الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

ملامح من حياة وانتصارات القائد الملهم "هوراشيو نيلسون"
-ج2-

ملامح من حياة وانتصارات القائد الملهم -هوراشيو نيلسون-
-ج2-
عدد : 03-2020
بقلم المهندس/ طارق بدراوى

كانت المعركة الأخيرة لنيلسون هي معركة الطرف الأغر أو ترافلجار وهي معركة بحرية نشبت بين الأسطول الإنجليزي بقيادته ضد الأسطولين الفرنسي والأسباني المتحالفين تحت قيادة الأميرال الفرنسي بيير شارلز فيلنوف في يوم 21 أكتوبر عام 1805م قرب رأس الطرف الأغر في قادس جنوب غرب أسبانيا شمال غرب مضيق جبل طارق وهو عبارة عن قمة صخرية جبلية تقع على الساحل الأسباني ومما يذكر أن ميدان الطرف الأغر في العاصمة البريطانية لندن سمي بإسم هذه المعركة تخليدا لذكرى إنتصار نيلسون فيها وتعود خلفية هذه المعركة إلي أنه في عام 1805م كانت القوة العسكرية المهيمنة على القارة الأوروبية هي الإمبراطورية الفرنسية بقيادة الإمبراطور نابليون بونابرت في حين كانت البحرية الملكية البريطانية تسيطر على البحار وفي أثناء فترة الحروب النابليونية التي كانت مستمرة في ذلك الوقت فرضت البحرية البريطانية حصارا بحريا على فرنسا أثر على التجارة الفرنسية وأبقاها عاجزة عن تعبئة الموارد البحرية الخاصة بها ورغم نجاح العديد من محاولات الهروب من الحصار من قبل البحرية الفرنسية الا أنها لم تفلح في إلحاق هزيمة كبيرة بالبريطانيين حيث أن البحرية البريطانية كانت قادرة على أن تهاجم المصالح الفرنسية في الداخل والخارج بسهولة كبيرة وكانت البحرية البريطانية تملك من ذوي الخبرة والمدربين تدريبا جيدا من ضباط سلاح البحرية وفي المقابل فإن معظم أفضل الضباط في القوات البحرية الفرنسية تم فصلهم خلال الأشهر الأولى من الثورة الفرنسية ونتيجة لذلك بقي الأميرال بيير شارل فيلنوف هو الأكثر خبرة لتولى الأسطول الفرنسي المرابط في البحر الأبيض المتوسط ولكنه لم يظهر حماسا لمواجهة نيلسون والبحرية الملكية بعد هزيمة معركة أبي قير البحرية وحاول نابليون إستدراج الأسطول البريطاني للذهاب إلى جزر الهند الغربية لكي يتمكن جيشه من غزو إنجلترا ولكن أميرال الأسطول الفرنسي فلينوف أخفق في تحقيق هذا الهدف فقرر مهاجمته مستعينا بالأسطول الأسباني وكانت خطة نابليون هي أن تخترق الأساطيل الفرنسية والأسبانية المتمركزة في البحر الأبيض المتوسط وميناء قادس الأسباني الحصار البريطاني وتلتحق بالقوات الموجودة في البحر الكاريبي ومن ثم تعود لمعاونة باقي وحدات الأسطول المتمركزة في ميناء برست للخروج من الحصار ثم تتجمع كافة الأساطيل لتطهير القنال الإنجليزي من السفن البريطانية لضمان مرور سفن الغزو الفرنسي إلى إنجلترا ومع بداية عام 1805م كان الأسطول البريطاني تحت قيادة الأدميرال اللورد نيلسون يقوم بحصار ميناء طولون الفرنسي ولم يكن الحصار شديداً كالحصار المفروض على ميناء برست بقيادة الأدميرال ويليام كورنوليس الذي فرض حصارا شديدا على برست وكان نيلسون متعمدا قد قام بإجراء هذا الحصار المتراخٍي علي طولون متمنيا إستدراج الفرنسيين لخوض معركة كبرى ونجح أسطول فيلنوف في تفادي أسطول نيلسون الذى أبعدته العواصف عن مناطق تمركزه أثناء البحث عنه بإعتقاد خاطئ بأنه توجه نحو مصر وتمكن فيلنوف من المرور عبر مضيق جبل طارق للإلتقاء بالأسطول الأسباني والإبحار معا حسب الخطة إلى البحر الكاريبي وما أن تحقق نيلسون من أن الأسطول الفرنسي قد عبر الأطلسي حتى شرع في مطاردته ثم عاد فيلنوف من البحر الكاريبي إلى أوروبا بنية فك الحصار عن برست إلا أنه تخلى عن تلك الفكرة بعد أن أسرت سفينتان أسبانيتان تتبعان له خلال معركة فينستري مع وحدات من الأسطول البريطاني .

