الخميس, 18 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

المحمودية

المحمودية
عدد : 08-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
(موسوعة كنوز أم الدنيا)


المحمودية مدينة مصرية ومركز يتبع محافظة البحيرة شمال مصر وهي عاصمة مركز المحمودية والذى يحده من الشمال مركز رشيد ومن الجنوب مركزا دمنهور والرحمانية ومن الشرق نهر النيل فرع رشيد ومن الغرب مركز أبو حمص وقد نشأت مدينة المحمودية مع حفر الترعة التي عرفت بنفس الإسم والتي حفرها محمد علي باشا في أوائل القرن التاسع عشر الميلادى وأصبحت المحمودية بعد ذلك من أهم الموانيء النهرية التجارية وكذلك من كبري المدن التجارية بالوجه البحري لموقعها الجغرافي الفريد فالنيل شمالها كان متسعا كميناء طبيعي وكانت معبرا للمراكب التي كانت تحمل البضائع من الصعيد والوجه البحري للإسكندرية لتدخل ترعة المحمودية من خلال هويسها ومنها إلى الإسكندرية كما كانت تعبرها المراكب الوافدة من ميناء الإسكندرية متجهة إلي نهر النيل في طريقها إلي القاهرة والصعيد حاملة البضائع المستوردة لمصر وهذا ماجعل ميناء رشيد علي البحر الأبيض المتوسط بعد مئات السنين يفقد أهميته حيث كانت المراكب والسفن تأتي بالبحر من الإسكندرية للنيل عبر ترعة المحمودية لتصل إلي القاهرة والعكس وكانت المراكب تواجه الأنواء والأمواج بالبحر مما يعرضها للغرق وكانت تتكدس من شدة الحركة التجارية أمام جزيرة تسمي الفوال لأيام حتي يحل دورها في العبور لهذا راجت مدينة المحمودية تجاريا وكان بها وكالات تجارية وملاحية لاسيما إبان الحربين العالميتين الأولي والثانية حيث كان المجهود الحربي يعبر رائحا وغاديا عوضا عن الشاحنات والقطارات لأن النقل النهري كان من أهم وسائل النقل والمواصلات حينذاك .


وسميت ترعة المحمودية بهذا الإسم تيمنا بإسم السلطان العثماني محمود خان حيث كانت مصر تابعة وقتها للدولة العثمانية وكان محمد علي باشا أحد ولاتها بمصر وأراد أن يجامل السلطان العثماني في ذلك الوقت فأطلق إسمه علي الترعة الجديدة ثم إرتبط إسم المدينة بإسم ترعتها وقد إشتهر مركز المحمودية بإنتاج الأرز والقطن الذي كان ينقل عير ترعة المحمودية ليصدر لأوربا وتميزت المدينة بوجود محطة طلمبات العطف التي ترفع مياه النيل ليرتفع منسوب الماء بالترعة التي تمد عدة مدن بغرب الدلتا ومن بينها مدينة الإسكندرية بالمياه العذبة وقد نشأت مدينة المحمودبة في الأصل فوق قرية العطف والتي كانت نقطة شرطة تابعة لمركز رشيد بمديرية البحيرة وكان بها محلج الوليلي لحليج الأقطان الذي كان يصدره كما كانت تتميز بجامعها الكبير الذي أقيم في عهد محمد علي باشا وتتميز المدينة أيضا بوجود نظام هيدروليكي من الأهوسة التي تقوم برفع المياه من النيل إلى ترعة المحمودية لأن منسوب الترعة مرتفع عن مستوى منسوب سطح النيل وتعمل الأهوسة بالنظام الهيدروليكى لعبور المراكب من الترعة إلى النيل والعكس لمعادلة إختلاف مستوى الترعة عن مستوى النيل وهذه النظام الديناميكي كان أول نظام يتبع قبل أهوسة القناطر الخيرية في نقل المراكب من منسوب إلي منسوب آخر أعلي منه أو منخفض عنه كما كانت تتفرع من ترعة المحمودية ترعة أخرى تسمي الرشيدية والتي كانت تمد مدينتي رشيد وإدكو بالمياه العذبة اللازمة للشرب والري .


