الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

والد القنبلة النووية

والد القنبلة النووية
عدد : 04-2019
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com

روبرت أوبنهايمر فيزيائي أميريكي عمل كمدرس للفيزياء النظرية بجامعة كاليفورنيا ببيركلي بالولايات المتحدة الأميريكية وهي جامعة بحثية عامة وتمثل أقدم حرم جامعي من بين الجامعات العشرة الرئيسية التابعة لجامعة كاليفورنيا حيث يعود تأسيسها إلى تاريخ 23 مارس عام 1868م كما شغل أوبنهايمر منصب المدير العلمي لمشروع مانهاتن لتصنيع السلاح النووي الأول في الحرب العالمية الثانية ولذا فهو يعرف بأنه والد القنبلة النووية ولذا فقد إشتهر بمقولته الآن أصبحت الموت مدمر العوالم وذلك بعد الإنتهاء من صنع القنبلة النووية وبعد إنتهاء الحرب تم إختياره ليكون الرئيس المشرف على اللجنة الأميريكية للطاقة النووية وأثناء شغله لهذا المنصب مارس العديد من الضغوط من أجل التحكم في إستخدامات الطاقة النووية وتجنب سباق التسليح النووي مع الإتحاد السوفيتي خلال فترة الحرب الباردة بين القوتين العظمتين وكعالم يشتهر أوبنهايمر بأنه كان مؤسس المدرسة الأميريكية للفيزياء النظرية كما أنه أثناء عمله بجامعة كاليفورنيا بيركلي عمل مديرا لمعهد الدراسات المتقدمة خلفا للعالم الفيزئائي الشهير صاحب نظرية النسبية البرت آينشتاين وهو معهد مستقل لأبحاث ما بعد الدكتوراة يقع في برينستون بولاية نيو جيرسي في الولايات المتحدة وقد تم إنشاؤه للأبحاث النظرية والتحقيق الفكري عام 1930م على يد المعلم إبراهام فليكسنر الذى يعتبر أبو التعليم الأميريكي وخاصة التعليم الطبي جنبا إلى جنب مع المعلمين لويس بامبيرجر وكارولين بامبيرجر فولد وهما أيضا ممن إهتموا بالإصلاحات التعليمية في الولايات المتحدة وقد إشتهر هذا المعهد بإستقطابه شخصيات علمية كبيرة أمثال عالم الفيزياء الشهير البرت آينشتاين وعالمي الرياضيات جون فون نيومان وكورت جودل بعد هجرتهم إلى الولايات المتحدة . وعلاوة علي ذلك فقد حقق أوبنهايمر إنجازات مهمة للفيزياء منها تقريب بورن أوبنهايمر والذى يعد الأساس للفيزيائين والكيميائين العاملين في التحليل الجزيئي حيث أنه يهمل الطاقة الحركية النووية داخل الذرة حيث أن إنجاز حسابات الطاقة ودالة الموجة داخل جزيئات أى مادة هي عملية شبه مستحيلة فسعيا لتسهيل هذه المأمورية حيث نص هذا التقريب على أنه يمكن إلى حد كبير إهمال التفاعلات داخل الذرة بين نواتها وإلكتروناتها بسبب ضخامة الفرق بين كتلتي الإلكترون والنواة وبالتالي فبالإمكان إفتراض أن النواة بالنسبة للإلكترون تكون في حالة سكون كما عمل أيضا أوبنهايمر في مجال الأشعة الكونية وهي عبارة عن جسيمات ذات طاقة عالية تأتي من الفضاء وتصطدم بالطبقات العليا لغلاف الأرض الجوي وإكتشفت لأول مرة في عام 1912م بواسطة عالم الفيزياء الأميريكي من أصل نمساوى فيكتور هس الحائز على جائزة نوبل للفيزياء مناصفةً مع الفيزيائي كارل ديفيد أندرسون وذلك في عام 1936م عن إكتشافه لهذه الأشعة وإلي جانب ذلك فقد بحث أوبنهايمر في موضوع الثقوب السوداء وهي منطقة في الفضاء ذات كثافة مهولة أي تحوي كتلة بالغة الكبر بالنسبة لحجمها تفوق غالبا مليون كتلة شمسية وتصل الجاذبية فيها إلى مقدار لا يستطيع الضوء الإفلات منها ولهذا تسمى ثقبا أسود وقد أمكن التعرف على هذه الثقوب السوداء عن طريق مراقبة بعض الإشعاعات السينية التي تنطلق من المواد عند تحطم جزيئاتها نتيجة إقترابها من مجال جاذبية الثقب الأسود وسقوطها في هاويته وإلي جانب ذلك فقد أجرى أوبنهايمر أيضا العديد من الدراسات في مجال ميكانيكا الكم وهي مجموعة من النظريات الفيزيائية ظهرت في منتصف القرن العشرين الماضي وذلك لتفسير الظواهر على مستوى الذرة والجسيمات دون الذرية .