وتوجه فيلنوف إلى ميناء فيرول الذى يقع في مقاطعة لاكرونيا شمال غرب أسبانيا حيث تسلم أوامر من نابليون للتوجه إلى برست طبقا للخطة الرئيسية لغزو إنجلترا التي إعتمد نابليون من خلالها علي تجميع أكبر عدد ممكن من السفن المقاتلة وكان هذا يتطلب جمع قوة فيلنوف المكونة من 33 سفينة قتال مع قوة 21 سفينة تحت قيادة اللواء البحري جانيتوم في برست وأسطول آخر من 5 سفن تحت قيادة القبطان اليماند مما يجعل المجموع 59 سفينة مقاتلة وأبحر فيلنوف من فيرول في يوم 10 أغسطس عام 1805م وكانت الأوامر التي تلقاها من نابليون بالتوجه إلى الشمال نحو برست إلا أنه وخشية من متابعة الإنجليز لمناورته إتجه جنوبا نحو قادس الواقعة على الشاطئ الجنوبي الغربي لأسبانيا وبعد وصول فيلنوف في يوم 26 أغسطس عام 1805م تخلت وحدات الغزو البحرية الفرنسية الثلاث التي كانت بإنتظاره عن موقعها وإتجهت نحو المانيا وخلال نفس الشهر عاد نيلسون إلى إنجلترا لأخذ قسط من الراحة بعد عامين من التجوال في البحر وبقي هناك لمدة 25 يوما حيث تم إستقباله بحرارة من أبناء شعبة المتخوفين من الغزو الفرنسي المتوقع ووصلت إلى انجلترا معلومات بأنه في يوم 2 سبتمبر عام 1805م سيتجمع الأسطولان الفرنسي والأسباني في ميناء قادس وكان على نيلسون الإنتظار إلى يوم 15 سبتمبر عام 1805م لإكتمال إعداد سفينته فيكتوري للإبحار وفي هذا اليوم المذكور قرر الأدميرال البريطاني كورنوليس فصل 20 سفينة مقاتلة من أسطول حراسة القنال الإنجليزى وإبحارها إلى الجنوب لقتال قوات العدو على شواطئ أسبانيا مما جعل القنال في حراسة 11 سفينة مقاتلة فقط إلا أنه بذلك أوجد نواة الأسطول البريطاني الذي سيخوض معركة الطرف الأغر ووصل هذا الأسطول بقيادة اللواء بحري كادلر إلى المنطقة الواقعة إلى الغرب من قادس وإلتحق نيلسون بهذا الأسطول ليتسلم قيادته في يوم 29 سبتمبر عام 1805م وإستخدم الأسطول البريطاني الفرقاطات للمراقبة الدائمة لميناء قادس وبقيت القوة الرئيسية خارج مدى النظر على بعد حوالي 80 كيلو متر إلى الغرب من الشاطئ وكان نيلسون يأمل في إستدراج الأسطول الفرنسي الأسباني الموحد للخروج والإشتباك معه في قتال متلاحم .

