الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الحملات العسكرية لمحمد علي ببلاد الحجاز والسودان والمورة

الحملات العسكرية لمحمد علي ببلاد الحجاز والسودان والمورة
عدد : 03-2019
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com


خلال الفترة من عام 1811م وحتي عام 1840 م قام محمد علي بعدد 4 حملات عسكرية كان الهدف منها توسعة رقعة أملاكه خارج مصر وقصدت هذه الحملات بلاد الحجاز وبلاد السودان وبلاد المورة باليونان وبلاد الشام وكان أبرز تلك التوسعات ما قام به في ثلاثينيات القرن التاسع عشر الميلادى بغزوه بلاد الشام حيث أطلق حملة عسكرية في عام 1831م بقيادة إبنه إبراهيم باشا إستطاعت إجتياح بلاد الشام والوصول إلى الأناضول في بدايات العام التالي وهزيمة قوات الصدر الأعظم العثماني محمد رشيد باشا في معركة قونية الأمر الذي كان يعني فتح الطريق للجيش المصري للوصول إلى القسطنطينية وإحتلالها وعلى الرغم من حث إبراهيم باشا لوالده على إعلان الإستقلال عن الدولة العثمانية إلا أن تردد محمد علي أعطى الفرصة للسلطان العثماني لطلب المساعدة من الأوروبيين وعقد صلح كوتاهية الذي أقر على شرعية حكم محمد علي لمصر والسودان والحجاز وكريت وتولية إبنه إبراهيم واليا على سوريا وسنستعرض في السطور التالية تفاصيل هذه الحملات العسكرية والتي كان أولها الحملة العسكرية علي الحجاز ففي شهر ديسمبر عام 1807م تلقي محمد علي باشا والي مصر أمرا سلطانيا من السلطان العثماني مصطفي الرابع بإعداد حملة من أجل تأديب الوهابيين الذين سيطروا على بلاد الحجاز مما أفقد العثمانيين السيطرة على الحرمين الشريفين وهدد السلطة الدينية والتي تعرضت منذ أوائل القرن التاسع عشر الميلادى لثورات عديدة في الولايات التابعة لها سواء في الحجاز أو في اليونان ولم يكن في مقدور سلاطين الدولة العثمانية سوى الإستعانة بحكام الولايات التي لم تتمرد علي سلطانها وتثور عليه مثل مصر والعراق والشام ولكن محمد علي كان يتلكأ ويتحجج بأن الأوضاع الداخلية في مصر غير مستقرة .

ولكن بعد دحر محمد علي للمماليك في الصعيد وفشل حملة فريزر وتظاهره بالصلح مع المماليك أسقط في يده ولم تعد لديه حجة لتأجيل تنفيذ هذا الأمر فأعد حملة بقيادة إبنه طوسون لتسير إلى الحجاز كما أمر السلطان العثماني وإنتهز هذه الفرصة للتخلص من المماليك نهائيا فقد خشي إذا خرجت تلك الحملة فقد ينتهز المماليك الفرصة نتيجة نقص قواته بخروج الحملة إلى الحجاز حيث سيكون جزء من جيشه وجنوده خارج مصر ومن ثم يتعرض لخطر جسيم فرسم محمد علي خطة ماكرة عاونه فيها لاظوغلي باشا للتخلص نهائيا من خطر المماليك وتهديدهم لأركان حكمه ودبر لهم ما عرف في التاريخ بمذبحة القلعة وبذلك تخلص محمد علي من كل أعدائه وخصومه ومخالفيه في الرأى وتمكن من تحقيق هدفه المنشود بالإنفراد التام بحكم مصر دون منازع . وكانت الحركة الوهابية في الحجاز آنذاك قد حققت نجاحا كبيرا في نجد وعسير ووصلت إلى اليمن جنوبا وإلى حدود العراق والشام شمالا كما إستطاع الوهابيون أن يستولوا علي مكة المكرمة والطائف والمدينة المنورة وبذلك هددت كيان الدولة العثمانية التي أدركت أن نجاح الحركة الوهابية في الحجاز سوف يؤدى إلي فقدانها زعامة العالم الإسلامى كنتيجة مباشرة لخروجه من سلطتها وإنفصاله عنها وبالتالي خروج الحرمين الشريفين من إشرافها عليهما خاصة وأن الحركة الوهابية كانت في ذلك الوقت قد بدأت تلعب دورا هاما في تنمية وتطور وتجديد الفكر الإسلامي الحديث وتعد حقا أول حركة سلفية إصلاحية تجديدية في العصر الحديث وكانت الدولة العثمانية في البداية قد حاولت الإستعانة بولاة الشام والعراق لكنهما فشلا في مواجهة الحركة الوهابية فلجأت الي والي مصر محمد علي والذى إستجاب كما وضحنا وأخرج حملته العسكرية بقيادة إبنه طوسون .

