الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

مدينة المائة باب
-ج3 -

 مدينة المائة باب
-ج3 -
عدد : 10-2019
بقلم المهندس/ طارق بدراوى


الدير البحرى

ومن معبد الرمسيوم نأخذ طريقنا إلي منطقة الدير البحرى وهو عبارة عن مجموعة من المعابد والمقابر الفرعونية المتواجدة على ضفة النيل الغربية بالأقصر في منطقة جبلية تقع أمام منطقة وادى الملوك التي تتواجد بها عدة مقابر لفراعنة مصر القديمة وتلك المناطق هي التي يتوافد إليها السياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة الآثار الفرعونية الخالدة ولكي يتعرفوا على الحضارة الفرعونية العظيمة كما تسمح وزارة السياحة المصرية بالصعود بالمناطيد الجوية فوقها والإستمتاع بمشاهدة المعالم التي يعود عمرها إلى أكثر من 3500 عام من أعلى وتعود تسمية المنطقة بإسم الدير البحرى إلي منتصف القرن السابع الميلادى بعد الفتح الإسلامي لمصر حيث كان الأقباط قد إتخذوا المعابد المتواجدة بالمنطقة ديرا لهم فتم إطلاق هذا الإسم علي تلك المنطقة والتي تضم 3 معابد هي معبد منتوحتب ومعبد حتشبسوت وهو أهمها وأكبرها وأشهرها ومعبد تحتمس الثالث بالإضافة إلي مخبأ مقابر الدير البحرى وبخصوص معبد منتوحتب فقد بناه فرعون مصر منتوحتب الثاني وهو ينتمي إلى الأسرة الحادية عشر المنتمية للدولة المصرية الوسطي وكان أول من إستغل تلك المنطقة حيث أمر ببناء معبد قرب مقبرته التي بناها في حياته وكان الطريق إليها محاطا بتماثيل حجرية ملونة له علي جانبيه وكان هذا المعبد هو أول معابد الأسرة الوسطي علي الضفة الغربية لمدينة طيبة العاصمة وتميز هذا المعبد بتصميم فريد يختلف عن ما سبقه من المعابد التي بنيت قبله كما خصص الفرعون منتوحتب الثاني مساحات في الأماكن المحيطة بالمعبد لكي يبني فيها مقابر لزوجاته وأولاده وقواد جيشه وللنبلاء المقربين أما معبد حتشبسوت وهو الأهم والأكبر والأشهر كما ذكرنا فقد أنشأته الملكة حتشبسوت الإبنة الكبرى لفرعون مصر تحتمس الأول وهي من الأسرة الثامنة عشر المنتمية للدولة الحديثة بجانب معبد منتوحتب وقد وضع تصميمه المهندس الفرعوني المعروف سنموت والذى منحته العديد من الألقاب تكريما له وكان يسمى بقدس أقداس آمون ويتميز هذا المعبد بكبره وبتصميمه المتميز فقد إستخدم سنموت في بنائه الحجر الجيرى الجيد وبناه علي مسطحات كبيرة تشبه الشرفات يعلو أحدها الآخر ويتم الوصول من أحدها للآخر بواسطة طريق منحدر أولها يقودنا إلى مدخل المعبد والمسطح الأول وعلي جانبيه تماثيل للملكة حتشبسوت علي هيئة أبي الهول وكذلك تمثالان للملكة حتشبسوت علي هيئة الإله أوزير إله العالم الآخر في مصر القديمة إرتفاع كل منهما 7 متر والمسطح الأول عبارة عن فناء مكشوف كان يضم مجموعة من الأشجار التي جلبتها البعثة التجارية التي أرسلتها الملكة حتشبسوت إلى بلاد بونت بقارة أفريقيا وهي بلاد الصومال الحالية وعلي يمين ويسار المدخل شرفتان يحمل سقف كل منهما عدد 22 عمود وتوجد علي حوائطهما نقوش من أرقى وأبدع وأروع النقوش منها نقوش تسجل مشاهد نقل مسلتين من أسوان إلى معبد الكرنك ونقوش تسجل مشاهد لصيد الطيور بالشباك ويتم الإنتقال من هذا المسطح للمسطح الثاني بواسطة منحدر صاعد عرضه 10 متر في بدايته تمثالان لأسدين يحرسان الطريق والمسطح الثاني