وكانت لمدينة المحمودية تاريخها مع الإنجليز حيث كان لأهلها وقفة مشهودة معهم فلقد كانت بريطانيا المحتلة قد وضعت حاميات ولاسيما في المدن الإستراتيجية إبان الحرب العالمية الأولى. وكانت مدينة المحمودية من المدن الموجود بها حاميات حيث وضعت بها حامية بريطانية من جنود هنود وأيرلنديين وأفريكان وإنجليز لأن موقع المدينة كان موقعا إستراتيجيا هاما وهدفا للألمان لأن المدينة تقع علي قرب فم ترعة المحمودية التي كانت ممرا مائيا لنقل البضائع والمجهود الحربي البريطاني من الإسكندرية للقاهرة عبر النيل عن طريق ترعة المحمودية وكانت الحامية تحرس الأهوسة التي تحافظ علي منسوب المياه ومحطة العطف وكانت وقتها أكبر محطة توليد كهرباء بمصر وبجوارها طلمبات محطة العطف التي كانت ترفع المياه من النيل لترعة المحمودية وفي شهر ديسمبر عام 1916م كان الأهالي يحتفلون بزفاف أحدهم وكانوا يسيرون في موكب ويحملون المصابيح والمشاعل فرحين وأخذوا يصيحون فظن فائد الحامية البريطانية أنها مظاهرة فأمر جنوده بإطلاق النار عليها فهب الأهالي للإنتقام منهم وتحدوه مما جغل قائد الحامية يطلب أعيان البلدة ليتفاوض معهم وتوجه عمدة المدينة درويش الوليلي علي رأس وفد وتقابل الوفد مع قائد الحامية فطلب أعضاء الوفد منه الإعتذار أولا فقال قائد الحامية أنا أيرلندي وبلدي يحتلها الإنجليز كما يحتلون بلادكم لذا أنا أقدر شعوركم ضد بريطانيا لكن الوفد وضع شروطا للحامية من بينها ألا ينزل العساكر المدينة في أي وقت مهما كان السبب ويظلوا علي مشارف المدينة علي الضفة الشرقية من ترعة المحمودية وسمحوا لهم بنزول مندوبين منهم للمدينة لمدة ساعة قبل الغروب ليشتروا حاجاتهم فقط فوافق القائد علي هذا وكون الأهالي من شباب المدينة حرسا يتجول فيها ليلا ونهارا لحراسة البيوت والشوارع وسلحوهم ووضعوا منهم رجالا كنقط مراقبة لمداخل المدينة وفي ثورة عام 1919م حطم أهالي المحمودية قضبان سكك حديد الدلتا وأشعلوا النيران في محطتها الرئيسية بالمدينة وقبل ذلك وفي يوم 11 يوليو عام 1882 كانت المحمودية هي الملاذ الآمن حيث إستقبلت آلاف النازحين الذين هجوا من هول القصف والقنابل التي وجهتها مدافع الأسطول الإنجليزى إلي الإسكندرية بصفة خاصة تمهيدا لبدء الإحتلال الإنجليزى لمصر وكانت تقدم لهم المأوي والطعام وخلال الحرب العالمية الثانية تكرر نفس الشيء عندما تعرضت الإسكندرية لغارات جوية من جانب قوات المحور كما كانت محطة العطف لتوليد الكهرباء للوجه البحري وأهوسة ترعة المحمودية التي توصل مياه للشرب للإسكندرية وأبو حمص وكفر الدوار أهدافا حيوية وإستراتيجية للطائرات الألمانية والإيطالية .


