الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الأمير محمد علي توفيق

الأمير محمد علي توفيق
عدد : 03-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”

الأمير محمد علي توفيق هو ثاني أبناء الخديوي توفيق والشقيق الذكر الوحيد للخديوي عباس حلمي الثاني وكان وليا للعهد عدد 3 مرات أولها كولي عهد لشقيقه الخديوى عباس حلمي الثاني منذ أن تولي الحكم في عام 1892م وحتي رزق الخديوي بإبنه الأمير محمد عبد المنعم في عام 1899م وثانيها كولي عهد للسلطان فؤاد الأول قبل أن يصبح ملكا من عام 1917م وحتى رزق السلطان بإبنه الأمير فاروق في عام 1920م وبعد وفاة الملك فؤاد في يوم 28 من شهر أبريل عام 1936م كان أحد أعضاء مجلس الوصاية على العرش ما بين وفاة الملك فؤاد الأول في التاريخ المذكور وتنصيب إبن عمه الملك فاروق ملكا علي مصر ولحين إستكماله السن القانونية 18 عاما كما ينص الدستور وفي نفس اليوم الذى نودى بالملك فاروق ملكا علي مصر أصبح وليا للعهد للمرة الثالثة إلى أن أنجب الملك فاروق إبنه الأمير أحمد فؤاد الثاني في شهر يناير عام 1952م وكان الأمير محمد علي توفيق يأمل ويحلم بأن يتولى حكم مصر بعد وفاة الملك فؤاد الأول بحكم أن الملك فاروق كان صغير السن ولكن بحكمة الملكة الأم نازلي لم يستطع فعل ذلك وإستطاعت أن تحصل علي فتوى من الأزهر بأن يتم تنصيب الملك فاروق ملكا علي مصر بدون مجلس وصاية عند بلوغه سن 18 عاما بالتقويم الهجرى لكي تقصر مدة مجلس الوصاية وبعد بلوغ الملك فاروق السن القانونية في أواخر شهر يوليو عام 1937م وتنصيبه ملكا علي مصر بدون مجلس وصاية كاد أن يتحقق حلم الأمير محمد علي توفيق بتولي عرش مصر في يوم 4 فبراير عام 1942م عندما ماطل وسوف الملك فاروق هو ورئيس ديوانه أحمد حسنين باشا لمدة يومين في الإستجابة لطلب السفير البريطاني السير مايلز لامبسون بتعيين مصطفى النحاس باشا رئيسا للوزراء والذى كان تقديرا خاطئا منهما للموقف حيث لم يدركا أن بريطانيا في ذلك الوقت كانت مستعدة لفعل أي شئ تجاه الموقف العصيب الذى كانت تمر به .

وكانت بريطانيا تواجه بالفعل حينذاك موقفا حرجا للغاية يهدد مصالحها وطرق مواصلاتها إلي مستعمراتها في آسيا خاصة الهند بعد تعرض الجيش الثامن الإنجليزى لسلسلة من الهزائم المتتالية في جبهة شمال أفريقيا علي يد قوات دول المحور بقيادة المانيا وإيطاليا المسماة بالفيلق الأفريقي والتي كان يقودها الفيلد مارشال إرفين روميل الملقب بثعلب الصحراء مما أدى إلى خروج مظاهرات حاشدة في القاهرة يوم 2 فبراير عام 1942م تردد أسوأ هتاف ضد بريطانيا حيث كانت المظاهرات تردد يحيا روميل وإلى الأمام يا روميل وكان صدى تلك الهتافات يتردد أمام السفارة الإنجليزية في جاردن سيتي علي مرأى ومسمع من السفير الإنجليزي السير مايلز لامبسون ورجال سفارته وتشير المصادر إلى أن القصر كان وراء هذه الهتافات العدائية ضد بريطانيا التي كان يرددها الآلاف وبطريقة منظمة وكانت وزارة حسين سرى باشا القائمة وقتذاك تعاني من العديد من المتاعب والقلاقل والأزمات ومن ثم رأى حسين سرى باشا أنه أصبح غير قادر علي مواجهة الصراعات التي يتعرض لها من جميع الإتجاهات كما أن وزارته كانت قد أصبحت لاتحظي بثقة الملك فاروق فكان أن قدم إستقالة وزارته مساء يوم 2 فبراير عام 1942م ومع هذه التطورات والتصعيدات المتلاحقة تحركت بريطانيا لإنقاذ مايمكن إنقاذه من أجل تأمين الجبهة الداخلية في مصر وذلك من آجل التفرغ للإستعداد لمعركة العلمين الفاصلة مع الألمان والتي عليها سيتوقف مستقبل وجودها في مصر والتي لو دخلها الألمان فسوف يقطعون عليها خطوط مواصلاتها إلى الهند وإلي بلاد شرق قارة آسيا ومن ثم كان بعد يومين حادث 4 فبراير عام 1942م الذى حاصرت فيه الدبابات البريطانية قصر عابدين حيث تحرك الإنجليز بدباباتهم بقيادة قائد القوات البريطانية في مصر وإلي جواره السفير الإنجليزي حوالي الساعة السادسة مساءا وقاموا بحصار قصر عابدين وإقتحمت إحدى الدبابات بوابة القصر ودخلت وراءها عدة دبابات إنتشرت في ساحة القصر الداخلية وتوجه السفير البريطاني إلي غرفة مكتب الملك مباشرة وكان معه في هذه اللحظات رئيس ديوانه أحمد حسنين باشا وخيره مهددا بين أمرين بأن يقبل الإنذار البريطاني ويستدعي مصطفي النحاس باشا رئيس حزب الوفد ويكلفه بتشكيل الوزارة أو يتنازل عن العرش فورا ويتم تعيين الأمير محمد علي توفيق ملكا على مصر خلفا له وقدم له وثيقة التنازل عن العرش فطلب الملك فاروق منه مهلة بناءا علي مشورة أحمد حسنين باشا لتنفيذ طلبه فوافق السفير وقال للملك وهو يهم بالإنصراف يجب أن يتم كل شئ الليلة يا صاحب الجلالة وبالتالي لم يتحقق حلم الأمير محمد علي توفيق في تولي عرش مصر .

