد كما كان عضوا بمجلس شورى القوانين وهو الذي كان وراء إنشاء المتحف القبطي بمصر القديمة وقام بإثرائه بالعديد من القطع الأثرية من مقتنياته الشخصية وأجاد سميكة السباحة ورياضة الغطس في طفولته وشارك في إستعراضات القفز في الماء بشواطئ الإسكندرية كما كان محبا للطيران وحصل على رخصته وفي عام 1926م سافر فريد سميكة إلى شقيقه الأكبر في الولايات المتحدة الأميريكية من أجل إستكمال دراسته وكان شقيقه يعمل حينذاك في منصب دبلوماسي مصري بأمريكا ولم يؤثر إنشغاله بالدراسة في أمريكا على عشقه لرياضة الغطس وشارك في بطولة أمريكا وحصل على المركز الثاني في منافسات القفز من السلم المتحرك وفي عام 1928م مثٍل مصر في أوليمبياد أمستردام وكان عمره حينذاك 21 عاما ليسجل إسمه إلى جوار السيد نصير وإبراهيم مصطفى بطلي رياضتي رفع الأثقال والمصارعة كأول من رفعوا علما مصريا وعربيا وأفريقيا في المحفل الأوليمبي حينما فاز بالميدالية الفضية في مسابقة السلم الثابت والميدالية البرونزية في مسابقة السلم المتحرك وكانت فضية السلم الثابت في الأصل ذهبية كما ذكرنا في السطور السابقة وتسلمها بالفعل وتم عزف النشيد الوطني المصري لكن بعد يومين أو ثلاثة تم سحبها منه وحصوله على الفضية بعد أن إعترض ممثلو بطل الغطس الأميريكي بيتي ديسجارينز على النتيجة التي أثبتت مجموع نقاطها تفوق فريد سميكة وبناءا علي هذا الإعتراض إجتمع حكام المنافسة للتصويت على القرار وإختار 4 من أصل 5 فوز الأميريكي على أن يحل فريد ثانيا بينما إختار حكم وحيد فوز فريد سميكة على الغطاس الأميريكي وقبل فريد سميكة في النهاية بالنتيجة وأبلغ لجنة التحكيم بقدومه للنسخة المقبلة من الأوليمبياد للفوز بالميدالية الذهبية بعد أن سلمها لهم وحصل على الفضية لكن رغم قبول فريد سميكة بقرار لجنة التحكيم رفض جيمس ريان مدربه ذلك وألقى بالكرسي الذى كان يجلس عليه في حمام السباحة غاضبا ووجه حديثه للجنة التحكيم يتهمهم بالتحيز وبإختيار اللاعب الآخر لأنه أميريكي أبيض وأقسم يومها علي أن يعود مجددا للفوز بالذهب ببطل من غير أصحاب البشرة البيضاء .

وفي عام 1932م لم تشترك مصر في الدورة الأوليمبية العاشرة التي أقيمت بمدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأميريكية ولكن فريد سميكة شارك خلال العتم المذكور في بطولة العالم للغطس وفاز بها كما حقق بطولة أمريكا في الغطس أكثر من مرة علاوة علي حصوله أيضا علي بطولة العالم في اليابان وفي نهاية عام 1932م إعتزل فريد سميكة وهو في أوج تألقه وأنهي دراسته في نفس العام وكان عمره 25 عاما فقط وقام برحلة حول العالم مع زميله بطل ومدرب الغطس الأميريكي المعروف والحائز علي عدة بطولات في هذه الرياضة هارولد سميث أبهرا فيها كل من شاهد عروضهما في الغطس المزدوج ثم لاحقا قاما برحلة مماثلة عبر الولايات المتحدة أقاما خلالها عروضا كرنفالية لتحفيز الشباب على ممارسة تلك الرياضة وبعد فترة خلال تواجده في أمريكا حصل على الجنسية الأميريكية لكنه رغم ذلك عاد لتدريب منتخب المملكة المصرية الأوليمبي في الغطس في عام 1935م والذي شارك تحت قيادته في الدورة الأوليمبية الحادية عشر التي أقيمت بالعاصمة الألمانية برلين في عام 1936م وفضلا عن ذلك فقد إقتحم فريد سميكة عالم هوليود السينمائي من خلال ظهوره كدوبلير في المشاهد الخطرة في أفلام طرزان مع جوني فايسمولر وفي فيلم ما وراء البحار و شارك بقفزاته في إثنين من الأفلام الوثائقية الشهيرة من إنتاج شركة مترو جولدوين ماير الشهيرة عن رياضة الغطس وهما الغطس المزدوج عام 1939م والرياضات المائية عام 1941م .

