الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الإسكندرية في 2350 عام
-ج7-

الإسكندرية في 2350 عام
-ج7-
عدد : 09-2019
بقلم المهندس / طارق بدراوى


ولا يفوتنا أن نذكر أن مدينة الإسكندرية قد عانت من ويلات الحرب العالمية الثانية رغم أن مصر لم تكن دولة محاربة وذلك عندما بدأت إيطاليا تشن غارات جوية علي بعض المدن القريبة من الحدود المصرية الليبية وعلي رأسها الإسكندرية بإعتبارها أقرب المدن الكبيرة إلي الحدود الغربية حيث توجد المطارات الحربية الإيطالية خلال عام 1940م وبذلك تعرضت الإسكندرية لخطر شديد بسبب هذه الغارات ثم بدأت الغارات تمتد إلى القاهرة وذلك بعد أن أعلنت إيطاليا الحرب على بريطانيا في يوم 10 يونيو عام 1940م ومن ثم تبادلت القوات البريطانية المتواجدة في مصر والقوات الإيطالية المتواجد في ليبيا الغارات على بعضهما البعض وفي يوم 8 أغسطس عام 1941م أمر موسوليني الجيش الإيطالي العاشر المتواجد في برقة بليبيا الإيطالية بالتقدم إلى الأراضي المصرية وتدمير أي قوات بريطانية تعترضه ومع ذلك لم يبدأ الهجوم الإيطالي إلا في يوم 9 سبتمبر عام 1940م حيث تقدمت القوات الإيطالية على الطريق الساحلي بإتجاه السلوم داخل الحدود المصرية الليبية وفي المقابل أمر الجنرال الإنجليزى أرشيبالد ويفل طلائع قواته بإعاقة تقدم الإيطاليين إلا أنهم نجحوا في التقدم حوالي 110 كيلو متر داخل الحدود المصرية ووصلوا إلي بلدة ماكتيلا التي تقع شرق سيدي براني بحوالي بمسافة حوالي 16 كيلو متر وبذلك تمكنوا من إحتلال السلوم وسيدي براني وتوقفوا في يوم 16 سبتمبر عام 1940م وقاموا ببناء مخيماتهم وتحصينها ولم يتقدم قائد القوات الإيطالية جراتسياني بعد ذلك رغم ضغوط موسوليني عليه وإنشغل ببناء المعسكرات لجنوده وكانت إيطاليا تسعى من خلال غزوها لمصر إلى حماية الحدود الشرقية للمستعمرات الإيطالية في ليبيا من أى هجوم بريطانى ومحاولة الوصول لقناة السويس لإغلاق طريق المواصلات البحرى لبريطانيا مع مستعمراتها في الهند وأستراليا وجنوب أفريقيا وإستخدام مصر كقاعدة لغزو السودان المحتلة من بريطانيا للوصول للمستعمرات الإيطالية في أثيوبيا حتى يصبح البحر الأحمر بحيرة إيطالية خالصة وبالطبع لم يستسلم البريطانيون حيث قامت القوات البريطانية برد عسكري على الغزو الإيطالي للأراضي المصرية وقامت بتنفيذ عملية سميت عملية البوصلة والتي بدأت في الساعات الأولى من صباح يوم 9 ديسمبر عام 1940م بحركة إلتفاف وتطويق كبيرة في الصحراء وقد نجح هذا الهجوم نجاحا تاما وساعد في نجاحه التوزيع السئ للمعسكرات الإيطالية وكان من بين قتلى الهجوم الأول الجنرال الإيطالي ماليتي وفي يوم 11 ديسمبر عام 1940م أصدر جراتسياني أمرا بالتراجع للحدود المصرية الليبية وفي اليوم التالي كان البريطانيون قد وصلوا للحدود وقد أسروا حتى ذلك التاريخ عدد 38 ألف أسير إيطالي ًوواصلت القوات البريطانية حتي تمكنت من طرد القوات الإيطالية من برقة ووصلت إلى منطقة خليج سرت ونظرا لتعرض القوات الإيطالية لهذه الهزائم في ليبيا إضطر موسوليني أن يستنجد بحليفه هتلر ليساعده ومع بداية هذه الأحداث الخطيرة ناقش مجلس الوزراء المصرى حينذاك مايجب أن يتخذ من إجراءات لمواجهة ذلك العدوان الذى يتضرر منه في النهاية الأبرياء من المدنيين وكذلك تعريض ممتلكاتهم للأذى والتدمير ورأى فريق إن هذه الغارات في الأساس غير مقصود بها الإضرار بالمصريين وممتلكاتهم وأن ماحدث يعد نتيجة طبيعية لوجود الإنجليز المعادين لإيطاليا في مصر وطالب البعض بضرورة مخاطبة الحكومة الإيطالية ولفت نظرها إلي هذا الأمر خاصة وأن مصر تقف من تلك الحرب موقفا محايدا ولم تعلن دخولها الحرب إلى جانب بريطانيا وماحدث بالفعل أن الخسائر في الأرواح والممتلكات قد أخذت في التزايد والشعب ينتظر اجراءات وخطوات حاسمة وقوية من جانب الحكومة بشأن هذا الأمر إذ ليس من المعقول أو المقبول أن يتحمل المواطنون الأبرياء مايتعرضون له من الأضرار والأذى والخسائر ولمواجهة تداعيات ذلك تقرر إنشاء لجنة لإعانة مندوبي الغارات واقتراح الوسائل العاجلة لايوائهم واطعام المنكوبين منهم وتقدير الإعانات الواجب تقديمها لهم وتقرر أن يتم الحصول على تلك الإعانات وبما يكفي لاعانتهم من أموال الرعايا الإيطاليين الموضوعة تحت الحراسة من خلال الحارس العام علي تلك الأموال بعد إستئذانه وعلي ان ينفذ هذا القرار بشكل سرى ودون إعلان عنه وكانت أيضا قد قامت حملة تبرعات من الأهالي لإعانة هؤلاء الذين تضرروا من تلك الغارات ساهم فيها الملك فاروق ورئيس مجلس الوزراء والوزراء وعدد كبير من المواطنين كما إعتمد مجلس الوزراء مبلغ 46 ألف جنيه لإستكمال إنشاء مخابيء بمدينة القاهرة لحماية مواطنيها وكذلك إعتماد مبلغ 200 ألف جنيه لإستكمال أى تدابير لازمة للوقاية من الغارات الإيطالية وبالإضافة إلى ذلك قرر المجلس صرف مرتب شهر علي سبيل السلفة لكل موظف يرغب في ترحيل عائلته من الإسكندرية على أن تقسط السلغة على مدى سنة وذلك بسبب أن الإسكندرية كانت أكثر المدن تعرضا للغارات كما أسلفنا القول وقرر مجلس الوزراء في نفس الإطار وقف الهجرة الداخلية إلى مديرية البحيرة التي إكتظت بالمهاجرين من الإسكندرية وإستبدال ذلك بإمكانية الهجرة إلى القاهرة مع صرف إعانة طوارئ مؤقتة للعمال وتكوين لجان لتقدير النفقات الشهرية لمن فقدوا مواردهم منهم .