وبعد هذه المقدمة تعالوا بنا نتعرف علي السيرة الذاتية لروبرت أوبنهايمر فقد ولد في يوم 22 أبريل عام 1904م لوالدين يهوديين أوبنهايمر الأب وكان مستوردا ثريا هاجر إلى الولايات المتحدة من المانيا عام 1888م وإيلا فريدمان الأم وكانت تعمل بالرسم وقد ولد لأوبنهايمر أخ أصغر يسمى فرانك وهو أصغر منه بحوالي 8 سنوات وقد أصبح بعد ذلك فيزيائيا وكانت عائلة أوبنهايمر جزءا من جمعية الثقافة الأخلاقية وهي ثمرة نظام إصلاح أميريكي يهودي أسسها وقادها في ذلك الوقت البروفيسور الأميريكي من أصل الماني فيلكس أدلر وقد ركزت هذه الجمعية على تحقيق العدالة الإجتماعية وتأكيد المسؤولية المدنية والإنسانية العلمانية كما أسس البروفيسور أدلر أيضا المدرسة الإجتماعية الثقافية الأخلاقية والتي إلتحق بها أوبنهايمر في شهر سبتمبر عام 1911م وكان قد بلغ سنه 7 سنوات والتي كان شعارها أفعال قبل الأقوال وبهذه المدرسة بدأ في دراسة الرياضيات والعلوم واللغة اليونانية والأدب الفرنسي ومواد أخرى وقد ظهرت براعته الأكاديمية والعلمية في وقت مبكر جدا أثناء دراسته بهذه المدرسة فقد كان أوبنهايمر وهو يبلغ من العمر 10 سنوات يدرس المعادن والفيزياء والكيمياء وكانت مراسلاته مع نادي نيويورك لعلم المعادن متقدمةً جدا لدرجة أن الجمعية دعته لإلقاء محاضرة وكانت لا تتصور أنه صبي يبلغ من العمر 12 عاما فقط وبعد أن أنهي دراسته الثانوية بهذه المدرسة في عام 1921م بدرجة متفوق إلتحق بجامعة هارفارد ولكنه تأخر سنة عن أقرانه لأنه كان يعاني من إلتهاب القولون فذهب في هذه السنة لنيو مكسيكو للنقاهة مع مدرسه السابق للغة الإنجليزية هربرت سميث كرفيق وناصحٍ له وبقي هناك في مزرعة تبعد 25 ميلا شمال شرق مدينة سانتافي برفقة معلمه ومن هناك سافر في عدة رحلات على ظهر الخيل في البرية لمدة خمس أو ست أيام ونتيجة هذه التجربة إستعاد أوبنهايمر صحته ووقع في حب الصحراء وعشق ركوب الخيل والجبال .