وكان ميلاد الأمير محمد علي توفيق بالقاهرة عام 1875م في عهد جده الخديوى إسماعيل وقبل أن يتولى والده الخديوى توفيق عرش مصر بأربع سنوات وأمه هي الأميرة أمينة هانم إلهامي الزوجة الوحيدة التي تزوج منها الخديوى توفيق وهو ولي للعهد وكان زواجها منه وهي في سن 15 عام قبل تربعه علي عرش مصر بحوالي 6 سنوات وتحديدا في عام 1873م حيث كان مولدها في يوم 24 مايو عام 1858م وهي إبنة إبراهيم إلهامي باشا إبن عباس باشا الأول والي مصر وثالث من تولي حكم مصر من الأسرة العلوية بعد جده محمد علي باشا وعمه القائد إبراهيم باشا في الفترة ما بين شهر نوفمبر عام 1848م وحتي شهر يوليو عام 1854م من زوجته الأميرة منيرة سلطان إبنة السلطان العثماني عبد المجيد الأول والذى حاول عباس باشا الأول أن يجعله وليا لعهده وأن يتنازل له عن حكم مصر ولكنه لم يفلح وقد مات إبراهيم إلهامي باشا وهو في ريعان الشباب وورثت إبنته الوحيدة أمينة عنه ثروة طائلة وكان حفل زواجها من الخديوى توفيق ضمن ما أطلق عليه أفراح الأنجال حيث قام الخديوى إسماعيل بتنظيم إحتفالات كبيرة بمناسبة زواج أنجاله من البنين والبنات إذ تزوج إبنه الأكبر وولي عهده الأمير توفيق من الأميرة أمينة هانم إلهامى وتزوج إبنه الثانى الأمير حسين كامل الذى أصبح بعد ذلك سلطانا علي مصر تحت إسم السلطان حسين كامل من الأميرة عين الحياة بنت الأمير أحمد رفعت باشا إبن إبراهيم باشا إبن محمد علي باشا الذى كان قد غرق في عام 1858م فى حادث قطار مأساوى عند مدينة كفر الزيات كما تزوج الأمير حسن باشا من الأميرة خديجة هانم بنت الأمير محمد على الصغير إبن والي مصر محمد على باشا الكبير وكذلك تزوجت الأميرة فاطمة هانم إبنة الخديوى إسماعيل وهى التى قدمت مجوهراتها وأراضيها بعد ذلك لإنشاء أول جامعة مصرية وقدمت قصرها بالدقى ليصبح مقرا لأول متحف زراعى فى الشرق من الأمير محمد طوسون باشا إبن والى مصر محمد سعيد باشا إبن محمد على باشا الكبير وإمتدت هذه الأفراح ٤٠ يوما وكان مقرها المنطقة التى حملت بعد ذلك إسم حى المنيرة بسبب الأنوار التى شهدتها هذه المنطقة خلال مدة هذه الإحتفالات وكان الطعام يوزع بشكل شبه يومي خلال هذه المدة علي العامة كما كان يتم توزيع الماء المثلج المضاف إليه ماء الورد وماء الزهر عليهم ومازالت هناك حتى الآن فى منطقة المنيرة منطقة وشارع بإسم المواردى وفضلا عن ذلك فقد تم إنارة المنطقة مابين كوبرى فصر النيل وقصر عابدين وحدائق القصر .

