بقلم الباحث/ محمود عادل الدربل
كثيرة هي الحكايات المثيرة التي يتناقلها عامة الناس من سكان المناطق الأثرية المصرية، والتي تقترب في تفاصيلها من الأسطورة. ومن بين تلك الحكايات المليئة بالدهشة، ما يرويه عمال التنقيب والترميمات الأثرية في قرى ونجوع منطقة القرنة الغنية بمعابد ومقابر الفراعنة، غرب مدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، قصة المومياء التي تحدثت الى العمال طالبة منهم أن يغطوا ما تعرى من جسدها!!
وروى أحد شيوخ المرممين، والذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) تفاصيل ما جرى قبيل سنوات مضت في مقبرة الكاهن منتومحات في منطقة العساسيف الأثرية، قرب معبد الملكة حتشبسوت.
وقال:” إنه في أحد الأيام عندما توجه مع آخرين للعمل بمشروع لترميم مقبرة الكاهن منتومحات الشهير بأمير طيبة، لفتت نظرهم من بين مجموعات المومياوات التي وجدوها في المقبرة، مومياء لإحدى نساء مصر القديمة، فنظر إليها هو ورفاقه من العمال والمرممين ووجدوا شفتاها تتحرك وملامح وجهها تتغير، وكأنها تريد أن تقول شيئا، وبالطبع اعتقدوا أن الأمر مجرد خيال، تركوها وانصرفوا للقيام بالأعمال المكلفين بها.”
وأضاف، أنه في اليوم الثاني تكرر ما جرى ولفتت المومياء المثيرة نظرهم، وحين تأملوها وجدوها تتحدث إليهم بلغة قريبة من لغة الإشارة وكأنها تريد أن تقول لهم شيئا ما. وتابع: "وكما حدث في يوم عملهم الأول تركوا تلك المومياء وانصرفوا لأعمالهم، لكن في اليوم الثالث شعروا أن المومياء تتحدث إليهم بالفعل وتنظر إليهم وأنها تريد أن تبلغهم برسالة ما".
ويقول إنه "في اليوم الرابع من عملهم بالمقبرة، التي تعد الأكبر من نوعها من بين المقابر المنحوتة في الصخر والمكونة من ثلاثة طوابق، حضر بعض العمال وهم في لهفة لرؤية تلك المومياء، وظلوا ينظرون إليها وكأنهم يتبادلون حديثا صامتا معها، ثم راحوا يروون لنا شيئا مثيرا، قالوا إنهم شاهدوا تلك المومياء في أحلامهم، وأنها جاءت لهم في لحظات نومهم، وطلبت منهم طلبا غريبا ... لقد قالت لهم المومياء حين ظهرت لهم في الأحلام " أريد منكم تغطية جسدي ... لقد صرت... عارية على يد لصوص المقابر ... ارجوكم ضعوني تحت التراب ".
وقال: "وقررنا بالفعل أن نقوم بتغطية جسدها وبدفنها خاصة وأنها بالنسبة لرؤية الأثريين مومياء عادية لا تمثل أي قيمة أثرية، ولا يوجد لها تابوت أثرى سوى أنها مجرد مومياء من بين آلاف المومياوات التي تمتلئ بها مقابر جبانة طيبة في غرب مدينة الأقصر".
ورفض المدير العام الأسبق لمنطقة آثار الأقصر ومصر العليا سلطان عيد نفي أو تأكيد ما يروى عن المومياء الناطقة في مقبرة الكاهن منتومحات.
وأيضاً يروي على لسان د.زاهي حواس وزير الدولة لشئون الاثار المصرية السابق، وشغل سابقاً منصب مدير آثار الجيزة على مدى أربعين عامًا من العمل في الآثار:”رأيت وسمعت الكثير من القصص الحقيقية والأسطورية التي أثيرت حول الفراعنة وعالمهم المثير. وبالطبع كانت المومياوات الفرعونية هي المادة الخصبة للشائعات والقصص الأسطورية التي حيكت حولها. والناس في ذلك معذورون؛ فرغم تقدم علوم المصريات ما زلنا عاجزين عن فك طلاسم الحضارة المصرية القديمة؛ وأسرار المومياوات”.