ولما عاد أوبنهايمر إلي الدراسة في جامعة هارفارد تخصص في الكيمياء وأكمل دراسته في الهندسة المعمارية اليونانية والفن والأدب وفي سنته الأولى بهارفارد قبل أوبنهايمر ببرنامج لدراسة الفيزياء كدراسة مستقلة وبعد تخرجه من هارفارد تشجع للذهاب إلى أوروبا ليدرس الفيزياء الحديثة التي لم تكن متاحة في هذا الوقت في الولايات المتحدة فتم قبوله كطالب دراسات عليا بجامعة كامبريدج بإنجلترا وكانت براعته في المعمل دليلا علي أنه ليس نابغا فقط في الفيزياء العملية ولكن في الفيزياء النظرية أيضا وهناك بدأ أبحاثه الذرية في مختبر كافنديش عام 1925م مع معلمه طومسون الذي حاز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1906م لإكتشافه الإلكترون لكنه أدرك أن موهبته كانت نظرية وليست تجريبية وبالتالي قَبل دعوةً من ماكس بورن مدير معهد الفيزياء النظرية في جامعة جوتينجن بوسط المانيا للدراسة معه ولحسن حظ أوبنهايمر أنه إلتقى في ذلك الوقت مع مجموعة من الفيزيائيين البارزين بما فيهم نيلز بور والذين تواجدوا في أوروبا خلال هذه الفترة المحورية في تاريخ علم الفيزياء حيث كان الفيزيائيون الأوروبيون في خضم تطوير النظرية الرائدة لميكانيكا الكم ولذلك غادر هارفارد عام 1926م للدراسة بجامعة جوتينجن للدراسة تحت أيدي العالم المشهور ماكس بورن حيث كانت جوتينجن أفضل مركز لدراسة الفيزياء النظرية في العالم وحصل أوبنهايمر على درجة الدكتوراه في عام 1927م وهو في سن 23عاما من جامعة جوتينجن وقد أشرف على رسالته العالم بورن شخصيا وفي جوتينجن نشر أوبنهايمر أكثر من ستة مقالات متعلقة بنظرية الكم المطورة حديثا أما الأكثر شهرة له فهو مقاله هو وبورن عن تقريبية بورن أوبنهايمر التي تفصل الحركة داخل النواة عن الحركة الإلكترونية خارج النواة في الحسابات الرياضية للجزيئات كما ذكرنا في مقدمة هذا المقال .

وبعد أن حصل أوبنهايمر علي درجة الدكتوراة عاد مرة أخرى إلي الولايات المتحدة وقبل منصب الأستاذية في جامعة كاليفورنيا ببيركلي وفي معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في بيركلي أيضا أصبح صديقًا لإرنست لورانس الذي يعتبر أحد كبار الفيزيائيين التجريبيين في العالم ومخترع السيكلوترون وقد سمى لورانس إبنه الثاني تيمنًا بإسم صديقه روبرت وفي عقد الثلاثينيات من القرن العشرين الماضي أصبح لأوبنهايمر نشاطً سياسي وإتفق مع البرت أينشتاين وليو زيلارد وهو أيضا عالم فيزيائي أميريكي من أصل مجرى ولد في يوم 11 فبراير عام 1898م وتوفي عن عمر يناهز 66 عاما في يوم 30 مايو عام 1964م وكان ضمن من ساهموا في إختراع المفاعل النووي وتطوير القنبلة النووية أثناء الحرب العالمية الثانية على أن النازيين الألمان يستطيعون تطوير سلاح نووي وبعد غزو بولندا من قبل المانيا النازية في بداية الحرب العالمية الثانية في أول شهر سبتمبرعام 1939م تم إختيار أوبنهايمر لإدارة مختبر لتنفيذ مشروع أطلق عليه إسم مشروع مانهاتن وهو مشروع للجيش الأميريكي يهدف إلى تسخير الطاقة الذرية للأغراض العسكرية وقد قاد الفريق العلمي لمشروع مانهاتن من خلال مختبر لوس الاموس بنيو مكسيكو بداية من عام 1942م وقد ضم هذا الفريق العلمي العديد من العلماء الذين فروا من الأنظمة الفاشية في أوروبا وكانت مهمتهم إستكشاف عملية الإنشطار الموثقة حديثًا لعنصر اليورانيوم 235 حيث كانوا يأملون في صنع قنبلةٍ نووية قبل أن يتمكن العلماء الألمان من تطويرها وهناك عكف أوبنهايمر ومساعدوه من كبار علماء الفيزياء والكيمياء على أمل تحقيق هذا الهدف وكانوا يعملون فيه تحت ستار كثيف من السرية الكاملة وفي البداية تم تخصيص مبلغ 6000 دولار فقط للمشروع من قبل حكومة الولايات المتحدة ولكن بحلول الوقت الذي بلغ فيه العمل أوجه عام 1945م نمت الميزانية لتصل إلى 2 مليار دولار وفي ذلك العام إختبرت القنبلة لأول مرة ونجحت تجربة إختبارها بنجاح منقطع النظير وكان العقل المفكر لهذا العمل هو أوبنهايمر بفضل قدرته على إستيعاب جميع التفاصيل وبسرعة شهد بها خصومه ومنافسوه فضلا عن قدراته في الإقناع والتأثير الإيجابي على زملائه ومساعديه الذين كانوا يعجبون به إعجابا شديدا ونتيجةً لهذا النجاح تم إبلاغ الرئيس الأميريكي حينذاك هارى ترومان نبأ نجاح أول إختبار للقنبلة الذرية وكان في ذلك الوقت في مدينة بوتسدام بالمانيا مع باقي قادة دول الحلفاء لتقرير مصير المانيا بعد إستسلامها في يوم 8 مايو عام 1945م منهية الحرب العالمية الثانية في قارة أوروبا .