ومن أهم معالم مدينة المحمودية ترعة المحمودية والتي بدا حفرها في يوم 8 مايو عام 1807م حينما أمر محمد علي باشا ببدء أعمال حفر ترعة المحمودية لتبدأ من النيل قرب قرية العطف وقتها لتصل مياه النيل للإسكندرية عبر مديرية البحيرة ولتكون ممرا مائيا للمراكب التجارية بين الإسكندرية والنيل وكان محمد علي قد أمر بتعيين كشافين للبحيرة وكلفهم بجمع الأنفار وتجهيز العمال والبنائين والحدادين والمساحبن والفؤوس والغلقان والمقاطف والعراجين والسلب وكانوا يسيرون مع كاشف كل منطقة بالطبل والزمور وكان كل إقليم تمر به الترعة له حصة من مسار البحيرة عليه القيام بحفرها وإذا إنتهي من الحفر يساعد الإقليم المجاور له في أعمال الحفر وهكذا يسير العمل في الحفر من إقليم إلي آخر وأثناء الحفر ظهر ببعض الأماكن مساكن مطمورة وحمامات معقودة وظروف بداخلها قطع نحاس قديمة وأخرى لم تفتح ولايعلم ما فيها وتم رفعها كلها للباشا محمد علي وفي شهر أبريل عام 1819م توقف العمل في حفر الترعة بسبب إنتشار مرض الطاعون وعاد الناس لبلادهم وكان كل من يموت يدفن في مكانه حتي لاينتشر الوباء في جميع أنحاء البلاد وأخيرا وفي شهر يناير عام 1820م وبعد معاناة شديدة فتح عمال الحفر للترعة مصبا بالإسكندرية علي البحر بحي المكس وليكتمل بذلك حفر الترعة وبعد ذلك وفي عهد محمد سعيد باشا إبن محمد علي باشا والذى تولي حكم مصر عام 1854م خلفا لإبن أخيه عباس باشا الأول وجه إهتمامه بتطهير ترعة المحمودية حيث أنه منذ إنشائها فى عهد أبيه محمد على باشا لم تقم الحكومة بتطهيرها وكذلك مر عهد عباس باشا الأول دون أن يهتم أيضا بها وقد لجأ محمد سعيد باشا إلى المسيو موجيل بك كبير المهندسين وكلفه ببحث ما سيحتاجه هذا العمل الضخم والذى يكاد يمثل حفرا جديدا لها لأن الطمى كان قد ترسب في قاعها فحسب المسيو موجيل بك كبير المهندسين مقدار مايجب رفعه من الأتربة فى قاعها فبلغ ثلاثة ملايين متر مكعب على طول الترعة والذى يبلغ ثمانين كيلو مترا ويحتاج هذا العمل الى 67 ألف عامل لتطهير الترعة فى مدة لاتتجاوز ثلاثين يوما فقط فأصدر محمد سعيد باشا أمره إلى المديريات لكى تقوم بإرسال العدد المطلوب من الفلاحين للقيام بهذا العمل وقامت المديريات بالفعل بإرسال عدد 115 ألف عامل ونم توزيع هذا العدد بطول الترعة ووزعت عليهم الفؤوس بمعدل فأس لكل خمسة من العمال فكان واحد منهم يحفر بالفأس والثانى يملأ الغلقان من الردم والثلاثة الآخرون يحملونها إلى جانب الترعة وظل العمل على تلك الوتيره وإهتم محمد سعيد باشا خلال تلك الفترة بصحة العمال فأحضر لهم الأطباء يشرفون على حالتهم الصحية طوال مدة العمل وبالفعل تم تطهير ترعة المحمودية فى 22 يوما فقط دون أن يموت أى فرد من العمال وذلك بعكس ماحدث أثناء حفرها فى عهد محمد على باشا حيث مات خلال فترة الحفر حوالي 12 ألف عامل بسبب المرض وسوء التغذية وظروف العمل الصعبة صيفا وشتاءا وقد كان هذا العمل الضخم وتنفيذه فى تلك المدة القصيرة يعد دليلا على عظمة وقدرة الفلاح المصرى العظيم فى إنشاء أعمال العمران التى تنوء بها الجماعات من الشعوب الاخرى وكان نجاح هذا المشروع هو الدافع الحقيقى وراء تشجيع مسيو فردينان ديليسبس على إغراء محمد سعيد باشا على تسخير الآلاف من الفلاحين فى حفر قناة السويس وبالفعل إقتنع بهذا المشروع ومنح ديليسبس إمتياز حفر القناة كما قام الخديوى إسماعيل بعد ذلك بحفر وإصلاح العديد من الترع بنفس الوسيلة بلغ عددها 112 ترعة منها ترعتان كبيرتان تم حفرهما وصنفتا ضمن أكبر مشاريع الرى في العالم وهما ترعتا الإبراهيمية والإسماعيلية .