أنجبت أمينة هانم إلهامي للخديوى توفيق الخديوى عباس حلمي الثاني الذى تولي حكم مصر من يعده ومن بعده أنجبت له الأمير محمد علي والأميرة خديجة والأميرة نعمت الله هانم والأميرة نازلي والتي توفيت في سن صغيرة وقد عرفت أمينة هانم إلهامي بتدينها ومحافظتها علي فروض الإسلام من صلاة وصيام وزكاة وحبها للأعمال الخيرية كما قامت بأداء فريضة الحج أكثر من مرة ولذا فقد لقبت بأم المحسنين حيث كانت قد أوقفت حياتها وإهتمامها وتبرعاتها على العمل العام وكفالة المساكين والمرضى في الجمعيات الخيرية وعند بلوغ الأمير محمد علي توفيق سن السادسة من عمره في عام 1881م درس بالمدرسة العلية بعابدين والتي كانت تسمي مدرسة الأنجال وكانت أمه الأميرة أمينة هانم إلهامي حريصة كل الحرص في هذه المرحلة على تعليم أولادها الفنون الإسلامية والموسيقى وفي عام 1884م أُرسل إلى سويسرا لإستكمال دراسته هو وشقيقه الأكبر عباس حلمي وإلتحقا بمدرسة هكسوس بمدينة جنيف لدراسة العلوم العسكرية ثم إلتحقا في عام 1888م بمدرسة ترزيانوم بالنمسا لدراسة العلوم السياسية والعسكرية وأثناء فترة دراسة الشقيقين عباس حلمي ومحمد علي في الخارج كانت بينهما وبين والدتهما رسائل متبادلة ومن فحوى هذه الرسائل يظهر لنا أنها كانت ترسل لهما أن يحافظا على الصلوات في أوقاتها كما أوصتهما بمواصلة تعلم الفنون والموسيقى وآثار البلاد وفي يوم الجمعة 8 يناير عام 1892م وردت إليهما في العاصمة النمساوية فيينا برقية من مصطفي فهمي باشا رئيس مجلس النظار حينذاك تبلغهما بوفاة أبيهما الخديوى توفيق فإستعدا للعودة إلى مصر وفي اليوم التالي وصلت إلى رئيس مجلس النظار المصري برقية من الصدر الأعظم للدولة العثمانية بتولية عباس حلمي باشا خديوية مصر وفقا لفرمان وراثة الخديوية المصرية الصادر من السلطان العثماني حينذاك عبد الحميد الثاني وذلك لكونه أكبر أبناء الخديوي المتوفى وكلف الصدر الأعظم رئيس مجلس النظار بالإشتراك مع هيئة نظارته بإدارة شؤون البلاد لحين وصول الخديوى عباس حلمي الثاني إلى مصر والذى وصل إلي ميناء الإسكندرية صباح يوم السبت 16 يناير عام 1892م ثم توجه من فوره بالقطار إلى القاهرة فوصلها في الساعة الثانية بعد ظهر اليوم ذاته وفي يوم الإثنين 18 يناير عام 1892م تولى الخديوى الجديد عباس حلمي مهام وشؤون منصبه رسميا .

ومنذ أن كان الأمير محمد علي توفيق شابا شهد له الجميع بالحكمة ورجاحة العقل والثقافة العالية وظهر عليه ميله إلى العلم وحب الآداب والفنون خاصة الإسلامية ومارس بنفسه بعض الفنون ولذا فقد لقب بلقب ندر أن حمله أحد في تاريخ مصر وهو محيي الفنون كما إشتهر بجمع التحف والآثار والمقتنيات الثمينة وكان له في هذا المجال عيون متخصصة مهمتهم البحث عن النادر من التحف وجلبها للأمير لكي يعرضها بقصره كما كان الأمير محبا للسفر والترحال فقد قام بعدة رحلات حول العالم طاويا قارات العالم أكثر من مرة ودون هذه الرحلات في كتب كثيرة تعد تسجيلا فريدا للأوضاع التي كانت عليها بقاع كثيرة من العالم في أوائل القرن العشرين الماضي وعلاوة علي ذلك فقد كان أحد أشهر هواة تربية الخيول العربية ذات الأنساب العريقة وسعيا لإحياء فنون العمارة الإسلامية التي عشقها وإجلالا لها قام الأمير محمد علي توفيق ببناء قصر فريد من نوعه عام 1901م في شمال جزيرة منيل الروضة أمام القصر العيني وقد إنعكست صفات الأمير وجوانب شخصيته على قصره فخرج فريدا في طرازه متميزا عن قصور أقرانه من حكام وأمراء الأسرة العلوية وفي البداية بني سراى للإقامة ثم أكمل بعد ذلك باقي مشتملات القصر ثم أوصى بإهدائه للشعب المصري بعد وفاته وبالفعل تحول القصر إلى متحف نادر الوجود وقام الأمير محمد علي توفيق بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية اللازمة لهذا القصر بنفسه وأشرف على كل خطوات التنفيذ فيما قام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي كما تدلنا علي ذلك العبارة المحفورة على مدخل القصر وتبلغ المساحة الكلية للقصر حوال 61711 مترا مربعا منها خمسة آلاف متر هي مساحة المباني وحوالي 34 ألف متر للحدائق وحوالي 22711 مترا عبارة عن طرق داخلية وللقصر سور تم تشييده بالحجر الجيرى على طراز حصون العصور الوسطي وتعلوه شرفات للحراسة وجميع منشآت القصر تم تشييدها علي الطراز الإسلامي المعمارى في تناغم رائع مابين المدارس المعمارية الإسلامية المختلفة المملوكية والفاطمية والفارسية وكلها مزدانة في جوانبها بالآيات القرآنية والزجاج الملون والرخام المشغول .