وإستطاعت الحملة دخول منطقة ينبع وبدر بالقرب من المدينة المنورة إلا أنها تعرضت لهزيمة في معركة تسمي وادى الصفراء ولم يستثمر الوهابيون إنتصارهم في سحق الحملة والقضاء عليها بل إتخذوا موقف الدفاع مما أعطي الفرصة لطوسون أن يعيد تنظيم صفوفه وأن يطلب مددا من القاهرة وأخذ يغرى القبائل التي تسكن بين ينبع والمدينة المنورة بالمال والهدايا وبذلك تمكن من الإستيلاء علي مكة المكرمة والطائف والمدينة المنورة إلا أن الوهابيين أعادوا تنظيم صفوفهم وقطعوا طرق المواصلات مابين مكة المكرمة والمدينة المنورة وتزامن هذا مع إنتشار الأمراض بين جنود طوسون كما أصابهم التعب الشديد والإعياء نتيجة الحر الشديد وقلة الماء والمؤن فتحرج موقف طوسون فلزم جانب الدفاع وأرسل لوالده في مصر يطلب المدد والمساعدة وهنا قرر محمد علي الخروج بنفسه إلى الحجاز للقضاء علي الوهابيين وبسط نفوذ مصر علي الحجاز فغادر مصر يوم 17 شعبان عام 1227 هجرية الموافق 26 أغسطس عام 1812م وتوجه إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة وهاجم معاقل الوهابيين وحقق بعض التقدم إلا أن الوهابيين إستطاعوا إعادة تنظيم صفوفهم وهاجموه مما تسبب له في خسائر فادحة جعلته يطلب العون والمدد من مصر .

وعند وصول العون والمدد إلي محمد علي وفيما هو يتأهب ويستعد لمواصلة الزحف والهجوم علي معاقل الوهابيين جاءه نبأ وفاة سعود الكبير زعيم الوهابيين وكان ذلك يوم 6 جمادى الأولى عام 1229 هجرية الموافق 27 أبريل عام 1814م وخلفه في الزعامة ولده عبد الله الذى لم يكن علي القدر الكافي من الخبرة والكفاءة العسكرية مثل أبيه الراحل فكان ذلك في صالح محمد علي وإبنه طوسون حيث تمكنا من التغلب علي الوهابيين وتحقيق إنتصارات أعادت إليهما السيطرة علي نجد وعلي ميناء القنفذة علي البحر الأحمر والذى يعد موقعا إستراتيجيا هاما لمن يكون نحت سيطرته وعند هذه المرحلة أضطر محمد علي إلي العودة إلى مصر نظرا لحدوث حركة تمرد ضده وضد نظام حكمه وتمكن من القضاء علي هذه الحركة ثم قرر إستئناف الحملة علي الحجاز للقضاء على الوهابيين فأرسل حملة أخرى إلي الحجاز بقيادة إبنه الأكبر وأبرع قواده القائد إبراهيم باشا خرجت من مصر يوم 12 شوال عام 1231 هجرية الموافق 5 سبتمبر عام 1816م وتمكن إبراهيم باشا من تحقيق إنتصارات متتالية مما مهد الطريق إلى عقد مفاوضات بين الطرفين المتحاريين أسفرت عن الإتفاق علي إعادة ما كان الوهابيون قد إستولوا عليه من تحف ومجوهرات عندما دخلوا المدينة المنورة وأن يسافر زعيمهم عبد الله بن سعود إلى الآستانة لتقديم فروض الولاء والطاعة للسلطان العثماني وألا يتعرض الجيش المصرى للأهالي في المناطق التي دخلها في مكة المكرمة والطائف والمدينة المنورة وينبع والقنفذة وبذلك إنتهت حملة الجيش المصرى في الحجاز وعاد إبراهيم باشا إلى مصر وكافأه السلطان العثماني بتعيينه واليا علي الحجاز .