وقد أدى هذا الأمر إلي صدور إعلان بوتسدام الذي هدد بتدمير اليابان ما لم تتوقف عن حربها مع دول الحلفاء وأن تستسلم دون شروط إلا أن رئيس الوزراء الياباني سوزوكي رفض هذا الإعلان وتجاهل المهلة التي حددها هذا الإعلان مما أدى إلي صدور أمر تنفيذي أصدره الرئيس الأميريكي هاري ترومان فقامت الولايات المتحدة بإطلاق قنبلة ذرية سميت الولد الصغير على مدينة هيروشيما يوم الإثنين الموافق 6 أغسطس عام 1945م ثم تلاها بإطلاق قنبلة الرجل البدين على مدينة ناجازاكي في التاسع من شهر أغسطس من نفس العام وكانت هذه الهجمات هي الوحيدة التي تمت بإستخدام الأسلحة الذرية في تاريخ الحرب وقتلت هاتان القنبلتان ما يصل إلى عدد 140 ألف شخص في هيروشيما وعدد 80 ألف شخص في ناجازاكي بحلول نهاية عام 1945م حيث قتل ما يقرب من نصف هذا الرقم في نفس اليوم الذي تمت فيه التفجيرات في كلتا المدينتين ومن بين هؤلاء قتل مابين 15 إلي 20% متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق والصدمات والحروق الإشعاعية وسوء التغذية والتسمم الإشعاعي كما توفي عدد 231 شخص بسبب سرطان الدم وعدد 334 شخص نتيجة الإصابة بالسرطانات الصلبة وعدد 334 شخص نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من القنابل وكانت معظم الوفيات من المدنيين في المدينتين وبعد ستة أيام من تفجير القنبلة على ناجازاكي أى في يوم الخامس عشر من شهر أغسطس عام 1945م أعلنت اليابان إستسلامها لقوات الحلفاء ووقعت وثيقة الإستسلام بعد حوالي أسبوعين في الثاني من شهر سبتمبر عام 1945م مما أنهي الحرب في جبهة المحيط الهادى رسميا ومن ثم إنتهاء الحرب العالمية الثانية بصورة نهائية حيث كانت المانيا قد وقعت وثيقة الإستسلام قبل ذلك بحوالي 4 شهور في الثامن من شهر مايو مما أنهى الحرب في جبهة قارة أوروبا حينذاك وبعد أن شهد أوبنهايمر القدرة التدميرية الهائلة للقنبلة عارض تطويرها وإستقال من منصبه في نفس العام وبعد فترة قصيرة من إنتهاء الحرب العالمية الثانية كان هناك لقاء بين العالِم النووي روبرت أوبنهايمر والرئيس الأميركي الثالث والثلاثين هاري ترومان وكان هذا اللقاء تاريخيا بمعني الكلمة فالأول هو صانع القنبلة الذرية والثاني هو صاحب قرار إستخدامها على أرض اليابان تحت شعار إنهاء الحرب العالمية الثانية ودخل أوبنهايمر على رئيس البلاد قائلا سيادة الرئيس أشعر أن يدي ملطختان بالدماء فإنتفض ترومان وقال بل الدم يلطخ يدي أنا ولذلك دعك من القلق وبعد إنتهاء اللقاء خرج أوبنهايمر وبادر ترومان إلى إستدعاء وكيل وزارة خارجيته وهو دين أتشيسون وقد أصبح فيما بعد وزيرا للخارجية وساعتها قال هارى ترومان لا أريد أن أرى أوبنهايمر هذا في مكتبي بعد الآن مفهوم وجدير بالذكر أنه عندما حل عقد الخمسينيات من القرن العشرين الماضي كان إحتكار القنبلة الذرية قد تم تحطيمه وذلك بعد أن توصل الإتحاد السوفيتى السابق في عهد رئيسه جوزيف ستالين إلى إنتاجها مما أوجد ما لايزال يوصف إلي يومنا هذا بأنه ميزان الرعب النووي الذى كان يحرص عليه طرفا الحرب الباردة من الشرق الروسي إلى الغرب الأميريكي وخاصة بعد أن توسعت عضوية هذا النادي النووي لتضم دولا من غرب قارة أوروبا مثل فرنسا وغيرها ومعها دول من قارة آسيا ما بين الهند إلى باكستان وما بين الصين إلى كوريا الشمالية .