ولما تحرج موقف القوات الإيطالية بهذا الشكل الخطير رأت المانيا أن تساعد حليفتها إيطاليا في إستعادة برقة وطرد بريطانيا من مصر ومن ثم السيطرة على جنوب البحر الأبيض المتوسط ولذلك تم إيفاد الجنرال فون توما خبير الدبابات إلى ليبيا لإستطلاع الموقف وكان رأيه أن أربع فرق مدرعة كافية لتحقيق الهدف وأن هذا العدد هو الحد الأقصى الذي يمكن تموينه وإمداده في الصحراء وفي يوم 11 يناير عام 1941م أصدر هتلر الأمر رقم 22 بشأن إعداد قوة وإرسالها إلى ليبيا وتم إعتبار هذا الأمر شهادة ميلاد القوات الألمانية في جبهة شمال أفريقيا والتي تم تسميتها الفيلق الأفريقي وقد أطلقت هيئة الأركان الألمانية على هذه العملية إسم زهرة عباد الشمس وهكذا تم إعداد الفيلق الأفريقي الألماني لكي يشارك في العمليات العسكرية بجبهة شمال أفريقيا وتم إختيار روميل قائدا له حيث صنع تاريخه العسكري الشهير هناك وإختيرت شجرة النخيل شعارا له وبعد أن إستلم روميل أمر القيادة العليا طار إلى روما لمقابلة القادة الإيطاليين ومن ثم إلى ليبيا حيث وصل إلى مطار قلعة بينيتو وهو مطار طرابلس الدولي حاليا يوم 12 فبراير عام 1941م ووصلت بعده طلائع القوات الألمانية إلى ميناء طرابلس يوم 31 مارس عام 1941م وطار روميل بطائرته نحو الشرق مستطلعا القوات البريطانية في منطقة خليج سرت كما قام بإستعراض بعض قواته بالميدان الرئيسي بمدينة طرابلس وكان طلب القيادة الألمانية من روميل أن يتوقف ولا يقوم بمهاجمة القوات البريطانية إلا بعد إستكمال تواجد قواته في ليبيا والذي لن يحدث قبل شهر مايو عام 1941م وكان ذلك تقدير وإعتقاد البريطانيين أيضا إلا أن روميل رأى عكس ذلك وفاجأ الجميع ببدء الهجوم على القوات البريطانية في نفس يوم وصول طلائع قواته إلي ليبيا 31 مارس عام 1941م بداية من مرسى البريقة متجهاً نحو إجدابيا ثم عبر الصحراء إلى منطقة المخيلي الصحراوية في قلب برقة بعكس ما كان يعتقده القادة البريطانيون وتم له إحتلال المخيلي والتي كانت قاعدة إمداد القوات البريطانية وتم لروميل أسر ألفي جندي من القوات البريطانية وأسر عدد من قادتها كان بينهم الجنرال أوكنور الضابط الأيرلندي خبير حرب الصحراء وهو الذي دمر القسم الأكبر من الجيش العاشر الايطالي الذي كان يقوده سفاح ليبيا جراتسياني وطرده من برقة وغنم روميل في هذه المعركة أيضا نظارته البلاستكية الشهيرة وكذلك مكتب على عربة قيادة وعلي الرغم من شدة الهجوم الألماني وسرعته إلا أنه فشل في إحتلال طبرق وإكتفى مرحليا بالإلتفاف حولها وإنطلق روميل نحو الحدود المصرية فإحتل البردي والسلوم وكابوتيزو وخاض في سبيل ذلك معارك دامية وكل ذلك تم وباقي قواته لم يكتمل وصولها إلى ليبيا وقد إستمرت المعارك بين الطرفين المتحاربين سجال على جانبي الحدود المصرية الليبية في ممر حلفايا وفي السلوم ولم يستطع البريطانيون التقدم غربا ولم يستطع الألمان الإستيلاء علي طبرق ولكن لم تتوقف القوات البريطانية عند هذا الموقف بل نفذت عملية قام بتنفيذها الجيش الثامن البريطاني ضد القوات الإيطالية في ليبيا أطلق عليها إسم عملية الصليبي أو الكروسيدر خلال الفترة ما بين يوم 18 ويوم 30 نوفمبر عام 1941م وإنتهت بإستيلاء القوات البريطانية على مرسى البريقة في يوم 6 يناير عام 1942م وإخراج قوات المحور من كل أراضي برقة حيث كانت القوات البريطانية تفوق قوات روميل من الألمان والإيطاليين في عدد الجنود والدبابات والمدفعية وبدأ الهجوم من مراكز القوات البريطانية في غرب مصر ومن طبرق في إتجاه مركز القوات الألمانية جنوب طبرق وكان الموقف القتالي وكذلك الإداري قد جعلا روميل يأمر قواته بالإنسحاب إلى خليج سرت رغم رفض حلفاءه الايطاليين وبعض من القيادات الألمانية العليا وقد كان إنسحاب روميل تكتيكياً للحفاظ على قواته ومعداته والإقتراب من قاعدة إمداده في طرابلس لذلك رد بهجوم مضاد فور توقف هجوم البريطانيين عند مرسى البريقة بعد أن عرف أن قواته تفوق قوات أعداءه الموجودة في برقة وإستخدم روميل مبدأ السرية التامة في خطته وتحركه وأخفى ذلك حتى على حلفاءه الطليان وكان هدفه الأول من الهجوم إستعادة بنغازي للإستفادة من ميناءها وكذلك إحتلال قلب صحراء برقة ومن ثم طرد البريطانيين منها وكان له ذلك حيث إنسحب البريطانيون إلى منطقة عين الغزالة غرب طبرق وأقاموا خط دفاعي بطول 40 ميل وفي يوم 26 مايو عام 1942م إستأنف روميل تعرضه لقوات الحلفاء عند خط عين الغزالة بئر حكيم وهو يستهدف الإستيلاء علي طبرق وواجهت قواته صعوبات أثناء هذه المعركة منها نقص الوقود والتي كادت أن تتسبب في فشل هجومه لكن إصراره وإدارته الجيدة للمعركة وبإستخدامه لأساليب الحرب الخاطفة والمناورات بالمدرعات تمكن روميل من دحر قوات الجيش الثامن البريطاني الذي أبقى حامية من جنوب أفريقيا في طبرق وتراجع إلى مصر وربما كان الجميع يعتقد أن حامية طبرق ستصمد حتي يتمكن الجيش الثامن البريطاني من معاودة الهجوم علي القوات الألمانية وإسترداد طبرق أو على الأقل تصمد لوقت طويل نوعا ما لكن طبرق سقطت في يد قوات المحور بعد حصار قصير في يوم 21 يونيو عام 1942م وبذلك أصبح الطريق أمام روميل مفتوحا إلي مصر وأصبح وجود الإنجليز فيها يتهدده خطر داهم ولما وصلت أنباء هذه الإنتصارات التي حققها روميل إلى هتلر في المانيا أمر بترقيته إلي رتبة فيلد مارشال أى مشير وكان أصغر الجنرالات سنا في تاريخ المانيا الذى يتم ترقيته إلي هذه الرتبة الرفيعة وفي هذا التوقيت قام المشير البرت كسلرنج قائد القوات الألمانية في جبهة البحر المتوسط بالمجئ جوا إلى أفريقيا لغرض مقابلة روميل وعندما تقابل القائدان إحتدم النقاش بينهما ففي حين كان كسلرنج ومعه أوجو كافاليرو رئيس الأركان الإيطالي مصرين على تطبيق الخطة الأصلية وهي التوقف بعد إحتلال طبرق كان رأي روميل وجوب إستغلال النصر الذى حققته القوات الألمانية والتقدم فورا قبل أن يعيد البريطانيون تنظيم قواتهم من جديد وأيضا قبل أن تصلهم إمدادات جديدة ومن ثم الهجوم على ليبيا مرة أخرى وكانت وجهة نظر كسلرنج أن التقدم إلى مصر لن ينجح إلا بمعاونة سلاح الطيران ولأن الطيران سينشغل بمعاونة القوات البرية فلن يستطيع متابعة عملياته ضد قاعدة جزيرة مالطة التي يتحكم فيها البريطانيون وبالتالي فإن خطوط إمدادات قوات المحور تصبح مهددة ولم يصل القائدان إلى نتيجة حيث ظل كل منهما مصرا علي رأيه وفي النهاية وضع روميل كل من كسلرنج وكافاليرو أمام الأمر الواقع وأمر قواته بالتقدم إلى مصر وكان هتلر يؤيده في ذلك ففي يوم 22 يونيو عام 1942م بدأت قوات روميل التحرك وفي اليوم التالي كانت قد عبرت الحدود الليبية المصرية وفي يوم 24 يونيو عام 1942م توقفت تلك القوات لوقت قصير بسبب نقص الوقود ثم تم إستئناف التقدم بعد الإستيلاء على مخزن وقود بريطاني في محطة سكك حديدية وفي اليوم التالي كانت القوات قد وصلت إلى نقطة تقع إلى الغرب من مدينة مرسى مطروح بمقدار حوالي 50 كيلو متر وكان هدف روميل عندما إقترب من مرسى مطروح أن يقوم بعزل حاميتها بحركة إلتفافية من الصحراء لكن القائد البريطاني كلود أوكنلك قائد القوات البريطانية في الشرق الأوسط قام بعزل نيل ريتشي قائد الجيش الثامن البريطاني وتولي بنفسه قيادة هذا الجيش وتولي مهمة إدارة العمليات الحربية بشكل مباشر وأصدر أمرا بسحب القوات البريطانية إلى الشرق نحو العلمين وإستطاع بذلك إنقاذ القسم الأكبر من قواته من الوقوع في الأسر وفي يوم 26 يونيو عام 1942م قام الطيران البريطاني بضرب قول إداري لقوات المحور مما أدى إلى نقص الوقود لديها وبالتالي إلى إبطاء تقدمها ولكنها إستطاعت الوصول إلى نقطة تبعد حوالي 25 كيلو متر غرب مطروح وفي نفس اليوم تم تطويقها وبداية من يوم 26 يونيو عام 1942م وحتي ليلة 28/29 يونيو عام 1942م دارت معركة كبيرة بين ما تبقى من القوات النيوزيلندية والهندية التابعة للقوات البريطانية في مرسى مطروح وإستطاع روميل أن يعلن سقوطها يوم 29 يونيو عام 1942م وبذلك أصبح لا يبعد سوى حوالي 200 كيلو متر عن مدينة الإسكندرية في نقطة تقع إلي الغرب من الضبعة بحوالي 10 كيلو مترات وكان سقوط مرسى مطروح إنتصارا كبيرا لروميل إذ أسر 7 آلاف جندي إضافة إلى إستيلائه علي غنائم كثيرة من التموين والعتاد الحربي وفي اليوم التالي 30 يونيو عام 1942م إجتازت قوات روميل الضبعة وقرر روميل في ذلك اليوم أن موقع العلمين الذى يبعد حوالي 112 كيلو متر غرب الإسكندرية وحوالي 592 كيلو متر شرق طبرق ستتم مهاجمته في الساعة الثالثة من فجر يوم 1 يوليو عام 1942م وكان أوكنلك قد نشر قواته على إمتداد 64 كيلو متر ما بين قرية العلمين على ساحل البحر المتوسط وبين منخفض القطارة الذي لا تستطيع المركبات الآلية عبوره وبالتالي فإن على روميل أن يقهر جميع هذه القوات ليصل إلى الإسكندرية .



