الخميس, 18 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

برج القاهرة

برج القاهرة
عدد : 05-2020
بقلم المهندس/ فاروق شرف
استشارى ترميم الاثار


الأمريكان أطلقوا عليه «شوكة عبد الناصر»، أما المصريون فقد أطلقوا عليه اسم «خازوق روزفلت» ويعبر برج القاهرة عن أكبر وأطول «لا» فى التاريخ}}

فبرج القاهرة تم بناؤه بين عامي 1956 -1961 ويصل ارتفاعه إلى 187 متراً و هو أعلى من الهرم الأكبر بالجيزة بحوالي 43 مترا.

يوجد على قمة برج القاهرة مطعم سياحي على منصة دوارة تدور برواد المطعم ليروا معالم القاهرة من كل الجوانب.

ويعد من أبرز معالم القاهرة والذي يقع في منطقة الجزيرة ويعد تحفة معمارية بناها المصريون على شكل زهرة اللوتس الفرعونية الأصل رمزاً لحضارتهم التي هي محط أنظار سائحي العالم. ويتكون من 16 طابقاً ويقف على قاعدة من أحجار الجرانيت الأسواني التي سبق أن استخدمها المصريون القدماء في بناء معابدهم ومقابرهم وتستغرق الرحلة داخل مصعد البرج للوصول إلى نهايته 45 ثانية لتشاهد عندما تقف على القمة بانوراما كاملة للقاهرة، الأهرامات، مبنى التلفزيون، أبي الهول، النيل، قلعة صلاح الدين، الأزهر و تشعر وأنت تنظر أنك تزور مصر كلها في لحظة واحدة، وفي الطابق 14 وعلى ارتفاع 160 متراً يوجد المطعم الدائري والذي يدور حول نقطة ارتكاز لترى القاهرة و أيضاً يوجد في الطابق الـ 15 كافتيريا هذا ما قد يعرفه معظمنا عن برج القاهرة ولكن لماذا انشأ البرج اصلا وما هو تاريخ البرج


برج القاهرة تم بناؤه في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وتكلف بناؤه 6 ملايين جنيه مصري وقتها كانت الولايات المتحدة قد أعطتها لمصر بهدف التأثير على موقفها المؤيد للقضية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي. وعن هذا يقول المؤرخ العسكري جمال حماد عندما تم بناء البرج كان له اسمان فالأمريكان أطلقوا عليه «شوكة عبد الناصر»، أما المصريون فقد أطلقوا عليه اسم «وقف روزفلت» ويعتبر برج القاهرة أكبر وأطول « لا » في التاريخ لأن الملايين الستة لم تخدع عيون الرئيس عبد الناصر لتغيير موقفه تجاه القضايا العربية ورفض حتى أن يخصصه للإنفاق على البنية الأساسية في مصر رغم احتياج البلاد وقتها لهذا المبلغ ولكن أراد عبد الناصر أن يبني بناء يظل علماً بارزاً مع الزمن يعلم المصريين الكرامة وحتى وإن كانوا في أشد الاحتياج رغم أن المبلغ حمله حسن التهامي الذي كان يشغل وقتها منصب مستشار رئيس الجمهورية وجاء بالمبلغ في حقيبة سلمها للرئيس بعد عودته من زيارة للولايات المتحدة التي لم تكن علاقتنا بها قد ساءت تحت مسمى مساعدة رؤساء الدول الصديقة ولكن رفضها عبد الناصر أياً كان مسماها وها هو الآن يزوره السائحون العرب والأجانب والمصريون ليتذكروا تاريخه.

وكان تصميم هذا البرج العظيم على يد المهندس اللبناني نعوم شبيب، واستغرق بناؤه خمس سنوات، وهو يعد أعلى برج سياحي في العالم شيد بالأسمنت. واشترك في بنائه 500 عامل.


ولم يتوقف دور البرج خلال فترة الستينات عند حد كونه معلماً سياحياً بارزاً، وإنما تجاوز ذلك عندما تحول إلى مركز رئيسي لبث الإذاعات السرية والعلنية، تلك الإذاعات التي انطلقت من القاهرة لتغطي قارتي إفريقيا وآسيا، داعمة حركات التحرر الوطني.

ويقول تقرير حصرى لهيئة الإذاعة البريطانية: إن مصر احتلت فى العام 1960 المرتبة السادسة في العالم من حيث عدد ساعات الإرسال متعدد اللغات، والتي بلغت حينذاك 301 ساعة، ارتفعت خلال أعوام قليلة إلى 560 ساعة، وقد كانت هذه الإذاعات الثورية أحد مبررات العدوان الثلاثي على مصر فى العام 1956ويقول الكاتب – محمد حسنسن هيكل

وفى يوليو ( تموز) 1954، وقعت مصر وبريطانيا اتفاقاً مبدئياً بالأحرف الأولى تعهدت بريطانيا بموجبه أن تجلو عن منطقة قناة السويس وتغادر مصر نهائياً بعد 70 عاماً من الاحتلال .

إلا أن هذا الاتفاق، مشفوعاً بالنية الحسنة المتواصلة، التي كانت تبديها الولايات المتحدة حيال الثورة المصرية، لم يسر الإسرائيليين . فقد كانوا يريدون أن يبقى الجيش البريطاني في مصر لأن البريطانيين كانوا يشكلون عاملا لإلهاء المصريين وحاجزاً على طول قناة السويس في الوقت نفسه . ولم يكن الإسرائيليون يريدون أن تظل الولايات المتحدة على علاقات طيبة مع مصر .