وفي نفس الوقت كانت قوة المراقبة تحت قيادة القبطان بلاكوود من على متن السفينة أوريلس وقد تم بتاريخ 18 أكتوبر عام 1805م دعم قوته لتكون سبعة سفن بواقع عدد 5 فرقاطات وسفينتين صغيرتين وخلال تلك الفترة عانى أسطول نيلسون معاناة بالغة من ضعف الإمدادات ولذا ففي يوم 2 أكتوبر عام 1805م تم إرسال 5 من السفن المقاتلة ومعها الفرقاطة أنميون إلى جبل طارق تحت قيادة نائب الأدميرال السير توماس لويس لجلب الإمدادات وفي نفس الوقت إستمر حضور بعض السفن البريطانية ووصل أسطول نيلسون إلى أعظم قوة له بتاريخ 15 أكتوبر عام 1805م وفي هذه الأثناء كان أسطول فيلنوف يعاني من نقص خطير في الإمدادات والتي لم يكن من الممكن معالجتها لضعف الموارد المالية الفرنسية حينذاك وقد جعل الحصار المضروب من الأسطول البريطاني من الصعوبة بمكان حصول الحليفين الفرنسيين والأسبان على مواردهما التموينية مما سبب عدم جاهزية سفنهم حيث كان هناك نقص يقدر بأكثر من ألفين من الرجال من القوة المطلوب إبحارها في سفن فيلنوف ولم تكن المشاكل التي واجهت الأسطول الفرنسي الأسباني قاصرة على ذلك فقط فقد تم إبقاء سفن القتال الفرنسية الرئيسية في الموانئ لعدة سنوات بسبب الحصار البريطاني ولم تشارك إلا في معارك قليلة خلال تلك الفترة كما كان هناك عدد قليل من البحارة الفرنسيين ذوي الخبرة والتي لا يمكن أن يتم إكتسابها إلا من خلال العمل في البحر وعلاوة علي ذلك فقد تم إهمال جانب المدفعية رغم ما لها من أهمية في المعارك البحرية كما إستهلكت رحلة الذهاب والعودة السريعة عبر الأطلسي الإمدادات الضرورية وبدأ موقف فيلنوف التمويني في التحسن بداية من شهر أكتوبر عام 1805م إلا أن الأنباء بوصول نيلسون جعلت فيلنوف غير راغب في التحرك من ميناء قادس وكان أيضا هذا هو رأي عدد من القباطنة الأسبان وبعض الفرنسيين وكان نابليون قد أصدر في يوم 16 سبتمبر عام 1805م أوامره للسفن الفرنسية والأسبانية الموجودة في ميناء قادس بالتحرك عند أول فرصة مواتية والإنضمام إلي سفن قتال أسبانية في ميناء قرطاجنة بتونس والتوجه إلى نابولي في إيطاليا عبر البحر المتوسط لإنزال قوة الدعم العسكرية هناك والدخول في معارك حاسمة عند مواجهة أي أسطول بريطاني أقل عددا وكان أسطول فلينوف يفوق أسطول نيلسون من حيث العدد حيث كان الأسطول الإنجليزي يتكون من 27 بارجة بينما كان عدد الأسطولين الفرنسي والأسباني 33 بارجة . وكانت عقيدة القتال البحري حينذاك تتلخص في إصطدام الأسطولين المتقاتلين دون تشكيل معين وتدور المعركة في قتال متلاحم يخرج منه أحد الأسطولين منتصراً على الآخر ثم تطور الأسلوب بتقدم الأسطولين كل منهما في صف واحد وعند توازي الصفين يبدأ القتال المتلاحم وقد وفر هذا الأسلوب مزيدا من السيطرة وتبادل الإشارات لأي من الأسطولين مما يؤدي إلى نتائج غير حاسمة للمعارك ولم يتبع نيلسون الذي كان يسعى لخوض معركة حاسمة تضمن لبلده إستمرار سيادتها على البحار الأسلوب التقليدي لخوض المعارك البحرية حيث إبتدع أسلوبا جديدا في القتال لم يتم تطبيقه قبل ذلك فقد قام بتقسيم أسطوله إلى قسمين يتقدمان في خطين متوازيين في إتجاه عمودي على منتصف إمتداد خط السفن المعادية ليقوم بفصله إلى قسمين حيث يقوم بتطويق أحدهما والقضاء عليه قبل أن يتمكن القسم الآخر من الوصول إليه لمساعدته وقد وفرت له خطته ثلاثة مزايا هامة أولها تقدم الأسطول البريطاني بصورة أسرع مما يضيق فرصة الأسطول المعادي للهروب من المعركة دون قتال وثانيها أن نيلسون كان يعلم ما يتميز به أسطوله من مميزات تتمثل في قدرات المقاتلين بما لهم من خبرة ومعرفة تامة بأعمال البحر وخوض المعارك البحرية والروح المعنوية العالية التي يتمتعون بها والمدفعية الأسرع وكان تنفيذ الخطة بهذه الصورة يؤدي إلى قتال متلاحم تبرز من خلاله هذه القدرات أما ثالثها أن الخطة تضمن تجمعا حاسما على مؤخرة الأسطول الفرنسي الأسباني مما يجبر سفن المقدمة على العودة لمساندة المؤخرة الشئ الذي يستغرق وقتا طويلا وبالإضافة إلى ذلك فعند إختراق تشكيل السفن المعادية بهذه الصورة ستكون معرضة لنيران الأسطول البريطاني كما سيكون من الصعب عليها إتخاذ مواقع لرد النيران بالسرعة المطلوبة وكان العيب الرئيسي في هذه الخطة هو تعرض سفن القيادة المتقدمة نحو العدو إلى نيران كثيفة وما يمكن أن ينتج عن ذلك من مخاطر إلا أنه من الممكن التغلب على هذه المشكلة بزيادة سرعة التقدم وقد تمت معالجتها بوضع أشرعة إضافية على السفن لزيادة سرعتها وقام نيلسون بإطلاع قباطنة سفن الأسطول عن الخطة وكيفية تنفيذها وترتيب السير والقتال وتولي بنفسه قيادة القسم الرئيسي لمهاجمة الوسط وأوكل لنائبه كولينوود قيادة القسم المكلف بمهاجمة مؤخرة العدو وكان من ضمن ترتيبات الإستعداد للمعركة أن أمر نيلسون بطلاء سفن الأسطول باللونين الأصفر والأسود ليسهل تمييزها أثناء المعركة .

وعلي الجانب الآخر فقد تسببت التحركات المفاجئة والتغييرات العديدة في تشكيل الأسطول الفرنسي الأسباني في حدوث نوع من الفوضى والإضطراب إستغرقت طيلة يوم 20 أكتوبر عام 1805م حتي تم السيطرة عليها وبدأ التحرك في الساعة الثامنة من صبيحة يوم 21 أكتوبر عام 1805م حيث أصدر فيلنوف أمرا بعودة الأسطول إلى ميناء قادس في إتجاه الشمال الغربي وعند وصول الأسطول إلى المنطقة الواقعة