ومن أهم معالم مدينة المحمودية محطة العطف الكهربائية وهى من أقدم المحطات التى أنشئت في منطقة الشرق الأوسط وهي مقامة على مساحة 88 ألف متر مربع وتنتج حاليا 750 ميجا وات وتشمل غرفة تحكم فى المياه قبل توزيعها على الغلايات وكذا غرفة كنترول رئيسية بالمحطة خاصة بالتحكم فى الوحدات الغازية والبخارية فيها وعنابر للتوربينات التي تستخدم في توليد الكهرباء ومبنى إدارى ومبنى للحراسات المشددة ملحق بالمحطة والذي تم تجهيزه بكافة الأجهزة والمعدات اللازمة للمحافظة عليها وموخرا وفي شهر مارس عام 2016م تم توقيع عقد الأعمال المدنية لمشروع محطة توليد كهرباء العطف الجديدة بنظام الدورة المركبة قدرة 750 ميجاوات أيضا بتكلفة إستثمارية تبلغ حوالي 550 مليون جنية ليكون بذلك العقد قد تم الإنتهاء من التعاقد علي معظم العمليات الرئيسية لمشروع المحطة الذي يتم تنفيذة بنظام تعدد العمليات البالغ عددها 16 عملية من أجل الإستفادة المثلي من الإمكانيات المحلية المتاحة سواء في مهمات ومعدات مشروعات الكهرباء التي يتم إنتاجها محليا أو بدخول الشركات المصرية العاملة في مجال الكهرباء في تنفيذ مشروعات القطاع ويتضمن العقد إعداد الموقع والهياكل الإنشائية والأساسات الخرسانية لقواعد التوربينات الغازية والبخارية وكذلك أساسات غلايات إستعادة الطاقة والمرافق والمباني هذا وسيتم الإنتهاء من التنفيذ خلال سنتين ونصف السنة بمشيئة الله تعالي كما تضم مدينة المحمودية محطات رفع المياه المسماة طلمبات رى العطف والتى تحافظ على منسوب المياه في ترعة المحمودية .

ومن معالم مدينة المحمودية ايضا النصب التذكارى لترعة المحمودية وهو عبارة عن لوحة من الرخام الأبيض يبلغ إرتفاعها 4.75 متر وعرضها 1.20 متر وأنشئت فى عام 1234هجرية الموافق عام 1818م أثناء العمل في شق الترعة ومنقوش عليها قصيدة شعرية باللغة التركية تم نقش نصها علي اللوحة بالأحرف العربية بأسلوب الحفر البارز تمدح وتمجد السلطان العثماني محمود خان الذى تم شق ترعة المحمودية أثناء فترة خلافته وبها ترجمة باللغة العربية واللغة الإنجليزية وهو على شكل قبة ويقع أمام مركز شرطة المدينة عند فم الترعة وقد تعرض هذا الأثر التاريخي الهام للأسف الشديد للإهمال الشديد مما أدى إلي تدهور وسوء حالته وبات مهددا بالسقوط والإنهيار في أي لحظة رغم أهميته التاريخية الكبيرة وطبقا لتقرير صادر من قطاع المشروعات بوزارة الآثار المصرية فإن موقع هذا الأثر التاريخي يحتاج إلى تأهيل وتخطيط جديد ليكون بالصورة المشرفة التي تليق بمكانة هذا الأثر الهام كما أن التكوين المعماري للأثر يحتاج إلى مرمات أسفل قبته وكذلك يحتاج الكورنيش الفاصل بين الأعمدة الحاملة للقبة والقية إلي ترميمات بصورة دقيقة ولابد من عمل طبقة تجهيز جديدة لإعادة كتابة ترجمة القصيدة الشعرية التركية على وجه المثلث الثاني خلف اللوحة المكتوب عليها الترجمة القديمة .

