الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

إدارة المحميات الطبيعية البحرية على السواحل المصرية

إدارة المحميات الطبيعية البحرية على السواحل المصرية
عدد : 07-2020
بقلم الدكتورة / هلن عبد الحميد
مدرس الدراسات السياحة بالمعهد العالى للدراسات النوعية أكاديمية المستقبل- مصر الجديدة


يرجح العلماء أن الحياة بدأت في البحار منذ أكثر من 3500 مليون سنة . ظلت البيئات البحرية طوال هذه الفترة بحالة طيبة، وعاشت الكائنات المختلفة فيها دون تهديد كبير يمس وجودها. أحدثت العقود الخمسة الأخيرة دماراً في هذه البيئات لم يحدث له مثيل، فقد شهدت تلك البيئات تدهوراً واضحاً واستنزافاً سريعاً لمكوناتها المختلفة، وبصفة خاصة مواردها الحيوية من الأسماك والأحياء البحرية.

لقد دفعت خطورة هذا الوضع المتدهور في البيئات البحرية إلى تحرك العلماء والباحثين والمسئولين لوضع حد لهذه المشكلة البيئية الخطيرة. تمخض هذا التحرك في البحث عن وسائل لحماية البيئات البحرية وصيانتها ومنع استنزافها.

ومن ثم برزت فكرة المحميات البحرية كوسيلة علمية متطورة وفاعلة للمحافظة على البيئة البحرية. تبنت العديد من دول العالم فكرة إنشاء هذا النوع من المحميات وذلك من خلال اعتماد سياسة مقبولة وإعلام جيد لمرتادي البحر، يؤدي في نهاية الأمر إلى الوصول إلى الغاية المنشودة، وهي المحافظة على المناطق البحرية والساحلية من الناحيتين البيئية والجمالية،

وفي الوقت نفسه تحقق الفائدة والاستمتاع لمرتادي البحر في إطار بيئي متوازن. ظهرت الإتفاقيات الإقليمية لحماية البيئة البحرية في سبعينات القرن العشرين، ومن أهم أمثلتها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي تبنى برنامج البحار الإقليمية، مثل برنامج حماية البحر الأحمر وخليج عدن.

تنبع أهمية المحميات البحرية فيما تلعبه من دور بارز في حماية الأحياء والموارد المائية والمحافظة على التنوع الحيوي. كما تستطيع هذه المحميات أن تدعم الظروف الهيدرولوجية والبيئية المثلى لنمو الأسماك والأحياء البحرية وازدهارها، ولذلك فهي عادة ما تستخدم من أجل حماية الأنواع النادرة وتكاثرها. في ذات الوقت تساهم تلك المحميات في استدامة وتعظيم الإيرادات السياحية للمقصد المصري المترتبة على الدخل السياحي من الرياضات البحرية و الصيد التجاري والترفيهي .

مفهوم المحمية البحرية

منطقة للنظم البيئية تتميز أجزاء منها بخصائص وتنوع جيوفيزيائي وجيولوجي. كما تمثل جزءاً من الأساس المادي للبيئة البحرية ومستودعاً دائماً لموارد اقتصادية أوجمالية مهددة بالتدهور أوالانقراض. تمثل أيضاً جميع البيئات والأنظمة الفريدة المميزة.

كما تشمل المناطق ذات الأهمية الخاصة بالبحث العلمي والنواحي الجمالية أوالثقافية أوالتعليمية. تضم المحميات البحرية نظماً ايكولوجية حيوية مثل الحيود المرجانية والأشجار والبحيرات، وكذلك مناطق توالد الأسماك و أماكن تعشيش الطيور و السلاحف البحرية وغيرها، مما يتطلب حمايتها وصونها من قبل المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية والأجهزة السياسية.

فوائد المحميات البحرية

تتعدد فوائد المحمية البحرية بين فوائد بيئية، فوائد اقتصادية، فوائد علمية، فوائد سياسية و فوائد ثقافية.

التنوع البحري على السواحل المصرية

تقع مصر على البحر الأبيض المتوسط ، و البحر الأحمر و خليجيه بامتدادات شاطئية تناهز الثلاثة آلاف من الكيلو مترات. تختلف السهول الساحلية تبعاً لذلك من موضع إلى آخر وفقاً لاقتراب أو ابتعاد المرتفعات الجبلية أو الحواف الهضبية من الساحل .