بالقرب من رأس الطرف الأغر كانت المسافة التي تفصل بين الأسطولين قصيرة وكان الأسطول الفرنسي الأسباني مضطرب التشكيل في خط واحد ممتد لمسافة 8 كيلو متر بينما تقدم الأسطول البريطاني بسرعة تجاه الشرق في خطين متوازيين عموديين في إتجاه وسط التشكيل الفرنسي الأسباني وفي بداية المعركة كان الأسطول الفرنسي في خط واحد متعرج متجه شمالا وتنفيذا للخطة البريطانية التي وضعها نيلسون شرع الأسطول البريطاني في الإقتراب من خط الأسطول الفرنسي الأسباني على محورين يتجهان نحو منتصف التشكيل المعادي وفي تمام الساعة 11,45 أرسل نيلسون رسالته الشهيرة إلى مقاتلي الأسطول تتوقع إنجلترا أن يقوم كل رجل بواجبه والتي تحمل معان كثيرة لتحفيزهم على القتال وكانت الرياح خفيفة مما أبطأ حركة كل السفن بدرجة كبيرة ومر وقت طويل حتي بدأ الإشتباك وعندما وصلت السفن البريطانية إلى مرمى السفن المعادية تعرضت لنيران كثيفة من العديد من تلك السفن وقد إستغرق ذلك فترة ساعة كاملة واصلت فيها إقترابها وأصدر فيلنوف أوامره إلى سفنه بالإشتباك مع السفن البريطانية المتقدمة ودارت عدة معارك بين مجموعات من سفن الأسطولين كان أولها بين السفينة رويال سوفرين ذات المائة مدفع والتي كانت هدفا لنيران أربعة من السفن الفرنسية قبل أن تخترق التشكيل المعادي إلا أنها واصلت سيرها وفتحت نيران مدفعيتها على السفن المعادية وأحدثت خسائر كبيرة بها أما السفينة البريطانية التي تلتها فكانت بيلسسيل التي تعرضت لنيران معادية دمرت أشرعتها وحدت من مناورتها إلى أن وصلت سفن أخرى لإنقاذها وأما الخط البريطاني الثاني الموازي للخط الأول والذى تقدمته السفينة فيكتوري التي كان على متنها نيلسون قائد الأسطول فقد كانت هدفا لنيران أربعة من السفن المعادية ورغم أن عددا كبيرا من القنابل أخطأها إلا أن ما أصابها تسبب في قتل وإصابة عدد من بحارتها وحطم عجلة توجيهها مما تسبب في توجيهها بواسطة الدفة مباشرة وبعد أن تمكنت فيكتوري من رد النيران أطلقت نيرانها بكثافة على سفينتين معاديتين إحداهما سفينة قيادة الأسطول الفرنسي والتي على كان علي متنها الأدميرال فيلنوف قائد الأسطول وقد أصابت نيرانها الكثيفة عددا كبيراً من البحارة والمدافع وخلال القتال المتلاحم بين السفن جرى تلامس وقتال قريب بين سفينة القيادة فيكتوري وإحدى السفن الفرنسية والتي كان على متنها قوة مشاة مقاتلة قامت بمحاولة النزول إلى فيكتوري والإستيلاء عليها وخلال تلك المحاولة أصابت قذيفة أطلقت من بندقية قناص الأدميرال نيلسون إصابة خطيرة أدت إلي وفاته بعد ثلاث ساعات من إصابته وقبل أن تفيض روحه قال الحمد لله لقد أديت واجبي .