ومن المعالم الدينية في مدينة المحمودية الجامع الكبير أو مسجد المحمودية والذى بنى في عهد محمد علي باشا اثناء العمل في شق ترعة المحمودية بالإضافة إلى المسجد الكبير بقرية ديروط أو مسجد سيدى عبدالرحمن أبو شوشة والذى أنشأه الأمير عيسى العادلى في عام 961 هجرية الموافق عام 1554م أى منذ حوالي 462 عام ويعد من أكبر مساجد المحافظة بل وأقدمها وتبلغ مساحته أكثر من أربعة آلاف متر مربع وللأسف الشديد تواجه مئذنتة حاليا خطر الإنهيار والسقوط نتيجة التهالك الحادث بها على الرغم من إحلال وتجديد المسجد نفسه ومرافقه منذ 12 فيما عدا المئذنة حيث رفضت هيئة الآثار تجديدها لما بها من تفاصيل يجب الإحتفاظ بها دون تغيير وكذلك نظرا لأنه قد تم بناؤها طبقا لطراز معمارى أثرى فريد يجب المحافظة عليه أيضا إلا أن واقع الأمر يشير إلي تهالكها مما ينذر بالخطر الجسيم ويهدد حياة مئات من المواطنين حيث أبدى جيران المسجد تخوفهم الشديد وذعرهم من هذه المئذنة خاصة أنه من وقت لآخر يتساقط فوق منازلهم قطع حجرية من المئذنة ..... وعلي مقربة من مدينة المحمودية توجد منطقة أثرية تسمي الكوم الأحمر وتبلغ مساحتها 58 فدانا ويرجع تاريخها إلي العصر اليوناني حوالي 300 سنة قبل الميلاد وتم إكتشاف حفائر بها عبارة عن حمام متكامل ومعصرة زيتون في عام 1940م وتجرى بالمنطقة حاليا أعمال تنقيب من خلال فريق بحثي مكون من عدد 6 أفراد من جامعة سيينا الإيطالية كما توجد منطقة أثرية أخرى تسمي تل كوم الوسط مساحتها 16 فدانا وتعود للعصر اليوناني مرورا بالعصر الروماني وتم العثور على العديد من العملات الذهبية التي تعود لعصر الخليفة ألأموى الخامس عبد الملك بن مروان بها وأيضا توجد منطقة ثالثة تسمي تل كوم الغرف والذي يعد من أكبر التلال الأثرية بمحافظة البحيرة وتبلغ مساحته 104 أفدنة ويرتفع فوق سطح الأرض بحوالي 19 مترا وهو يعتبر من أهم التلال الأثرية بالمحافظة ويعود تاريخيا إلى العصر اليوناني مرورا بالعصر الرومانى ثم البيزنطي وحتى الفتح الإسلامى كما يضم مجموعة من العناصر المعمارية الفريدة منها مخازن للغلال ومعاصر ومخازن للمعاصر وتعود أهميته إلي كونه جزء من مدينة ميتلايت أحد أهم مدن البحيرة وكانت ميناء على بحيرة إدكو لتوصيل الحاصلات الزراعية إلى مدينة كانوب أحد المدن التجارية الكبرى في ذلك الزمان تمهيدا لتصديرها إلى دول البحر المتوسط ومن أهم الإكتشافات التي عثر عليها بالتل عدد 2 عملة ذهبية ترجع لزمن الملك فوكاس آخر ملوك مصر قبل الفتح العربي الإسلامي لها وتحريرها من الرومان .

