الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

"الرازى".. أعظم أطباء الإنسانية

-الرازى-.. أعظم أطباء الإنسانية
عدد : 03-2020
بقلم المهندس/ طارق بدراوى


أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي طبيب وكيميائي وفيلسوف وعالم رياضيات مسلم من علماء العصر الذهبي للعلوم درس الرياضيات و‌الطب و‌الفلسفة و‌الفلك و‌الكيمياء و‌المنطق و‌الأدب وقد وصفته المستشرقة الألمانية زيجريد هونكه المعروفة بكتاباتها في مجال الدراسات الدينية والحاصلة علي شهادة الدكتوراة عام 1941م في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب بأنه أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق وقد إشتهر عنها في آخر حياتها أنها كانت تنظر للإسلام نظرة معتدلة كما هو واضح من أشهر تراجم كتاباتها إنتشارا في العالم العربي وهما كتاب الله ليس كذلك وكتاب شمس العرب تسطع على الغرب المشار إليه في السطور السابقة والذى تناولت فيه تاريخ العرب وتأثير حضاراتهم وعلمائهم وإختراعاتهم على الحضارة الغربية وما نجده في عصرنا هذا مرتبط بالحضارة الإسلامية ومدى تأثير اللغة العربية وحضارة الأندلس علي اللغات الأوروبية وكان من أشهر وأهم كتب الرازى كتاب الحاوي في الطب الذي ضم كل المعارف الطبية منذ أيام الإغريق حتى عام 925م وظل المرجع الطبي الرئيسي في أوروبا لمدة 400 عام بعد ذلك التاريخ ونتيجة لشهرته جاب البلاد وعمل رئيسا لمستشفى وله الكثير من الرسائل في شتى مجالات الأمراض وكتب في كل فروع الطب والمعرفة في ذلك العصر بلغ عددها حوالي 200 كتاب ومقال في مختلف جوانب العلوم وقد ترجم بعضها إلى اللاتينية ليستمر الكثير منها المراجع الرئيسية في الطب حتى القرن السابع عشر الميلادى وكان من أعظم كتبه إلي جانب كتاب الحاوى كتاب تاريخ الطب وكتاب المنصور في الطب وكتاب الأدوية المفردة الذي يتضمن الوصف الدقيق لتشريح أعضاء الجسم كما قام بتوضيح كيفية الإبصار وآلية الإبصار في العين كما يظن أنه هو أول من إبتكر خيوط الجراحة وأول من صنع المراهم وعلاوة علي ذلك كانت له مؤلفات في الصيدلة ساهمت في تقدم علم العقاقير والأدوية وعن مولده ونشأته فهناك آراء مختلفة ومتضاربة عن هذا الجانب عنه وفي الغالب فقد ولد في عام 250 هجرية الموافق عام 864م في مدينة الري التاريخية التي أصبحت جزء من جنوب شرق العاصمة الإيرانية طهران في الوقت الحاضر وكان قد تم فتحها في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب وكان من رأي الرازي أن يتعلم الطلاب صناعة الطب في المدن الكبيرة المزدحمة بالسكان حيث يكثر المرضى ويزاول المهرة من الأطباء مهنتهم ولذلك أمضى ريعان شبابه في مدينة بغداد بالعراق ودرس بها علوم الطب وبعد إتمام دراساته الطبية عاد إلى مدينة الري بدعوة من حاكمها منصور بن إسحاق ليتولى إدارة مستشفى الري وقد ألف الرازي لهذا الحاكم كتابه المنصوري في الطب ثم الطب الروحاني وكلاهما متمم للآخر حيث يختص الأول بأمراض الجسم والثاني بأمراض النفس ثم إنتقل منها ثانية إلى بغداد ليتولى رئاسة البيمارستان أي المستشفي المعتضدي الجديدة التي أنشأها الخليفة العباسي المعتضد بالله .

