الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

مذبحه القلعه ١٨١١ م

مذبحه القلعه ١٨١١ م
عدد : 06-2020
الدكتور ناصر الكلاوي يكتب :-
واجه محمد علي باشا الذي تولى حكم مصر 1805 م العديد من المشاكل الداخليه والخارجيه التي تعوق تنفيذ مشروعه الطموح لبناء مصر الحديثه.

و لكي يبدأ في تنفيذ مشروع بناء مصر كان عليه إيجاد حلول للعديد من المشاكل وهي التخلص من الزعامات الشعبيه، ومحاولات الدوله العثمانيه عزله ، والانتظام في دفع مرتبات الجنود، و محاربه الحمله الانجليزيه على مصر والتخلص من المماليك.

و نظراً لرغبه محمد علي في السيطره الكامله على مصر فكان لابد من مواجهه اخطار المماليك الذين استطاعوا السيطره على مصر منذ نهايه الدوله الايوبيه، و قد مثل المماليك خطراً بارزاً علي محمد علي لمحاولتهم قتله، وقيام المماليك بالاتصال بالانجليز لاحتلال مصر بمساعدتهم و لفساد المماليك ، و نظرا لاعتقاد المماليك في أحقيتهم فى حكم مصر الى الابد ولقيام محمد علي بالتخطيط لإرسال حمله بقياده ابنه طوسون مما يستلزم معه التخلص من كافه الاخطار الداخليه التي تواجه محمد علي .

و قام محمد علي بوضع خطه محكمه للتخلص من المماليك تضمنت دعوه كبار الشخصيات لحضور حفلة خروج الجيش المصري من قلعه صلاح الدين الايوبي الي شبه الجزيره العربيه مرورا بشوارع القاهره وسط الشعب المصري ، وتضمنت الدعوى كبار الامراء المماليك، وكان على علم بالخطه وميعاد تنفيذها يوم 1 مارس عام 1811 م كلاً من صالح قوش قائد قوات الألبان وحسن باشا الأرناءود و الكتخدابك محمد لاظ أوغلي و إبراهيم أغا حارس الباب .

وتم اعداد الحفل بعنايه فائقه وتم تصميم مقاعد خصيصاً لهذه الحفله ذات تجويف سري ( سحَّارة) ، فإذا ما بدا الحفل لم يساور المماليك الشك في ان يضعوا أسلحتهم في هذه التجاويف وينصرفوا لأكل ما لذ وطاب. و أمر محمد علي ببدء تحول موكب الجيش المصري، و يليه المماليك ثم الجنود الارناءود ، فلما انتظم الموكب تقدم عسكر الولاة ثم الوالي والمحتسب ثم الاغا والامراء المصريين وعسكر الرجاله والخياله واصحاب المناصب، وانحصر الأمراء المماليك باب العزب و الباب الاعلى في الممر الضيق، و تم اغلاق باب العزب وكان ذلك اشاره لبدء اطلاق النار من اعلى السور لقتل جميع المماليك. ويقدر عدد من قتل من المماليك في تلك المذبحة 475 مملوك ، وقد قتل في الايام التاليه عدد الف مملوك في مدينه القاهره والاقاليم بعد ان امر محمد علي الجنود الارناءود بقتل جميع المماليك في بيوتهم والاستيلاء على جميع الممتلكات ومن المؤسف ان القتل قد امتد إلى المصريين وقد تم تدمير الممتلكات الخاصه بهم مما اضطر محمد علي الى النزول من القلعة لشوارع القاهره للسيطره بنفسه على الاوضاع، وقد تسببت هذه الحادثه في بث الرعب في نفوس المصريين ، وترتب على ذلك عدم وجود معارضة لمحمد علي باشا طول مده حكمه.

ولقد تناول هذه الحادثه البشعه في التاريخ المصري بعض المؤرخين بالرفض اوالتأييد طبقاً لوجهه نظر كل مؤرخ ، و إنني أرى حتمية قيام محمد على بمذبحه القلعه في اطار السياق التاريخي لها في ذلك الوقت مع كامل التقدير لدوله المماليك في بناء نهضه محترمه عندما كانوا يحكمون مصر، ولكن كان من الصعوبه لديهم العمل تحت مظله الدوله الجديده بقياده محمد علي باشا ، و لرغبة محمد علي باشا في بناء دوله حديثه كان يتطلب منه التخلص من كافه اعدائه في الخارج والداخل وذلك لكي يتسنى له بناء نهضه كبرى في التعليم والصحه والري والعمران والجيش والطب والزراعه واداره المنشآت الحديثه والصناعة .

ولا شك ان مكاسب مصر كانت كبيره نتيجه اختفاء المماليك واستقرار الحكم لاسره محمد علي في الفتره من عام 1805 حتى عام 1952 م.

المصادر التي تم الإستعانة بها في المقال :-

- چي ڤارچيت :- محمد علي مؤسس مصر الحديثة
- سهير حلمي :- أسرة محمد علي
- علي باشا مبارك :- الخطط التوفيقية الجديدة لمصر و القاهرة و مدنها و بلادها القديمة.
- عبد الرحمن الرامغي :- عصر محمد علي.
- د. عبد المنعم الجميعي :- مصر في التاريخ الحديث 1517 – 1914
- مؤمن المحمدي :- الباشا محمد علي الكبير باني مصر الحديثة.
- حسين كفافي :- محمد علي رؤية لحادثة القلعة.