الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

أين تستقر رأس الإمام الحسين؟

أين تستقر رأس الإمام الحسين؟
عدد : 03-2019
بقلم دكتور/ عمر محمد الشريف


يروى أن يزيد بن معاوية بعد معركة كربلاء أمر بأن يطاف بالرأس الشريف في البلاد، فطيف به حتى استقر بعسقلان الميناء الفسلطيني على البحر الأبيض، ولما دخل الإفرنج عسقلان خلال الحملات الصليبية، تقدم الوزير الصالح طلائع بن رزيك وزير الفاطميين بمصر وكان ذو كلمة نافذة فى حكم الشئون الفاطمية، فتفاوض مع الأفرنج لإستعادة الرأس الشريف، فقد أرقه انتهاك حرمة قبر رأس حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسقلان.

فقام الصالح طلائع بدفع 30 ألف درهم واسترد الرأس الشريف، ونقل الرأس من عسقلان للقاهرة يوم الأحد 8 من جمادى الآخرة سنة 548هـ/ 1153م حيث دفن بالمشهد الحسيني، ويقول المؤرخ المقريزي: "يذكر أنه لما أخرج الرأس من المشهد بعسقلان وجد دمه لم يجف، وله ريح كريح المسك".

ويقول الشعراني في طبقات الأولياء واصفًا إستقبال الرأس الشريف بمصر المحروسة: "إن الوزير صالح طلائع بن رزيك خرج هو وعسكره حفاه إلى الصالحية، فتلقى الرأس الشريف، ووضعه في كيس من الحرير الأخضر من الأبنوس، وفرش تحته المسك والعنبر والطيب، ودفن بالمشهد الحسيني قريبًا من خان الخليلي في القبر المعروف".

إجلالاً لشرف الإستقبال قام المصريون بخلع نعالهم حتى لم يكن بينهم مرتديا لنعله زيادة فى إجلال وإحترام صاحب الرأس الشريف، فاستقبلها المصريون بكل ما تعرفه البشرية من مباهج الفرحة والمحبة والسمو الروحانى الذى سيطر على أهل مصر شوقاً و انتظاراً لوصول الرأس إليها .

تلك الراوية أنكرها البعض منهم ابن تيمية وابن كثير القائل: (وادعت الطائفة المسماة بالفاطميين، الذين ملكوا الديار المصرية أنهم دفنوه بها وبنوا عليه المشهد المشهور بمصر)، ومن المثبتين لوجود الرأس بالقاهرة : الإمام محمد بن بشير والإمام مجد الدين عثمان، والحافظ المنذرى، والقاضي عبد الرحيم والقاضي ابن عبد الظاهر، والإمام جلال الدين السيوطى، والحافظ نجم الدين الفيضى، وأبو المواهب التونسى، وأبو الحسن التمار العجمى، والشيخ شمس الدين محمد البكرى وابن خلكان وغيرهم.

وجاء فى كتاب (العدل الشاهد فى تحقيق المشاهد): "أن المرحوم عبد الرحمن كتخدا القزدغلى، لما أراد توسيع المسجد المجاور للمشهد الشريف سنة 1175 هـ، قيل له: إن هذا المشهد لم يثبت فيه دفن، فأراد تحقيق ذلك فكشف المشهد الشريف بحضور جمع من الناس، ونزل فيه (الأستاذ الجوهرى الشافعى والأستاذ الشيخ الملوى المالكى)، وكانا من كبار العلماء العاملين، وشاهدا ما بداخل البرزخ، ثم ظهرا بما شاهداه، وهو كرسى من الخشب الساج، عليه طست من ذهب، فوقه ستارة من الحرير الأخضر، تحتها كيس من الحرير الأخضر الرقيق، داخله الرأس الشريف، فانبنى على إخبارهم تحقيق هذا المشهد، وبنى المسجد والمشهد ، وأوقف عليه أوقافاً يصرف على المسجد من ريعها"

وفي عصر أسرة محمد علي حدث تصدع بمسجد الحسين فأراد الخديوي إسماعيل بنائه بلا ضريح ، أرسل إلى علماء الأزهر الشريف يستشيرهم، فقالوا: نتأكد من ذلك، فإن لم توجد الرأس بنيته مسجدا بلا ضريح.

فحدد لهم موعداً، وحضر الخديوي بنفسه والحاشية الخديوية وبعض علماء الأزهر، وشهد اثنان من العلماء المعمرين عملية الحفر والتنقيب، وهما الشيخ خليفة البحراوي، والشيخ إبراهيم الشرقاوي، فلما حفروا وجدوا ثلاثة أو أربعة قوالب، هبت منها رائحة زكية، حتى انتقلت إلى الأحياء المجاورة، فنهض الخديوي من كرسيه، وصرخ قائلا: اكتفيت، اكتفيت، والله اكتفيت، ويشير بيده، ويرددها بالعربية والتركية.

كما أفردت الدكتورة سعاد ماهر جانباً كبيراً من دراستها عن سيدنا الحسين رضي الله عنه وارضاه لتحقيق وجود الرأس الشريف في القاهرة وقدمت ما ذكر المؤرخون وأساتذة الآثار الإسلامية وقالت نستطيع أن نقول بوجود الرأس في القاهرة بعد أن نقل من عسقلان.

أما الدليل القاطع على أن الرأس موجودة فى مصر المحروسة، أنه لما جاء الحكم الأيوبى الذي محا وقضى على جميع معالم الشيعة فى مصر لم يقتربوا من مقام الحسين رضي الله عنه وأرضاه، وعلى أية حال، ففي أي موضع دفن رأس الحسين أو جسده فهو ساكن في القلوب والضمائر، قاطن في الأسرار والخواطر.