وكان الطبيب في عصر الرازي عادة ما يكون فيلسوفا وكانت الفلسفة ميزانا توزن به الأمور والنظريات العلمية التي سجلها الأطباء في المخطوطات القديمة عبر السنين كما كان الرازي مؤمنا بفلسفة سقراط الحكيم فيقول إن الفارق بينهما في الكم وليس في الكيف ويدافع عن سيرة سقراط الفلسفية بقوله إن العلماء إنما يذكرون الفترة الأولى من حياة سقراط حينما كان زاهدا وسلك طريق النساك ثم يضيف إنه كان قد وهب نفسه للعلم في بداية حياته لأنه أحب الفلسفة حبا صادقا ولكنه عاش بعد ذلك عيشةً طبيعية وهنالك قصة شهيرةٌ تدل على ذكاء الرازي وعلمه وهي أن الخليفة أمر الرازي ببناء مستشفى في مكان مناسب في بغداد ففكر ووضع قطع من اللحم في عمود خشبي ووزعها في أماكن متعددة في بغداد وكان يمر عليها يوميا لكي يري أى القطع فسدت وفي المكان الذي فسدت فيه آخر قطع أمر ببناء المستشفى في هذا المكان لأن جوه نقي خالٍ من الدخان والغبار ولأن المرضى يحتاجون إلى هواءٍ نقيٍ خال من الملوثات ومنذ ذلك الحين إشتهر الرازي شهرةً كبيرةً بذكائهِ كما عرف عنه أيضا حب الشعر والموسيقى كما كان الرازي مؤمنا بإستمرار التقدم في البحوث الطبية ولا يتم ذلك على حد قوله إلا بدراسة كتب الأوائل فيذكر في كتابه المنصوري في الطب ما نصه هذه صناعة لا تمكن الإنسان الواحد إذا لم يقتد فيها بأمثلة ممن سبقوه من أن يحقق فيها الكثير ولو أفنى جميع عمره فيها لأن عمر هذه الصناعة أطول من مقدار عمر الإنسان بكثير وليست هذه الصناعة فقط بل جل الصناعات كذلك وقد أدرك ألوف من الرجال في ألوف من السنين من هذه الصناعة ما أدركوه فإذا إقتدى المقتدي أثرهم صار أدركهم كلهم في زمان قصير بقدر عمره وصار كمن عمر تلك السنين وعنى بتلك العنايات وإن هو لم ينظر في إدراكهم فكم عساه يمكنه أن يشاهد في عمره وكم مقدار ما تبلغ تجربته وإستخراجه ولو كان أذكى الناس وأشدهم عناية بهذه الصناعة على أن من لم ينظر في الكتب ولم يفهم صورة العلل في نفسه قبل مشاهدتها فهو وإن شاهدها مرات كثيرة أغفلها ومر بها صفحا ولم يعرفها البتة ويقول أيضا في كتابه في محنة الطبيب وتعيينه وليس يمنع من عني في أي زمان كان أن يصير أفضل من أبقراط والذى لقب بأبو الطب وأعظم أطباء عصره وكان أول مدون لكتب الطب ومخلص الطب من آثار الفلسفة وظلمات الطقوس السحرية وعلى الرغم أنه لم يهتم سوى بمجال واحد ولم يبرع في مجالات مختلفة مثل ليوناردو دا فينشي علي سبيل المثال الذي تكلم في مجالات مختلفة إلا أنه حظى بشهرة واسعة منقطعة النظير ونسبت له الكثير من المؤلفات وكان هو صاحب فكرة القسم الشهير الذي يقسمه الأطباء قبل مزاولة مهنة الطب .