وتشمل منشأت القصر والتي تعتبر تحفة رائعة تعبر عن ثراء وغني الفن المعمارى الإسلامي بمدارسه المختلفة والتي قام الأمير محمد علي توفيق بإنشائها تباعا تتكون من:

1- سراى الإستقبال وتتكون من طابقين يصل بينهما سلم خشبي ويضم الطابق الأول حجرة صالون وحجرة للتشريفة بينما يضم الطابق الثاني قاعتين للإستقبالات الرسمية واحدة صممت علي الطراز الشامي والأخرى صممت علي الطراز المغربي .
2- سراى الإقامة وتتكون من طابقين أيضا وكانت مخصصة لإقامة الأمير حيث خصص الطابق الأرضي كصالات إستقبال وطعام ومكتب ومكتبة للأمير والطابق الثاني خصص لغرف النوم وخدماتها وملحق بها برج كان يطل علي كل من القاهرة والجيزة في وقت بناء القصر .
3- سراى العرش وتعرف بقاعة الوصاية وذلك علي إعتبار أن الأمير كان وصيا علي العرش وقد صممت علي الطراز العثماني المعروف بإسم الكشك وهو طراز كان منتشرا في القصور المبنية علي ضفاف البوسفور في إسطنبول بتركيا وتتكون من طابقين وملحق بها عدة حجرات صالون .
4- المتحف الخاص ويقع بالجهة الجنوبية من القصر ويضم عدد 14 قاعة يتوسطها فناء به حديقة صغيرة وبالقاعة الأولي منها مجموعات نادرة من الكتب والمخطوطات والمصاحف والتفاسير القرآنية ولوحات فنية خطية فيها زخارف نباتية وطيور والقاعة الثانية مخصصة لمجموعة من الأدوات الكتابية من بوص وعاج ومعدن إلي جانب مجموعة من المقصات والمحابر أما القاعة الثالثة فقد خصصت لعرض مجموعة من المفارش والمناديل الحرير ومجموعة من الصناديق القديمة المطعمة بالصدف والقاعة الرابعة نجدها تختص بالسلاح حيث يوجد بها أسلحة بيضاء وسيوف وخناجر عربية وعثمانية ومجموعة من الأسلحة النارية والقاعة الخامسة والتي تعد أكبر قاعات هذا المتحف فأبرز المقتنيات بها مجموعة من أندر السجاد من الطرز المختلفة وتأتي بعدها القاعة السادسة وبها تسع فتارين تحوى العديد من فناجين الشاى والأكواب والدوارق والزهريات والقاعة السابعة قاعة صغيرة زخرف سقفها على شكل سجادة وتضم مجموعة من أنسجة السيرما وسجادة صممت على شكل ليرة تركية وتليها القاعة الثامنة وبها نماذج للأزياء التركية لكافة الفئات ومجموعة من توك الأحزمة الحريمى المطعمة بالياقوت والمرجان والكهرمان ثم القاعة التاسعة وتتوسطها فترينة هرمية الشكل بها مقتنيات خاصة بالأمير محمد علي توفيق مطعمة بالماس ومجموعة من هدايا ملوك وحكام الدول والقاعة العاشرة وهى قاعة لعرض مجموعات من الأوانى والمقتنيات ذات التلبيسات الفضية والزهريات والشمعدانات والقاعة الحادية عشرة فأهم ما بها صوان به أوان من البورسلين المختلفة الأشكال والأحجام ونماذج لسجاد صغير الحجم والقاعة الثانية عشرة ويطلق عليها القاعة الصيفية ويوجد على جدارها الجنوبى الغربى مجموعة من رؤوس الأسود الرخامية التى تتساقط المياه من أفواهها وبالجدار المقابل شرفة بعرض الحائط من الزجاج الملون والقاعة الثالثة عشرة فبها فتارين لعرض التحف المعدنية ويوجد على جدرانها مجموعة من السيرما وأخيرا القاعة الرابعة عشرة وتشتمل علي فتارين بداخلها أوان وأطقم شاى وقهوة من البورسلين الرائع الشكل كلها عليها زخارف ونقوش نباتية بديعة وملونة . 5- المسجد وتم تشييده علي الطراز العثماني ويعتبر من المنشآت المتميزة معماريا وفنيا وزخرفيا علي الرغم من صغر مساحته وهو يتوسط القصر ويعد تحفة معمارية وزخرفية لا مثيل لها فقد أعطى الأمير محمد علي توفيق له عناية خاصة سواء من الخارج أو الداخل فمن الخارج زين سطح المسجد بعرائس من الحجر الرملي على شكل رؤوس حيات الكوبرا أسفلها شريط من الكتابة القرآنية لسورة الفتح أما الجدران فقد زخرفت على هيئة سجاجيد من طرز مختلفة والنوافذ على شكل عقود محاطة بأشرطة من الزخارف الهندسية وللمسجد كتلة مدخل مستطيلة الشكل وتعلو سطحه كما أنها تبرز عن المبنى وهي زاخرة بأنواع كثيرة من الزخارف الفنية البديعة الرائعة الشكل .