وكانت الحملة العسكرية الثانية لمحمد علي إلي بلاد السودان بقيادة إبنه الثالث إسماعيل باشا ومعه 4000 جندى وبدأت الحملة التحرك في مراكب نيلية يوم 20 يوليو عام 1820م وكان الهدف المعلن للحملة هو القضاء علي فلول المماليك التي فرت إلى دنقلة بالسودان أما الهدف الأساسي والغير معلن فقد كان السعي وراء الذهب والماس الذى تناقل الناس أخبار عن وجودهما في السودان خاصة في إقليم سنار إلي جانب تجنيد بعض أبناء السودان في الجيش النظامي المصرى نظرا لتميزهم بالصبر والطاعة والشجاعة وبذلك يستطيع التخلص من باقي الجنود الغير نظاميين في الجيش المصرى والتي كانت تمثل مصدر قلق وإزعاج لمحمد علي وإنحدرت الحملة جنوبا فإنطلقت من أسوان إلى وادى حلفا ومنها إلي دنقلة حيث واجهت فلول المماليك وهزمتهم بسهولة ثم واجهت الحملة يوم 4 نوفمبر عام 1820م جماعات سودانية مسلحة بأسلحة بدائية عند كورتي فهزمتهم ثم واصلت الزحف وإستولت علي بربر يوم 10 مارس عام 1821م ثم شندى والذى أعلن ملكها نمر إستسلامه للحملة ثم إستولت علي أم درمان عند إلتقاء النيلين الأبيض والأزرق من ناحية الغرب وأسست مدينة الخرطوم من الجهة المقابلة لها من ناحية الشرق ولتكون قاعدة للجيش المصري في السودان وعند هذه النقطة وجه إسماعيل باشا محمد بك الدفتردار نسيبه بحملة إلي إقليم كردفان للإستيلاء عليه في شهر أبريل عام 1821م فإشتبكت مع قوات محمد الفضل حاكم الإقليم وإنتصرت عليها وإستولت على مدينة الأبيض عاصمة الإقليم وفي الوقت نفسه سار إسماعيل باشا بقواته نحو سنار وإستولي علي مدينة واد مدني وأعلن حاكمها بادى ولاءه للجيش المصرى وبذلك خضعت سنار للجيش المصرى وكان ذلك يوم 12 مارس عام 1821م وفي أثناء وجود الجيش في سنار بدأ الجنود يعانون من الأمراض ومن شدة الحر مما أجبر إسماعيل علي طلب المساعدة من أبيه فأمده بقوات أخيه الأكبر إبراهيم باشا والذى وصل إلي السودان بتلك القوات وإتفق مع أخيه علي تقسيم العمل بينهما فيتجه إسماعيل شرقا في منطقة النيل الأزرق ويتجه هو جنوبا في منطقة منابع النيل الأبيض .

وبالفعل نفذا هذا الترتيب وإستطاع إسماعيل الإستيلاء على فازوغلي في شهر يناير عام 1822م أما إبراهيم فقد إضطر بعد فترة للعودة إلى مصر نظرا لمرضه الشديد والذى أقعده ولكن بعد أن وصل بالفعل إلى قرب منابع النيل الأبيض جنوبي السودان وإستطاع تأمينها وكان من أوائل أعمال إسماعيل في السودان هو فرض ضرائب علي الأهالي وهو أمر لم يعتادوه فبدأت تحدث ثورات وحركات تمرد مما جعله يستدعي نمر الذى كان ملكا علي شندى وقام بتوبيخه وتأنيبه ووجه له الإتهام بأنه يحرض الأهالي ويثيرهم ضده وحكم عليه بغرامة مالية كبيرة وأن يقدم 1000 من العبيد لإسماعيل وتظاهر نمر بقبول هذا الأمر ولكنه كان يضمر لإسماعيل وجنوده شرا وبعد عدة أيام دعا نمر إسماعيل وبعض جنوده إلي وليمة وأظهر لهم الود وبعد أن أثقلهم بالطعام والشراب أمر جنوده بإشعال النار في المكان ورشق من يحاول الهرب بالنبال والسهام وكانت النتيجة أن مات إسماعيل وجنوده حرقا أو إختناقا وكان ذلك في شهر ديسمبر عام 1822م ولما بلغ محمد بك الدفتردار نبأ ما أصاب إسماعيل وجنوده أسرع إلى شندى وأسرف في القتل والسلب والنهب وفر نمر إلى بلاد الحبشة وخضعت المنطقة مرة أخرى للجيش المصرى وإستقرت الأمور بعد ذلك في السودان وزارها محمد علي باشا بنفسه لكي يطمئن الأهالي ويشجعهم على الأخذ بنظم المدنية الحديثة ومع إستقرار الأمور بالسودان وضمها إلي مصر بدأ محمد علي ينظم البلاد فقسمها إلى مديريات يحكم كل منها مدير وعين حاكما عاما للسودان يعمل هؤلاء المديرون تحت إمرته وكان إسمه خورشيد باشا كما أدخل محمد علي نظام القانون التركي في السودان بدلا من القانون القبلي الذى كان سائدا وأصبح هو المعمول به في كافة القضايا المدنية والجنائية وعين قاضيا عاما علي جميع الديار السودانية كما بدأ في تجنيد السودانيين بالجيش النظامي المصرى وكانت أعدادهم قليلة في البداية ثم أخذت تزداد شيئا فشيئا وبعد ذلك قام خلفاء محمد علي بإستكمال الأعمال الخاصة بتحديث السودان مثل فتح المدارس العصرية ومد خطوط الطرق والمواصلات وبعد ذلك دخول السكك الحديدية الي السودان بعد أن دخلت مصر أولا وأيضا تشييد العديد من مشاريع الرى علي النيلين الأبيض والأزرق .

وكانت ثالث حملات محمد علي باشا العسكرية إلى بلاد المورة أو اليونان حاليا ونبدأ فنقول إن هذه البلاد كانت جزءا من الدولة العثمانية وفي بداية القرن التاسع عشر بدأت تحدث ثورات وحركات تمرد فيها مثلما حدث في الحجاز تماما فكانت ثورة الوهابيين ضد الحكم العثماني وبالمثل بدأت تتكون في اليونان حركات سرية وجمعيات سياسية علنية وسرية بداية من عام 1820م وجعلت لها مراكز قيادة في كل من روسيا والنمسا لتكون علي إتصال وثيق بالدول الأوروبية الأخرى وتكون في نفس الوقت بعيدة عن إضطهاد وتعقب الحكام العثمانيين وكان ضمن هذه الجمعيات جمعية تسمي بالجمعية الأخوية وكانت تدعو لإحياء الإمبراطورية البيزنطية من جديد وضرورة الإستيلاء على الاستانة عاصمة الخلافة العثمانية وطرد المسلمين من أوروبا ودفعهم إلى قارة آسيا ولذلك أخذت الثورة في إقليم المورة اليوناني طابعا دينيا رافعة شعار الإيمان والحرية والوطن وواجهت الدولة العثمانية مصاعب جمة في مواجهة تلك الثورات وحركات التمرد خاصة وأن اليونان معروف عنها كثرة الجزر ووعورة مسالكها ودروبها مما كان يمثل صعوبات عديدة في مواجهة تلك الثورات مما دفع السلطان العثماني محمود الثاني إلي الإستعانة بمحمد علي وجيشه للقضاء عليها وكانت لتلك الثورات وحركات التمرد عدة أسباب أولها كان التطور الذى حدث في المجتمع اليوناني بفعل الرخاء الإقتصادي إلي جانب إنتشار أفكار ومبادئ الثورة الفرنسية والتي تدعو إلى حرية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها وحكمها لنفسها طبقا لنظام الحكم الذى تختاره بإرادتها الحرة دون أى ضغوط أو إملاءات من خارجها وبالإضافة إلى ذلك كانت مواجهة الدولة العثمانية لتلك الافكار ولمن يدعون إليها تتسم بالشدة والعنف وأخيرا كان هناك تأييد ودعم أوروبي مباشر وغير مباشر لتلك الحركات الثورية قواها وجعلها في موقف ومركز قوة ودعمها في مواجهة الدولة العثمانية .


