الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

باب الفتوح

باب الفتوح
عدد : 11-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com


باب الفتوح هو أحد أبواب سور القاهرة الفاطمية بناه القائد الفاطمي جوهر الصقلي عام 480 هجرية الموافق عام 1087م وكان موضعه بالقرب من رأس حارة بين السيارج بالقاهرة الفاطمية وقد تم تجديده بعد ذلك علي يد الأمير بدر الجمالي وأصبح في مكانه الحالي في مدخل شارع المعز لدين الله الفاطمي والذي يعتبر متحف إسلامي مفتوح يحتوي على كثير من الآثار والتاريخ الشاهد على عظمة الدولة المصرية الإسلامية والذى يعد أطول شوارع القاهرة الفاطمية العامرة بالمساجد والقصور والبيوت الأثرية والذي ينتهي بحي الغورية والصاغة ومسجد الإمام الحسين كما يعد باب الفتوح البوابة الشمالية للقاهرة فيما مضى وهو يقع بجوار مسجد الحاكم بأمر الله والذى يعد أكبر آثار الدولة الفاطمية في مصر وقد سمي بهذا الإسم نظرا لأن الجيوش كانت تخرج منه للفتوحات وعندما تعود منتصرة كانت تدخل من باب النصر .

وقد شهد هذا الباب أحداثا هامة ومؤثرة في تاريخ مصر فمنه خرج السلطان صلاح الدين الأيوبي مؤسس الدولة الأيوبية في مصر علي رأس جيشها لتحرير بيت المقدس من الصليبيين وبالفعل إنتصر عليهم في معركة حطين عام 1187م وحرر بيت المقدس وأسر ملكهم وقائدهم أرناط ومنه خرج السلطان الأيوبي الملك الصالح نجم الدين أيوب علي رأس جيش مصر ومعه قواده عز الدين أيبك التركماني وسيف الدين قطز وفخر الدين أقطاى وفخر الدين بن شيخ الشيوخ والظاهر بيبرس البندقدارى لملاقاة الصليبيين بقيادة ملك فرنسا لويس التاسع والملقب بالقديس في دمياط والمنصورة عام 1249م وأيضا إنتصر جيش مصر وهزم الصليبيين في موقعة المنصورة عام 1250م وتم فيها أسر الملك لويس التاسع وعدد من قواده وسجنوا في دار القاضي إبن لقمان في المنصورة ومنه أيضا خرج السلطان المملوكي سيف الدين قطز ومعه رفيقه الظاهر بيبرس علي رأس جيش مصر لملاقاة التتار في عين جالوت عام 1260م وتمكنوا من هزيمتهم شر هزيمة وخلصوا المشرق العربي من شرورهم وتم تحرير الشام والعراق منهم فلم تقم لهم قائمة بعد ذلك .


وكما شاهد باب الفتوح هذه الأحداث فقد شاهد ومعه باقي أبواب القاهرة دخول العثمانيين القاهرة بقيادة السلطان العثماني سليم الأول بعد هزيمة جيش المماليك أولا في معركة مرج دابق عام 1516م ومقتل السلطان المملوكي قنصوة الغورى ثم هزيمتهم مرة أخرى في معركة الريدانية عام 1517م والتي تم فيها أسر السلطان المملوكي طومان باى آخر سلاطين المماليك وشنقه وتعليق جثته علي باب زويلة وكذلك دخول الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت القاهرة عام 1798م ثم خروجهم منها عام 1801م وقد كتبت أسماء بعض قادة الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت على أبراج بابي الفتوح والنصر شاهدة على إقامتهم في مصر وإستخدامهم لتلك الحصون أثناء حملتهم عليها .