6- برج الساعة وموقعه بين سراى الإستقبال والمسجد وقد تم تشييده علي الطراز الإسلامي المغربي .
7- متحف الصيد وهو عبارة عن ممر طويل ملاصق للسور الشمالى لحديقة القصر ويطل على الحديقة بفتحات على شكل عقود ويضم عدة مقتنيات أغلبها مجموعات من الطيور والحيوانات والزواحف المحنطة ورؤوس وجماجم وقرون لغزلان وبعض أدوات الصيد . 8- الحديقة وتضم مجموعة نادرة من الأشجار المعمرة والنباتات بأنواعها والزهور والورود بمختلف أنواعها وألوانها .

وبعدما عزل الإنجليز الخديوي عباس حلمي الثاني عن عرش مصر في شهر ديسمبر عام 1914م تم نفي الأمير محمد علي توفيق خارج مصر وتم إيقاف مرتباته من قبل السلطان حسين كامل الذى خلف الخديوى المعزول في حكم مصر فذهب إلى مونتيروه بسويسرا وتم السماح له بتحويل إيرادات أملاكه ولكن الإنجليز قلصوا مرتبه إلى 250 جنيه شهريا بعد إكتشافهم بعلاقاته مع علي الشمسي باشا ذو الميول التركية ضد الإنجليز وخوفا من إستخدام المال لدعم الحركات الوطنية في مصر ضدهم ولكنهم وافقوا على إعطائه جواز سفر مع منعه من السفر إلى مصر أو أي من الدول التي حاربت بريطانيا ولما تولي السلطان فؤاد الأول حكم مصر عام 1917م خلفا للسلطان حسين كامل وافق علي عودة الأمير محمد علي توفيق إلي مصر وتم تعيينه حينذاك وليا للعهد حيث كان السلطان فؤاد لم ينجب الأمير فاروق بعد وكما ذكرنا في السطور السابقة كان الأمير محمد علي توفيق محبا للسفر والترحال وجمع التحف والآثار وفى عددها الصادر في يوم 14 أبريل عام 1921م نشرت مجلة اللطائف المصورة على غلافها الخارجى صورة للأمير محمد على توفيق بمناسبة عودته من رحلة قام بها إلى أوروبا وجاء الموضوع المصاحب للصورة تحت عنوان العود أحمد ومما جاء فى الموضوع كان يوم 27 مارس عام 1921م فى مصر عيدا عاما خرجت فيه الإسكندرية لإستقبال الأمير المحبوب محمد على توفيق حين عودته سالما من أوروبا وكان فى مقدمة المستقبلين أصحاب السمو الأمراء وأعضاء الجمعية التشريعية ونخبة أعيان مدينة الإسكندرية وأصحاب الفضيلة العلماء وإصطفت فرق الكشافة على إختلافها فأرادت لسموه التعظيم اللائق بمقامه الجليل وإستأنف سموه السفر إلى القاهرة فى قطار خاص ولما وصل إلى العاصمة إستقبله فيها أصحاب السمو والأمراء وأصحاب المعالى الوزراء وكبار الباشوات والموظفين والأعيان وهتف له المستقبلون فى المحطة وإحتشدت الجماهير على جانبى الطريق وجعلت تهتف لسموه فى أثناء مروره بسيارته ذاهبا إلى قصره فكان يحييهم بيده وتقاطر العظماء والأمراء صباح يوم وصوله إلى قصره العامر فى المنيل لتهنئته بسلامة الوصول وحظى سموه غداة يوم وصوله بمقابلة عظمة السلطان فؤاد ورد عظمته الزيارة لسموه واللطائف المصورة تهنئ سمو الأمير بعودته سالما إلى الوطن وترحب بسموه خصوصا لعودته فى بدء عصر النهضة المصرية بعدما إستبشرت القلوب وقرت الأفئدة بتحسين الحالة وبلوغ المنى لاسيما أن سموه معروف بوطنيته وغيرته وعمله على إعلاء شأن الوطن وبعد ذلك وفي عام 1924م أهدى مجموعة من التحف والآثار الإسلامية لمتحف الفن الإسلامي بباب الخلق .