ومن أطرف القصص التي سمعتها عن المومياوات وعاصرتها ما نشرته الصحف منذ سنوات تحت عنوان «المومياء المعلقة»، نقلاً عن مجلة «ويكلي ويدلر نيوز» الأميركية. وكان الخبر المنشور يقول:” إن هناك مومياء مصرية بمنطقة سقارة يعود تاريخها إلى نحو 2500 عام – أي إنها ترجع إلى العصر المتأخر – وهذه المومياء ترتفع عن تابوتها وتتركه يوميًا! .. وبعد ذلك تحلق في الهواء على ارتفاع نحو متر وتظل المومياء سابحة في الهواء لمدة ثماني ساعات ثم تعود بعد ذلك إلى تابوتها وتظل راقدة فيه لمدة ست عشرة ساعة”.
وأضاف الخبر، أن العلماء يحاولون كشف لغز هذه المومياء وسبب تركها التابوت، وأن هناك فريقًا من العلماء الإيطاليين والفرنسيين والمصريين يبحثون هذا الموضوع، وعلى رأسهم العالم كارمين دبوشيلي، وأكدوا في تقرير لهم أن المومياء المصرية تحلق في الهواء، وبعدها تطوف ببطء وبشكل دائري حول التابوت، وعلق دبوشيلي قائلاً: إن الأمر يبدو مثل دورة الصحو والنوم عند الإنسان.
ويضيف الخبر أن العلماء لم يستطيعوا تفسير السبب العلمي لحالة المومياء، ولذلك فقد استعانوا بساحر بريطاني شهير كي يكشف وجود أي خدعة قام بعملها أحد العاملين في الآثار من عدمه؛ ولكي لا يثار الجدل والخوف من المومياء، لأن هذه تعتبر المرة الأولى التي وجدوا فيها مومياء تسبح في الهواء.
ليس هذا فقط، بل إن الخبر يستمر ويقول إن الساحر البريطاني بحث بجوار التابوت وفي كل مكان عن أسلاك ومغناطيس أو أي وسائل صناعية يمكن استخدامها لدفع المومياء في الهواء. وأشار الساحر إلى عدم وجود أي خدعة، بل أكد أن هذه المومياء تسبح في الهواء دون أي عامل مساعد من أحد. وبناء عليه أكد الباحثون أن هذه المومياء ربما تخص كاهنًا مصريًا من الذين يعرفون أسرار الفراعنة، وعلق أحد الباحثين قائلاً: إن الكا (النفس) عند المصريين القدماء هي جزء من روح الإنسان، وهم يعتقدون أنه إذا تمت عملية التحنيط بطريقة سليمة فإن الكا سترتفع إلى الحياة الأخرى؛ أما إذا تم التحنيط بطريقة غير سليمة فقد يدفع المومياء إلى أن تقوم بالتحليق في الهواء!
وعلمت أن أفراد هذا الفريق سوف يقومون بإخراج فيلم عن «المومياء الطائرة»، وما زلت في انتظار عرض هذا الفيلم كي أرى كيف تحلق المومياء في الهواء، وهذا يجعلنا نحرص ونحن نصرح للأجانب بالعمل في المومياوات الملكية بالذات، خاصة أن البعض قد يخون الأمانة ونكرر ما حدث من بعثة أميركية استطاعت الحصول منذ سنوات على عينات من المومياوات الملكية، وهذا الموضوع منشور في مقالات علمية وكتب نشرتها هذه الجامعة، وكتبت اسم الباحث المصري الذي ساعدهم على ذلك، ونحن لا نعرف هل حصلت هذه الجامعة على تصريح أم لا، ولو كانت قد حصلت على تصريح فهذه مصيبة! وإذا لم تكن حصلت على تصريح فتلك مصيبة أعظم، لأننا قد نسمع في يوم من الأيام أن فرعون مصر العظيم رمسيس الأول الشرقاوي – نسبة إلى محافظة الشرقية – ينسب إلى جنسية أخرى، ويومها لن ينفع الندم. |