أيضأ عبارة عن شرفتين يمين ويسار مدخله يحمل سقف كل منهما عدد 22 عمود أيضا وعلي حوائط الشرفتين نجد نقوش تسجل أخبار البعثة التجارية التي أرسلتها الملكة حتشبسوت إلي بلاد بونت المشار إليها وإلى الجنوب من الشرفة الثانية يوجد معبد صغير تم تخصيصه لعبادة الآلهة حتحور في صورة بقرة وجزء من هذا المعبد منحوت في الصخر ويحتوى علي صالتين بكل منهما 16 عمود ويليهما مدخل يؤدى إلى صالة أخرى بها 12 عمود ذات تيجان ملونة وسقفها يمثل السماء والنجوم وعلي جدران هذه الصالة نقوش عبارة عن مشاهد لقوارب تحمل تماثيل الآلهة حتحور عبر النيل وكذلك نقوش لمشاهد تمثل بعض الجنود وعلي يمين الشرفة اليمني يوجد مايسمي بهيكل أنوبيس وقد سجلت على جدرانه مشاهد تمثل ولادة الملكة حتشبسوت ومشاهد من حفل تتويجها ومن سلم صغير على يسار هذا الهيكل يتم الوصول إلى صالة قدس أقداس آمون سيد الآلهة ذات السقف المقوس ومن المسطح الثاني ننتقل إلى المسطح الثالث عبر منحدر صاعد وهو مكون من جزئين أولهما عبارة عن صالة بها صفين من الأعمدة كان بها تماثيل للملكة حتشبسوت علي هيئة الإله أوزير ولكن تم إزالتها في زمن الفرعون تحتمس الثالث الذى خلفها أما الجزء الثاني من المسطح الثالث فهو عبارة عن مسطح ضخم من الجرانيت الوردى يوجد به خراطيش لتحتمس الثالث وإلي جانب ماسبق يشمل المعبد مقصورتين صغيرتين هما مقصورة آمون رع ومقصورة معبد الشمس وقد أقام الأقباط في أول عهد المسيحية فيه ديرا وإستمر هذا الدير حتي القرن الحادى عشر الميلادى أى أكثر من 1000 عام وفي القرن التاسع عشر الميلادى عمل عالما المصريات الفرنسيان أوجوست مارييت وإدوارد نافي علي إزالة بقايا الدير الذى كان قد تهدم لرؤية ماتحته فتم الكشف عن هذا المعبد وبخصوص المعبد الثالث وهو معبد تحتمس الثالث فقد بناه فرعون مصر تحتمس الثالث الذى خلف عمته الملكة حتشبسوت بين معبدى منتوحتب وحتشبسوت خلال السنوات الأخيرة من حكمه في خلفيتهما وهو أصغر منهما كثيرا ويقع علي هضبة عالية ويبدو الإعجاز الهندسي في بناء هذا المعبد في أن محوره يتجه تماما في إتجاه معبد الكرنك الواقع علي الضفة الشرقية للنيل والذى أضاف داخله تحتمس الثالث المعبد المسمى بمعبد أخ منو وأخيرا بالنسبة إلى مخبأ مقابر الدير البحرى فقد تم إكتشافه عام 1871م ويعود تاريخ تلك المقابر إلي عصر الأسرة الحادية والعشرين وعثر بها علي المصاغ والحلي الذهبية الخاصة بالموتي وقرابينهم ونحو 40 مومياء لبعض ملوك الأسر من السابعة عشر وحتي الحادية والعشرين وزوجاتهم ولبعض الوزراء وقواد الجيوش ورؤساء الكهنة ومن الطريف أن من عثر علي هذا المخبأ شخص إسمه أحمد عبد الرسول هو وأسرته وكتموا سر هذا الكشف الأثرى الهام وكانوا يقومون ببيع المصاغ والحلي الذهبية شيئا فشيئا حتي وصلت أنباء هذا الكشف الأثرى إلي المسؤول عن الآثار المصرية حينذاك عالم المصريات الفرنسي مسيو جاستون ماسبيرو فقام بإتخاذ الإجراءات اللازمة لضم تلك المقابر إلى قائمة الآثار المصرية للحفاظ على مابها وإيقاف عملية بيعها وقد عاقب مسيو جاستون ماسبيرو مساعده المسؤول عن آثار منطقة الأقصر عقابا صارما لحدوث هذا الأمر دون أن ينتبه إليه ويتخذ الإجراءات اللازمة في مثل هذه الأمور حفاظا على كنوز ملوك فراعنة مصر القدماء التي لاتقدر بمال .