وفي عام 1927م إشترى الأمير محمد علي توفيق قصرا بمدينة الإسكندرية يقع على ربوة عالية مطلة على البحر المتوسط ويبدو في هيئته كأنه منارة البحر أو حارسه الأمين وكان قد بناه الكونت اليوناني إستيفان زيزينيا والذى كان يعمل بتجارة القطن إلي جانب كونه قنصلا لبلجيكا في مصر في عام 1887م في الحي الذى سمي لاحقا بإسمه زيزينيا وذلك في نهاية القرن التاسع عشر الميلادى وقد تحول قصر زيزينيا في وقت من الأوقات في بدايات القرن العشرين الماضي إلى فندق جلوريا أوتيل وأعاد الأمير محمد علي توفيق بناء هذا القصر وأطلق عليه إسم قصر الصفا تيمنا بجبل الصفا الذي ورد ذكره في القرآن الكريم بوصفه منسكا يتم السعي بينه وبين جبل المروة ضمن مناسك الحج والعمرة وهو الإسم الحالي له ثم دخل لاحقا ضمن القصور الرئاسية بعد قيام ثورة يوليو عام 1952م حيث تمت مصادرته ضمن ماتم مصادرته من مقتنيات وممتلكات العائلة المالكة وهو معد حاليا لإستقبال ضيوف الرئاسة  المصرية أو كبار الوزراء ورجال الدولة أثناء وجودهم في الإسكندرية وقام الأمير محمد علي توفيق حينما إشتراه بتجديده وتطويره عدة مرات وفي كل عام كان يطلب سموه من المهندسين إضافة أجنحة جديدة إلى قصره مع إدخال تعديلات مناسبة على البناء حتى بدا بناؤه تحفة من التحف الغالية التي يعتز بها الثغر وحتى صار من معالم المدينة التي ينبغي ان يراها المصطافون خلال سيرهم على شاطئ البحر ومن أهم ما يسترعي النظر في قصر الصفا تلك النقوش العربية الجميلة التي تزينها الآيات القرآنية الكريمة فأينما إتجه الزائر فإنه يرى هذه الكتابات الشريفة مكتوبة بخط أمهر الخطاطين فآية الكرسي نجدها مكتوبة على مدخل القصر من الجهة البحرية وأسماء الله الحسنى مموهة بالذهب الخالص نجدها مكتوبة في قاعة الطعام أما المدخل الرئيسي للقصر فقد نقشت فوقه هذه العبارة كتب العز على أبوابها فإدخلوها بسلام آمنين وتضم قاعة الشاي الملحقة بالقصر تحفا رائعة حيث رسمت على جدرانها المساجد الفخمة في إسطنبول وقصر الخديوى إسماعيل على البوسفور بتركيا والمسمي قصر أميريجان وقصور سلاطين آل عثمان بفخامتها وروائها كما تضم حديقة هذا القصر طائفة من النباتات النادرة التي كان يعتنى بها سمو الأمير عناية فائقة مثل نبات الكروتن وأصناف النخيل التي لا وجود لها إلا في هذه الحديقة وحديقة قصره بالمنيل وجدير بالذكر أن الأمير محمد علي توفيق كان أول من سعى لتأسيس القصور الضخمة بالإسكندرية وهو ما ألهم النبيلة فاطمة حيدر ببناء قصرها الذى تحول حاليا إلي متحف المجوهرات الملكية في منطقة زيزينيا أيضا في الإسكندرية وبمرور الوقت أصبح هذا الحي مركزا ومقصدا للصفوة حيث تنافسوا في تأسيس قصورهم وسراياهم فيه خاصة في زمن الأسرة العلوية وأصبح من أرقي الأحياء بمدينة الإسكندرية .

