الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

إيوان ريحان

إيوان ريحان
عدد : 07-2019
بقلم الكاتب/ ابوالعلا خليل


إيوان ريحان أو مقصورة نوروز أو زاوية أبوسبحة أو حوش سنا وثنا كلها مسميات أرتبطت بالآثر رقم 297 بقرافة سيدى جلال جهة السيدة عائشة . والمكان محاط بالبهاء والجلال ومبجل بين العوام وعن ذلك يذكر السخاوى فى تحفة الأحباب وبغية الطلاب ( ...ثم تأتى الى حوش صغير بغير سقف عليه ، وله بابان وهو معروف بسنا وثنا وهما شريفتان من أولاد جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم ، قيل أن كل واحدة منهن كانت تقرأ فى كل ليلة ختمة فلما ماتت إحداهما صارت الباقية تقرأ عن أختها وتهديها فى صحيفتها وتدعوا لها الى أن ماتت ) .

ويستكمل شمس الدين بن الزيات فى الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة ( ومن الناس من يأتى الى قبريهما ويتمرغ بخده ويقصد بذلك الشفاء ، وهذا فعل مكروه التمرغ بين القبور والتبرك بتراب القبور والأدب فى الزيارة ان الإنسان اذا أتى الى مقبرة أشراف يقرأ " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ") . وقد ارتبط مقام الشقيقتان الشريفتان سنا وثنا بمسمى " ريحان " ولعل ريحان هذا هو خاصة الدولة ريحان متولى بيت المال على عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله ( 495هـ - 525هـ ) .

يذكر جمال الملك موسى فى السيرة المأمونية فى حوادث شهر رمضان عام 515هـ ( وفيه قتل الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالى وتقدم الخليفة الآمر الى ريحان متولى بيت المال بأخراج مايجب إخراجه برسم المأتم فمضيا ) . كان ريحان متولى بيت المال ممن ناصر المذهب الشيعى وتجلى ذلك فى إعمار مقام الشقيقتان سنا وثنا تكريما لنسلهم بالأمام جعفر الصادق المبجل بين الفاطميين .

ولم يكن ريحان بدعا فى ذلك فقد سبقه الأمير جوامرد الأفضلى المعروف بهزار الملوك غلام الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله حين شيد عام 496هـ / 1103م ضريحا للأمام جعفر الصادق عندما رآه جوامرد فى المنام وأمره ببناء ضريح له . وتقع زاوية وضريح جعفر الصادق بشارع الصنادقية المطل على شارع الأزهر . وقد عرفت التربة التى عمرها ريحان متولى بيت المال لسنا وثنا " بزاوية أبوسبحة " ولعل سبب التسمية بأبوسبحة – والجديث للدكتور محمد أبوالعمايم فى المئذنة القبلية وماحولها من الاثار – وهو اسم القبر القديم المذكور فى الكواكب السيارة للشيخ الصالح محمد السلاوى المعروف بصاحب المسبحة ومعه فى التربة قبر الشيخ رضوان الأنصارى العلى المعروف بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم . ولازالت عائلة أبوسبحة تقيم الى جوار التربة بمنزل ذو ثلاث طوابق وهم القائمين على أمر الدفن بتلك الجهة .

وفى هذا المكان المبارك اقام الأمير سودون من جانى بيك الشهير بسودون العجمى أتابك العساكر بالديار المصرية وأمير مجلس السلطان المملوكى قانصوه الغورى عام 910هـ / 1504م منشأة جنائزية كبيرة تدل صورها القديمة على أنها كانت تضم قبة ليدفن بها حين يأتى الأجل المحتوم والى جوارها سبيل لشرب الماء وبأعلاه كتاب لتعليم الأطفال . وضم سودون القبور القديمة الواقعة خلف قبته وجعلها حوش جنائزى ، ومراعاة لحرمة الشريفتان سنا وثنا ترك قبريهما محصور فى جزء طولى صغير . لم يلبث قبرى سنا وثنا على حاله طويلا الى أن قام عام 941هـ / 1535م الجناب العالى نوروز كيخية الشاويشية المظفرى على عهد الوالى العثمانى خسرو باشا بأعمار التربة واعداد مدفن له بجوار الشريفتان تبركا بهما .

وقد الجأته هذه المساحة الصغيرة التى تركها له الأمير سودون العجمى على خروج التربة بهذا الشكل الحالى وسجل عليها النقش التأسيسى التالى ( انشأ هذه المقصورة المباركة ومابها من الفساقى المعدة لدفن أموات الجناب العالى نوروز كيخية الشاويشية بالديار المصرية أعزه الله تعالى وكان الفراغ فى مستهل شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وتسعمائة وحسبنا الله ونعم الوكيل ) . يذكر د. محمد حمزة فى بحوث ودراسات فى العمارة الإسلامية ( ولم يتبق من المقصورة التى انشأها الأمير نوروز سوى أربعة مدافن كل منها عبارة عن مساحة مربعة مغطاة بقبة ضحلة مقامة على مثلثات كروية ). وقد سقطت مؤخرا فى صمت احدى عقود المقصورة وقبتها المقامة على مثلثات كروية ضحلة !