وبدأ روميل هجومه علي القوات البريطانية في الساعات الأولى من يوم 1 يوليو عام 1942م وقد لقيت إحدى الفرق المدرعة له مقاومة قوية من وحدات هندية في دير الشين التي تقع جنوب العلمين وتوقف تقدم هذه الفرقة بسبب حقول الألغام الكبيرة التي واجهتها ثم إستأنفت هذه الفرقة هجومها في وقت لاحق وإستطاعت إحتلال الجزء الأكبر من دير الشين في الساعة الرابعة مساء نفس اليوم أما الفرقة الألمانية الخفيفة فكانت قد بدأت هجومها في الساعة الثالثة والثلث فجر يوم 1 يوليو عام 1942م ثم توقفت الساعة السابعة صباحا أمام خط العلمين القوي ثم إستأنفت هجومها في الساعة الرابعة من مساء نفس اليوم حيث تعرضت لقصف جوى بريطاني مركز إلى درجة طلبها النجدة من قيادة جيش المحور لعجز مدفعيتها عن فعل أي شيء وتلقت هذه الفرقة مجموعة قتالية مساندة لكن القصف البريطاني أجبرها على التوقف مرة أخرى وفي يومي 2 و3 يوليو عام 1942م كان الموقف مشابها حيث كان القصف المركز للجانب البريطاني يجبرها على التوقف وفي يوم 3 يوليو عام 1942م تعرضت أيضا فرقة أريتي الإيطالية لهجوم بريطاني أدى إلى إنهيارها وبالكاد إستطاعت القوات الألمانية صد هذا الهجوم وفي ضوء هذه الظروف إضطر روميل إلى إيقاف هجومه عدة أيام لإعادة حشد وتنظيم قواته وخلال الفترة من 4 إلي 8 يوليو عام 1942م قام البريطانيون بهجمات محدودة تم صدها بنجاح وفي صباح يوم 9 يوليو عام 1942م هاجمت إحدى الفرق المدرعة الألمانية وفرقة ليتوريو الإيطالية قرية العبد التي يحتلها النيوزلنديون وتمكنوا من إحتلالها وفي الساعة الخامسة صباح يوم 10 يوليو عام 1942م تعرضت فرقة سابراتا الإيطالية إلى هجوم كبير من الجيش الثامن البريطاني أدى إلى إنهيارها فإضطر روميل أيضا إلى إرسال وحدات المانية لغرض إنقاذ الموقف كما حدث سابقا وتكرر مشهد مشابه عندما هجم الجيش الثامن على فرقة تريستا الإيطالية مما أدى إلى إنهيار جزء منها وإضطر روميل أيضا إلى سحب قوات المانية من مواقع أخرى لإيقاف هذا الهجوم وفي يوم 13 يوليو عام 1942م شنت القوات الألمانية هجوما جديدا لكنه فشل أمام قصف عنيف من وحدات أسترالية ثم إستؤنف الهجوم الألماني في اليوم التالي وإستمر القتال حتى الليل وفي ليلة 14/15 يوليو عام 1942م هجم الجيش الثامن البريطاني على فرقة بريسكا الإيطالية وتكرر نفس المشهد إنهيار إيطالي وإختراق بريطاني تم صده في النهاية بقوات المانية وفي يوم 15 يوليو عام 1942م إستولى الجيش البريطاني علي دير الشين وفي اليوم التالي هجم على بقايا فرقة سابراتا الإيطالية وإستولى على كثير من جنودها وفي صباح يوم 17 يوليو عام 1942م هجم الأستراليون على وحدات إيطالية أخرى وإستطاعوا إختراقها وأسر عدد كبير من جنودها لكن هجومه في المساء على فرقة ترينتو الإيطالية لم يلاق نفس النجاح إذ تمكنت مدفعية الفرقة من صده .