وبعد أن قدم أوبنهايمر إستقالته من منصبه كمدير لمشروع مانهاتن تولى رئاسة اللجنة الإستشارية العامة لوكالة الطاقة الذرية التي عارضت في شهر أكتوبر عام 1949م تطوير القنبلة الهيدروجينية وقد أدت هذه المعارضة المفاجئة إلى إتهام أوبنهايمر بأن له إتصالات وإتجاهات وميول شيوعية وفي عام 1953م تم فصله من الأبحاث النووية السرية وجرد من تصريحه الأمني من قبل وكالة الطاقة الذرية والذى كان يستخدمه في دخول المختبرات العلمية الخاصة والسرية الغير مصرح فيها بالدخول إلا لحاملي مثل هذا التصريح وهو ما أشعل غضب الدوائر العلمية في الولايات المتحدة الأميريكية في ذلك الوقت ومن ثم بدأت فترة مضايقات ومتابعة أمنية له من جانب مكتب المباحث الأميريكي الفيدرالي ولم يشفع له ما كتبه مفكرون كثيرون ينتمون إلى عقائد سياسية شتى وعلى أساس أن الرجل كان يدعو إلى عدم إحتكار الولايات المتحدة أو أي طرف وحيد في العالم لأسرار الطاقة النووية وذلك بهدف أنه عندما تشيع المعلومات يصبح العالَم أكثر أمنا دون خشية من جبروت من ينفردون بتلك الأسرار ومع ذلك ففي عام 1963م أعلن الرئيس الأميريكي الخامس والثلاثين جون كيندي أن أوبنهايمر سيحصل على جائزة إنريكو فيرمي وبعد إغتيال كيندي في هذا العام قدم خليفته الرئيس الأميريكي السادس والثلاثين ليندون جونسون الجائزة له في شهر ديسمبر من ذلك العام وكانت وفاة روبرت أوبنهايمر في يوم 18 فبراير عام 1967م نتيجة إصابته بمرض سرطان الحلق عن عمر يناهز 63 عاما في برينستون بولاية نيو جيرسي وفي جنازته وقف جورج كينان وهو من أقطاب الدبلوماسية الأميريكية قائلا الحقيقة هي أن حكومة الولايات المتحدة الأميريكية لم يتح لها يوماً عنصر يعمل في خدمتها أشد إخلاصاً من أعماق قلبه بأكثر من هذا الرجل وعن حياة العالم الفذ روبرت أوبنهايمر الشخصية فقد كان قد تزوج في شهر نوفمبر عام 1940م من كاترين بيونينج هاريسون والتي كانت طالبةً في جامعة كاليفورنيا ببيركلي وبحلول شهر مايو من عام 1941م رزقا بطفلهما الأول بيتر وفي عام 1944م ولدت إبنتهما الصغرى كاترين في مدينة لوس الاموس بولاية نيو مكسيكو حيث كان يعمل أوبنهايمر في مختبرها من أجل صنع قنبلة نووية قبل أن تتمكن المانيا النازية من صناعتها وفي الختام لا يفوتنا أن نذكر أن أوبنهايمر كان إلي جانب عبقريته في العلوم الفيزيائية شغوفا كذلك بالتأملات في العالم الروحي قارئا وراويا للشعر ومسترسلا في التأمل الواسع المتعمق في عبقرية الخلق وآلاء ومظاهر الطبيعة .
 
 
الصور :
جامعة كاليفورنيا ببيركلي روبرت أوبنهايمر وآينشتاين