بقلم/ ريهام البربري
REHAMELBARBARY2006@YAHOO.COM
الأخلاق حثت عليها جميع الأديان، ونادى بها المصلحون، فهي وسيلة حضارية للمعاملة بين الأفراد، وفى الأيام الاخيرة تناولت كثير من وسائل التواصل الاجتماعى وهى ذات تأثير كبير فى الشأن المجتمعى المصرى مقاطعة ما يسمى بأغانى المهرجانات والتى يصدرها لنا منذ سنوات عدة مغنيين أشهرهم على الإطلاق أحد نجوم السينما والدراما المصرية دأب على توصيف نفسه ب "NUMBER ONE" مما جعلنى أتساءل، لماذا تهاون أصحاب القرار فى الاتفاق على تنقية المناخ الفنى من تلوث ضجيجهم بدعوى حرية الفن؟!.. وكم من القيم الاجتماعية والموروثات الثقافية ضاعت بمساندة ملايين من الجمهور المصرى الذين إستمعوا إليهم ورقصوا عليها فى حفلاتهم؟!
فالقضية حالياً لا تنحصر في قرار مقاطعة إسفاف أغانى المهرجانات، وانقسامنا حول هويتها هل هى فن شعبى أم لا؟ ..أو أننا نستنبط دورها فى مرحلة الضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى يمر بها المصريون خاصة في سنوات ما بعد ثورة يناير 2011 ،أو غفلة المسؤلين عن دور الفن باعتباره من أهم عناصر القوة الناعمة فى مصر ، وامكانية استغلاله فى التنشيط السياحى، وتحقيق عائدات إقتصادية كبيرة من وراءه، لكن القضية برمتها باتت أزمة أخلاق تعمقت فى الوعى العام للمجتمع.
وقد تكشف ذلك بيننا حينما رصد المجتمع الموظف العبوس الذى يخرج من بيته صباح كل يوم عازما على تعطيل مصالح الناس ، والمعلم اللاوقور الذى يمد يده أخر كل شهر لاستنزاف الطلبة فى سبوبة الدروس الخصوصية ،ورجل الدين الجاهل المؤجج للفتن والشاق للصف، والاعلامى المنافق الذى يعكر صفونا بصرخاته لنصره الحق مرة والباطل مئات المرات ، والطبيب اللارحيم الذى يتاجر بألم ومعاناه مرضاه ، والعالم الوريثً للأنبياء ولكن يبيع علمه بملايين الدولارات، والتاجر الجشع بغلاء أسعاره، والمهندس المتلاعب بتراخيص الهدم والبناء ،والصحفي والكاتب المضلل الكذوب على قراءه، والزوجان المختلفان بلا مودة ورحمه، والعاق المتأفف من أبويه تمرداً، والأباء المتخاذلون في تربية أبنائهم... كل هؤلاء وغيرهم كانوا ولايزالوا من أسباب انتشار ثقافة الانحطاط التي تهدد بانهيار مجتمعنا الذي أصبح في حالة يرثي لها جراء تردي الأوضاع الأخلاقية وهدم منظومة القيم والمثل والمبادئ.
وقد يحضرنى هنا الاستدلال بفكرالداعية والمفكر الإسلامى الدكتورعمر عبد الكافى ، حينما قال أن عدد آيات القرآن الكريم 6236 آية ....آيات العبادات فيه لاتزيد عن 130 آية فقط أى بنسبة 2% من القرآن بينما آيات الأخلاق وردت من خلال 1504 آية بنسبة 24% من القرآن أى مايعادل ربع القرآن ، ورغم ذلك ركز عدد من المسلمين على العبادات وترك الجزء الأكبر من المعاملات وحسن الخلق!!.. ألا يكفينا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم:( ما من شىء أثقل في الميزان من حسن الخلق)،لتعلو همتنا وتصبح الأخلاق الحميدة ممارسات طبيعية في حياتنا اليومية؟
لذا ليتنا نعود الى الأوامر والنواهى السماوية ،والوقوف سداً منيعاً ضد كل من يخدش أخلاقنا وقيمنا..ولنبدأ بتكثيف الخطابات الدينية في دور العبادة والندوات والمحاضرات والمؤتمرات وأى من المناسبات العامة، أيضا لابد من اتخاذ ما يلزم من قرارات لتصحيح المحتوى الاعلامى المقروء والمسموع والمرئي، فأينما وجد إعلام هادف؛ وجد مجتمع ذو فضيلة وأخلاق ،وختاما احذروا أن تكونوا بخلاء بمد يد العون لمن اعوجت سلوكياته وانحرفت أخلاقه، فالدين نصيحة، والأخلاق وحدها صانعة الإنجازات. |