وخلال الفترة من يوم 18 إلي يوم 21 يوليو عام 1942م ساد الهدوء على الجبهة وفي ليلة 21/22 يوليو عام 1942م قام الجيش البريطاني بهجوم جديد حقق نجاحا في البداية لكن قوات المحور تمكنت من صده كما تجدد الهجوم البريطاني حوالي الساعة الثامنة من صباح يوم 22 يوليو عام 1942م وإستطاع البريطانيون إختراق قوات المحور في دير الشين لكن حدة الهجوم خفت مع مرور الوقت ومع تعرض البريطانيين لخسائر في الدبابات بلغت تقريبا 140 دبابة فمن ثم توقف الهجوم وفي ليلة 26 يوليو عام 1942م هجمت وحدات أسترالية بمساندة جوية بريطانية على مدق العلمين أبو دويس ونجحوا في إختراق قوات المحور في بادئ الأمر لكن قوات المحور صدت الهجوم في النهاية ثم أجبرت القوات المهاجمة على التراجع وقد تكبد الطرفان في هذه المعركة والتي سميت معركة العلمين الأولي خسائر كبيرة من الجنود والدبابات لكن ليس المهم هو الخسائر وإنما المهم هو ما تحقق من أهداف لكل طرف حيث فشل أوكنلك في هذه المعركة في طرد قوات المحور نحو الحدود المصرية الليبية لكنه نجح في إيقاف زحفهم وأنقذ بذلك الإسكندرية وقناة السويس من الوقوع في قبضتهم ومع ذلك كان رأي رئيس الوزراء البريطاني الشهير ونستون تشرشل إن قوات المحور تقدمت أكثر مما يجب وهو ما يعتبر فشلا يستوجب عزل أوكنلك وأصدر قرارا بذلك في شهر أغسطس عام 1942م وتم تعيين الجنرال هارولد الكسندر قائدا للقوات البريطانية في الشرق الأوسط والجنرال برنارد مونتجمرى قائدا للجيش الثامن الإنجليزى وساد الجبهة هدوء طوال شهر أغسطس عام 1942م تقريبا إلى أن قام روميل بشن هجومه الجديد المعروف بإسم معركة علم حلفا في يوم 31 أغسطس عام 1942م لكن هذا الهجوم فشل نظرا للنقص الحاد في الوقود والمدرعات لديه ومن ثم لم يجد روميل أمامه سوى إنتظار هجوم مونتجمري الجديد علي أمل أن يقوم بصده علي الأقل وهو الهجوم المعروف بإسم معركة العلمين الثانية والتي قامت في يوم 23 أكتوبر عام 1942م .



وفي يوم 23 سبتمبر عام 1942م سافر روميل إلى المانيا لتلقي العلاج ومطالبة أدولف هتلر بضرورة إمداده بالأسلحة والمعدات والوقود حتي يستطيع حسم المعركة المرتقبة مع الإنجليز تاركا وراءه الجنرال جورج فون شتومه قائدا لقوات المحور في شمال أفريقيا وفي يوم 24 أكتوبر عام 1942م أثناء طريق العودة إلتقى روميل بالزعيم الإيطالي بينيتو موسوليني وشرح له مشاكل الإمدادات في الجبهة وأنه إن لم تصل الإمدادات إلى المستوى المطلوب فسيضطر للإنسحاب والتخلي عن شمال أفريقيا إلا أن موسوليني بدا عليه وفقاً لروميل عدم تقديره السليم لخطورة الوضع وبالنسبة للبريطانيين فقد إستمروا في تعزيز موقفهم وإستمروا في تلقي الإمدادات من بريطانيا والولايات المتحدة الأميريكية ولم يكن على هارولد الكسندر قائد القوات البريطانية في الشرق الأوسط وبرنارد مونتجمري قائد الجيش الثامن البريطاني سوى إختيار الوقت الذي يناسبهم للهجوم وبشكل إجمالي كان البريطانيون متفوقين في كل المجالات على قوات المحور وهو لا يشابه الوضع في معركة عين الغزالة حيث كانت قدرات الطرفين متكافئة إضافة على ذلك كان طريق الإمدادات قصير بالنسبة للبريطانيين حيث يبعد ميناء الإسكندرية حوالي 110 كيلو متر عن الجبهة ويبعد ميناء السويس حوالي 345 كيلو متر عن الجبهة أما بالنسبة للمحور فإن أقرب ميناء وهو طبرق يبعد أكثر من 590 كيلو متر عن الجبهة كما يبعد ميناء بنغازي أكثر من 1050 كيلو متر عنها ويبعد ميناء طرابلس أكثر من 2100 كيلو متر أضف إلى ذلك أن طريق الإمدادات بالنسبة لقوات المحور يتعرض للغارات من جزيرة مالطة ومن الفدائيين في الصحراء وفي الساعة 21.25 من ليل يوم 23 أكتوبر عام 1942م بدأ البريطانيون الهجوم بقصف مدفعي وفي صباح اليوم التالي 24 أكتوبر عام 1942م يتوفى القائد الألماني فون شتومه ويتولى القائد الألماني ريتر فون توما مهمة قيادة قوات المحور لحين وصول روميل وفي مساء يوم 26 أكتوبر عام 1942م يصل روميل إلى الجبهة بعد رحلة طويلة ويحاول قدر الإمكان الحفاظ على الجبهة متماسكة وفي ليلة 30/31 أكتوبر عام 1942م تشن الفرقة الأسترالية التاسعة هجوما ينجح في عزل إحدى فرق المشاة الألمانية ويدفع روميل بقواته بغرض تحرير تلك الفرقة وينجح في ذلك في يوم 31 أكتوبر عام 1942م ولكنه يتكبد خسائر كبيرة وفي المقابل كان مونتجمري يتعرض لضغوط من رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل لعجزه عن تحقيق نصر سريع ومع ذلك أعطى مونتجمري الجنود راحة إستمرت 24 ساعة إنتهت في ليلة 1/2 نوفمبر عام 1942م .



