الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

مصر الذهبية

مصر الذهبية
عدد : 01-2021
بقلم/ ريهام البربري
Rehamelbarbary2006@yahoo.com

"الذهب فى بلادك مثل التراب".. رسالة تاريخية من أحد حكام الشرق الأدنى للملك أمنحتب الثالث تؤكد امتلاك مصر لثروة هائلة من الذهب، فقد برع المصريون القدماء في التنقيب عنه واستخراجه واستخلاصه من الصحراء الشرقية والبحر الأحمر والنوبة تحت إشراف الحكماء والكهنه، ويرجع تاريخ أقدم خريطة لمنجم ذهب الى الأسرة التاسعة عشر في مصر القديمة ، فضلًا عن امتلاكهم خبرات هائلة فى ابراز جمالياته ودقة تصنيعه وذلك ما يبرزه تابوت الملك "توت عنخ آمون" بالمتحف المصرى الكبيروالذى يزن 110.5 كيلوجرامات من الذهب الخالص، وقناع وجهه الذى يزن 11 كيلوجرام، والعديد من الحلي والتمائم المدهشة التى تزين بها الكبار والصغار من الرجال والنساء، والتماثيل الأثرية المُصغرة ، والنقوش الجدارية، والمتعلقات الجنائزية المرافقة لجثامين موتاهم في المقابر التي لم تكتشف بعد، وحتى الآن ستجد كنوز المصريين القدماء الفريدة من نوعها تجوب العالم فى معارض محلية وعالمية.

والذهب فى عصرنا الحديث يشكل أحد أهم الأصول القيمة، في مصر التى تحتل المركز ال 6 بقائمة الدول العربية الأكثر امتلاكا للذهب ،وال40 عالمياً ، بامتلاكها نحو 120 منجماً للذهب، لكن مع الأسف هذا العدد المعتبر لم يدخل أى منه فعلياً في الانتاج سوى منجم السكرى المكتشف بالصحراء الشرقية عام 1995، وتعرقل استثماره لمدة 14 عامًا حتى تجاوز محنته عام 2009 وبات ينتج حوالى 13 طنا سنويًا وهو حجم انتاج مصر من الذهب الأن!!!

وبطبيعة الحال ليست مناجم الذهب وحدها الغير مستغلة بالطريقة المرجوة إنما هناك ثروات معدنية ومحجرية استراتيجية أخرى بخلاف المعدن الأصفر مثل الحديد والفضة والمنجنيز واليورانيوم والفوسفات والحجر الجيري، والرمال بكل أنواعها، وبعض المعادن النادرة جميعها إما مهدرة أو منسية منذ عهود.

لكن ربما وليس ببعيد تأتينا السفن بما نشتهى، وتجود أرضنا علي شعبها بالخير الوفير بعد فوز 11 شركة محلية وعالمية في مزايدة طرحتها وزارة البترول والثروة المعدنية مؤخرا للتنقيب عن الذهب والمعادن المصاحبة له في تسع مناطق بالصحراء الشرقية ،مما يبشر بدفع عجلة الاقتصاد في أجواء استثمارية تنافسية شريفة تتباري فيها الكيانات المحلية والعالمية من أجل زيادة معدلات انتاج المعدن الأصفر، وتدفع بترتيب مصر في قائمة الدول الأكثر امتلاكا للذهب.

ولا يخفي على أحد أن الحفاظ على الصناعات الوطنية وزيادة حجم التصدير في أى بلد يمثلان عصب اقتصادها، وكى يكتمل حلم مصر الذهبية بعد الزيادة المرتقبة في معدلات الانتاج من المعدن الأصفر، اتخذت الحكومة قرارها ببناء مدينة للذهب مزودة بأحدث التقنيات الإنتاجية الحديثة علي مساحة 120 فدان، تضم 400 ورشة فنية إنتاجية، و150 أخرى تعليمية، ومدرسة تعليمية كبيرة، فضلا عن معرض دائم للذهب طوال العام يلبي احتياجات المستهلكين في الداخل والتى بلغت 363 طن خلال الأعوام التسعة الماضية تخوفا من تأكل أموالهم بفعل الأزمات الاقتصادية.. وعلى أن تكون تلك المدينة انعكاساً لحضارة مصر العريقة في هذه الصناعة الحرفية الدقيقة ، وتعمل على الحد من استيراد الذهب، وزيادة معدلات تصديره، وبالتالى توفير العملة الصعبة للبلاد.

وأخيرا.. فى مقارنة سريعه أجراها بعض الخبراء بين قيمة عملة ذهبية معروضة في متحف لندن ،يعود تاريخها الي العصر الرومانى ،وتزن 8 جرام من عيار 22 ، وطبقا للتفاصيل المطبوعة بجانبها ، ذكر أن القطعة الواحدة منها كانت قادرة على شراء 400 لتر عصير من النوع الرخيص في ذلك الزمن ،وعند تقيمها ماديا عام 2011 وجدوا أنها تعادل 400 يورو ،ولا يزال بالإمكان شراء 400 لترعصير من النوع الرخيص المتوافر في المتاجر الفرنسية بمعدل يورو للتر الواحد، مما يؤكد أن الذهب سيظل هو الحافظة المثالية للقيمة على مر التاريخ .