الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

"سعيد السيد بدير".. عالم مصرى عبقرى إغتاله الاعداء

-سعيد السيد بدير-.. عالم مصرى عبقرى إغتاله الاعداء
عدد : 02-2021
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
موسوعة كنوز “أم الدنيا”

الدكتور سعيد السيد بدير عالم مصري تخصص في مجال الإتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي وهو من مواليد روض الفرج بالقاهرة في يوم 4 يناير عام 1949م وهو إبن الممثل والمخرج المصري المعروف السيد بدير وشقيق الطيار السيد السيد بدير أحد شهداءنا الأبرار العظام في حرب العاشر من رمضان عام 1393 هجرية السادس من أكتوبر عام 1973م وفي سنواته الأولى بدت عليه علامات الذكاء الفائق وفي الثانوية العامة حصل علي المرتبة الثانية على مستوى الجمهورية بمجموع 95% وإلتحق بالكلية الفنية العسكرية عام 1967م وتخرج منها وعين ضابطا في القوات المسلحة المصرية وأصبح أيضا معيدا في الكلية الفنية العسكرية عام 1972م ثم مدرسا مساعدا في الكلية نفسها ثم مدرسا عام 1981م حتى وصل إلى رتبة عقيد مهندس بالقوات الجوية وأحيل إلى التقاعد وهو في هذه الرتبة بناءا على طلبه بعد أن حصل على درجة الدكتوراة من جامعة كنت بإنجلترا وكان تقاعده بمثابة بداية جديدة فى حياة هذا العالم المصرى كعالم مدنى إنتهت صلته الرسمية بالقوات المسلحة المصرية من أجل التفرغ العلمى بعدما خدم فيها بمنتهى التفانى والإخلاص منذ تخرجه من الكلية الفنية العسكرية وإلتحاقه بسلاح القوات الجوية كضابط مهندس وحتي ساعة تاريخ تقاعده حيث كان قد قرر التفرغ لمشواره العلمى البحت الذى لن يخرج عن إطار خدمة وطنه أيضا وعمل حينذاك في أبحاث الأقمار الصناعية كأستاذ زائر في جامعة دويسبرج في المانيا وتعاقد معها لإجراء أبحاثه طوال عامين بشرط أن يرسل نتائج تلك الأبحاث أولا بأول الى مصر وقد قبلت الجامعة هذا الشرط وهناك توصل المهندس الشاب من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة وكان مجال أبحاثه يتلخص في أمرين الأول هو التحكم في المدة الزمنية منذ بدء إطلاق القمر الصناعي إلى الفضاء ومدى المدة التي تستغرقها عملية إنفصال الصاروخ عن القمر الصناعي والثاني التحكم في المعلومات المرسلة من القمر الصناعي إلى مركز المعلومات في الأرض سواء أكان قمر تجسس أو قمرا إستكشافيا وإستطاع وهو في سن صغيرة من خلال أبحاثه أن يتوصل إلي نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة من بين 13 عالما فقط على مستوى العالم في حقل تخصصه النادر في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ .

وبوصول الدكتور سعيد السيد بدير إلي هذه المرتبة بدأت قصة تتبعه حتى تم إغتياله في عام 1989م حيث حاولت إسرائيل شراء أبحاثه فى مقابل شيك مفتوح يضع فيه المبلغ الذى يريده ولكنه رفض وعرضت عليه أمريكا في عام 1988م إجراء المزيد من الأبحاث تحت إسم مؤسسة ناسا مع حصوله على الجنسية الأميريكية ومبلغ مالى مغرى وذلك بعد أن بدأ في المانيا إجراء تجارب علمية على مشروع خاص بإسم 254 يتعلق بالهوائيات والإتصال بالفضاء وإمكانية التشويش على سفن الفضاء الأميريكية وذلك بعد إنتهاء عقده مع الجامعة الألمانية ولكنه رفض عرض أمريكا كما رفض عرض إسرائيل وهنا إغتاظ باحثو الجامعة الألمانية وبدأوا بالتحرش به وبدأ يتعرض لمضايقات عديدة حتى يلغي تماما فكرة التعاقد مع الأميريكيين وقد قالت زوجته في هذا الشأن إنه قد رفض تخصيص أبحاثه لأى جهة خارجية رغم أنها إستخدمت معه كافة الإغراءات وخصص كافة أبحاثه لمصر فقط وأنه قد تعرض طيلة المدة التى مكثها فى المانيا إلى ضغوط نفسية شديدة فقد كان يشعر بأن هناك من يراقبه ويتتبعه أينما ذهب هو وعائلته بالإضافة الى أنه كان يجد تغير يحدث فى أثاث منزله وأضافت زوجته أيضا عما كان يحدث في ذلك الوقت أنهم كانوا يستيقظون على أصوات غريبة فى المنزل وحين يضيئون الأنوار يجدون الصور الموجودة على الحوائط قد تغيرت أماكنها وأن بعض كتبه وأوراقه قد إختفت بالإضافة الى أنها قالت فى أحد الأيام كان سعيد يعبر الطريق وجاءت سيارة مسرعة كادت أن تدهسه بالإضافة الى المكالمات التى كانت تأتى إليهم والتى مفادها إما الرضوخ أو التصفية حيث كانت قد بدأت مخاوف الأجهزة المخابراتية خاصة الغربية منه تزداد مع تنامي أبحاثه الخاصة بالإتصالات والأقمار الصناعية خاصة بعد كشفه عن أبحاث لكيفية السيطرة على قمر صناعي معادي لصالح مصر وعندما ظهرت هذه التهديدات وعلم بها الرئيس المصرى الأسبق حسني مبارك عينه مستشارا له في مجاله وكنتيجة لشعوره بالقلق قرر أن يعيد أسرته إلى مصر على أن يعود هو إلى المانيا لإستكمال فترة تعاقده هناك على أساس أن الإمكانات في مصر غير متاحة لمثل هذه النوعية من التجارب وإستمر الدكتور سعيد في تجاربه في المانيا وحين أحس أن حياته قد أصبحت مهددة كتب رسالة إلى الحكومة المصرية يطلب فيها حمايته وتلقي ردا عليها إتصالا من السلطات في القاهرة تطلب منه عودته فورا الى أرض الوطن وعندما قرر العودة الى أرض الوطن وذلك بعد التشاور مع رئيسه فى العمل البروفيسور إنجوفولف والذى نصحه شخصيا بالهروب دون إبطاء و فى رحلة عودته الى مصر وهو فى طريقه الى المطار وعند صعوده للطائرة حاولت المخابرات الألمانية منعه من السفر ولكن كان لكابتن الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران موقفا مشرفا ونبيلا حيث قال لهم إن لمصر سيادتها وإن الطائرة هى جزء من أرض مصر ورفض بشده أن يخضع أى مسافر داخل الطائرة إلى أى إجراء إستثنائى لأن المسافرين بداخلها تحت السيادة المصرية وبالتالي فلن يكون هناك أى إجراء إستثنائى تجاه أي منهم إلا بعلم وموافقة شركة مصر للطيران والسفارة المصرية في المانيا .

ووصل الدكتور سعيد إلى مصر وكان ذلك في يوم 8 يونيو عام 1988م وقرر أن يستقر في مدينة الإسكندرية فطلب من شقيقه سامح مفتاح شقته بمدينة الإسكندرية والتي تقع في شارع طيبة بكامب شيزار ليكمل بها بحثه الهام وطلب منه رعاية زوجته وطفليه وقرر أيضا الدكتور سعيد إفتتاح مصنع للإلكترونيات بمعونة ألمانية فى مصر كنوع من أنواع التمويه عن النشاط الأصلى وذلك ليقتنع المراقبون والمتابعون له أنه إنصرف عن الأبحاث إلى مجال جمع الأموال ولكن كان هناك مازال من يحاولون التخلص من العالم المصرى سعيد بدير والوصول إليه حتى لا يكمل ما بدأه وفي يوم 14 يوليو عام 1989م بينما أحد سكان العمارة التى كان يسكن بها الدكتور سعيد يبحث عن مصدر الغاز الذى يشمه إذ به يسمع صوت إرتطام شديد فى أرض الشارع فسارع لكي ينظر من نافذة شقته المطلة علي الشارع ليجد شخصا فى الأربعينات ملقى على الأرض أمام العمارة فأسرع للإتصال بشرطة النجدة التى وصلت فى الحال وقامت بسؤال سكان العقار والشارع عن شخصية الضحية ولكن لا أحد كان يعرفه فهو غريب عن الحى وتوصل رجال الشرطة بالتحقيقات الى شخصيته فهو الدكتور سعيد السيد بدير والمقيم بشقة سامح شقيقه وبمعاينة رجال المباحث والمعمل الجنائي للشقة تبين وجود أنبوبة بوتاجاز شبه فارغة فى غرفة النوم وبقعة دم حديثة على المخدة بالإضافة الى أنهم وجدوا وريد يديه مقطوعا ولكن التحريات وتقرير الطب الشرعى ذهبوا الى أنه مجرد حادث إنتحار لأنه لا أحد كان يعرف المجني عليه سوى أنه كان إبن المخرج السيد بدير وخرجت الصحافة فى اليوم التالى تتحدث عن الحادثة كحادثة إنتحار إلي أن كشفت زوجة العالم المصرى وشقيقه فى تحقيقات النيابة عند إستدعائهما عن من هو العالم المصرى سعيد السيد بدير فهو ليس شخص فاشل أو ينقصه المال لكى يقدم على الإنتحار وكيف بشخص يريد الإنتحار يكون خائفا على مصير أطفاله هذا بخلاف أنه تم العثور ضمن أوراقه على مقدمة بحث علمى هام فكيف بشخص يقبل على الإنتحار ويبدأ فى بحث علمى وفضلا عن ذلك إذا إفترضنا جدلا بأن الدكتور سعيد قد قرر الإنتحار ألا يكفيه وسيلة واحدة للإنتحار إما الغاز أو قطع أوردة اليدين أو القفز من الشرفة ولكن من قاموا بإغتياله أرادوا أن يجعلوا الجريمة تبدو وكأنها إنتحار فوجود الأنبوبة داخل غرفة النوم تظهر وكأنه أراد الإنتحار بالغاز وعندما فشل ألقى بنفسه من العمارة ووريد يده مقطوع كل هذا يعطى الإنطباع أنها حادثة إنتحار .