ولبي محمد علي نداء السلطان العثماني خاصة وأن الخطر موجه ضد الدولة والإسلام والمسلمين وخليفة المسلمين وهناك تهديدات بطردهم من أوروبا فأرسل أولا حملة عسكرية بقيادة أحد قواده إسمه حسن باشا نزلت جزيرة كريت بالبحر المتوسط وأخمدت الثورة فيها كما أرسل حملة أخرى بقيادة إبنه القائد إبراهيم باشا لإخماد ثورة إقليم المورة عام 1825م إستطاعت النزول علي شواطئه بعد معارك تصادمية عنيفة وشرسة مع الأسطول اليوناني وأنقذ بذلك الجيش العثماني الذى كان محاصرا في ميناء كورون منذ مدة كما حاصر نفارين وهو أهم موقع في الإقليم وتمكن من دخوله كما فتح كلاماتا وتريبو ليستا في شهر يونيو عام 1825م وطارد الثوار وإستولى على معاقلهم فيما عدا مدينة نوبلي عاصمتهم وميسولونفي ولكنهما ما لبثا أن سقطتا في قبضة الجيش المصرى وكنتيجة مباشرة لهذه الإنتصارات المتتالية قام اليونانيون بتحريك ومناشدة الرأى العام الأوروبى من أجل إنقاذ ثورتهم وقام الشعراء والأدباء بدور كبير في تحريك الرأى العام في بلاد قارة أوروبا لإنقاذ ثورتهم وحث الدول الأوروبية علي التدخل المباشر والسريع لصالحهم وفعلا إتفقت بريطانيا وروسيا علي التفاوض وبحث الأمر بهدف الوصول إلى إتفاق بشأن مستقبل اليونان وتكللت تلك المفاوضات بتوقيع ماسمي ببروتوكول سان بطرسبرج والذى إنضمت إليه فرنسا أيضا والذى ينص علي ضرورة مطالبة السلطان العثماني بعقد هدنة مع اليونانيين ومنحهم حكما ذاتيا علي أن يظلوا إسميا تابعين للدولة العثمانية ولكن سقوط ميسولونفي غير الموقف تماما فلجأت الدول الثلاثة إلى العنف للتعامل مع الموقف فأرسلت روسيا سفنها إلي البحر المتوسط من أجل منع السفن المصرية والعثمانية من الوصول إلى شواطئ وموانئ اليونان ومنع وصول المساعدات والمؤن إليها وإنضمت إليها سفن بريطانيا وفرنسا وقامت بضرب الأسطولين المصرى والعثماني في ميناء نفارين بدون سابق إنذار وعلي حين غرة مما أدى إلى تدمير أغلب سفنهما وكان ذلك يوم 20 أكتوبر عام 1827م .


وقبل معركة نفارين التي دمر فيها الأسطولان المصرى واليوناني كانت وجهات النظر مابين السلطان العثماني ومحمد علي متطابقة ولكن بعد أن حدث هذا الأمر الخطير بدأت وجهات النظر تتباين فقد رأى محمد علي بعد أن فقد أسطوله وإنقطعت طرق المواصلات البحرية بينه وبين جيشه أنه لا فائدة من مواصلة القتال ولابد من فصل سياسته عن الإرتباط بالدولة العثمانية وإتخذ قرارا بسحب الجيش المصرى من اليونان وعودته إلى مصر دون الرجوع للسلطان العثماني ومما عجل بتنفيذ هذا القرار نزول قوة عسكرية فرنسية في إقليم المورة وتلقيه مذكرة من الدول الأوروبية المتحالفة تهدده بإستهداف مصر إذا ما إستمر في إتباع سياسة الدولة العثمانية والسلطان العثماني لذا سارع محمد علي بسحب جيشه وما بقي من سفن أسطوله من اليونان وترك أمرها للسلطان العثماني وبدأ فعلا في الإنسحاب يوم 7 سبتمبر عام 1828م وكانت هذه نهاية حملة محمد علي العسكرية في بلاد اليونان .
 
 
الصور :
الأمير طوسون بن محمد علي السلطان محمود خان الثاني القائد إبراهيم باشا عبد الله بن سعود زعيم الوهابيين