وادى الملوك


ومن الدير البحرى نصل إلي وادى الملوك ويعرف أيضا بإسم وادي بيبان الملوك وهو واد في البر الغربي لطيبة عاصمة مصر القديمة إستخدم على مدار 500 سنة خلال الفترة ما بين القرنين السادس عشر والحادي عشر قبل الميلاد لتشييد مقابر لفراعنة ونبلاء الدولة الحديثة الممتدة خلال عصور الآسرات الثامنة عشر وحتى الأسرة العشرين بمصر القديمة ويقع الوادي على الضفة الغربية لنهر النيل في مواجهة طيبة الأقصر حاليا بقلب مدينة طيبة الجنائزية القديمة وينقسم وادي الملوك إلى واديين الوادي الشرقي حيث توجد أغلب المقابر الملكية والوادي الغربي وبإكتشاف حجرة الدفن الأخيرة عام 2006م بالوادى الشرقي والمعروفة بإسم مقبرة رقم 63 علاوة على إكتشاف مدخلين آخرين لنفس الحجرة خلال عام 2008م وصل عدد المقابر المكتشفة حتى الآن بهذا الوادى إلى 63 مقبرة متفاوتة الأحجام إذ تتراوح ما بين حفرة صغيرة في الأرض وحتى مقبرة معقدة التركيب تقع في أعماق جبال هذا الوادى وتحوي أكثر من 120 حجرة دفن بداخلها ويتم الوصول إليها عبر سلالم خشبية أقامتها هيئة الآثار من أجل الوصول إلي حجرات الدفن وقد إستخدمت هذه المقابر جميعها في دفن ملوك وأمراء الدولة الحديثة بمصر القديمة بالإضافة إلى بعض النبلاء ومن كان على علاقة بالأسرة الحاكمة في ذلك الوقت ومن الملوك المدفونين في وادى الملوك الملك رمسيس الثاني ورمسيس الثالث ورمسيس الرابع ورمسيس الخامس ورمسيس السادس ورمسيس التاسع ورمسيس العاشر ومرنبتاح وسيتي الأول وسيتي الثاني وتحتمس الأول وتحتمس الثالث وتحتمس الرابع وأمنحتب الثاني وحور محب وتوت عنخ آمون بالإضافة إلي أولاد الملك رمسيس الثاني وتتميز المقابر الملكية بإحتوائها على رسومات ونقوش من الميثولوجيا المصرية القديمة توضح العقائد الدينية والمراسم التأبينية في ذلك الوقت وللأسف فإن معظم القبور المكتشفة قد تم فتحها ونهبها في العصور القديمة وعلى الرغم من ذلك بقت دليلا دامغا على قوة ورخاء ملوك ذلك الزمان وتعد هذه المنطقة مركزا للتنقيبات الكشفية لدراسة علم الآثار وعلم المصريات منذ نهاية القرن الثامن عشر الميلادى إذ تثير مقابرها إهتمام الدارسين والباحثين للتوسع في مثل هذه الدراسات والتنقيبات الأثرية وقد ذاع صيت الوادي في العصر الحديث بعد إكتشاف مقبرة توت عنخ أمون كاملة عام 1922م علي يد المستكشف الإنجليزى هوارد كارتر وكانت من المقابر القليلة التي وجدت محتوياتها كاملة وتشمل جميع أدوات الملك الفرعوني الشاب وأهمها قناعه الذهبي والتي تمثل كنوز ثمينة لاتقدر بثمن والتي يتم عرضها في بلاد أوروبية عديدة حيث يقبل الكثير من أفراد شعوب تلك البلاد علي زيارة أماكن عرض تلك الكنوز وقد دار حولها أقاويل كثيرة بخصوص لعنة الفراعنة التي تصيب كل من يدخل قبورهم وظل الوادي مشتهرا بالتنقيبات الأثرية المنتشرة بين أرجائه حتى تم إعتماده كموقع للتراث العالمي عام 1979م بالإضافة إلى مدينة طيبة الجنائزية بأكملها ولا تزال عمليات الكشف والتنقيب والترميم جارية في وادي الملوك حتى الآن وقد تم مؤخرا إفتتاح مركز سياحي هناك .