ومن إنجازات الرازى أيضا في مجال الطب أنه أسس علم الإسعافات الأولية التي تقدم في حالات الحوادث وإعتبر أول من أوجد فروقا بين النزيف الشرياني والنزيف الوريدي وإستخدم الربط حتى يوقف النزيف الشرياني والضغط بالأصابع حتى يوقف النزيف الوريدي وهو الأسلوب الذى ما يزال مستخدما حتي الآن وإلي جانب الطب كان للرازى إسهامات في مجال علوم الفيزياء حيث إهتم بدراسة تعيين الكثافات النوعية للسوائل وصنف لقياسها ميزانا خاصا أطلق عليه إسم الميزان الطبيعي ويظهر فضل الرازي في علوم الكيمياء أيضا بصورة جلية عندما قسم المواد المعروفة في عصره إلى أربعة أقسام هي المواد المعدنية والمواد النباتية والمواد الحيوانية والمواد المشتقة كما قسم المعادن إلى أنواع بحسب طبائعها وصفاتها وحضر بعض الأحماض وما زالت الطرق التي إتبعها في التحضير مستخدمة إلى الآن وهو أول من ذكر حامض الكبريتيك الذي أطلق عليه إسم زيت الزاج أو الزاج الأخضر وعلاوة علي ذلك فقد حضر الرازي في مختبره بعض الأحماض الأخرى كما أنه إكتشف بعض العمليات الكيميائية ذات العلاقة بالفصل والتنقية كالترشيح والتقطير وإستطاع أن يستخلص الكحول بتقطير مواد نشوية وسكرية مختمرة وكان يستفيد منه في علم الصيدلة من أجل إستنباط الأدوية المتنوعة وصنع مراهم الزئبق وكان يعتبر أول من قام بإدخال المليِنات في علم الصيدلة أما عن مؤلفاته فيذكر كل من إبن النديم والقفطي أنه كان قد دون أسماء مؤلفاته في فهرست وضعه لذلك الغرض ومن المعروف أن النسخ المخطوطة لهذا الفهرست قد ضاعت مع مؤلفات الرازي المفقودة وعموما فإن مؤلفات الرازى تزيد عن 200 كتاب كما ذكرنا في السطور السابقة منها ماهو في الطب ومنها ماهو في الفلسفة والكيمياء وفروع المعرفة الأخرى ويتراوح حجمها بين الموسوعات الضخمة والمقالات القصيرة وقد تمت ترجمة كتب الرازي إلى اللغة اللاتينية ولا سيما في الطب والفيزياء والكيمياء كما ترجم القسم الأخير منها إلى اللغات الأوروبية الحديثة ودرست في الجامعات الأوروبية لا سيما في هولندا حيث كانت كتب الرازي من المراجع الرئيسية في جامعات هولندا حتى القرن السابع عشر الميلادى وبخصوص كتابه الأشهر الحاوى في الطب فقد وصفه بموسوعة عظيمة في الطب تحتوي على ملخصات كثيرة من مؤلفين إغريق وهنود إضافة إلى ملاحظاته الدقيقة وتجاربه الخاصة وقد ترجم هذا الكتاب من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية وطبع لأول مرة في بريشيا في شمال إيطاليا عام 1486م وأعيد طبعه مرارا في البندقية في القرن السادس عشر الميلادي وتتضح مهارة الرازي في هذا المؤلف الضخم ويكاد يجمع مؤرخو الرازي بأنه لم يتم الكتاب بنفسه ولكن تلاميذه هم الذين أكملوه وعلاوة علي كل ما سبق كان للرازى مساهماته في مجال علوم الفلسفة ومن أشهر إنجازاته في هذا المجال كتاب بعنوان السيرة الفلسفية علاوة علي أنه يتواجد له عدة مخطوطات قام بكتابتها وجمعها في كتاب تناول من خلاله المسائل الفلسفية المتصلة بالطب وسماه الشكوك على جالينوس وهو طبيب إغريقي ويعد أكبر أطباء اليونان وأحد أعظم أطباء العصور القديمة وقد عاش في القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الميلادى ومارس الطب في أنحاء الإمبراطورية الرومانية وعالج العديد من الأباطرة الرومان وكانت له إنجازاته في العديد من الإختصاصات الطبية كعلم التشريح والفسيولوجيا وعلم الأمراض وطب الجهاز العصبي كما تنسب له العديد من الإسهامات في الفلسفة والمنطق ولذا فهو يعد بجانب أبقراط أحد أعمدة الطب في العهد الروماني وأحد واضعي أسس الطب الحديث وعلاوة علي ذلك يشتهر الرازي برفضه لفكرة تقسيم الرجال حسب قدراتهم الفطرية وذلك لأن جميع الرجال يمتلكون حسب إعتقاده العقل والمنطق مما يمكّنهم من التعامل مع المسائل العملية والوصول لوجهات نظر صحيحة حول الأسئلة النظرية .

