الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الأوبئة قديماً

الأوبئة قديماً
عدد : 12-2020
بقلم/ رشا كمال منسي محمود
باحثة ماجيستير في ترميم الآثار بجامعة القاهرة

في ظل جائحة وباء كورونا التي تسببت في هلاك العديد من الأشخاص علي مستوي العالم بالإضافة إلي الدخول في الموجة الثانية من هذا الوباء يتبادر إلي الأذهان خاصة المتخصصين في التاريخ هل كان هناك أوبئة قديماً؟..... وإذا وجدت فما هي تلك الأوبئة؟ ... وكيف تم التعرف عليها حديثاً؟

تعد الأمراض الوبائية في الأصل أمراض معدية تصيب أعداد كبيرة من البشر بإختلاف النوع والفئة العمرية والمكان نتيجة الإصابة بكائنات حية مثل الفيروسات والبكتريا التي تتجه نحو التكاثر من أجل الحفاظ على نوعها وينتج عن هذا التكاثر سموم ومواد ضارة عديدة تؤدي إلى تلف أنسجة الفرد ومن ثم مرضه وفي بعض الأحيان قد تؤدي إلى الموت.

وتنتقل العدوي عن طريق الاتصال المباشر خاصة في حالات الأمراض الجلدية وعن طريق الهواء كما هو الحال في إصابات الجهاز التنفسي، أو عن طريق الرذاذ (مثل الأنفلونزا) ، ومن خلال الجهاز الهضمي بتناول الطعام والشراب الملوث (مثل حالات الكوليرا) ، بالإضافة إلي العوائل الناقلة مثل الحشرات والفئران والبراغيث (حالات الملاريا والطاعون والحمى الصفراء وغيرها).


ويواجه إكتشاف الأمراض البكتيرية والفيروسية في المومياوات والبقايا البشرية الكثير من العقبات، إلا أنه عن طريق تحليل الحمض النووي DNA والبحث عن الأجسام المضادة يمكن الكشف عن هذه الأمراض.

فلقد تعرض المصري القديم لعدد من الأمراض المعدية التي انتشرت بين عدد كبير من المصريين مثل: الجدري وشلل الأطفال والتيتانوس والبلهارسيا والملاريا والسل.

وتشير دراسات علم الأوبئة إلى انتشار الملاريا في مصر، حيث كانت الظروف المناخية والبيئية ملائمة لتكاثر البعوض الناقل للعدوى، ويذكر جون نن أنه على الرغم من أن الملاريا لا تترك أثاراً مرضية يمكن أن تكتشف في المومياوات، لكن في عام 1994م تم إجراء أحد اختبارات المناعة الحساسة على بعض المومياوات من عصور ما قبل الأسرات وعصر الدولة الحديثة، وأظهر الاختبار وجود مولدات الأجسام المضادة لطفيل الملاريا في بعض المومياوات التي تم فحصها من تلك الحقب مما يدل على انتشار الملاريا في مصر.

كما وجد الباحثون دليل على الملاريا المدارية في تحليل الحمض النووي للملك توت عنخ آمون.

كما كشف تحليل الحمض النووي للملك يويا وزوجتة تويا أجداد الملك توت عنخ آمون دليل على وجود الملاريا.

أيضا قامت دراسات عديدة بفحص الحمض النووي لمومياوات وهياكل عظمية من عصور مختلفة مصر القديمة بحثًا عن مرض السل، وكشفت هذه الدراسات عن انتشار السل بين قدماء المصريين بشكل واسع في مصر القديمة حيث كشف أحد الأبحاث عن أن نسبة انتشار السل في مصر القديمة بواقع فرد واحد من كل أربع أفراد

وفي عام 1910 م كشف السير “مارك رافر” أستاذ علم البكتريا عن حالة سل العمود الفقري في مومياء نس بيرهان أحد كهنة أمون من الأسرة الحادية والعشرين أدى إلى إعوجاج في الفقرات الظهرية مما يؤدي إلى تحدب الظهر.

واستمر بعدها نفس فريق العمل بتحليل عينات الحمض النووي لمجموعة من الهياكل العظمية من مقابر أبيدوس وطيبة. تغطي الفترات التاريخية من عصر ما قبل الأسرات وحتى العصر المتأخر.

أيضاً ذكرت بردتيتى هيرست ولندن وباء غير عادي اجتاح مصر يؤدي إلي تحول الجثث إلي فحم.أى أنه وباء وافد يتميز بالحرق الداخلي فتتحول الاجسام إلى فحم. وقال بعض العلماء إلى أن هذا المرض هو الطاعون الدبلي بينما اتجه البعض إلى اعتباره مرض التيفوس ، وينتقل هذا الوباء إلى الإنسان عن طريق الفئران ويحدث في الفترة الواقعة بين اليوم العشرون من الشهر الثالث من فصل فيضان النيل وحتى اليوم التاسع من الشهر الأول من فصل الشتاء. ومن أعراضه: حمى مرتفعة، وإلتهاب الغدد اليمفاوية وينتهي غالبًا بالوفاة....
 
 
الصور :