بقلم / محمود عادل الدربل
باحث في الأثار المصرية القديمة
كان “حم ايونو” أحد أمراء الأسرة الرابعة في مصر القديمة، اتخذ منصب تياتي (وزير) في عهد الفرعون خوفو، فكان بذلك متوليًا أعلى مناصب الدولة بعد الملك، كما حمل ألقابًا أخرى مثل "مدير كل الأعمال البنائية للملك" ، وبالتالي كان مسؤولاً عن بناء الهرم الأكبر في الجيزة، والذي بني في عهد خوفو بخلاف كونه وزير الملك خوفو ،وحامل أختام مُلك مصر ،والمشرف على الكتبة الملكيين، كان المتحدث باسم أهل مدينة «بي»، كمنصب نائب في البرلمان حاليًا.
عائلته غير معروفة تماما . فتدل الآثار على أن والده هو الأمير نفر معات المدفون في مقبرة في ميدوم ؛ ولا يعرف جده بالضبط . ويختلف العلماء فبعضهم يرجح أن جده كان سنفرو والبعض الآخر يرجح حوني الذي كان قبل سنفرو. وبناء على ذلك فقد كان حم ايونو إما أبن أخ خوفو أو أحد احفاد جده ربما كان على علم بأنه يبني المبنى الأهم و الأعلى في مصر، ولكنه بالتأكيد لم يكن يعلم أن هذا المبنى سيظل لمدة تقارب الـ 3800 عام يحمل لقب أعلى مبنى في العالم، أو أن المبنى نفسه سيظل بعد أكثر من 4500 سنة على تشييده لغزًا معماريًا يصعب تفسيره بارتفاع وصل لـ146 متر وباستخدام حوالي 2 مليون و300 ألف حجر من مختلف الأحجام وصل وزن بعضها لـ6 مليون طن بنى المهندس حم أيونو، الهرم الأكبر ثم أرسل طلبة إلى «إيونو» -عين شمس الآن- ليختاروا اسمًا للهرم فاختاروا «آخت» ليصبح الهرم باسم «آخت خوفو» أي أفق خوفو وما بين مؤيد لكائنات فضائية أتت لتبنيه وبين مرجح لقاطني القارة المفقودة «أطلانتس»، وبين منظّر لاستخدام السحر في التشييد، تظل الطريقة التي توصل لها «حم أيونو» مهندس الهرم الأكبر «خوفو» سرًا يدل على عبقريته المعمارية العجيبة.
عثر على مقبرة حم ايونو في المصطبة G 4000 في مجمع جنائزي الجيزة في الحقل الغربي من الهرم الأكبر . وهي المصطبة الوحيدة من ذلك العهد ذات حجرتين ، ويرجح أن الحجرة الثانية كانت مخصصة لزوجته .
عثر في السرداب الشمالي على تمثال حم ايونو ، حجمه أكبر من الحجم الطبيعي من الحجر الجيري. وحاليا ، يوجد التمثال محفوظا في متحف رومر-بيليزيوس في مدينة هيلدسهايم ، بألمانيا. ويشهد تمثاله بمنزلة حم إيونو الرفيعة حيث لم يعرف أحد آخر من تمثال له من عهد.
تحيه لك ايها العبقري يامن خططت ورسمت ونفذت اعظم بناء على وجه الارض نفتخر بك يا جدنا العظيم كصاحب أعظم بناء في التاريخ.
|