وقد إتهم الرازى بالإلحاد أو الزندقة في العصر الحديث فقد ظهرت عدة إدعاءات بكونه كان ملحدا بحجة انه كان له كتب ومؤلفات ومقالات فلسفية ناقدة للأديان والأنبياء والكتب السماوية فتذكر بعض المصادر بأن الرازي شكك في صحة النبوة ورفض المعجزات النبوية وإنتقد الإعجاز العلمي في القرآن الكريم فعلى سبيل المثال توجد رسالة للعالم والباحث والرحالة وعالم الفلك والمؤرخ أبو الريحان البيروني بعنوان فهرست كتب الرازي حيث يصنف البيروني كتابين من كتب الرازي على أنها كتب في الكفريات وهما كتاب في النبوات وحيل المتنبين ويعتقد البيروني ان الكتاب الأول ينتقد الاديان بينما يزعم أن الكتاب الثاني ينتقد فكرة النبوة كما قالت أيضا المستشرقة الألمانية زيجريد هونكه أن للرازى كتاب في نقد الأديان وكتاب الطب الروحاني وقد علقت على الكتاب الأخير بقولها إن الرازى قال بوجود خمسة مبادئ تسير العالم وبعد ذكر هذين الكتابين أضافت وهناك أيضا كتاب يبشر فيه الرازي بأخلاق لادينية ويدعو أن يعيش الانسان حياته بشجاعة ورجولة دون أن تؤثر فيه وعود بوجود جنة أو جهنم في العالم الاخر وذلك أن العلم والعقل يشهدان على إنعدام الحياة بعد الموت وإضافة إلى ذلك إقتبس الفيلسوف الإسماعيلي أبو حاتم الرازي والذى يكني بأبو حاتم اللغوى والذى كان معاصرا لأبو بكر الرازى بعضا من آرائه في الأديان والنبوة والكتب السماوية بشكل مفصل ووضعها في كتابه أعلام النبوة على شكل حوار بينه وبين أبو بكر الرازي واصفا إياه بالملحد دون أن يذكر إسمه وكان من تلك الإقتباسات ماذكره أبو حاتم في بداية كتابه ثم ناظرني في أمر النبوة وأورد كلاما نحو مارسمه في كتابه الذي ذكرناه فقال من أين أوجبتم ان الله إختص قوما بالنبوة دون غيرهم وفضلهم على الناس وجعلهم أدلة لهم وأحوج الناس إليهم ومن أين أجزتم في حكمة الحكيم أن يختار لهم ذلك ويفضل بعضهم على بعض ويؤكد بينهم العداوات ويكثر المحاربات ويهلك بذلك الناس ويعتقد بعض المؤرخين مثل بول كراوس وسارة سترومسا أن أبو حاتم الرازي قد إقتبس تلك الأراء إما من كتاب منسوبين له هما مخاريق الأنبياء والعلم الإلهي ومن الجدير بالذكر أن جميع كتب الرازي المتعلقة بالأديان مفقودة ولم يصل منها إلا إقتباسات ذكرها منتقديه ومعارضيه ولذلك يشكك البعض في تلك المقالات ويرون أن تلك المؤلفات ملفقة حيث أن المؤلفات المنسوبة إليه تحت مسميات مخارق الانبياء وحيل المتنبيين ونقد الأديان غير معروفة بمصنفاته ويرون أنه غالبا ما تم تلفيق تلك العناوين له من قبل المستشرقين الغربيين حيث أن أشهر كتبه مثل إن للعبد خالقا وطبقات الأبصار والطب الروحاني وأسرار التنزيل في التوحيد تؤكد إسلامه والحقيقة أنه ليست هناك أدلة من كتب المعاصرين القدامى المختصة بعلوم الرجال تدعي بإلحاد أو زندقة أبو بكر الرازي .