توجد بين البحرين اختلافات طبيعية مثيرة و عديدة. تمتد هذه الاختلافات ابتداء من التركيب الجيولوجي إلى التكوين التضاريسي إلى الشكل الجغرافي حتى الموقع والمناخ والحياه المائية ذاتها. الأمر الذي يعكس التنوع الفريد في البيئة البحرية المصرية و التي تزخر بالعديد من صور الحياة البرية، كنتيجة طبيعية وحتمية للتنوع المتميز في سواحل البحار المصرية من كافة النواحي المناخية والمكانية والهيدرولوجية ..إلخ .

الأمر الذي دفع السلطات إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات ووضع خطط عمل بيئية نحو حماية تلك البيئة البحرية و الحفاظ عليها حيال ما قد تتعرض له من تعديات أو تدخلات غير مدروسة .

غير أن النظام الإداري للمحميات البحرية المصرية يعاني بعض المشكلات:

1- نقص و صعوبة الحصول على البيانات و المعلومات و الاحصائيات البيئية

2- انخفاض الوعي العام (الجماهيري) بالقضايا البيئية المحلية و العالمية .

3- تضارب جهات الاختصاص.

4- عدم توفر التمويل اللازم لتنفيذ معظم الدراسات المهتمة بالشئون البيئية.

5- لم يحظ ساحل البحر المتوسط بنصيبه من الاهتمام كساحل البحر الأحمر ، نظراً لبعض العوامل السياسية .

6- تواجه منطقة البحر الأحمر عموماً، خاصة في شمال البحر الأحمر، مشكلة استخراج البترول متمثلة في تعدد شركات البترول في المنطقة والتي قد يتعارض نشاطها مع طبيعة المحمية البحرية.


أمثلة لبعض التجارب العالمية الناجحة في إدارة المحمية البحرية

أولاً : تجربة الحاجز المرجاني العظيم (المحيط الهادي – استراليا)

أ‌- المشكلة :

تداخل الأنشطة الإقتصادية و عدم الاستغلال الأمثل للموارد في المنطقة .

ب‌- الإجراءات التي تم اتخاذها

1- إعلان المنطقة محمية بحرية متعددة الاستخدام في عام1975، و تسجيلها كتراث عالمي في عام 1981،وتصنيفها كمنطقة ذات حساسية خاصة في عام1990 .

2- وضع المنطقة تحت إشراف و متابعة أكبر سلطة حكومية و هي الكومنولث الاسترالي .

3- وضع خطة قصيرة الأجل 5 سنوات بتمويل 100 مليون دولار سنوياً لإدارة المنطقة .

4- تقسيم المنطقة إلى مناطق أصغر ، لكل منها استخدام خاص بها مما يساعد على عدم تداخل الأنشطة مع توفير الخرائط و الأدلة المناسبة .

ج‌- النتائج التي ترتبت على التجربة

1- تطورت السياحة بالمنطقة فأضحت تعتمد على تكنولوجيا عالية و مستوى تسويقي رفيع

2- تحقيق دخل سنوي يقدر بـ 700 مليون دولار من الرياضات البحرية .

3- تحقيق حوالي 400 مليون دولار سنوياً من الصيد التجاري و الترفيهي للأسماك.

ثانياً : تجربة الفلبين (بين بحر الصين غرباً و المحيط الهادي شرقاً)

أ- المشكلة :

تلوث البيئة البحرية الناتج عن ممارسة الصيد الخاطئ بمختلف أشكاله التجاري و السياحي .

ب- الإجراءات التي تم اتخاذها :

1- إنشاء اتحاد يتكون من 115 صياد يشرفون على عمليات الصيد .

2- إعداد برنامج للتوعية البيئية البحرية و كيفية الحفاظ عليها .

3- إنشاء شعاب مرجانية صناعية في 16 موقع باستخدام إطارات العربات المستخدمة .

4- إعادة زراعة مستنقعات المانجروف في 8 مواقع .

5- خلق مصادر رزق جديدة مثل حرفة الزراعة و جمع المحار .

ج- النتائج التي ترتبت على التجربة

مزيد من الحماية للبيئة البحرية و تحسين الأحوال المعيشية للصيادين و السكان المحليين.

ثالثاً : تجربة جزيرة سانت لوسيا (البحر الكاريبي – أمريكا الشمالية)

أ- المشكلة :

تدمير الشعاب الناتج عن عمليات الصيد الجائر و التي لا تخضع للإدارة العلمية .

ب- الإجراءات التي تم اتخاذها :

1- أعلنت المنطقة محمية بحرية في عام1994 بعد تفاوض مطول بين الحكومة ، مجتمع الصيد المحلي ، مشغلي أعمال الغوص و آخرون من القائمين بالعمل على السواحل .