وفي تلك الليلة شن مونتجمري هجومه عبر تل العقاقير جنوب سيدي عبد الرحمن ولم تستطع قوات المحور صد الهجوم وأدرك روميل أن المعركة قد حسمت نهائيا لصالح البريطانيين وفي صباح يوم 2 نوفمبر عام 1942م وصلته رسالة عبر المذياع من الزعيم الألماني أدولف هتلر تأمره بالصمود حتى النهاية ويبدو أن روميل لم يكن متأكدا أن هتلر هو صاحب الرسالة إذ أمر قواته بالإنسحاب وفي يوم 3 نوفمبر عام 1942م وصل النص غير المشفر لرسالة هتلر الأصلية المطالبة بالصمود ورغم تفوق القوات البريطانية فإن روميل قرر إطاعة أوامر هتلر ولو لبعض الوقت وفي يوم 4 نوفمبر عام 1942م لم يعد روميل قادرا على تنفيذ أمر هتلر فبدأ الإنسحاب المنظم إلى فوكة في الغرب وكان قد خسر ما بين عصر يوم 3 نوفمبر وعصر يوم 4 نوفمبر عام 1942م حوالي 200 دبابة وكان روميل قد إلتقى يوم 4 نوفمبر عام 1942م بالقائد الألماني البرت كسلرنج قائد القوات الألمانية في جبهة البحر المتوسط وأكد له صواب رأيه بالإنسحاب وفي هذا اليوم أيضا فقد روميل الإتصال بالقائد فون توما وإعتقد أنه قتل لكنه في الواقع كان قد وقع في الأسر وفي يوم 5 نوفمبر عام 1942م حاول روميل إقامة خط دفاعي في فوكة كتمهيد لإنسحابه نحو ليبيا وفي اليوم التالي 6 نوفمبر عام 1942م تهطل أمطار غزيرة تعيق التقدم البريطاني وتستغل قوات المحور هذه الفرصة في الإنسحاب دون التعرض لضغط القوات البريطانية وفي يوم 7 نوفمبر عام 1942م حاولت قوات المحور التوقف في مرسى مطروح وفي نفس اليوم تصل رسالة من هتلر تحذر روميل بإحتمال قيام الحلفاء الغربيين بإنزال من جانب قوات الحلفاء ما بين مدينتي طبرق وبنغازي وفي يوم 8 نوفمبر عام 1942م وصلت برقية من روميل موجهة إلى هتلر تشير إلى أن مخاوف الإنزال لا أساس لها من الصحة لكنه علم أن الحلفاء قاموا بالإنزال في المغرب والجزائر فيما يسمي بعملية الشعلة وذلك لشغل قوات المحور وتشتيت قواها تخفيفا عن جبهة الإتحاد السوفيتي التي كان هتلر قد إفتتحها وكانت غلطة كبرى منه حيث تسبب ذلك في تشتيت جهود القوات الألمانية وكانت أحد الأسباب الرئيسية في هزيمة المانيا في نهاية الحرب العالمية الثانية ولذلك قرر روميل أن أفضل ما يفعله في الوقت الحالي هو الإنسحاب إلى العقيلة وإستمرت مطاردة الجيش الثامن البريطاني لقوات المحور من العلمين وإنتهت في مدينة مدنين جنوبي تونس بعد أن قطعت القوات المتحاربة حوالي 2300 كيلو متر حيث قاد روميل القوات الألمانية والإيطالية في المعركة المعروفة بإسم معركة مدنين وكانت في يوم 3 مارس عام 1943م وكانت آخر معاركه في جبهة شمال أفريقيا وهي التي أنهت وجود قوات المحور في هذه الجبهة وهي المنطقة التي شهدت أمجاده العسكرية عندما أحدث إنقلابا في الفكر العسكري بمناورات شديدة الإبداع أدت إلى تحقيق إنتصارات كبيرة على القوات البريطانية وإجبارها على التراجع من مدينة طبرق في ليبيا إلى مصر حتى منطقة العلمين شمال غرب مصر وعلي الرغم من أن النتيجة النهائية لمعارك جبهة شمال أفريقيا كانت هزيمة الألمان إلا أن إنسحاب الألمان من هذه الجبهة والذى قاده إرفين روميل كان غاية في الإنضباط والتنظيم ولم يكن إنسحابا عشوائيا تسوده الفوضي والإرتجال حيث قام روميل بمناورات وحركات خداع بارعة مما أدى إلي عدم تعرضه لخسائر فادحة سواء في الأرواح أو في المعدات التي بقيت مع قواته ولولا النقص الحاد في أسلحته ومعداته ومدرعاته لكان مصير جبهة شمال أفريقيا مختلفا وكنتيجة لكل الأحداث السابقة نجت مدينة الإسكندرية من وصول الألمان إليها وزالت الأخطار التي كانت تتعرض لها علي مدى أكثر من سنتين ونصف السنة .


وفي صباح يوم 23 يوليو عام 1952م قام تنظيم الضباط الأحرار بما سمي وقتها حركة الجيش والتي سيطرت علي الأمور في البلاد وتم إذاعة بيان تلك الحركة الأول بإسم اللواء محمد نجيب في الساعة السابعة صباحا بصوت أنور السادات عضو مجلس قيادة الثورة وكان الملك فاروق في ذلك الوقت متواجدا في مصيفه بقصر المنتزة بالإسكندرية وتمت مطالبته بإصدار مرسوم ملكي بتعيين علي ماهر باشا رئيسا لمجلس الوزراء والذى إختاره الضباط دون غيره من السياسيين لثقتهم أنه الشخص المناسب لشغل هذا المنصب في ظل الظروف التي كانت تمر بها البلاد وأنه الشخص الوحيد القادر علي القيام بدور الوساطة بينهم وبين الملك والتأثير عليه وإقناعه بمطالبهم وكان أعضاء حركة الضباط الأحرار قد توصلوا إلي قرار بعد مناقشات طويلة بضرورة نفي الملك فاروق خارج البلاد بعد تنازله عن العرش لإبنه الطفل الذى كان يبلغ من العمر ست شهور فقط الأمير أحمد فؤاد وقاموا بتوجيه إنذار إليه صباح يوم السبت 26 يوليو عام 1952م عن طريق رئيس مجلس الوزراء علي ماهر باشا والذى حمل إليه هذا الإنذار في قصر المنتزة وبعد مناقشة قصيرة بينه وبين الملك لم يجد الملك أمامه طريقا آخر سوى الرضوخ لرغبة الضباط الأحرار وإلا ستكون العواقب وخيمة فوافق علي التنازل عن العرش لإبنه الطفل الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد هو وأسرته وطالب بأن يتم الحفاظ على كرامته في وثيقة التنازل عن العرش فطمأنه علي ماهر باشا وذكر له إنها ستكون على مثال الوثيقة التي تنازل بها ملك بلجيكا عن عرشه وإتصل علي ماهر باشا بالدكتور عبد الرزاق السنهوري باشا رئيس مجلس الدولة حينذاك طالبا منه تحرير وثيقة التنازل عن العرش فأعدت الوثيقة وعرضت على اللواء محمد نجيب فوافق عليها وإقترح جمال سالم إضافة عبارة ونزولا على إرادة الشعب على صيغة الوثيقة وتم تكليف المستشار سليمان حافظ والذى كان يشغل منصب وكيل مجلس الدولة حينذاك بحمل الوثيقة وتوقيعها من الملك فإستقبله في قصر رأس التين في حضور علي ماهر باشا رئيس الوزراء وقرأها أكثر من مرة وإطمأن للشكل القانوني لها وأراد إضافة كلمة وإرادتنا بعد عبارة ونزولا على إرادة الشعب لكنه أفهمه أن صياغة الوثيقة في صورة أمر ملكي تنطوي على هذا المعنى وإن صياغتها بهذا الشكل قد تمت بصعوبة كبيرة وبعد مناقشات طويلة ولا يسمح بإدخال أي تعديل عليها وكان الملك وقتها في حالة عصبية ونفسية ومعنوية سيئة للغاية وإن حاول التماسك وضبط أعصابه وكان نص وثيقة التنازل عن العرش كالآتي :-