وبالطبع فإنه في الحقيقة فإن الأغلب أنه قد تم إغتيال عالمنا العبقرى سعيد السيد بدير حيث كانت أجهزة الإستخبارات العالمية قد إنزعجت وأصابها ذعر شديد حيث كان الدكتور سعيد السيد بدير في آخر أبحاثه الذى إختفت أوراقه قد تمكن بالفعل أو كاد أن يتمكن من فك شفرة الإتصال بين المحطات الأرضية والأقمار الصناعية سواء كانت تلك الأقمار معدة للأغراض المدنية أو الأغراض العسكرية بما يعني أن الدكتور سعيد كان قد أصبحت لديه القدرة على إستقبال كافة المعلومات المتبادلة بين الأقمار الصناعية ومراكز التحكم الأرضية ومن ثم كان القرار الحاسم بالتخلص من هذا العالم العبقرى في جريمة تضاف الى سجل إغتيالات علمائنا ومفكرينا ورموزنا التى طالتهم يد أعداءنا أعداء الحياة أعداء مصر فكيف يتركون عالم كهذا تستفيد به مصر وفي الواقع فإن هذا السجل أصبح يضم العديد من العلماء المصريين منهم الدكتورة سميرة موسي أول عالمة ذرة مصرية والملقبة بميس كورى العرب والتي تم إغتيالها في الولايات المتحدة عام 1953م وعالم الذرة الدكتور سمير نجيب الذى تم إغتياله في الولايات المتحدة أيضا عام 1967م وعالم الذرة الدكتور يحيي المشد الذى تم إغتياله في العاصمة الفرنسية باريس عام 1980م وذلك إلي جانب حادثة وفاة عالم الذرة المصري الدكتور وديع وهبي الذي عثر على جثته ملقاة في منطقة معزولة عن المارة بالقرب من السكة الحديد بحي الوايلي بالقاهرة وأيضا حادثة وفاة الدكتور إسماعيل أحمد أدهم المتخصص في علوم الفيزياء والذرة غرقا على ساحل شاطئ جليم بالاسكندرية وإختفاء أبحاثه وكتبه وأوراقه من منزله ومما يذكر أنه في يوم 19 يناير عام 2014م حصل إسم العالم الراحل سعيد السيد بدير على قلادة تاميكوم من الطبقه الذهبية وأدرج إسمه في قائمة الشرف الوطني المصري وهذه القلادة تعد قلادة شرفية من ثلاث طبقات تمنح مصحوبة بشهادة توثق حيثيات حصول الممنوح له القلادة وهي تعتبر القلادة الأولي من نوعها التي تمنحها جهة مصرية مجتمعية أهلية لكل من أسهم ويسهم في خدمة الوطن في المجالات المحددة بلائحة المنح وهدفها الأساسي هو تحفيز كل مصري ومصرية أن يضع نصب عينيه أن يكون متفوقا وناجحا وعظيما وأن يؤثر بنجاحه في وطنه مصر .