وكانت الأميرة أمينة هانم إلهامي والدة الأمير محمد علي توفيق وزوجة الخديوى توفيق قد توفيت في إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية وقام إبنها الأمير محمد علي توفيق بإحضار جثمانها في يوم 26 يونيو عام 1931م وأعلن الحداد الملكى عليها لمدة عشرين يوما ونعاها المصريون بحزن عميق لما كان لها من سخاء وجود وبر وإحسان على الفقراء والمعوزين وكان الناس لا يعرفون لها إسما سوى أم المحسنين وبعد وفاة الملك فؤاد وحيث أن الملك فاروق في ذلك الوقت كان سنه لم يبلغ الثمانية عشر عاما بعد فطبقا للدستور القائم في البلاد وهو دستور عام 1923م كان لابد من تعيين مجلس وصاية علي العرش يتولي السلطة إلى أن يبلغ الملك سن الرشد وقد حدد الدستور طريقة تشكيل مجلس الوصاية من عدد 3 أشخاص يختارهم الملك إذا كان ولي عهده قاصرا ويكتب بذلك وثيقة تحرر من أصلين يودع أحدهما في خزينة الديوان الملكي بقصر عابدين والثاني يودع في مقر مجلس الوزراء وكل من الأصلين يودع في ظرف مختوم لايتم فتحه ويعلن ما فيه إلا في حالة وفاة الملك وأمام البرلمان ويجب أن يكون من يختارهم الملك لمجلس الوصاية أن يتمتعوا بالجنسية المصرية ويدينوا بالدين الإسلامي وأن يكونوا من أمراء الأسرة المالكة أو أصهارهم واقاربهم أو من بين رؤساء مجلس النواب الحالي أو السابقين أو من الوزراء الحاليين أو السابقين أو من بين رئيس وأعضاء مجلس الأعيان الحالي أو السابقين هذا في حالة وجود هذا المجلس ولا يتم تنفيذ تلك الوثيقة إلا إذا وافق عليها البرلمان وعلي ذلك فقد تم عقد جلسة تاريخية للبرلمان الذى تم إنتخابه في أواخر أيام الملك فؤاد مساء يوم الجمعة 8 مايو عام 1936م وتم فتح الظرفين المختومين اللذين بداخلهما الوثيقتين اللتين كتبهما الملك فؤاد وتم التأكد من تطابقهما وتمت الموافقة على تعيين مجلس وصاية علي العرش مكون من 3 أشخاص حددهم الملك فؤاد في كل من الوثيقتين وهم الأول الأمير محمد علي توفيق أكبر أمراء الأسرة العلوية سنا في ذلك الوقت وهو إبن الخديوى توفيق وإبن عم الملك فاروق والذى أصبح أيضا في نفس الوقت وليا للعهد لأن الملك فاروق كان لم ينجب بعد وظل في منصبه كولي للعهد لمدة 16 عاما تقريبا حتي أنجب الملك فاروق إبنه الذكر الوحيد الأمير أحمد فؤاد الثاني في شهر يناير عام 1952م والثاني كان شريف صبرى باشا خال الملك فاروق وشقيق الملكة نازلي زوجة الملك فؤاد الأول وأم الملك فاروق والثالث كان عزيز عزت باشا وزير الخارجية وقتها وكان أول سفير لمصر لدى المملكة المتحدة وفي نفس اليوم تم تعيين حسين حسني باشا سكرتيرا خاصا للملك فاروق والذى ظل يشغل هذا المنصب طوال فترة حكمه وحتي خلع الملك فاروق من عرش مصر في يوم 26 يوليو عام 1952م وقد ظل مجلس الوصاية هذا قائما حوالي سنة وثلاثة شهور إذ أتم الملك فاروق سن 18 عاما بالتقويم الهجرى يوم 21 من شهر جمادى الأولي عام 1356 هجرية الموافق يوم 29 يوليو عام 1937م ويومها تم تتويجه منفردا علي عرش البلاد دون مجلس وصاية .

 وقد طلب رئيس مجلس الوصاية الأمير محمد علي توفيق من أحمد حسنين باشا رئيس البعثة التي كانت ترافق الأمير فاروق قبل أن يصبح ملكا في العاصمة البريطانية لندن بإعداد برنامج دراسي للملك فاروق حتي يكمل تعليمه ودراسته التي لم يكملها بالخارج وعلي أن يوافيه بتقارير دورية عن مدى إنتظامه في الدراسة وكلف أحمد حسنين باشا حسين حسني باشا السكرتير الخاص بالملك فاروق بهذه المهمة وهو الأمر الذى لم يتم حيث سرعان ما إبتعد الملك فاروق عن إستكمال الدراسة وبمناسبة عقد قران الملك فاروق علي الملكة فريدة في شهر يناير عام 1938م تلقي العروسان العديد والكثير من الهدايا الثمينة كان منها نقاب نادر أهداه الأمير محمد علي توفيق ولى العهد حينذاك إلى العروس وكان من تلك الهدايا أيضا صينية وكوبين من الذهب الخالص وقد تم تطريز أطراف الصينية بالماس ونقش في وسطها التاج الملكي وإسم الملك شارك فيها معظم أبناء الأسرة المالكة وعلي رأسهم الأمير محمد علي توفيق وفي شهر مارس عام 1939م أناب الملك فاروق إبن عمه وولي عهده الأمير محمد علي توفيق في إستقبال ولي عهد إيران حينذاك الأمير محمد رضا بهلوى حين حضوره إلي مصر لإتمام عقد قرانه علي الأميرة فوزية فؤاد إبنة الملك فؤاد الأول وشقيقة الملك فاروق .