وكانت بداية الفصل الأخير من من حياة بطلنا فريد سميكة إثر إلتحاقه بالخدمة بالجيش الأميريكي في صيف عام 1942م بعد شهور من التدريب المتواصل وبسبب معرفته السابقة بالطيران حصل على رتبة ملازم ثان بسلاح الجو الأميريكي ولا تتوافر معلومات رسمية حول المهام التي أوكلت إليه لكن مذكرات قدامى المحاربين تشير إلى دوره كمصور جوي لمواقع اليابانيين وذلك بعد أن إضطرت الولايات المتحدة أن تشن الحرب علي اليابان بعد الهجوم الياباني المفاجئ علي الأسطول البحرى الأميريكي في ميناء بيرل هاربور بجزر هاواى في يوم 7 ديسمبر عام 1941م مما أدى إلي حدوث تغيير موازين للقوى في شرق آسيا حيث هيمنت القوات اليابانية بعد ضرب بيرل هاربور وهزيمة القوات الأميريكية هناك على دول شرق آسيا حيث تابع اليابانيون هجماتهم بالسرعة والفعالية على دول شرق آسيا وأصبحت في غضون عدة أشهر سيدة بحار الباسفيك تتجول بحرية تامة وتمارس سيادة مطلقة علي شواطئه بداية من ميدواى حتى شواطئ الصين وبداية من الأيوشين جهة أستراليا بالإضافة إلى قسم كبير في مياه المحيط الهندي .

وبعد حوالي شهرين كانت بداية الرد العسكري الأميريكي علي اليابان حيث نظمت البحرية الأميريكية عملية إرتداد على اليابانيين فقد بادرت وحدات مشتركة إلى إبادة جزر مارشال وجليبير كما أغارت قاذفات أميريكية على جزيرة ويك وفي يوم 4 مارس عام 1942م تمت غارة أخرى على جزر ماركوس التي تبعد 1500 كيلو متر من طوكيو وفي يوم 10 مارس عام 1942م أغارت طائرات منطلقة من حاملات الطائرات على القواعد اليابانية في لاي وسلامودا في جزيرة غينيا الجديدة ثاني أكبر جزر العالم والتي تقع شمال قارة أستراليا قرب إندونيسيا في جنوب غرب المحيط الهادي وأغرقت سفينة جوالة خفيفة وكاسحة ألغام ثم سفينة شحن إضافة إلى ذلك فقد كان الأميريكيون يعدون مفاجأة أخرى شديدة للعدو فقد بدأت أمريكا ضرب اليابان نفسها في يوم 18 أبريل عام 1942م للمرة الأولى وذلك بشن غارة جوية علي الأرخبيل الياباني بواسطة الطائرات الأميريكية وإستمرت بعد ذلك المعارك بين الجانبين إلي أن قامت معركة ميدواى والتي كانت المعركة المحورية في جبهة المحيط الهادى خلال المدة من يوم 4 إلي يوم 7 يونيو عام 1942م والتي كانت تريد اليابان من خلالها سحق الولايات المتحدة كقوة إستراتيجية في المحيط الهادى والتي تمكنت القوات البحرية الأميريكية خلالها بشكل حاسم من صد هجوم قوات البحرية الإمبراطورية اليابانية على جزيرة ميداوي مما ألحق الضرر بالأسطول الياباني مما ترتب عليه تحويل دفة الحرب على ساحة المحيط الهادى حيث أنه عقب هذه المعركة والتي خسرتها اليابان بدأ التفوق الأميريكي والذي إنتهى بهزيمة اليابان في النهاية وإستسلامها وفي وقت غير معلوم بالتحديد من نهاية عام 1943م سقطت طائرة أميريكية مقاتلة كانت تقل فريد وتؤكد التقارير وقوع الحادثة في قارة آسيا لكنها تتضارب حول تحديد الموقع الدقيق بين جزيرة غينيا الجديدة وإندونيسيا وإعتبرته الولايات المتحدة مفقودا أثناء العمليات الحربية وأصبح فريد أسير حرب بيد اليابانيين الذين كان يتمتع بشعبية طاغية في بلادهم قبل الحرب لسبق فوزه ببطولات عدة في اليابان ويروي الغطاس التاريخي سامي لي والذى كان يعد فريد المثل الأعلى له وبطل طفولته وكان فريد نفسه قد تنبأ لسامي لي بأنه سيصير بطلا أوليمبيا وبالفعل صار سامي لي أول رجل غير أبيض يفوز بميدالية أوليمبية في رياضة مائية وأول من يفوز بميداليتين ذهبيتين أولمبيتين علي التوالي إنه إلتقى مصادفة في أحد المستشفيات بقائد السرب الجوي الذي كان يضم طائرة فريد سميكة وأنه أخبره أن سباحا أوليمبيا أميريكيا آخر كان قد وقع في يد اليابانيين أثناء الحرب وإقتيد إلى نفس معسكر الإعتقال الذي قضى فيه فريد فترة من الزمن وأنه عند دخوله إلى المعسكر شاهد مجموعة من الرؤوس المقطوعة علقها اليابانيون على أسوار المعسكر وكان ذلك في أوائل عام 1944م لإثارة ذعر الأميريكيين تعرف منها على رأس صديقه السابق فريد سميكة ولاحقًا إستطاع سامي لي الوصول إلى عائلة فريد سميكة وأخبرهم بالقصة وبدورهم أخبروه أن الحكومة الأميريكية قد إعتبرتة شهيدا في عام 1945م وكرمته بوسام عسكري وأخبره غبنه الذي أصبح بدوره طيارا مقاتلا أنهم كانوا قد ظنوا خطأ أنه قتل في مكان ما من شمال أفريقيا على أيدي الألمان أو الطليان بعدما أجبروه على العمل كمترجم وقد تم تكريمه في مصر بإطلاق إسمه علي أحد أهم وأطول الشوارع بضاحية مصر الجديدة وهو يمتد من الكلية الحربية و حتى منطقة الألف مسكن .