ومن القرى التي بها آثار أيضا والتابعة لمدينة المحمودية قرية تسمي فزارة يوجد بها مقام غرب ترعة المحمودية يسمي مقام سيدي عقبة قائد قوات الفتح الإسلامي بمنطقة أسفل الأرض بمصر والتي تعني أراضي الدلتا والوجه البحري وقد حاصر القرية حينذاك وكان إسمها بلهيب وإنتهي الأمر بهزيمة الرومان عند نقيوس وهي قرية رزين حاليا بمركز منوف التابع لمحافظة المنوفية وقد عادت القرية للتمرد بعد ذلك بعد حوالي 82 عاما حوالي عام 107هجرية لأكثر من قرن حتي قضت علي حركة التمرد هذه جيوش الخليفة العباسي المأمون عام 216 هجرية وبعد حوالي 500 عام تقريبا بني السلطان صلاح الدين الأيوبي هذا المقام الذى اشرنا إليه من جملة عديد من المقامات والمساجد للصحابة وعلماء أهل السنة قام ببنائها للقضاء علي نفوذ الشيعة الفاطميين الذين حكموا مصر قبله إلي جانب توفير دعم معنوي ديني في الحروب الصليبية خاصة لأهالي السواحل الأكثر تعرضاً للغزو وقد تحمس المصريون لإقامة مساجد ومشاهد قبور للصحابة ومقامات سميت مقامات الرؤية أو المنام من جانب أحد الصالحين لأولياء وصحابة لم يأتوا مصر أصلا من باب التبرك والفخر والمقام مبني بشكل قلنسوة مقاتل وله قبة دائرية بسن معدني وبرقبتها نوافذ للإضاءة والتهوية وبابها حديدي لحمايته بعد محاولة فاشلة لحرق المقام بعد 800 سنة من وجوده وما يزال اثر سواد دخان الحريق علي الحوائط الداخلية للمقام وعمارته أيوبية بطابعها الحربي المتقشف والذى يميزه قلة الزخارف مع متانة الأحجار ومدخله ممر حجري بطول 4 أمتار وفي القلب الضريح بكسوة حريرية خضراء بلا كتابات أو زخارف والأرضية مفروشة بحصير بلاستيك ويوجد هذا المقام في أقصي يسار منطقة مقابر تخص 30 قرية بالمنطقة وتحيطه شواهدها الأسمنتية وقيل إن هذا المكان كان ساحة لترويض الخيول وبجوار المقام بئر متهدمة كان الناس يتبركون بمياهها وعلي يساره مسجد حديث بمئذنة يسمي مسجد الحرمين وكان لهذا المقام خدام لمتابعته ومولد سنوي يرعاه الملك فاروق إستمر بعده حتي توقف بعد عام 1967م وكانت له حراسة من الآثار وكان إسم هذه القرية الأصلي بالفرعوني تكيلو وبالقبطي دكلوبه وظهرت في السجلات الرسمية بإسمها الحالي فزارة عام 1903م وأصبحت وحدة إدارية مستقلة عام 1940م وهي تتوسط مساحات زراعية بينها بيوت تحيط بها حدائق فاكهة تروي بمياه ترعة المحمودية وتلك البيوت أسمنتية حديثة يمكن إعتبارها فيلات مكونة من دور أو دورين وتخص أسرة واحدة غالبا ولها سور مستقل وبالإضافة غلي ماسبق فإن مركز المحمودية يضم عدة قري أخرى ترجع للعصر الفرعوني والقبطي كسرنباي وأريمون وبسنتواي وديسيا وسمخراط وقد عثر بها علي آثار فرعونية ورومانية وقبطية.
 
 
الصور :