وفي يوم 19 ديسمبر عام 1944م توفي الخديوى المعزول عباس حلمي الثاني في منفاه بمدينة جنيف بسويسرا وبالمصادفة أن يوافق يوم وفاته نفس يوم خلعه عن عرش مصر بعد 30 عاما ونظرا لظروف الحرب العالمية الثانية لم يعد جثمانه إلى القاهرة إلا يوم 26 أكتوبر عام 1945م في عهد إبن عمه الملك فاروق وتم يومها تنظيم جنازة رسمية له تقدمها شقيقه الأمير محمد علي توفيق وأقيم له سرادق للعزاء بجامع الكخيا بشارع إبراهيم باشا وهو شارع الجمهورية حاليا بالقاهرة ووقف فيه شقيقه الأصغر الأمير محمد علي توفيق يتلقي العزاء في وفاة شقيقه الأكبر هذا وظل الأمير محمد علي توفيق يحلم بتولي عرش مصر سنين طويلة وفى يوم 16 يناير عام 1952م دوت فى صباح القاهرة الساكن طلقات المدفعية حيث تم إطلاق عدد 101 طلقة فى الساعة السادسة والثلث صباحا إعلانا عن مولد أول طفل ذكر للملك فاروق قبل موعد ولادته الطبيعية بشهر واحد هو الأمير أحمد فؤاد وقد منح الملك فاروق الطبيب الذى أشرف على عملية الولادة لقب البشوية إحتفالا بهذه المناسبة السعيدة وكان ميلاد ولى العهد الأمير أحمد فؤاد عاملا مساعدا على تحسن وتغير شخصية الملك فاروق فقد كان يقضى معظم الوقت بجوار الأمير الصغير وكانت تلك الفترة تمثل فترة إستقرار نفسى له بعد أن إهتزت نفسيته بشدة عقب طلاقه من الملكة فريدة وطلاق شقيقته الأميرة فوزية من شاه إيران ثم ما كان من فضائح تناقلتها الألسن خاصة بوالدته الملكة نازلي وشقيقتيه فايقة وفتحية في أمريكا وعلى الرغم من سعادة الجميع بميلاد الأمير الصغير أحمد فؤاد إلا أنه كان هناك آخرون لم يسعدوا بهذا الخبر وكان أولهم هو الأمير محمد على توفيق إبن الخديوى توفيق وإبن عم الملك فاروق والذى كان وليا للعهد أى يخلف الملك فاروق مباشرة فى حكم مصر وذلك قبل إنجاب الملك فاروق لإبنه الأمير أحمد فؤاد خاصة أن هذه هي المرة الثالثة التي تضيع منه فرصة إعتلاء عرش مصر كما ذكرنا في صدر هذا المقال وكان عمره وقت ميلاد الأمير أحمد فؤاد 75 سنة فكان أن بكي حزنا على فقدانه لعرش مصر إلى الأبد وكان ثانيهما هو الأمير محمد عبد المنعم إبن الخديوى عباس حلمي الثاني ويأتى فى ولاية العهد بعد الأمير محمد على توفيق مباشرة وقد كان عمره وقتها 52 عاما والذى بعد قيام ثورة يوليو عام 1952م كان أحد أعضاء مجلس الوصاية علي العرش بعد تنازل الملك فاروق عن عرش مصر لإبنه الطفل أحمد فؤاد الثاني وكان العضوان الآخران هما السياسي المعروف محمد بهي الدين بركات باشا والقائمقام محمد رشاد مهنا الضابط بالجيش المصرى وهو المجلس الذى ظل قائما ولكن بلا سلطات حيث كانت السلطة الفعلية في يد مجلس قيادة الثورة حتي إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية في يوم 18 يونيو عام 1953م وبذلك فبميلاد الأمير الطفل أحمد فؤاد تحطمت وتبددت آمال كل من كان يطمع بالجلوس على عرش مصر وبعد قيام ثورة يوليو عام 1952م إعتزل الأمير محمد علي توفيق الحياة العامة ولم يعمر طويلا بعد ذلك وكانت وفاته في يوم 17 مارس عام 1954م عن عمر يناهز 79 عاما بمدينة لوزان بسويسرا وكان قد أوصي بدفنه في تراب مصر ومن ثم نقل جثمانه ليدفن مع أبيه الخديوى توفيق وشقيقه الخديوى عباس حلمي في المدفن الذى يقع بصحراء المماليك بالقاهرة والمعروف بإسم قبة أفندينا والذى كانت قد شيدته والدته الأميرة أمينة هانم إلهامي والدة الأمير محمد علي توفيق وإختارت طرازه الفني بعناية على النسق الإسلامي المملوكي وجدير بالذكر أن الأمير محمد علي توفيق عاش أعزبا طوال عمره حيث كان قد تعرض لإصابة تسببت في عدم قدرته علي الإنجاب .