الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

العقل والمعجزة

العقل والمعجزة
عدد : 03-2019
بقلم/ رانيا عكاشة


المعجزة هي شئ خارق للقدرات .. لذلك هي من صنع الله جل وعلا..أما العقل البشري فهو معجزة من معجزات الله في خلقه لأنه يفكر ويبدع ويخترع .. بالنسبة للبشر أو للعقل البشري هي إنجاز شئ فوق قدرات العقل البشري أما الإعجاز فهو قدرة معينة يجتبي بها الله أحدا من خلقه فقد وجدت إنجازات بشرية كثيرة أصبحت في عصورها اعجازات لعلماء أخذوا طرقا كثيرة للأبحاث والتجارب التي وصلوا بها إلي حد الإعجاز في عصورهم مثل فكرة الطيران للعالم عباس بن فرناس فكان إنجاز هذه الفكرة إعجازا له في عصره والكثير من الاعجازات في العالم العربي والعالم أجمع.. ولكن يظل إعجاز الله في أيات كتابه الكريم هي المعجزة التي تعجز العالم أجمع وتتحدى أبحاث كثير من العلماء في مختلف العلوم وعلي سبيل المثال في علم الأحياء فقد قال الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز ( حتي إذا أتوا علي واد النمل قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم ليحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ) صدق اللهالعظيم .. فقبل أعوام قليلة اجتمع جمع من العلماء في علم الأحياء وهم غير مسلمين للبحث عن خطأ في كتاب الله تعالي يخص علم الأحياء فاختاروا هذه الأية ووصلوا إلي لفظ (يحطمنكم) وهنا اعتراهم السرور .. لماذا؟ .. فقد وجدوا في نظرهم ما يسئ للقرأن وبالتالي للدين الإسلامي وكان دليلهم العلمي في هذه الكلمة ( يحطمنكم ) حيث إن معناها التحطيم والتهشم والتكسير وهذا ينطبق فقط علي المادة فكيف ينطبق هذا اللفظ علي (النملة )فهي ليست مادة قابلة للتحطيم أو التكسير فهذا لفظ خاطئ في القرأن الكريم ولكن كما قال الله في كتابه العزيز في سورة الكهف ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم . إن يقولون إلا كذبا ) صدق الله العظيم وبعد أن نشروا اكتشافهم العلمي وإنجازهم العظيم من وجهة نظرهم ..ظهر العالم الأسترالي الذي أجري بحوثا كبيرة وكثيرة علي تلك المخلوقة الضعيفة وكان مقتنعا بنتائج بحث العلماء الذين سبقوه ولكنه أراد أن يزيدها تأكيدا .. وإذا به يجد ما لا يتوقعه إنسان علي وجه الأرض وهنا الإعجاز الإلهي .. لقد وجد أن النملة تحتوي علي نسبة كبيرة جدا من الزجاج ولذلك ورد اللفظ المناسب في موضعه المناسب وعلي أثر ذلك أعلن العالم الأسترالي إسلامه في الحال .. ما أجمل استخدام العقل والعلم في إثبات الإعجاز الإلهي وما أجمل نصر الله للحق ولمعجزاته وحمايتها من خلال معجزته في خلقه وهي العقل .. سبحان الخالق فبالعقل البشري نفكر ونبدع ونكتشف المعجزات ومعجزة العقل تكتشف إعجاز الله في اي شئ .. والمعجزة تحمل معني واضحا وصريحا فكما قلنا المعجزة من صنع الله مثل معجزات الأنبياء ومعجزة القرأن الكريم الذي يحمل بداخله الكثير من المعجزات وبالعقل والبحث تتحول الي إعجازات وتفاسير علمية تثبت أيات الله في كتابه فعلي سبيل المثال في علم الأحياء أيضا عندما ضرب الله مثلا لعباده بالبعوضة في الأية الكريمة ( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين أمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين ) صدق الله العظيم .. فلماذا ضرب الله المثل في هذه الأية بالبعوضة ؟ فمن البحث والاطلاع والإنجاز أنجز كثير من العلماء الوصول الي معلومات هائلة عن البعوضة وهي .. انها أنثي .. لها مائة عين في رأسها .. لها ٤٨ سن في فمها .. لها ثلاث قلوب في جوفها .. لها ستة سكاكين في خرطومها .. لها ثلاث أجنحة كل طرف مزود بجهاز حراري يعمل مثل نظام الأشعة تحت الحمراء ووظيفته يعكس لها لون الجلد البشري في الظلام إلي اللون البنفسجي حتي تراه .. تمص دم الإنسان ويشعر بها كالقرصة فهي مزودة بجهاز تحليل للدم ولا تستسيغ كل الدماء .. مزودة بجهاز شم عالي الجودة تشم به عرق الإنسان علي بعد ٦٠ كم .. والأغرب من كل هذا أن العلم الحديث اكتشف أن فوق ظهرها تعيش حشرة صغيرة جدا لا تري إلا بالعين المجهرية وهذا كان مصداقا لقوله تعالي ( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ) صدق الله العظيم.. لكل هذه الغرائب والعجائب المعجزة أمام الإنسان ضرب الله بها مثلا لأنها من معجزاته في خلقه .. فكل ما حولنا إعجاز.. الطبيعة .. الفضاء .. الكتب السماوية .. حتي نحن بداخلنا إعجاز ولكننا لا نستخدمه وهو (العقل) فلماذا لا نفكر فنكتشف فنخترع فنبدع فننجز فنعجز.. وأقرب المعجزات إلينا أجسادنا.. ففي كل جسدأيات إعجاز صارخة .. ففي جسد كل منا في رأسه مثلا ثلاثمائة ألف غدة دهنية....شعرة لكل شعرة بوصلة وشريان ووريد وعضلة وعصب وُغدة صبغية.. وفي الأذن ما يشبه شبكية العين ففيها ثلاثين ألف خلية سمعية لنقل أدق الأصوات وفي الدماغ جهاز التفاصيل الزمني وقياسه لوصول الصوت إلي كل من الأذنين.. وان كل حرف ينطق به الإنسان يسهم في تكوينه سبعة عشرة عضلة .. وتحت سطح الجلد ستة عشرة مليون مكيف لحرارة البدن وهي الغدد العرقية وهذا قليل من كثير .. أليست كل هذه معجزات تعمل بداخلنا ليل نهار ؟ ولا نشعر بها ؟ بقيمتها ؟ والمعجزة الإلهية في كل زمان ومكان حولنا ولكن المعجزة التي توجد بداخلنا جميعا لا تتحرك لتفكر وتبدع وتنجز وهي (العقل) فالعقل والمعجزة بينهما رابط عظيم .. فهما من صنع الله وفي حديث قريب الفرق بين المعجزة والإعجاز.