-- فاروق الأول أمر ملكي رقم 65 لسنة 1952م
نحن فاروق الأول ملك مصر والسودان
لما كنا نتطلب الخير دائما لأمتنا ونبتغي سعادتها ورقيها
ولما كنا نرغب رغبة أكيدة في تجنيب البلاد المصاعب التي تواجهها في هذه الظروف الدقيقة
ونزولا على إرادة الشعب
قررنا النزول عن العرش لولي عهدنا الأمير أحمد فؤاد وأصدرنا أمرنا بهذا إلى حضرة
صاحب المقام الرفيع علي ماهر باشا رئيس مجلس الوزراء للعمل بمقتضاه
صدر بقصر رأس التين في 4 ذي القعدة عام 1371 هجرية الموافق 26 يوليو عام 1952م



وقد إستمر حكم الملك فاروق لمصر مدة ستة عشر سنة إلى أن أجبرته ثورة 23 يوليو عام 1952م على التنازل عن العرش لإبنه الطفل الأمير أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة أشهر وفى تمام الساعة السادسة والعشرين دقيقة مساء يوم السبت 26 يوليو عام 1952م غادر الملك فاروق مصر على ظهر اليخت الملكي المحروسة وهو نفس اليخت الذي غادر به جده الخديوي إسماعيل مصر عند عزله عن الحكم عام 1879م وكأن التاريخ يعيد نفسه بعد مرور 73 عاما وأدى الضباط التحية العسكرية للملك وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة لتحيته عند وداعه وكان في وداعه اللواء محمد نجيب وأعضاء حركة الضباط الأحرار والذين كانوا قد قرروا الإكتفاء بعزله ونفيه من مصر بينما أراد بعضهم محاكمته وإعدامه كما فعلت ثورات أخرى مع ملوكها ليعيش فى منفاه في إيطاليا الذى سمحت له القيادة الجديدة بإختياره بنفسه هو والملكة ناريمان والأمير الصغير أحمد فؤاد وكذلك بناته الأميرات من زوجته الأولى فريدة وهم فريال وفوزية وفادية ويصف المستر جيفرسون كافرى السفير الأمريكى الذي كان مشاركا في وداع الملك دونا عن أى من أعضاء البعثات الدبلوماسية للدول الأجنبية في مصر حيث لم يكن متواجدا أثناء ذلك غير على ماهر باشا رئيس مجلس الوزراء والمستر كافرى وقائد اليخوت الملكية الأميرالاى جلال علوبة وعدد من ضباط الحراسة الشخصية للملك وبعض من أفراد الخدمة الخاصة لجناحه وإنفجر الجميع بالبكاء عندما بدأ الملك يتحرك نحو يخت المحروسة وفى نفس الوقت كان الملك محافظا على أعصابه أثناء أداء مراسم التحية التي أديت له وطلب ألا يتم تصويره سينمائيا أو فوتوغرافيا في تلك اللحظات وقبل أن يخطو الملك إلى اليخت إلتفت إلى كافرى وإلى على ماهر باشا وقال إن هؤلاء الذين أرغموه على الخروج هم مجرمون وبعد أن تحرك القارب المقل للملك فاروق إلى اليخت الملكي المحروسة وصل اللواء محمد نجيب ومعه جمال سالم وبعض الضباط وأبدى اللواء نجيب ضيقه لتحرك اليخت قبل وصولهم حيث تسبب الزحام الشديد من جماهير الشعب علي كورنيش الإسكندرية في تأخره فأخذ لنشا بحريا ووصل سريعا إلى اليخت حيث وجد الملك واقفا علي أسواره وصعد نجيب المحروسة يتبعه حسين الشافعى وجمال سالم وأدى نجيب التحية لفاروق وقال له أنت تعلم يافندم أنك السبب فيما فعلناه فرد فاروق أنتم سبقتمونى بما فعلتموه وكنت أريد فعله ولاحظ الملك فاروق أن جمال سالم يحمل عصاه وهو يقف أمامه فقال له إرم عصاك فأنت في حضرة ملك وأشار إلي إبنه الطفل فإعترض جمال سالم لكن نجيب منعه من الرد على الملك فاروق وأمره أن يترك عصاه وقدم الإعتذار بنفسه للملك فاروق وألقى جمال سالم عصاه وأدى الضباط التحية العسكرية للملك المخلوع وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة لتحيته عند وداعه وإنتهى الوداع وسافر الملك في إحترام ووقار إلى إيطاليا وكان السفر الذى لم يعد منه إلي مصر إلا جثة هامدة بعد وفاته في شهر مارس عام 1965م لكي يدفن في ترابها .