2- تم حظر عمليات الصيد بالقرب من شواطئ الجزيرة في مقابل فرص عمل بديلة .

3- تم تمويل المنطقة من جانب العديد من المنظمات الحكومية .

4- تم تقسيم المنطقة إلى مناطق أصغر لكل منها استخدامه الخاص .

5- أعدَ مديرو المنطقة برنامج إدارة للزائرين يتحكم في أعدادهم والأنشطة التي يمارسونها

6- تم تحديد مناطق قليله من المحمية كمرسى لليخوت .

7- تم وضع برنامج تعليمي لنشر المعلومات عن المحمية و كيفية استخدامها .

8- تم تصميم برنامج رقابي ليقيس مدى التغير في النظام البيئي بفعل الأنشطة البشرية .

ج- النتائج التي ترتبت على التجربة :

1- أصبحت توفر المحمية البحرية مزارع ممتازة للأسماك حيث تتكاثر على نطاق أوسع .

2- باتت تجذب3600 يخت و5000 قارب سنوياً مع 21000 سباح و 12000 غواص .

3- أكد علماء الأحياء أن بعض الشعاب التي تم تدميرها من قبل قد تم استعادتها وانتعاشها .

4- تنمية و تطوير المجتمع المحلي.

رابعاً : تجربة كاش كيكوفا (البحر المتوسط – تركيا)

أ‌- المشكلة :

كانت تحدث بشكل منتظم في المنطقة عمليات التدمير و أنشطة الصيد غير المستدام .

ب- الإجراءات التي تم اتخاذها :

1- تم إعلان كاش كيكوفا كمنطقة متمتعة بحماية خاصة ما بين عام 2003 و عام 2006 .

2- قامت سلطات المحميات البحرية التركية بتطوير خطة إدارية لمحمية كاش كيكوفا البحرية .

3- تم تحديد و إشراك أصحاب المصلحة مثل صيادي الأسماك و الغواصين على الصعيدين المحلي و الوطني في سلسلة من النشاطات المصممة خصيصاً لتلبية الإحتياجات المختلفة .

4- تم إعلام و توعية أصحاب المصلحة من أجل تحسين إدراكهم للهدف و الفوائد المترتبة على المحمية البحرية مما يساعد على بناء الثقة بين مختلف المجموعات و السلطات و فريق التخطيط.

ج‌- النتائج التي ترتبت على التجربة :

تم التوصل لمحمية بحرية فعالة، حيث تحققت الفوائد على الصعيد البيئي والاجتماعي والإقتصادي، نظراً لعملية التخطيط التشاركي من خلال التشارك المتبادل لجميع الأطراف في الاحتياجات و الأولويات.

المحميات البحرية المصرية المعلنة من قبل جهاز شئون البيئة

قامت وزارة الدولة لشئون البيئة في ضوء الاستراتيجية الوطنية لصون التنوع البيولوجي بإعلان عدد 12 محمية بحرية على السواحل المصرية ، منها عدد 6 محميات على ساحل البحر المتوسط و عدد 6 محميات أخرى على ساحل البحر الأحمر.

المحميات البحرية على ساحل البحر المتوسط هي : الأحراش و الزرانيق بمحافظة شمال سيناء ، أشتوم الجميل بمحافظة بور سعيد ، البرلس بمحافظة كفر الشيخ ، العُميد و السلوم بمحافظة مطروح .

المحميات البحرية على ساحل البحر الأحمر وسواحل خليجي السويس والعقبة هي : رأس محمد ونبق وأبو جالوم بمحافظة جنوب سيناء، علبة ووادي الجمال وجزر البحر الأحمر بمحافظة البحر الأحمر .

لا يوجد مقصد سياحي في العالم يجمع مثل هذا العدد من المحميات البحرية على سواحله في دولة واحدة، الأمر الذي يعكس تنوع وتفرد البيئة البحرية المصرية التي تخلق ميزة تنافسية جديدة للمقصد السياحي المصري دون غيره من مقاصد العالم.

إن تأسيس محمية بحرية فعالة يتطلب استخدام نهج شمولي والذي يحتوي على التكاملية في المكونات البيئية والاجتماعية والاقتصادية ، ولن يتم تطبيق ذلك إلا بوجود تشريعات مناسبة و هيكلية مؤسسية فاعلة وموارد مالية وإشراك نشيط لأصحاب المصلحة، الذين يدعمون هذا التوجه من خلال تطبيق مهاراتهم وخبراتهم الفريدة.

يتطلب ذلك مجموعة من التوصيات التي يفضل أخذها بعين الاعتبار من حانب الجهات المختصة.