وكان من الذين شككوا في هذه الكتب والمقالات ودافعوا عن أبو بكر الرازى وإسلامه وعقيدته الإمام شمس الدين الذهبي الذى عاش في القرن الثامن الهجرى وجمع بين ميزتين لم يجتمعا إلا للأفذاذ القلائل في تاريخنا حيث جمع إلى جانب الإحاطة الواسعة بالتاريخ الإسلامي حوادث ورجالا المعرفة الواسعة بقواعد التأريخ والتراجم وسرد السير الذاتية للرجال فكان وحده مدرسة قائمة بذاتها وهو يعد من العلماء الذين دخلوا ميدان التاريخ من باب الحديث النبوي وعلومه وظهر ذلك في عنايته الفائقة بالتراجم التي صارت أساس كثير من كتبه ومحور تفكيره التاريخي وقيل إنه قد سمي بالذهبي لأنه كان يزن الرجال كما يزن الجواهرجي الذهب وكان أبو بكر الرازى ممن ذكرهم في كتابه في سير أعلام النبلاء حيث قال ما نصه أبو بكر الرازي الأستاذ الفيلسوف أبو بكر محمد بن زكريا الرازي الطبيب صاحب التصانيف كان من أذكياء أهل زمانه وكان كثير الأسفار وافر الحرمة صاحب مروءة وإيثار ورأفة بالمرضى وكان واسع المعرفة مكبا على الإشتغال مليح التأليف وكان في بصره رطوبة لكثرة أكله الباقلى ثم عمي أخذ عن البلخي الفيلسوف وكان إليه تدبير بيمارستان الري ثم كان على بيمارستان بغداد في دولة المكتفي وبلغ الغاية في علوم الأوائل نسأل الله العافية وله كتاب الحاوي ثلاثون مجلدا في الطب وكتاب الجامع وكتاب الأعصاب وكتاب المنصوري الذى صنفه للملك منصور بن نوح الساماني وقيل إن أول إشتغاله كان بعد مضي أربعين سنة من عمره ثم إشتغل على يد أستاذه الطبيب أبي الحسن علي بن زين الطبري الذي كان مسيحيا فأسلم وكان للرازى من تآليفه كتاب الطب الروحاني وكتاب إن للعبد خالقا وكتاب المدخل إلى المنطق وكتاب هيئة العالم ومقالة في اللذة وكتاب طبقات وعلاوة علي ذلك فقد دافع عن أبو بكر الرازى أيضا بعض الفلاسفة المعاصرين مثل الدكتور والفيلسوف الإسلامي والأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة عبد اللطيف العبد الذى نفى كفره وأكد أنه كان مؤمنا بالله والرسالة المحمدية وباقي الرسالات السماوية وأنه فيلسوف كبير وصاحب التصانيف ومن أذكياء أهل زمانه وفي أطروحته لنيل درجة الدكتوراة الموسومة فلسفة أبي بكر الرازي قال إن المؤلفات المنسوبة للرازى وآرائه الفلسفية والتي تطعن في الأديان والأنبياء في الحقيقة لم يصل شئ منها إنما أخذت من مخطوطة إسمها أعلام النبوة منسوبة للفيلسوف الشيعي أبو حاتم الرازي وهو فيلسوف ومتكلم إسماعيلي وقد وضع في هذه المخطوطة مقتطفات من مؤلفات لملحد مجهول زعم البعض أنه أبو بكر الرازي والصفحة الأولى من هذه المخطوطة مفقودة فلا يعرف إسم الشخص والذي كان يرد عليه أبو حاتم كما دافع الدكتور والداعية المعاصر المهتم بالتاريخ الإسلامي راغب السرجاني عن الرازي أيضا وإعتبر أن الكتابين مخارق الأنبياء وحيل المتنبيين مدسوسان ومزوران وليسا من مؤلفات المسلمين وإتهم الكتب والمواقع الغربية والمستشرقين الغربيين بعدم تحرى الأمانة والدقة والإنصاف ويتبقي لنا أن نقول إنه في نهاية حياة الرازي كان بصره قد ضعف بشكل كبير حتى أصابه مرض في عينيه وفقد بصره وحاول أحد الأطباء معالجته بمرهم فسأله عن تركيب العين فلم يعرف الإجابة فقال له الرازي لا أريد إستخدام مرهم لا يعرف الشخص الذي صنعه علم التشريح وتوفي الرازي في يوم أول رمضان عام 313 هجرية الموافق يوم 19 نوفمبر عام 925م عن عمر يناهز 61 عاما ودفن في مدينة الرى مسقط رأسه وفي النهاية لا يسعنا سوى أن نقول إن أبو بكر الرازي يعتبر من أهم وأبرز الأطباء المسلمين دون منازع حيث إشتهر بأسلوبه العلمي المتميز الذي مكنه من تحقيق وإكتشاف وإنجاز العديد من الأمور العلمية ولذا فقد إستحق عن جدارة وإستحقاق أن يلقب بعدة ألقاب من ضمنها أبو الطب العربي وجالينوس العرب وحجة الطب في العالم .