الجمعة, 19 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

تاريخ حفائر النوبة

تاريخ حفائر النوبة
عدد : 09-2019
كتب: مصطفي عزمى

ظلت بلاد النوبة مجهولة يخيم الظلام على حضارتها مدة طويلة حتى أوائل القرن العشرين. وليس من شك أن علم الآثار سيظل مديناً لمشروع خزان أسوان وتعليته مرتين، إذ لولا تنفيذ هذا المشروع الكبير لما كانت هناك فرصة للكشف عن الآثار التى احتوتها أرض هذه المنطقة.

وتشكل مشاهدات الرحالة الأوربيين فى بلاد النوبة مصدراً من مصادر معلوماتنا عن هذه البلاد اعتباراً من القرن الثامن عشر، وكانت لأوصافهم وما نشروه من رسوم أهمية كبيرة فى وقت لم تكن قد ابتكرت فيه آلات التصوير الفوتوغرافى بعد. حيث لم يستخدم التصوير الفوتغرافى فى منطقة النوبة إلا فى سنة 1907 على يد "هنرى برستد" و "وولتر إمرى".

على أن اكتشاف النوبة السفلى يرجع فى الأصل إلى العصور القديمة. فلقد صنع المسافرون اليونانيون طريقهم لمصر وفيما بعد للنوبة، وربما أشهرهم هو "هيرودوت" الذى دون تاريخه عن مصر خلال القرن 5 ق. م، ورغم أنه لم يسافر جنوب أسوان لكنه دون ملاحظات عن الذين سافروا لما وراء الحد المصري.

ثم توالت التقارير عن النوبة بعد ذلك من خلال "سترابو" و" ديودوروس الصقلى" و"بلينى"، ثم قام عدة مستكشفين أوربيين بمخاطرة فى الجنوب بطول مجرى النيل، ولكن تقاريرهم كانت محدودة. ثم بدأ الطلاب والباحثين -أمثال "بوكهارت" و"لبسيوس"- الذين رافقوا الأمير نابليون خلال حملته على مصر فى مسيرة استكشافية للنوبة عام 1860.

على الجانب الآخر يرجع الفضل إلى البعثة العلمية الأولى لدراسة آثار النوبة فى الفترة ما بين عام 1907 وعام 1910 وذلك فى الكشف عن حضارة المجموعة الأولى، حيث اعتمدت الدراسات الأركيولوجية على دراسة وتحليل مواقع المقابر وما تحتوى عليها من أثاث جنائزى حيث توصلت إلى أنه لا يمكن الاعتماد على المعابد المنتشرة فى بلاد النوبة لتعرضها للهدم.

جرت هذه الدراسة ما بين الجندل الأول والمنطقة الممتدة جنوباً بطول 150 كم تقريباً، وقد كشف خلالها "رايزنر" عن عدد من مقابر المجموعة الأولى فى العام 1907 وقد وضع تقسيماً أبجدياً للمجموعات النوبية من A وحتى X) وترك فراغاً بينها للاكتشافات اللاحقة وهو نفس التقسيم الألفبائى الذى استخدمه "كايزر".

وبعد أن واصل "رايزنر" عمله فى عامى 1908 - 1909 سلم الإشراف على العمل إلى مساعده "فيرث" الذى أكد من خلال التقارير على نتائج "رايزنر"؛ أن أسباب السكن فى مثل هذا الجزء القاسى من وادى النيل (فيما يبدو) أنه كان بقايا لمستوطنين تركوه خلفهم -بعد انتهاء حضارة المجموعة الأولى- عندما توجهت الأغلبية شمالاً أو إلى أقصى الجنوب فى مصر العليا.

ووفقاً لـ"فيرث" ربما تحركت مجموعة ما شمالاً لتنضم لحضارة مصر العليا، ولكن الأكثر احتمالاً أنها تحركت جنوباً. ثم توالت جهود الباحثين من بعد ذلك من خلال "يونكر" الذى قام بالحفائر فى مقبرة موجودة شمال الشلال الأول في جنوب الكوبانية. ومن بعده "سميث" الذى كان له دور فى الكشف عن العديد من مقابر المجموعة الأولى.

ثم كانت الدراسة الأثرية الثانية عندما تم التخطيط لتوسعة خزان أسوان أكثر. وذلك تحت إشراف "إمرى" و"كروان" بين عامى 1929 - 1934 وكانت نتائج هذه الدراسة مشابهة للدراسة الأولى حيث اعتمدت على تقرير "فيرث" الخاص بنتائج الدراسة الأثرية الأولى. كما ركزت أيضاً على المقابر. ثم يأتى دور منظمة اليونسكو عام 1960 فى عملية إنقاذ دولية للعمل فى النوبة السفلى وقد قام مجموعة من الباحثين بنشر نتائج هذه العملية.

ثم يأتى دور البعثة الأسكندنافية "SJE" فى النوبة السفلى بين عامى (1961 - 1964) بواسطة كل من "نوردشتروم" و"سودربرج"، ومن أشهر اكتشافات هذه البعثة كان الموقع 298 فى منطقة "سرة شرق" وهى إحدى مواقع المجموعة الأولى التى ضمت 19 مقبرة والتى تعرضت جميعها للسلب. وكذلك الجبانة رقم 445 فى منطقة "جمى".

ثم يأتى دور جامعة شيكاغو وبعثة المعهد الفرنسى للآثار الشرقية، فى الفترة ما بين (1962 - 1964) فى منطقة "بلانة" ومنطقة "قسطل" كجزء من عملية إنقاذ اليونسكو. ثم توالت البعثات الأثرية أثناء وبعد هذه الفترة، مثل بعثة جامعتى بنسلفانيا وييل وبعثة المعهد السويسرى للآثار بالقاهرة وبعثة جامعة ميلانو وبعثة جامعة مدريد وبعثة جامعة فيينا وبعثة جامعة ستراسبورج وبعثة جمعية الآثار بلندن)