وقد أعقبت معركة الطرف الأغر عاصفة شديدة تسببت في إغراق عدد من السفن الفرنسية والأسبانية وإعطاب عدد آخر ودفعت ببقية السفن إلى المياه الضحلة قرب الشاطئ وقد تمكن بحارة تلك السفن من إعادة الإستيلاء علي بعضها بعد تغلبهم على البريطانيين وتمكنت 11 سفينة فقط من الأسطول الفرنسي الأسباني من الهرب والرجوع إلى ميناء قادس وكان عدد 5 منها غير صالحة للإبحار تولى قيادتها القبطان الفرنسي جوليان كوسماو بعد إصابة قائدها والذي صمم على القيام بمحاولة لإستعادة السفن من البريطانيين فخرج من ميناء قادس بأسطول صغير قوامه خمسة سفن بالإضافة إلى خمسة فرقاطات وسفينتين صغيرتين متوجهاً نحو الأسطول البريطاني الذي كان على إستعداد لمواجهته وأعقب ذلك هبوب عاصفة جعلت كل من الجانبين يحجمان عن الهجوم وساعدت الأسطول الفرنسي على إستعادة بعض السفن التي كان قد أسرها البريطانيين وأجرى البريطانيون عدة محاولات للحاق بتلك السفن إلا أن العديد منها كان قد تحطم أو غرق ولم يتبق سوى أربعة سفن تم إقتيادها إلى إنجلترا وكانت النتيجة النهائية أن تمكن الأسطول البريطاني من الإستيلاء على ما يزيد على نصف السفن الفرنسية والأسبانية أو تدميرها وبعد إنتهاء المعركة شقَت سفينة إتش إم إس فيكتوري طريقها إلى مستعمرة جبل طارق لإجراء بعض الإصلاحات حاملةً على متنها جثة نيلسون والذى تم حفِظه في برميل من نبيذ البراندي أثناء رحلة العودة لتكريمه والقتلي والجرحي البريطانيين من أفراد الطاقم والذين تم نقلهم إلى الشاطئ في جبل طارق حيث عولج الجرحي في المستشفى البحري ودفن القتلى في مقبرة ترافلجار أو بالقرب منها في الطرف الجنوبي من الشارع الرئيسي بمستعمرة جبل طارق وبعد إجراء إصلاحات طارئة أبحرت إلى بريطانيا حاملة جثة نيلسون لتكريمه وتشييع جنازته رسميا كبطل وقد ضمنت وفاة نيلسون في معركة الطرف الأغر مكانته كأحد أكثر الشخصيات بطولةً في بريطانيا كما أدت أهمية النصر ووفاته خلال المعركة إلى بروز قوله إن إنجلترا تتوقع أن يقوم كل رجل بواجبه وقد أنشئ العديد من المعالم الأثرية لإحياء ذكراه منها عمود نيلسون في الميدان المسمي بميدان الطرف الأغر في لندن ونصب نيلسون التذكاري في أدنبرة وقبل أن نسدل الستار علي هذا البحث لا يفوتنا أن نذكر إن معركة الطرف الأغر كانت هي المعركة الأكبر حسما في كافة حروب الأسطول البريطاني حيث تمكنت 27 سفينة مقاتلة بريطانية تحت قيادة الأدميرال اللورد نيلسون من على متن سفينته فيكتوري من هزيمة 33 سفينة قتال فرنسية وأسبانية تحت قيادة الأدميرال الفرنسي بيير تشارلي فيلنوف وفقد الأسطول الفرنسي الأسباني 22 سفينة دون أن يخسر الأسطول البريطاني سفينة واحدة وقد أكد النصر البريطاني المظفر بصورة واضحة السيادة البريطانية على البحار والتي اكتسبتها خلال القرن التاسع عشر الميلادى وإستمرت خلال النصف الأول من القرن العشرين الماضي كما تم أسر قائد القوة الفرنسية الأسبانية المشتركة الأدميرال فيلنوف أما الأدميرال الأسباني فيدريكو جرافينا فقد هرب مع ما تبقى من الأسطول وتوفي لاحقا بعد عدة أشهر متأثرا بجراحه التي أصيب بها أثناء المعركة وكان من أهم الدروس المستفادة من تلك المعركة والتي تم تحقيقها هو التغيير الذي أحدثه نيلسون بتحوله عن التكتيكات التقليدية السائدة آنذاك والتي تتضمن كما ذكرنا الإشتباك مع الأسطول المعادي في خط واحد يوازي خط سفن العدو بما يحقق السيطرة على المعركة وفك الإشتباك وزيادة ميادين الرماية ومناطق الأهداف حيث بدلا عن ذلك قام نيلسون بتوزيع قواته الأقل عدداً على خطين متوازيين يتقدمان بطريقة عمودية على خط السفن المعادية مما حقق له عنصر المفاجأة التامة على الأسطول المعادي وأدى ذلك إلى نتائج حاسمة وصنعت له النصر الكبير .