وادي الملكات


والآن لنختتم جولتنا في البر الغربي بمدينة الأقصر بزيارة وادي الملكات ويقع بالقرب من وادي الملوك على الضفة الغربية من نهر النيل في محافظة الأقصر فى الجنوب الغربى من جبانة طيبة وهو مكان دفن الملكات في مصر القديمة وقد عرف قديما بإسم تا ست نيفيرو ومعناه مكان أبناء الفرعون لأن في هذا المكان تم دفن ملكات الأسرات الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين خلال الفترة من عام 1550 ق.م إلى عام 1070 ق.م بالإضافة إلى العديد من الأمراء والأميرات وعدد من طبقة النبلاء وتمت المحافظة على قبور هؤلاء الأفراد من قبل الكهنة الذين أدوا الطقوس الجنائزية اليومية والصلاة على الموتي من النبلاء ويبلغ عدد هذه المقابر حوالى أكثر من 70 مقبرة معظمها أصابها التلف ومن أهم المقابر وأفضلها من الناحية الأثرية مقبرة الملكة نفرتارى زوجة الملك رمسيس الثانى ويبدو أنها كانت أحب الزوجات إليه وصورتها منحوتة ومصورة على جدران المقبرة ومن المقابر الموجودة أيضا بوادى الملكات مقبرة الملكة تي تي زوجة الملك رمسيس الثالث والتي تم ترميمها مؤخرا وتم إفتتاحها للزيارة أمام الأفواج السياحية وجدير بالذكر أن التصوير الفوتوغرافي ممنوع منعا باتا دخل مقابر وادى الملوك ووادى الملكات نظرا لأن أضواء فلاشات كاميرات التصوير من شأنها إلحاق الضرر الجسيم بالنقوش والرسومات الملونة البديعة المتواجدة علي جدران تلك المقابر والتي ظلت ألوانها ثابتة وزاهية تتحدى الزمن عبر حوالي 3500 سنة من عمر الزمن .

مسجد أبو الحجاج الأقصرى

ونعود الآن مرة أخرى إلي البر الشرقي لمدينة الأقصر لنزور أهم واشهر مساجد ها وهو مسجد أبو الحجاج الأقصرى أو جامع أبو الحجاج كما يسميه العامة والذى يرجع إلى الصوفي يوسف بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد المعروف بأبي الحجاج الأقصري والذي دفن بداخله والذى ولد في أوائل القرن السادس الهجري ببغداد في عهد الخليفة العباسي المقتفي لأمر الله لأسرة كريمة ميسورة الحال عرفت بالتقوى والورع والصلاح وكان والده صاحب منصب كبير في الدولة العباسية وينتهي نسبه إلى إسماعيل أبي الفراء بن عبد الله بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وقد جاء أبو الحجاج الأقصرى إلي مصر في زمن الدولة الأيوبية وتدرج في عدة مناصب إلي أن أشرف على الديوان في عهد أبي الفتح عماد الدين عثمان بن الناصر صلاح الدين الأيوبي ثم ترك العمل الرسمي وتفرغ للعلم والزهد والعبادة وسافر إلى الإسكندرية فإلتقى بأعلام الصوفية فيها خاصة أتباع الطريقتين الشاذلية والرفاعية وتتلمذ على يد الشيخ عبدالرازق الجازولي وأصبح من أقرب تلاميذه ومريديه ثم عاد أبوالحجاج إلى الأقصر وإلتقى بالشيخ عبد الرحيم القنائي صاحب المسجد الشهير بمدينة قنا وأقام وإستقر بالأقصر حتى وفاته في شهر رجب سنة 642 هجرية الموافق شهر ديسمبر عام 1244م في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب عن عمر تخطى التسعين عاما ودفن في ضريح داخل المسجد الذى سمي بإسمه والذى بنى ‏فوق‏ ‏أطلال‏ ‏معبد‏ ‏الأقصر وقد ذكره إبن بطوطة ذكرا مختصرا في كتابه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار فقال ثم سافرت إلى مدينة الأقصر وضبط إسمها بفتح الهمزة وضم الصاد المهمل وهي صغيرة حسنة وبها قبر الصالح العابد أبي الحجاج الأقصري وعليه زاوية ويرجع تاريخ إنشاء المسجد إلى العصر الأيوبي إذ بني عام 658 هجرية الموافق عام 1286م وهو مشيد على الجانب الشمالي الشرقي من معبد الأقصر أعلى الفناء المكشوف به ويشبه ‏المسجد‏ في شكله المعمارى المساجد الفاطمية القديمة وهو عبارة عن مساحة صغيرة مربعة مغطاة بسقف خشبى ويبلغ إرتفاع مدخله 12 مترا ويخلو من الزخارف الهندسية والنباتية واللوحات الخطية المعروفة في العمارة الإسلامية ويعلو المسجد شريط من الشرفات المبنية بالطوب الأحمر والمسجد له مئذنتان القديمة وتوجد إلى اليمين والجديدة وتوجد إلى اليسار وفي أقصى اليمين يبدو جزء من مباني معبد الأقصر والمئذنة القديمة مبنية بالطوب اللبن وهي من أقدم مكونات المسجد الحالية إذ تعود إلى عصر أبي الحجاج نفسه وتتكون من ثلاثة طوابق الأولى مربعة الشكل والثانية والثالثة أسطوانيتان وفي أعلاها مجموعة من النوافذ والفتحات والجزء السفلي المربع مقوى بأعمدة خشبية وتشبه مئذنة مسجد أبي الحجاج مآذن الصعيد القديمة ذات الطراز الفاطمي ومنها مئذنة قوص ومئذنة إسنا ومئذنة مسجد الجيوشي بالقاهرة وتقع مئذنة أبي الحجاج بالجهة الشمالية الشرقية ويبلغ إرتفاعها 14.15 مترا أما المئذنة الجديدة فقد أضيفت للمسجد في فترة لاحقة ولم يعتبرها الأثريون شاذة عن الشكل الجمالى للمبنى حيث روعى فيها الطابع المعمارى للمكان ومن أهم محتويات المسجد القبة التي تغطى الضريح وهى مكونة من قاعدة غير منتظمة الأبعاد وتتدرج حتى تصل إلى الشكل الدائرى للقبة وقد طرأت على المسجد عدة عمارات وتوسعات على مر العصور إذ أعيد بناء المسجد في القرن التاسع عشر الميلادي وتم ترميمه في أوائل القرن العشرين الماضي وخلال النصف الأول من القرن نفسه أنشئ مسجد جديد على الطراز ذاته بجوار المسجد القديم وفي سنة 2009م إنتهت أعمال الترميم في المسجد التي إستغرقت عامين تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار وبلغت تكلفتها سبعة ملايين جنيه مصري وشملت العمارة الجديدة توسعة ساحة الصلاة وتدعيم القبة وتغيير الأسقف بعد أن تعرض المسجد لحريق في شهر يونيو عام 2007م وأثناء ذلك الترميم كشف عن جدران لمعبد الأقصر كانت مطلية بدهانات تغطى معالمها وعند إزالتها ‏ظهرت‏ أعمدة‏ ‏وأعتاب‏ ‏عليها‏ ‏كتابات‏ ‏مصرية‏ ‏قديمة ترجع إلى عصر الملك رمسيس الثاني .

