الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

خاطرة منتصرة متسامحة

خاطرة منتصرة متسامحة
عدد : 10-2019
كتبت: ريهام البربري
Rehamelbarbary2006@yahoo.com

وسط ضجيج الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتى أحالت حياتنا الى كم هائل من الصراعات، طرأ في ذهنى خواطرغير خافتة، أردت أن أشارككم إياها، بمناسبة مرور 46 عام على انتصاراتنا في حرب أكتوبر المجيدة ،وقرب حلول الاحتفال بيوم التسامح العالمى في 16 نوفمبر.. ألا وهى حقيقة أن مصر أرض السلام ،وما كانت أبداً دولة معتدية على أحد، وما الحرب في حياتها إلا حدث عارض موجه على من يزحف عليها قاصدا الشرّ.. وما تمر به الأن من أزمات تمس أمنها القومى وتبدو للقاصى والدانى أنها تقودنا الى نفق مظلم، تدعونى أن أذكر نفسي وإياكم بحرب 67 التى تم جر مصر إليها فى وقت لم تكن فيه مستعدة بعد لمواجهة الكيان الصهيونى، فما كان الحصاد إلا هزيمة نكراء مريرة مرارة الصبر، ورغم أن هذا النفق كان حالك الظلام إلا أن النصر أتى من عند الله لأصحاب الحق المبين وقذف المولى عز وجل نور الإيمان فى قلوب قادة وجنود القوات المسلحة المصرية، ليثبتوا ويتحدوا على قلب رجل واحد فى تصحيح وتلافى أسباب الهزيمة، وبإرادة حديدية وسلامة فى العقيدة القتالية هبوا كالأسود لإفتراس عدوهم بعد 6 سنوات فقط ، لتشرق شمس مصر من جديد وتسترد حقها المغتصب من أرض سيناء، فى أروع ملحمة انتصار فى التاريخ المصرى الحديث لازالت تقف أمامه بالبحث والدراسة أدهى العقول العسكرية في أنحاء دول العالم .. لذا الى كل من يسمع أو يقرأ عن مصرنا أقول له لنا ولكم حق فى قوله تعالى:"ادخُلُوا مِصرَ إن شَاءَ اللهُ أمِنِينَ ".

تلك المنحة حبا الله بها مصر وجعلها أم البلاد وغوثاً للعباد وبالتالى تتطلب منا كشعب تم تكريمه من فوق سبع سموات الى يوم الدين أن نكون شاكرين حامدين مخلصين لله قولاً وعملاً، وهذا عكس ما نراه الأن عبر الشاشات السينمائية أو الدراما والبرامج التليفزيونية أو وسائل التواصل الاجتماعى من عمد لتزييف الأحداث والحقائق، والإصرار على الدفع بشخصيات هزلية تتحدث باسم الشعب في شئون البلاد والعباد، فليس من المعقول أبدا أن بلد "محفوظ وزويل" تمنهج عقولها الرويبضاء!!!

تعالوا نتأمل بالبحث والدراسة تجارب أباءنا وأجدادنا المصريين القدماء الذين ربطوا بين التسامح وسلامة القلب، وكانوا يرون أن القلب السوى لابد أن يكون صاحبه متسامحا، وهذا ما كشفت عنه عشرات النصوص، ومئات الحكم والنصائح التي سجلتها نقوش ورسوم المعابد والمقابر الفرعونية، وحضها جميعا على نشر قيم التسامح بين البشر...وهل هناك أصدق من قوله تعالى:" ونَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ"؟!

وها أنا أتساءل فى خاطرتى ونحن في أعياد النصر والتسامح، ماذا لو قرر المصريون إشعال شرارة التعبئةٍ الشعبية الشاملة من أجل تصحيح المسار داخل عقولهم وقلوبهم وليس فى الشوارع والميادين؟.. ماذا لو استقامت النفوس وعلمت أن صلاحها هو أسمى ما تقتضيه معركة الحياة؟.. فديننا الحنيف حثنا على أن نتفكر ونتعايش ،وأنه ليس بالضرورة ما أؤمن به أجبر الأخرين على الايمان به!!.. لذا لابد من اخماد نيران الفتن من الداخل والخارج، والتمسك بتطبيق روح القانون وعدالته ، وفتح نوافذ قلوبنا لاحتضان بعضنا البعض ، والإرتقاء بوعينا عند الإختلاف أو الإتفاق في وجهات النظر.. فالتنوع حتماً سيساعدنا على الوصول الى إكتشاف جوانبنا الإبداعية وطرح الأفكار المبتكرة لمعالجة مشكلاتنا والمساهمة في اتخاذ القرارات بشكل أفضل لنا ولأبنائنا.. فمن الضرورى أن نتذكر أن الولاء الأول لله عز وجل ثم الوطن وأن كرامتنا وعزتنا عادت لنا رغم كل العقبات في ملحمة اكتوبر 73 لأن أيدي القيادة والشعب بكل فئاتهم تكاتفت بحب وإخلاص على غسل ثوب مصر من عار الهزيمة... نسأل الله العلي الكريم أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه.