السبت , 20 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

"روسو" أهم رواد فلسفة التنوير

-روسو- أهم رواد فلسفة التنوير
عدد : 04-2019
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com


جان جاك روسو كاتب وأديب وفيلسوف وعالم نبات وهو يعد واحدا من أهم كتاب عصر التنوير وهي فترة من التاريخ الأوروبي إمتدت من أواخر القرن السابع عشر الميلادى إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلادى وجميع المؤرخين يتكلمون عن مدى تأثيره على شخصيات ثقافية وسياسية خلدها التاريخ مثل الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت والفيلسوف والأديب والشاعر الألماني الكبير فريدريش شيلر والفيلسوف كارل ماركس والرئيس الأميريكي الثالث توماس جيفرسون وماكسيمليان روبسبير أحد قادة الثورة الفرنسية. وقد إمتد تأثيره ليشمل أحداثا تاريخية غيرت مجرى ووجه التاريخ مثل الثورة الفرنسية حيث كان تأثيره بالغا على اليعاقبة الذين قادوا الثورة حيث ساعدت فلسفة روسو في تشكيل الأحداث السياسية التي أدت إلى قيام الثورة الفرنسية كما أثرت أعماله في التعليم والأدب والسياسة وساهمت أيضا في تطوير الإشتراكية ونمو القومية وتعتبر مقولته الشهيرة :"يولد الإنسان حرا ولكننا محاطون بالقيود في كل مكان" أفضل تعبير عن أفكاره الثورية وربما المتطرفة والتي كتبها في أهم مؤلفاته "العقد الاجتماعي"، والذى سنتكلم عنه في السطور القادمة بمشيئة الله تعالي .

ولم يقتصر تأثير كتاباته وأفكاره علي زمانه فقط ففي وقت لاحق ألهمت أعماله أجيالا متعاقبة من الإصلاحيين لإحداث تغييرات في النظم السياسية والإجتماعية لبلدانهم وعلاوة علي ذلك فقد ساهم روسو في فن الموسيقى وكتب عدة مقالات حول المواضيع الموسيقية كما كتب عدة مقالات عن أهم عمل قام به صديقه دينيس ديدرو وهو إشرافه على إصدار موسوعة الفنون والعلوم والحرف وتحرير العديد من فصولها وهو الذى يعد أيضا واحدا من قادة حركة التنوير خلال فترة منتصف القرن الثامن عشر الميلادى كما كان أيضا فيلسوفا وكاتبا وموسوعيا وكاتبا مسرحيا وكاتب مقالة وفني كما كانت إعترافات روسو في سيرته الذاتية أساسا للسيرة الذاتية الحديثة، فقبل روسو لم يكن الكثير من الشخصيات العامة على إستعداد لتسريب معلومات حول التفاصيل الحميمة لحياتهم الخاصة ورغباتهم وأعمق أسرارهم .