وهكذا دبر بن جوريون الذي كان يتظاهر بالعيش متقاعداً منعزلا فى الصحراء ، مع فريق من كبار الضباط في وزارة الدفاع الإسرائيلية خطة لشن حملة إرهابية فى مصر . وتم ذلك دون معرفة بنحاس لافون وزير الدفاع الذي زور توقيعه على أوامر تجيز المؤامرة .

كان هدف المؤامرة الإرهابية إقناع بريطانيا وأمريكا بأن مصرا ليست أهلا للثقة، وأنه ليس فى وسع عبد الناصر السيطرة على بلاده ، وذلك عن طريق نسف المنشآت الأمريكية والبريطانية فى مصر …

وقام الإسرائيليون بتهريب ضابط مخابرات عسكرية ، نظم مجموعة من اليهود المصريين الشبان للقيام بالجانب القذر من المهمة، لكن المؤامرة – التى كانت فى فكرتها وتنفيذها شريرة – أخفقت إخفاقاً شنيعاً. واعتقل المتآمرون وشنق اثنان منهم ، بينما انتحر العميل الإسرائيلي وهو فى السجن قبل صدور الأحكام .

على أن آثار المؤامرة كانت بعيدة النتائج، فقد استقال لافون احتجاجاً وعاد بن جوريون- بضغط من العسكريين- إلى الحكومة وزيراً للدفاع وكان جزء من السبب محاولة تغطية تواطئهم في المؤامرة .

وفرض الإسرائيليون حظراً شديداً على جميع أخبار الكارثة التى منوا بها ، لكن رائحتها فاحت ، وما لبث رئيس وزراء إسرائيل موشيه شاريت ، – العاجز عن كبح بن جوريون- أن ” استقال يأساً وقنوطاً، فاحتل بن جوريون مكانه . وكانت تلك ” فضيحة لافون ” المشهورة .

وبينما كل هذه الأمور تجرى كانت وكالة المخابرات المركزية منهمكة بنفس القدر من النشاط في القاهرة الذى كانت تمارسه فى كل مكان آخر من الشرق الأوسط .

وذات يوم كان عبد الناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة يبحثون مسألة بناء برج لاسلكى للاتصالات العالمية التى تقوم بها وزارة الخارجية وإدارات المخابرات وقيل لعبد الناصر إنه سبق وأن تم شراء بعض المعدات، ولما احتج بأنه ليست هناك أموال مرصودة في الميزانية لهذا الأمر، قيل له إن المال جاء من اعتماد أمريكى خاص . ودهش عبد الناصر . إذ كانت هذه أول مرة يسمع فيها بوجود أى اعتماد خاص . وقيل له عندئذ إن وكالة المخابرات الأمريكية وضعت تحت تصرف اللواء محمد نجيب ثلاثة ملايين دولار.

وكان المبلغ قد تم تسليمه بواسطة عميل أمريكى في حقيبة ضخمة عبئت بقطع نقدية من فئة المائة دولار، وسلمت الحقيبة فى الواقع إلى ضابط فى المخابرات المصرية كان يعمل كضابط اتصال بين المخابرات المصرية ووكالة المخابرات الأمريكية وتمت عملية الدفع والاستلام في بيت العميل الأمريكى في ناحية المعادى الأنيقة.

واستشاط عبد الناصر غضباً عندما سمع بذلك . وتوجه بالسيارة فوراً إلى مجلس الوزراء وطلب تفسيراً من محمد نجيب الذى كان آنذاك رئيساً للوزراء .

وأصر نجيب على أنه فهم أنه ليس للمخابرات الأمريكية علاقة بذلك المبلغ ، وأنه مرسل من الرئيس أيزنهاور الذي خصص اعتمادات مالية لبعض رؤساء الدول ليتمكنوا من تجاوز مخصصاتهم المقيدة بالميزانية من أجل الدفاع عن أنفسهم وعن بلادهم ضد الشيوعية.

وقد غضب عبد الناصر من الأمريكيين غضباً شديداً بسبب هذه الحادثة التى اعتبرها محاولة للإفساد.

ونتيجة لضخامه المبلغ أصبح عبد الناصر أكثر ارتياباً فى الولايات المتحدة وأمر بإجراء مسح كامل لجميع النشاطات الأمريكية في مصر. وهذا بدوره جعل الأمريكيين يشكون فى نوايا عبد الناصر .

وهنا طلب عبد الناصر إيداع المال فى خزينة إدارة المخابرات وأمر بعدم صرف أى شئ منه إلا بإذن من مجلس قيادة الثورة .

وفى النهاية بنى البرج . وكان مخططاً له في الأصل أن يكون برجاً بسيطاً وعملياً يعلوه هوائي لاسلكى وشبكة أسلاك تنحدر إلى الأسفل عبر وسطه. لكن عبد الناصر قرر أن يبنيه كنصب يشهد على حماقة وكالة المخابرات الأمريكية فاستخدم الأموال الأمريكية لبناء البرج الفخم المزركش، الذى بنى المطعم الدوار فى قمته والذي يطل اليوم على منظر القاهرة كلها.

وقد لقى البرج انتقاداً شديداً عند تشييده لأنه لم يكن فى وسع أحد أن يفهم سبب إهدار المال عليه. وإذا كان قسم المواصلات في مبنى البرج جدياً وجوهرياً فقد كانت الاعتمادات متاحة ولم يكن هناك بأس من بناء المطعم ومن الهندسة الباذخة ، وبشكل ما فإن ذلك كان إهانة إلى وكالة المخابرات الأمريكية.

وبهذا تحول البرج من رشوة الى رمز لقوة وصمود مصر .ة بدون ترخيص تخترق كل القواعد القانونية ومعها استقلالية القضاء المصري..
 
 
الصور :