وفي يوم 26 أكتوبر عام 1954م كان ميدان المنشية بالإسكندرية شاهدا علي حادثة إطلاق النار على رئيس مجلس الوزراء آنذاك جمال عبد الناصر أثناء إلقاء خطابه بهذا الميدان الشهير بهدف إغتياله وقد تم إتهام الإخوان المسلمين بارتكاب هذه الحادثة وتمت محاكمة عدد منهم وحكم علي بعضهم بالإعدام كان منهم المتهم الآول محمود عبد اللطيف وعلي البعض الآخر بالسجن وقد إعترف مؤخراً المتهم الثالث في القضية خليفة عطوة بأنهم فعلا حاولوا قتل الرئيس جمال عبد الناصر وكان هذا المتهم قد حكم عليه بالإعدام ثم تم تخفيف الحكم إلي السجن المؤبد وبعد حوالي عامين وفي يوم 26 يوليو عام 1956م في إطار الإحتفال بالذكرى الرابعة لثورة يوليو 1952م كان ميدان المنشية شاهدا علي أحد الأحداث الهامة والمحورية في تاريخ مصر حينما أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرار تأميم قناة السويس ردا علي قرار البنك الدولي بإيعاز من بريطانيا والولايات المتحدة الأميريكية بسحب تمويل بناء السد العالي وكان لهذا القرار بالطبع صدى عالمي كبير وجن جنون بريطانيا وفرنسا فقامت بريطانيا من جانبها بتجميد الحسابات والأرصدة المصرية لديها وفرضت حظرا على تصدير السلاح إلى مصر وحاولت إعاقة الملاحة في القناة بشتي الطرق وحرضت المرشدين العاملين بشركة القناة علي الإنسحاب من عملهم وعلاوة علي ذلك فقد عقدت بريطانيا النية على تدبير رد عسكري علي مصر وإنتهزت فرنسا الفرصة وقررت ضرب مصر ردا على مساعدة عبد الناصر لثورة الجزائر وشاركت معهما إسرائيل ردا على منع مرور سفنها بقناة السويس فكانت بذلك خطة ثلاثية للإعتداء على مصر حيكت خيوطها في ضاحية سيفرز بباريس والتي على إثرها بدأ هجوم إسرائيلي مفاجئ يوم 29 أكتوبر عام 1956م علي سيناء تلاه في اليوم التالي 30 أكتوبر عام 1956م تقديم كل من بريطانيا وفرنسا إنذار لمصر يطالب بوقف القتال بين الطرفين ويطلب من مصر وإسرائيل الإنسحاب عشر كيلو مترات عن قناة السويس وقبول إحتلال بورسعيد والإسماعيلية والسويس من أجل حماية الملاحة في القناة وهو ما أعلنت مصر رفضه فورا وفي يوم 31 أكتوبر عام 1956م هاجمت الدولتان مصر وبدأت غاراتهما الجوية على القاهرة والقناة والإسكندرية وأصبحت مصر تحارب في جبهتي سيناء والقناة فأصدر جمال عبد الناصر الأوامر بسحب جميع القوات المصرية من صحراء سيناء إلى غرب قناة السويس وفي يوم 5 نوفمبر عام 1956م بدأت عملية غزو مصر من جانب القوات البريطانية والفرنسية من بورسعيد التي تم ضربها بالطائرات والقوات البحرية تمهيدا لعمليات الإنزال الجوي بالمظلات والبرى من السفن وقاومت بورسعيد الإحتلال بضراوة وكفاح وإستبسال هز ضمير العالم وحركه ضد القوات البريطانية والفرنسية ودارت معارك عنيفة بين قوات الإحتلال وقوات المقاومة الشعبية بمدينة بورسعيد ظهرت خلالها أمثلة مشرفة للعديد من أبطال المقاومة مثل الأبطال السيد عسران ومحمد مهران وساندت الدول العربية مصر أمام العدوان وقامت بنسف أنابيب البترول ومنعوا وصوله إلى بريطانيا وفرنسا وإتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بإيقاف القتال كما وجه الإتحاد السوفيتي إنذارا إلى بريطانيا وفرنسا وأعلن عن تصميمه لمحو العدوان بالقوة إذا لم تتراجع الدولتان عن موقفهما كما إستهجن رد الفعل الأميريكي العدوان على مصر فأدى هذا الضغط الدولي مجتمعا إلى وقف التغلغل الإنجليزي الفرنسي وقبولهما وقف إطلاق النار بداية من يوم 7 نوفمبر عام 1956م وخضعت الدولتان للأمر الواقع وفي يوم 19 ديسمبر عام 1956م أنزل العلم البريطاني من فوق مبنى هيئة قناة السويس ببورسعيد وتلا ذلك إنسحاب القوات الفرنسية والإنجليزية منها في يوم 22 ديسمبر عام 1956م وفي يوم 23 ديسمبر عام 1956م تسلمت السلطات المصرية مدينة بورسعيد وإستردت قناة السويس وهو التاريخ الذي إتخذته المدينة عيدا قوميا لها أو عيدا للنصر .


وكان من أوائل المعالم الهامة التي تم تأسيسها في مدينة الإسكندرية بعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952م متحف الفنون الجميلة والذى تم تأسيسه عام 1954م بمنطقة محرم بك وهو يعد أحد الصروح الثقافية والفنية الهامة لما يمثله من قيمة فنية وثقافية تعد مرآة حقيقية تعكس أسباب إعتلاء مصر لمكانتها العالمية المرموقة وهو يعتبر أول متحف تم بناؤه خصيصا ليكون متحفا للفنون الجميلة في مصر والشرق الأوسط ويضم المتحف مجموعة كبيرة من أعمال الفنانين المصريين الرواد بالإضافة إلي بعض أعمال المدرسة الرومانسية الباروك والروكوكو وبعض لوحات المستشرقين ويضم المتحف أيضا بعض أعمال الحفر والطباعة بالإضافة إلي بعضٍ من أعمال المثال المصرى الشهير محمود مختار صاحب تمثال نهضة مصر وأيضا أعمال بعض المثالين المصريين والأوربيين ويساهم المتحف في الإرتقاء بالذوق الفني في المجتمع السكندري والمصري بوجه عام وذلك من خلال إقامة أنشطة فنية متنوعة تشمل ورش فنية وتربية متحفية للأطفال كما يتم به تنظيم العديد من المعارض الفنية لكبار الفنانين المصريين وأيضا معارض فنية لشباب الفنانين وعقد ورش عمل بالإضافة إلي أنشطة التبادل الثقافي الدولي وقد بدأت قصة هذا المتحف في مطلع القرن العشرين الماضي وتحديدا في عام 1904م عندما قبِلت بلدية مدينة الإسكندرية مجموعة من اللوحات الفنية المتميزة أهداها إليها أحد محبي الفنون الجميلة بالمدينة وهو الألماني إدوارد فريد هايم وهي مكونة من عدد 210 عمل فني لأكبر الفنانين الأجانب وقد إشترط فريد هايم علىٰ بلدية الإسكندرية أن تؤسس مكانا مناسبا ومعدا إعدادا جيدا لعرض الأعمال وإلا قام بنقلها لموطنه الأصلي ألمانيا للعرض في متحف دوسلدورف التي تقع غرب ألمانيا قرب الحدود الألمانية الهولندية والحدود الألمانية البلجيكية وفي عام 1936م أهدى مليونير سكندري آخر وهو البارون فليكس دى منشا ڤيلا بحي محرم بك كي تكون مكتبة ومتحفا للأعمال الفنية وكان هذا البارون تاجرا ماهرا ثريا وكان متزوجا من السيدة روزيتا كلرديا الاربيارى وقد توفى عام 1943م بينما توفيت زوجته بعده بست سنوات عام 1949م وكانا لهما من الأولاد جورج دى منشا وجان دى منشا وهم جميعا من أصل بريطاني وقامت البلدية برصد إعتمادات كبيرة لتحويل الڤيلا إلي متحف كبير يليق بفنون الإسكندرية ودارا للكتب أيضا كما تم البدء في تنظيم مجموعات الأعمال الفنية المهداة إلي بلدية الإسكندرية لعرضها بهذا المتحف بعد تجهيزه إلا أن قيام الحرب العالمية الثانية في شهر سبتمبر عام 1939م حال دون تحقيق ذلك حيث أصيب المبني الذى تبرع به البارون دى منشا إصابات مباشرة تسببت في هدمه عام 1940م بسبب غارات الطيران الإيطالي علي غرب البلاد والتي وصلت إلي حدود محافظتي الإسكندرية والبحيرة فإضطرت البلدية إلي تخزين الأعمال لحين إعداد مكان مناسب يليق بها وبعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وفي عام 1949م وفي عهد الملك فاروق تم تكليف المهندس المعمارى المصرى فؤاد عبد المجيد من قِبل مدير عام بلدية الإسكندرية آنذاك حسين بك صبحي ببناء متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية وقد تم تصميم وبناء هذا المتحف علي أحدث طراز وهو يتكون من طابقين ويضم العديد من صالات العرض ومكتبة فنية متخصصة في كتب الفنون الجميلة ومركزا ثقافيا خصص لإقامة الحفلات الموسيقية وعرض الندوات الثقافية والعروض السينمائية وفي يوم 26 يوليو عام 1954م قام مجلس قيادة الثورة بإفتتاح المتحف بالتزامن مع الإحتفال بالذكرى الثانية لثورة 23 يوليو عام 1952م وفي يوم 26 يوليو عام 1955م قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإفتتاح الدورة الأولي لبينالي الإسكندرية لدول حوض البحر الأبيض المتوسط والذى أصبح يتم تنظيمه سنويا بعد ذلك وهو البينالي الأقدم علىٰ مستوى العالم بعد بينالي ڤينيسيا بإيطاليا والذي إحتضنه المتحف منذ ذلك الحين و حتى الآن وقد تم إغلاق المتحف بعد ذلك في حقبة الثمانينيات من القرن العشرين الماضي وفى عام 1998م تم نقل تبعية هذا المتحف من محافظة الإسكندرية إلى قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة وفى شهر يناير عام 2013م تم إعادة إفتتاح المتحف مرة أخرى بعد تطويره بتكلفة إجمالية حوالي 50 مليون جنيه وقد تم إضافة مبنى للورش والإستضافات الفنية للمتحف بالحديقة الخلفية له وأيضا متحفا للخط العربي يشمل نماذج عديدة من روائع الخط العربي بأنواعه وأشكاله المتعددة الكوفي والنسخ والرقعة وغيرها ويعد الأول من نوعه في مصر والعالم العربي كما تم تخصيص قاعة من قاعات المتحف لتكون قاعة للعروض المتغيرة وأطلق عليها إسم الفنان السكندري المعروف حامد عويس .