ولد روسو في مدينة جنيف السويسرية في يوم 28 يونيوعام 1712م وكانت أسرته من أصل بروتستانتي فرنسي وكانت المدينة آنذاك مختلفة جدا عما هي عليه في الوقت الحاضر فقد كانت مدينة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها العشرين ألفا وكانت حكومة المدينة على شكل مجلس مكون من العوائل الغنية ولكن المستوى الإقتصادي بشكل عام كان سيئا ولذلك كانت المدينة تعاني من هجرة واسعة لسكانها إلى مختلف أصقاع العالم وقد توفيت والدته بعد عدة أيام من ولادته وكان لهذا أثر بالغ عليه وقام بتربيته والده الذي شجعه على القراءة ولكن روسو لم يتلق تعليما يذكر في مدرسة وكان التدريب الوحيد الذي تلقاه هو فن صناعة الساعات وكانت هذه المهنة هي مهنة عائلته وكانت هذه الصناعة من أبرز الصناعات في مدينة جنيف حينذاك حيث إنتقلت هذه الصناعة إليها مع هجرة الفرنسيين البروتستانت من فرنسا بسبب تعرضهم للإضطهاد الديني العنيف من قبل ملك فرنسا الكاثوليكي في القرن السادس عشر الميلادى ولكن صانعي الساعات في مدينة جنيف كانوا أكثر من مجرد حرفيين من الطبقة العاملة حيث عرفوا بقراءتهم لأشهر كتاب عصرهم الذين كانوا يميلون إلى مناصرة حقوق الطبقة العاملة وكانوا يمثلون نوعا من المعارضة ضد الطبقة الغنية التي تحكم المدينة وكان جان جاك روسو فخورا بكونه من صناع الساعات في جنيف وطالما كان يقول إن صانع ساعات من جنيف يستطيع الدخول في أي وسط إجتماعي أما صانع ساعات من باريس فلم يكن قادرا على التكلم في أي موضوع سوى الساعات ومن زاوية أخرى فقد تأثر روسو بالجو السياسي السائد في المدينة وكان أبوه قد عرف بميله إلى الخصام والمشاجرة ونتيجة لإحدى المشاجرات عام 1722م إضطر إلى الفرار من جنيف فتولى عم الصبي مسؤولية تربيته وفي عام 1728م هرب روسو والذى كان قد بلغ سن السادسة عشر عاما من جنيف وبدأ حياة من الضياع ومن التجربة والفشل في أعمال كثيرة وكانت الموسيقى تستهويه دوما وظل لسنوات مترددا بين إحتراف الكتابة أو الموسيقى وإستمر في التنقل من مدينة إلى أخرى ومن مهنة إلى أخرى بدون أن يتعلم شيئا يذكر حتى بلغ الخامسة والعشرين من عمره عندما إنكب على القراءة والدراسة .

وفي هذه المرحلة من حياته إلتقى روسو بالسيدة لويز دي وارنز وكانت أرملة موسرة وتحت تأثيرها إنضم روسو إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ومع أنه كان أصغر من السيدة دي وارنز بإثني عشر أو ثلاثة عشر عاما إلا أنه إستقر معها بالقرب من مدينة شامبيري والتي تقع في شرقي فرنسا وقد وصف سعادته بعلاقتهما في سيرته الذاتية الشهيرة إعترافات التي كتبها مابين عام 1765م وعام 1770م ونشرت بعد ذلك مابين عام 1782م وعام 1788م وقد تعلق روسو بهذه الأرملة تعلقاً شديداً كأي فتى يتعلق بإمرأة في الثلاثين من عمرها وكان يلثم سرا الفراش الذي تنام عليه والكرسي الذي تجلس عليه بل الأرض ذاتها حين يخطر بباله أنها قد مشت عليها وكان شديد الغيرة من كل من ينافسونه على الإستئثار بوقتها وكانت هي تدعوه تارة بالقط الصغير وتارة بالطفل وشيئا فشيئا إرتضى أن يدعوها ماما وإستخدمته في كتابة رسائلها وإمساك حساباتها وجمع الأعشاب لها ومعاونتها في تجاربها الكيميائية ولكن العلاقة بينهما لم تدم فقد هجرها روسو أخيرا بعد حوالي 12 سنة في عام 1740م وكان قد بلغ الثامنة والعشرين من عمره وفي عام 1741م إنتقل روسو إلي العاصمة الفرنسية باريس ليجري هناك وراء الشهرة والثروة وقد سعى إلى إحتراف الموسيقى وكان أمله يكمن في وضع نظام جديد للعلامات والرموز الموسيقية كان قد إبتكره وقدم المشروع إلى أكاديمية العلوم ولكنه أثار قدرا ضئيلا من الإهتمام ومن جانب آخر ففي باريس إتصل روسو بالعديد من مشاهير كتاب وفلاسفة العصر وحصل على التشجيع المادي من مشاهير الرأسماليين ومن خلال رعايتهم خدم روسو أمينا للسفير الفرنسي في البندقية في إيطاليا الكونت دي مونتيجو خلال عام 1743م وعام 1744م وعلى الرغم من أنه ترك هذا العمل في غضون أحد عشر شهرا فقد كانت هذه الفترة ذات أهمية كبيرة لأنه كان في البندقية وتصور الأفكار التي أصبحت في وقت لاحق أساسا لأعماله ومؤلفاته ولدى عودته إلى باريس عام 1744م إلتقى روسو بشخص آخر طموح هو دينيس ديدرو الذى ذكرناه في صدر هذا المقال وخلال فترةٍ وجيزة أقام الرجلان صداقة وأصبحا صديقين وتعرفا علي العديد من المثقفين .

وكانت نقطة التحول الرئيسية في حياة روسو عام 1749م حين قرأ عن مسابقة تكفلت برعايتها أكاديمية ديجون والتي توجد في المدينة التي تحمل هذه الأكاديمية إسمها وهي تقع في شرق فرنسا والتي عرضت جائزة مالية لأحسن مقال عن موضوع هل إحياء النشاط في العلوم والفنون سيؤدي إلى الإسهام في تطهير السلوك الأخلاقي وما أن قرأ روسو عن هذه المسابقة حتى أدرك المجرى الذي ستتجه إليه حياته وهو معارضة النظام الإجتماعي القائم الذي كان يشعر بالإستياء منه كثيرا ما بين طبقة غنية تهتم بالبذخ والمظاهر والتفاخر وطبقة كبيرة من الفقراء المعدمين وقرر أن يمضي فيما بقي من حياته في بيان الإتجاهات الجديدة للتنمية الإجتماعية وقام روسو بتقديم مقاله إلى الأكاديمية تحت عنوان بحث علمي في العلوم والفنون عام 1750م حمل فيه على العلوم والفنون لإفسادها الإنسانية ففاز بالجائزة كما نال الشهرة التي ظل ينشدها منذ أمد بعيد ولكنه كان يفضل الإنعزال والتفكير وفي شهر يونيو عام 1754م عاد روسو إلى جنيف وأصبح مرةً أخرى ضمن البروتستانتية وفي العام نفسه أيضا أكمل عمله الرئيسي الثاني كتاب عن الأصل وأساس عدم المساواة بين الرجال وفي عام 1755م نشر روسو في إطار مسابقة أخرى تحت رعاية نفس الأكاديمية مقالته المعروفة بالخطاب الثاني تحت عنوان خطاب حول مصدر وأسس اللاعدالة بين الناس والذي أتم به شهرته وأحدث على غرار الخطاب الأول جدلا واسعا وإنصب عليه عداء الحاكم وطبقة الأثرياء وبدعوة من السيدة لويز دي إبيني غادر روسو باريس وإستقر بمدينة مونمورانسي التي تقع على بعد ثلاثة عشر كيلومتر شمال باريس خلال الفترة من عام 1756م وحتي عام 1762م وبإقامته في هذه المدينة خلال الفترة المذكورة أضفى عليها طابعاً خالدا من الرومانسية والشاعرية فبالإضافة إلى المتحف الخاص به ومركز الدراسات الروسوية نسبة إليه والمتواجدان بالبيت الذى كان يقيم فيه في شارع سان لوي فقد إشتهرت المدينة أيضا على مدى السنين بمقاهيها وصالوناتها الأدبية وفي شهر أبريل عام 1762م نشر روسو عمله البارز العقد الاجتماعي أو مبادئ الحق السياسي وفي شهر مايو التالي نشر إميل وقد أغضب إميل كلًا من الكاثوليك والبروتستانت لأنه رفض الخطيئة الأصلية والوحي الإلهي وأصدر البرلمان الفرنسي مذكرة توقيف ضده مما دفعه إلى الفرار إلى سويسرا ولكن هناك أيضا تلقى فقط القليل من التعاطف حيث أدانت السلطات السويسرية كلًا من العقد الاجتماعي وإميل وحظرتهما في جنيف وعندما قيل له إنه لا يستطيع العيش في برن بسويسرا أيضا طلب الحماية من فريدريش العظيم ملك بروسيا وبموافقته إنتقل ليعيش في مدينة تسمي موتييه .

وفي شهر ديسمبر عام 1764م تم تكليف روسو بوضع دستور كورسيكا ولكن في وقت قريب جدا إستاء الوزراء المحليون من كتاباته وتعهدوا بإخراجه من هناك وبسبب تحريضهم بدأ الناس يرمون الحجارة عليه كلما خرج من منزله وفي نهاية المطاف إضطر إلى مغادرة موتييه عندما تعرض منزله للرجم بالحجارة في ليلة 6 سبتمبر عام 1765م وفي الصباح كان يشبه تقريبا المحجر من كثرة الحجارة التي ألقيت عليه وعند مغادرته موتييه ذهب جان جاك روسو لأول مرة للعيش في إقليم إيل دوسانت بيير حيث تم ضمان الحماية له لكن إقامته هناك كانت قصيرة بعد أن أُمر بمغادرة الإقليم ومن ثم إنتقل إلى مدينة ستراسبورج التي تقع علي الحدود الفرنسية الألمانية في يوم 29 أكتوبر عام 1765م وفي نفس العام بدأ كتابة سيرته الذاتية والتي نشرت بعد وفاته على أنها إعترافاته وكانت وجهته التالية في عام 1766م إنجلترا حيث ساعده الفيلسوف البريطاني ديفيد هيوم علي تسوية أمره في إنجلترا وتمكن من الحصول علي معاش سنوي ثابت له من الملك جورج الثالث ولكن لم يقبل جان جاك روسو المعاش وعاد إلي فرنسا في شهر مايو عام 1767م وعلى الرغم من أن أمر القبض عليه كان لا يزال قائما هذه المرة فقد رحب به العديد من الأشخاص المعروفين حيث دخلها تحت حماية الأمير دي كونتي واخذ يتجول من مكان إلى مكان إلي أن إستقر في نهاية المطاف في حي غير عصري في باريس في شهر يونيو عام 1769م وفي هذا الوقت تقريبا أُصيب روسو بجنون العظمة معتقدا أن الناس يريدون قتله ولذلك كان لا يستقر في مكان واحد وقضى روسو أيامه الأخيرة في كوخ ماركيز جيراردين في قصره في منطقة إرمينونفيل بفرنسا حيث ذهب إلى هناك في يوم 20 مايو عام 1778م وقضى وقته في جمع العينات النباتية وتعليم علم النبات إلى ابن مضيفه والموسيقى لإبنته وكان يخطط لإستكمال عدد قليل من أعماله غير المكتملة وفي مساء يوم 1 يوليو عام 1778م عزف روسو على البيانو وبعد ذلك في صباح يوم 2 يوليو تعرض لسكتة دماغية وتوفي نتيجة نزيف في المخ في نفس اليوم وفي يوم 4 يوليو عام 1778م دفن في ديس بيوبليرس ولاحقا في يوم 11 أكتوبر عام 1794م تم نقل رفاته إلى مقبرة العظماء والمعروفة بإسم البانتيون في باريس .

