الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

باب أصطبل الأمير شمس الدين سنقر الطويل

باب أصطبل الأمير شمس الدين سنقر الطويل
عدد : 08-2019
بقلم الكاتب/ أبوالعلا خليل

الأصطبل فى المصطلح المملوكى هو مجموعة من المبانى يقيمها كبار أمراء دولتى المماليك لأجل سكنى الأمير هو واسرته ومماليكه وأصطبلات لخيوله ومخازن لمؤنتها وحفظ سروجها .

كان الأمير شمس الدين سنقر بن عبدالله المنصورى الأعسر المعروف بسنقر الطويل أول من أستهل عام 689هـ / 1291م فى أعمار سكن له بميدان الرميلة تحت القلعة .

يذكر ابن حبيب فى تذكرة النبيه فى أيام المنصور وبنيه ( ولما فرغ من بناء أصطبله عام 690هـ / 1292م قام الشعراء يمدحونه ويمحون عمارته :
لقد جاد شمس الدين بالمال والقرى ... فليس له فى حلبة الفضل لاحق
وعجل فى هذا البناء بسبقه ... وكل جواد فى الميادين سابق ) .

وقد حفظ لنا الزمان من عمارته لأصطبله بابا كان مركبا بالباب العمومى الشرقى وهو باب ذو مصراعين من الخشب المصفح بالنحاس .

يذكر د. زكى محمد حسن فى فنون الإسلام ( وعلى الباب زخارف نحاسية مخرمة ومرتبة فى تماثل وتقابل ، وتبدو زخارفه النحاسية المخرمة كأنها رسوم نباتية كثيرة التعاريج واذا دققنا النظر فيها رأيناها تؤلف صور حيوانات وطيور مختلفة ) .

ويحيط بالباب من أعلى ومن أسفل شريطان من الكتابة بخط النسخ المملوكى ، ونص الشريط العلوى ( امر بأنشاء هذا الباب المبارك السعيد الجناب العالى شمس الدين سنقر الطويل المنصورى ) أما الشريط السفلى ( لازال السعد له خادما والعز قايما وكان الفراغ فى شهر ربيع الأول سنة تسعين وستماية ) .

والى جوار أصطبل الأمير شمس الدين سنقر الطويل بميدان الرميلة تحت القلعة شيد الأمير علم الدين سنجر الجمقدار اصطبلا له هو الآخر وكان ذلك إيذانا لكبار أمراء العهد المملوكى بتشييد قصورا لهم واصطبلات أسفل مقر الحكم بقلعة الجبل . الا أن هذين الأصطبلين لم يفلتا من يد الأمير القوى سيف الدين قوصون الساقى زوج ابنة السلطان الناصر محمد بن قلاوون الذى اشتهت نفسه أن يضم الأصطبلين معا فيما عرف بعدها باصطبل قوصون .يذكر المقريزى فى الخطط ( اصطبل قوصون هذا الأصطبل بجوار مدرسة السلطان حسن وله بابان باب من الشارع بجوار حدرة البقر وبابه الآخر تجاه باب السلسلة الذى يتوصل منه الى الأصطبل السلطانى وقلعة الجبل ، أنشأه الأمير علم الدين سنجر الجمقدار فأخذه منه الأمير سيف الدين قوصون وصرف له ثمنه من بيت المال فزاد فيه قوصون اصطبل الأمير سنقر الطويل ) .

وفى النجوم الزاهرة يذكر أبن تغرى بردى ( ورسم السلطان الناصر محمد بن قلاوون للأمير قوصون أن يشترى الأملاك المجاورة التى حول اصطبله بميدان الرميلة تحت القلعة ويضيفها اليه ) .

كان أصطبل الأمير قوصون نذير شؤم وعتب سوء وعن ذلك يذكر المقريزى فى الخطط ( وقد أشتهر انه من الدور المشؤمة وقد أدركت فى عمرى غير واحد من الأمراء سكنه وآل أمره الى مالاخير فيه ، وأقام عدة أعوام خرابا لايسكنه أحد ثم أصلح وهو الآن من أجل دور القاهرة ) .

ويستكمل حسن قاسم فى المزارات الإسلامية مسيرة باب الأمير شمس الدين سنقرالطويل ( ثم نقل باب الأمير شمس الدين سنقرالطويل المنصورى الذى كان مركبا بالباب العمومى الشرقى بأصطبل قوصون الى مسجد تتر الحجازية بدرب قراصيا ثم نقل الى متحف الفن الإسلامى لحفظه ) .

أمتدت يد الأميرة تتر الحجازية أبنة السلطان الناصر محمد بن قلاوون وزوجة الأمير ملكتمر الحجازى الى عمائر مملوك أبيها الأمير سيف الدين قوصون الساقى بعد وفاته عام 742هـ / 1341م ومنها قصره بخط رحبة باب العيد فعمرته عمارة ملكية وانشأت بجواره مدرستها بعطفة القفاصين من شارع الجمالية المعروفة بمدرسة تتر الحجازية عام 761هـ / 1360م .

ومن قصر قوصون برحبة باب العيد الى أصطبل قوصون بميدان الرميلة تحت القلعة أمتدت يد تتر الحجازية الى بابه العمومى الشرقى الجميل فجعلته بابا لمدرستها بالجمالية " اثر رقم 36 " .

لم تسلم مدرسة الأمير تتر الحجازية من عوادى الزمان إذ جعلها الأمير جمال الدين يوسف البجاسى أستادار السلطان الناصر فرج بن برقوق حبسا لمن اراد معاقبته او مصادرة ماله فزالت أبهة المدرسة وعم بها الخراب الى أن قامت لجنة الآثار العربية عام 1318هـ / 1900م بأعمار شامل لمدرسة تتر الحجازية ابتدرتها بباب المدرسة الذى يحمل أسم الأمير شمس الدي سنقر الطويل المنصورى بشريطه الكتابى الأعلى واستغلت اللجنة الجزء المفقود من الشريط الكتابى السفلى وسجلت تاريخ تجديدها للباب فجاء نص الشريط الثانى وتمامه بوضعه الحالى كالتالى : ( لازال السعد له خادما " لجنة الآثار العربية عام ثمانية وعشر وثلثماية وألف " ..ين وستماية ) .

وكان الشريط فى الأصل يحمل النص التالى ( لازال السعد له خادما والعز قايما وكان الفراغ فى شهر ربيع الأول سنة تسعين وستماية ) .

وفى عام 1350هـ / 1931م اذن لباب شمس الدين سنقر الطويل المنصورى مغادرة مدرسة الأميرة تتر الحجازية والأنتقال الى محطته الأخيرة بدار الآثار العربية حفظا له من الضياع وانتقل معه منبر المدرسة الأصلى المصنوع من الخشب المنجور والمطعم بالسن والصدف فى أشارة الى كل لبيب أن " المنبر والباب " المتجاوران بقاعة واحدة مرتبطان معا ومن مكان واحد !!!