وفي عام 1964م في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تم بناء فندق فخم من فئة الفنادق الخمس نجوم سمي فندق فلسطين داخل حدائق قصر المنتزة وقد بني هذا الفندق في الأساس من أجل إستقبال وإستضافة الملوك والرؤساء العرب خلال فترة إنعقاد ثاني مؤتمرات القمة العربية في مصر في العام المذكور بمدينة الإسكندرية في الفترة من يوم 5 إلي 11 سبتمبر عام 1964م وكان أول مؤتمرات القمة العربية قد تم إنعقاده بالقاهرة يوم 13 يناير من نفس العام 1964م حيث كانت فنادق الإسكندرية الأخرى مثل سان ستيفانو وسيسيل غير مجهزة لإستقبال هذا الحدث الكبير وقد تم بناء الفندق في موقع فريد علي ساحل البحر الأبيض المتوسط وعلي شاطئ خاص وهادئ ورائع ومحاط برمال ذهبية ناعمة في مواجهة قصر المنتزة الملكي مباشرة وعلي مساحة قدرها 10500 مترا مربعا تشغل المباني منها مساحة 5000 مترا مربعا وساحة إنتظار سيارات مساحتها 2500 مترا مربعا وباقي المساحة تشغلها مرافق الفندق الأخرى وتبلغ طاقة هذا الفندق عدد 218 غرفة وجناح كل منها مزود بكافة التسهيلات وسبل الراحة والخدمات مثل التكييف المركزى والتليفون الداخلي والدولي والمحطات التليفزيونية الفضائية والثلاجة الميني بار وشبكة الواى فاى ولكل منها حمام خاص ويشمل الفندق أيضا حمام سباحة وتراس كبير مطل علي البحر المتوسط في بانوراما رائعة لا توجد في أى مكان آخر في الإسكندرية أو في أى مصيف آخر في حوض البحر المتوسط مطل عليه كما يشمل الفندق عدة مطاعم متنوعة تخدمها عدة مطابخ متنوعة أيضا وعدد من المحلات التجارية ومركز خدمة لرجال الأعمال وصالة بلياردو ونادى صحي وعدة قاعات للحفلات والأفراح والمعارض والمؤتمرات ومغسلة مركزية وتدير الفندق حاليا شركة هلنان إنترناشونال هوتيلز الدانماركية المعروفة علي مستوى العالم والمتخصصة في إدارة الفنادق فئة الخمس نجوم في العديد من دول العالم الأوروبية والأفريقية والآسيوية وبعد حوالي سنتين وفي عام 1966م تم إفتتاح متحف الأحياء المائية المحنطة بمنطقة الأنفوشي بجوار قلعة قايتباي والتي تضم في محيطها العديد من الإكتشافات الأثرية المتنوعة بين فرعونية وإغريقية ورومانية وإسلامية ولذا فقد عد الأثريون منطقة قلعة قايتباي كنزا فريدا إذ وجدوا بهذه المنطقة العديد من التماثيل الغارقة وأجزاء من مسلات فرعونية يرجع تاريخ بعضها إلى أكثر من 3300 عام وما زال البحث جاريا عن أجزاء من فنار الإسكندرية القديم المنهار الذي وجد الأثريون بالفعل العديد من الأحجار الضخمة الغارقة التي يصل وزن بعضها إلى 75 طنا والتي يرجح أنها من أجزاء الفنار الذى إنهار خلال الزلزال الذي حطمها في العهد المملوكي عام 1323م وقد بدأ التفكير في إنشاء متحف ومعرض الأحياء المائية المحنطة التابع للمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد المائية بالإسكندرية عام 1930م وإفتتح رسميا عام 1966م في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقد تم إنشاؤه بهدف نشر الوعي العلمي البحري ودراسة عالم الأحياء المائية التي تعيش في نهر النيل وفي البحيرات والبحار المصرية من نباتات وأصداف وإسفنج وقواقع وأسماك وإقتراح التوصيات اللازمة للحفاظ علي الثروة السمكية في مصر وتنميتها هذا وأيضا تعريف المواطنين بأنواع الكائنات البحرية الموجودة في البحار بمصر وإدخال البهجة عليهم من خلال العرض الشيق في أقفاص زجاجية ومزودة ببيئة بحرية محاكية للبيئة الأصلية للكائنات البحرية وجدير بالذكر أن للمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد المائية التابع له متحف الأحياء المائية فرعان غير فرع الإسكندرية فرع بجنوب سيناء وفرع بالقناطر بخلاف الفرع الرئيسي في مدينة الغردقة هذا ويعد هذا المعهد من أقدم المعاهد المتخصصة في مجال علوم البحار في الشرق الأوسط .


وفي عام 1986م تم إفتتاح الميناء الثاني من موانئ الإسكندرية وهو ميناء الدخيلة والذى يلي ميناء الإسكندرية في الحجم ويقع غرب مدينة الإسكندرية وموقع الميناء حاليا هو الموقع الذى كانت تشغله
 
 
الصور :
متحف الفنون الجميلة متحف الفنون الجميلة فندق فلسطين متحف الأحياء المائية المحنطة ميناء الدخيلة متحف الفنان اليوناني قسطنطين كفافيس متحف الفنان اليوناني قسطنطين كفافيس