وبعد أن إستعرضنا لمحات من مسيرة حياة جان جاك روسو تعالوا بنا نلقي نظرة علي أفكاره وعلي تأثيره في مجال الأدب حيث قام روسو بإنتقاد المجتمع في رسائل عديدة ففي رسالته تحت عنوان بحث في منشأ وأسس عدم المساواة والتي نشرها في عام 1755م هاجم المجتمع والملكية الخاصة بإعتبارهما من أسباب الظلم وعدم المساواة كما كان كتابه هلويز الجديد والذى نشره في عام 1761م مزيج من الرواية الرومانسية والعمل الذي ينتقد بشدة زيف المبادئ الأخلاقية التي رآها روسو في مجتمعه وفي كتابه العقد الإجتماعي والذى قام بنشره عام 1762م والذى كان علامة بارزة في تاريخ العلوم السياسية قام روسو بطرح آرائه فيما يتعلق بالحكم وحقوق المواطنين وفي روايته الطويلة إميل والتي نشرها عام 1762م أعلن روسو أن الأطفال ينبغي تعليمهم بأناة وتفاهم وأوصى روسو بأن يتجاوب المعلم مع إهتمامات الطفل وحذر من العقاب الصارم ومن الدروس المملة إلا أنه أيضا أحس بوجوب الإمساك بزمام الأمور لأفكار الأطفال وسلوكهم وكان روسو يعتقد أن الناس ليسوا مخلوقات إجتماعية بطبيعتهم معلنا أن من يعيشون منهم على الفطرة معزولين عن المجتمع يكونون رقيقي القلب خالين من أية بواعث أو قوى تدفعهم إلى إيذاء بعضهم بعضا ولكنهم ما إن يعيشوا معا في مجتمع واحد حتى يصيروا أشرارا فالمجتمع يفسد الأفراد من خلال إبراز ما لديهم من ميل إلى العدوان والأنانية ولم يكن روسو ينصح الناس بالعودة إلى حالة من الفطرة بل كان يعتقد أن الناس بوسعهم أن يكونوا أقرب ما يكونون إلى مزايا هذه الحالة إذا عاشوا في مجتمع زراعي بسيط حيث يمكن أن تكون الرغبات محدودة والدوافع الجنسية والأنانية محكومة والطاقات كلها موجهة نحو الإنهماك في الحياة الجماعية وفي كتاباته السياسية وقام روسو برسم الخطوط العريضة للنظم التي كان يعتقد أنها لازمة لإقامة ديمقراطية يشارك فيها كافة المواطنين وكان يعتقد روسو أن القوانين يتعين عليها أن تعبر عن الإرادة العامة للشعب وأي نوع من الحكم يمكن أن يكتسب الصفة الشرعية مادام النظام الاجتماعي القائم تتفق عليه الجماعة وإستنادا إلى ما يراه روسو فإن أشكال كافة الحكم تتجه في آخر الأمر إلى التدهور والضعف ومن ثم الذبول ولا يمكن كبح جماح هذا الضعف والتدهور إلا من خلال الإمساك بزمام المعايير الأخلاقية ومن خلال إسقاط جماعات المصالح الخاصة وقد تأثر ماكسميليان روبسبيير وغيره من زعماء الثورة الفرنسية بأفكار روسو بشأن الدولة كما أن هذه الأفكار كانت مبعث إلهام لكثير من الإشتراكيين وبعض الشيوعيين وكان جان جاك روسو طرفا في الصراع بين القدماء والمعاصرين وهو جدال أدبي وفني إحتدم في فرنسا وتصاعدت حدته مع بداية العقد التاسع من القرن السابع عشر الميلادى وإستمر خلال القرن الثامن عشر الميلادى وأزعج أكاديمية اللغة الفرنسية وفي خطابه خطاب إلى السيد دو اليمبرت نجد موقف جان جاك روسو في هذا الشأن ومن جانب آخر فقد مهد روسو لقيام الرومانسية وهي حركة سيطرت على الفنون في الفترة من أواخر القرن الثامن عشر الميلادى إلى منتصف القرن التاسع عشر الميلادى فلقد ضرب روسو سواء في كتاباته أو في حياته الشخصية المثل على روح الرومانسية من خلال تغليبه المشاعر والعواطف على العقل والتفكير والنزوة والعفوية على الإنضباط الذاتي وأدخل روسو في الرواية الفرنسية الحب الحقيقي المضطرم بالوجدان كما سعى إلى إستخدام الصور الوصفية للطبيعة على نطاق واسع وإبتكر أسلوبا نثريا غنائيا بليغًا وكان من شأن إعترافاته أن قدمت نمطًا من السير الذاتية التي تحوي أسرارا شخصية وهو الأمر الذى لم يكن مألوفا من قبل وكان من أقوال روسو الشهيرة الحرية صفة أساسية للإنسان وحق غير قابل للتنازل عنه فإذا تخلى الإنسان عن حريته فقد تخلى عن إنسانيته وعن حقوقه كإنسان وقال أيضا عن الحرية إنها تعني تمتع الفرد بجميع حقوقه السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية في إطار قانوني كما كان من أقواله أيضا إن الإنسان ولد طيبا بطبعه ولكن المجتمع هو الذي يفسده .
 
 
الصور :