المركز الحضارى النوبى

ومن المعالم الحديثة بالأقصر يوجد مركز حضارى يسمي المركز الحضارى النوبى والذى يجمع مختلف ألوان وأشكال الجمال الساحرة التى تم تسخيرها وتصنيعها من قبل أبناء قرية منشية النوبة التى تبعد عن الأقصر 7 كيلو مترات شمالى مدينة الطود بجوار كوبرى البغدادى الرابط بين شرقى الأقصر وغربها حيث تجد كل معانى الإبداع الفنى والموروثات الثقافية والفولكلور النوبى يتمثل داخل مقر هذا المركز الذى تمت زخرفته برسومات فرعونية ترصد عادات وطقوس المصرى القديم وكان الهدف الأساسي من إنشاء ذلك المركز الحضارى النوبى بمدينة الأقصر هو توثق التراث النوبى حيث أنه يعيش على أرض الأقصر.

طبقا لآخر تعداد للسكان ما يزيد عن 40 ألف مواطن نوبى مصرى هم أهالى قرية منشية النوبة الذين هاجروا من أسوان منذ عام 1933م عند بداية تنفيذ أعمال التعلية الثانية لخزان أسوان ليعيشوا فى قرية منشية النوبة التابعة لمركز البياضة بالأقصر التى تقع على بعد 7 كيلو مترات جنوب مدينة الأقصر وتنقسم إلى ستة نجوع هى نجع الشويشاب والغربياب والسنبلاب والأنصار والسكوراب والولياب وجميعهم جاءوا إلى الأقصر حاملين معهم ثقافتهم وتراثهم الخاص المميز والذى يشمل لغة خاصة بهم وعادات وتقاليد وأعمال يدوية وحرفية مشهورة فى جميع أنحاء العالم وقد ظل أهالى النوبة طوال سنوات عديدة يحاولون الحفاظ على هذا التراث من الإندثار خائفين من مظاهر المدنية وبعدهم الجغرافى عن موطنهم الأصلى فقاموا ببناء معرض نوبى صغير فى قرية منشية النوبة كمحاولة منهم للإبقاء على هذا التراث لكن كان لهذا المكان مشكلاته العديدة منها ضعف الإمكانيات المادية لدعمه وكذلك موقعه البعيد عن المدينة مما يؤدى إلى صعوبة عملية التسويق والدعاية له إلي أن بدأت فكرة مشروع بناء المركز الحضارى النوبى فى عام 2007م في عهد اللواء الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق ليمثل مشروعا هادفا للإرتقاء بصناعة الحرف النوبية وللحفاظ على هذا التراث من الإندثار وتعويض أبناء النوبة المهجرين عن بيئتهم الطبيعية التى إفتقدوها بعد تهجيرهم وتم تحديد وتخصيص قطعة أرض فى واحد من المواقع المتميزة بالأقصر لإقامة مشروع سياحى إستثمارى عليها يضمن وجود عنصر الجذب السياحى لإتاحة الفرصة لمعظم الأفواج السياحية لإستخدام هذا المركز كمكان للزيارة وللإستراحة أثناء السفر وذلك ضمانا لوجود عنصر التسويق لمنتجات المركز الحضارى وبالفعل تم البدء فى تنفيذ المركز النوبى الحضارى الذى تم تطوير فكرته ليصبح قرية نوبية نموذجية تكون متحفا حيا مفتوحا لعرض طبيعة حياة أهالى النوبة فتم بناء خيمة نوبية وعمل ركن لرسم الوشم والحناء النوبية الشهيرة للسائحين على أيدى مجموعة من النوبيات المتخصصات فى عمل الحنة وركن خاص للتصوير يرتدى فيه السائحون الملابس النوبية لإلتقاط الصور التذكارية بها كما تم بناء نموذج مماثل تماما للبيت النوبى مع وجود حظيرة ملحقة بالبيت تحتوى على الفرن النوبى ومكان تخزين البقول كما يوجد أيضا نماذج لمعدات الزراعة كالساقية والشادوف وعدد من دورات المياه وإستكمالا لمظاهر الحياة النوبية تم بناء مطعم يقوم بتقديم الأكلات النوبية الخاصة كالعيش النوبى والبامية والملوخية المضاف إليها الأعشاب النوبية التى تضفى على الطعام مذاقا خاصا هذا بالإضافة إلى تقديم المشروبات المميزة كالدوم والكركديه وقد تولى مسئولية تنفيذ بناء المشروع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة بتكلفة قدرها 15 مليون جنيه وقد أقيم المركز الحضارى النوبى على مسطح 600 متر مربع ويتكون من طابقين الأول منهما يتكون من عدد من ورش العمل حيث يستطيع السائحون مشاهدة السيدات والفتيات النوبيات أثناء صنع المشغولات اليدوية المختلفة التى تشتهر بها الحضارة النوبية ومنها منتجات الخوص التى يصنع منها الأطباق والحصير والشنط ومنتجات الخيط من أطباق وطواقى ومنتجات الخرز مثل العقود والأحزمة والإكسسوارات والملابس كالجرجار وهو رداء حريم النوبة والذى تشتهر بها سيدات النوبة وهو عبارة عن عباءة سوداء اللون مصنوعة من قماش خاص وأيضا العراقى والصديرى الخاص بالرجال والأحزمة وأغطية الرأس الخاصة بالنساء والمنسوجات كالتريكو والسجاد والكليم والأشغال الفنية كالأوانى والتحف المصنوعة من الفخار ومشغولات الأرابيسك والألباستر والرسم على الزجاج أما الطابق الثانى فتوجد فيه صالات عرض مفتوحة للمنتجات التى تم صنعها فى الدور الأول حتى يتمكن السائحون من شراء ما يرغبوا من هذه المنتجات كهدايا تذكارية ويتولي الصندوق الإجتماعى مسئولية توفير التمويل اللازم لتشغيل المركز عن طريق توفير الأجهزة والخامات اللازمة لهذه الأشغال كما يقوم بالإشراف على عمليات التدريب التى تتم بالتعاون مع هيئة الجايكا اليابانية عن طريق أحد بيوت الخبرة التابعة لها لتدريب أبناء النوبة العاملين على إخراج المنتج اليدوى بشكل متقن حرفيا بحيث تجمع منتجات البيت النوبى ما بين جمال الفن النوبى وتميز ودقة الإنتاج اليابانى .
 
 
الصور :
وادى الملوك مقبرة الملكة نفرتارى مسجد أبو الحجاج الأقصرى معبد تحتمس الثالث الدير البحرى