وقد تم بناء باب الفتوح بأبراجه من الحجر ويبلغ عرض الكتلة البنائية له ‏22.85‏ مترا وعمقها ‏25‏ مترا وإرتفاعها ‏22‏ مترا وتبرز ثلث الكتلة البنائية خارج سور القاهرة الشهير أما الثلثان الباقيان فيقعان داخل حدود السور في إتجاه مدينة القاهرة ويتكون الباب من برجين مستديرين يتوسطان المدخل تم بناؤهما مصمتين إلى ثلثي الإرتفاع وتعلو الجزء المصمت لكل من البرجين غرفة دفاعية ويوجد علي جانب كل من البرجين طاقتان كبيرتان في فتحتيهما حلية مزخرفة بأسطوانات صغيرة وتوجد فتحات أعلى البرجين لزوم سكب السوائل المغلية علي أى معتدى قد يحاول التعدى على مدينة القاهرة أو يحاول محاصرتها وبين البرجين توجد بوابة علي شكل عقد نصف دائرى بحافة مشطوفة ومزخرف بزخارف نباتية وهندسية تمثل مرحلة متطورة بالنسبة للزخارف الحجرية في العمارة الإسلامية ويوجد بأعلاه بانوه مستطيل الشكل به زخارف محفورة في الحجر عبارة عن حزام زخرفي نقشت فيه بعض الآيات القرآنية وللبوابة باب ضخم مصفح من الخشب والحديد ويعلوه فتحات كالتي في البرجين وعلي نفس مستواها والمدخل تمت زخرفته أيضا بكوابيل بعضها على هيئة رأس كبش تبرز من وجه الحائط وهو نموذج فريد للعمارة الإسلامية ويزخرف جانبي البرجين من الداخل عقد كبير محفور في الحجر يزين دورانه عدد من الفصوص الزخرفية ويغطي مدخل البوابة قبة منخفضة تتكون مناطق الإنتقال فيها من أربعة مثلثات كروية وهذا هو أول ظهور لهذا النوع من القباب في مصر الإسلامية وبوجه عام كان سور القاهرة وأبوابه ومنشآت العصر الفاطمي بوجه عام من المساجد كمسجد الحاكم بأمر الله وجامع الأقمر والجامع الأزهر ومسجد الإمام الحسين بداية لعصر المباني الحجرية في مصر والتي كانت قريبة الشبه في طرازها من الطراز المعمارى البيزنطي الذى تم علي أساسه تشييد العديد من مباني الكنائس والمساجد والقصور في مصر القديمة وفي روما وفي بيزنطة التي تغير إسمها أولا إلى القسطنطينية عام 332م ثم إلى الآستانة بعد فتحها على يد القائد محمد الفاتح عام 1453م ثم تغير إسمها بعد ذلك في عشرينيات القرن العشرين الماضي بعد سقوط الخلافة العثمانية إلى إسمها الحالي إسطنبول ومن تلك المباني علي سبيل المثال كنيسة أيا صوفيا في إسطنبول والتي تحولت إلي مسجد ثم إلى متحف ومسجد السلطان أحمد بإسطنبول والكنيسة المعلقة وكنيسة أبو سرجة في مصر وأخيرا كان باب الفتوح يرتبط بباب النصر بطريقين أولهما أعلى سور القاهرة الفاطمية يشتمل على سراديب مقببة بها فتحات لرمي السهام وعلى أبراج للدفاع عن المدينة وثانيهما تحت السور لتسهيل التنقل بينهما خاصة لو تعرضت مدينة القاهرة لخطر الحصار كما أنه ملحق بباب الفتوح على يسار فتحة مدخله ضريح لأحد العامة الذين صنع منهم المصريون أولياء صالحين وظلوا يتحاكون عن حياتهم وإنجازاتهم وينسجون حولهم أساطير وينسبون لهم كرامات تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل وجدير بالذكر أنه قد تم ترميم وإصلاح كل من باب الفتوح وباب النصر والمنطقة المحيطة بهما في أوائل القرن الحادى والعشرين بواسطة المجلس الأعلي للآثار بتكلفة إجمالية قدرها 8.5 مليون جنيه وذلك بغرض وضع هاتين المنطقتين علي الخريطة السياحية لمدينة القاهرة .
 
 
الصور :