أولاً : وزارة البيئة – قطاع حماية الطبيعة – إدارة التنوع البيولوجي البحري

1- يجب توفير التمويل اللازم لتنفيذ الدراسات البيئية بالمحميات البحرية على السواحل المصرية، من خلال مصادر التمويل المتنوعة بين العام و الخاص و ألا تقتصر على مصدر واحد فقط خاصة إذا كان هذا المصدر حكومياً .

2- يجب التخلص من الطول و التعقيد في الإجراءات الإدارية المختلفة و خصوصاً ما يتعلق منها بالنواحي المالية ، بالإضافة إلى التيسير في الإجراءات الأمنية .

3- يجب أن تكون الإدارة الاقتصادية للمحمية البحرية تحت إشراف وزارة البيئة .

4- تحتاج المحميات البحرية إلى شركات أخرى لإدارتها وليس نفس شركة المساهمة ، بل لا بد من النظر لكل محمية بحرية منفردة على حدة لطبيعة كل محمية الخاصة بها .

5- ضرورة إعداد الدراسات الكافية قبل إعلان المحميات عموماً و البحرية خصوصاً تجنباً لزيادة المعروض منها دون توفير ما تتطلبه من الإمكانات أو الكوادر المدربة على درجة عالية من العلم و الخبرة.

6- ضرورة إعادة النظر في طرق الإدارة بالنسبة لساحل البحر المتوسط .

7- تدعيم إنشاء شبكة وطنية من المحميات البحرية المصرية من أجل زيادة فعالية الإدارة .

8- يجب توفير البيانات و المعلومات الحديثة ، اللازمة لتفعيل السياسة البيئية في نطاق المحمية.

9- يجب تطبيق القانون على الجميع و تجنب الإزدواجية في تحرير المخالفات البيئية .

10- يجب إشراك أصحاب المصلحة في سلسلة الأنشطة المصممة لتلبية الاحتياجات المختلفة داخل جميع مناطق المحمية دون استثناء من خلال الاجتماعات الدورية المتكررة.

11- توجيه عناية أكثر للتوعية و الإعلام لقيمة المحمية البحرية، كأداة مدرة للفوائد لكل من المجتمع المحلي و أصحاب المصلحة خلال :

أ- تطبيق برامج التوعية البيئية للمدارس، الجامعات، العاملين بالمشاريع والسكان المحليين

ب- تقوية الدور الإعلامي و التثقيفي بأهمية و فوائد المحمية البحرية من خلال وسائل الإعلام المتنوعة المرئية و المسموعة و المقروءة .

12- تشديد الدور الرقابي على أعمال أصحاب المشاريع، خاصة التي تتعلق بشركات البترول .

ثانياً : وزارة الدفاع

1- ضرورة تيسير الاتصال داخل نطاق محميات شمال سيناء، حتى يسهل الحصول على البيانات و المعلومات المطلوبة لتفعيل السياسة البيئية من داخل و خارج المحمية .

2- ضرورة استتباب الأمن واستقرار الأوضاع السياسية داخل المنطقة لضمان سلامة النظام الإداري في كافة الجوانب الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية .

3- ألا يقتصر مصدر التمويل لتنفيذ الدراسات البيئية داخل نطاق المحمية على وزارة البيئة فقط

ثالثاً : وزارة السياحة

1- يجب الاستفادة من تجربة كل من الفلبين للقضاء على مشكلة التلوث البحري ، و كاش كيكوفا للقضاء على أنشطة الصيد غير المستدام .(معوقات التنمية السياحية داخل الزرانيق).

2- يجب الاستفادة من تجربة كل من الحاجز المرجاني العظيم ، لحل مشكلة تداخل الأنشطة الإقتصادية وعدم الاستغلال الأمثل للموارد في منطقة البحر الأحمر عموماً (النشاط البترولي و التعديني) ، و تجربة جزيرة سانت لوسيا لوقف تدمير الشعاب الناتج عن عمليات الصيد الجائر .

رابعاً : وزارة البحث العلمي

ضرورة دعم البحث العلمي في مجال التنوع البيولوجي البحري بمحميات البحر الأحمر لما تزخر به من ثروات فريدة . كذلك تدعيم ومساندة دور المراكز البحثية والجهات العلمية .

خامساً : الهيئات المختصة بالمشاريع

ضرورة وجود إدارة لكل مشروع تختص بالكوارث و الحوادث التي قد تقع (إدارة الأزمات) ، أو حتى المخاطر التي يحتمل وقوعها (إدارة المخاطر) و يتعرض لها المشروع و العاملين به ، و خصوصاً في شركات البترول (الحرائق مثلاً) .