الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

مصيف بلطيم

مصيف بلطيم
عدد : 08-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com
(موسوعة كنوز أم الدنيا)


مدينة مصيف بلطيم مدينة مصرية تتبع مركز البرلس في محافظة كفر الشيخ التي تقع في وسط شمال دلتا مصر وعاصمة المركز هي مدينة بلطيم الواقعة جنوب مدينة مصيف بلطيم وتطل المدينة على ساحل البحر المتوسط بطول 11 كم وهي أكثر مناطق مصر تطرفا إلى الشمال وتعرف بأنها مصيف العائلات ويحد مركز البرلس من جهة الشمال البحر المتوسط ومن جهة الجنوب مركزا بيلا والحامول التابعان لمحافظة كفر الشيخ ومن جهة الشرق مركز ومدينة مصيف جمصة التابع لمحافظة الدقهلية ومن جهة الغرب بحيرة البرلس وهي بحيرة مصرية من بحيرات مصر الشمالية تقع في شمال دلتا النيل بين فرعي دمياط ورشيد وتتصل بالبحر المتوسط عن طريق بوغاز البرلس وتقع عليها قرية مشهورة تسمي برج البرلس أصبحت مدينة الآن وقد قاومت هذه القرية العدوان الثلاثي علي مصر في معركة البرلس البحرية الشهيرة يوم 4 نوفمبر عام 1956م وليكون بعدها هذا هو يوم العيد القومي لمحافظة كفر الشيخ تحتفل به سنويا وبهذه القرية العديد من الآثار مثل فنار البرلس وطابية عرابي وغيرها وتزدهر بها صناعة مراكب الصيد في ورش متخصصة في هذا النوع من الصناعة وتصديرها للعديد من الدول ويشتهر أهلها بإحتراف فنون الصيد بكل أنواعه وتتبعها العديد من القرى الصغيرة والتي هي أساس إنتاج الثروة السمكية بها مثل البنائين وسوق الثلاثاء والشوش والوهيبة والشرفا والتي تجتذب المصطافين للقيام برحلات إليها صيفا لشراء الأسماك الطازجة والجمبرى والكابوريا والسبيط كما أن البحيرة توجد بها العديد من الجزر التي يرتادها هواة صيد الطيور المهاجرة في فصل الشتاء .

وقبل أن نسترسل في الحديث عن مصيف بلطيم تعالوا بنا نلقي الضوء علي معركة البرلس التي أشرنا إليها في السطور السابقة ففى يوم 29 أكتوبر عام 1956م قامت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بما إصطلح علي تسميته العدوان الثلاثي المشترك على مصر فأعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من فوق منبر الجامع الأزهر الشريف نيابة عن مصر كلها أننا سنتقاتل ولن نستسلم وأهون علينا أن نموت دون أن نقبل طوعا إحتلال فرنسا وبريطانيا لأرض الكنانة وتنبهت مصر للمؤامرة التى دبرتها بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بأن تقوم إسرائيل بالهجوم علي سيناء وتقوم بإقتحام خط الحدود الدولية بينها وبين مصر فيتصدى لها الجيش ويخلو الجو لبريطانيا وفرنسا فتنفرد بالمواطنين داخل البلاد وسرعان ماصدرت الأوامر بسحب جميع القوات المسلحة المصرية من سيناء الى غرب قناة السويس حتى تكون الى جانب الشعب المصرى لملاقاة القوات البريطانية والفرنسية وبذلك تم إحباط تلك المؤامرة وكان العبء على قواتنا البحرية كبيرا وخاصة أن العدو كان قد حشد فعلا أسطولا ضخما في جزيرتي قبرص ومالطة بالبحر المتوسط وجعلهما مركزا لتجمع قواتة وبات متوقعا قيام العدو بعمليات حربية متتالية ضد مصر وبالفعل في صباح يوم 4 نوفمبر عام 1956م قامت معركة بحرية شرسة أمام شاطئ بحيرة البرلس شمالي مصر عندما هاجمت عدة بوارج فرنسية ومدمرة بريطانية مدعومة بطائرات حربية الشواطئ المصرية وقد إشتركت في تلك المعركة البارجة الفرنسية جان بارت وهي أول سفينة مزودة برادار في العالم وقد سميت هذه المعركة بمعركة البرلس البحرية أو معركة برج البرلس البحرية وقاد البطل الشهيد الرائد بحرى جلال الدسوقي المعركة من الجانب المصري وفي البداية قامت ثلاث زوارق طوربيد مصرية بعمل ستار من الدخان لتقترب بسرعة من القطع البحرية المهاجمة في حركة مفاجئة لها وقامت بإطلاق قذائفها في إتجاه البوارج الفرنسية والبريطانية المهاجمة وقامت الوحدات المهاجمة بإطلاق القنابل والصواريخ بكثافة شديدة في إتجاه الزوارق وإشتركت في المعركة طائرات حربية مهاجمة ضد الزوارق وقد إنتهت معركة البرلس في دقائق واصيبت المدمرة البريطانية والبارجة الفرنسية جان بارت وقد قاتل المصريون في هذه المعركة بدون غطاء جوى حتى آخر طوربيد وحتى آخر زورق والذي قاده الشهيد البطل النقيب بحرى مختار الجندى بعد إستشهاد أغلب زملائه فطلب ممن تبقي معه القفز إلى البحر ثم قاد زورقه بسرعة هائلة ليخترق مدمرة أخرى فأصيبت إصابة بالغة وإستشهد في هذه المعركة جميع الضباط الذين إشتركوا فيها ولم ينج منهم إلا ضابط واحد فقط كما إستشهد أغلب البحارة وكان مصدر المعلومات عن هذه المعركة بعض الجنود المصريين الناجين من هذه المعركة حيث أفادوا بأن البارجة الفرنسية جان بارت والمدمرة البريطانية قد دمرتا بينما أفاد الجانب المهاجم بأنهما قد أصيبتا فقط وإستمرتا في عملهما وأيا كانت الحقيقة فالنتيجة النهائية لتلك المعركة كانت أن الثلاث زوارق طوربيد المصرية خفيفة التسليح وبدون غطاء جوى تصدت لوحدات ضخمة وثقيلة مهاجمة ومدعومة بغطاء جوى ومنعتها من تحقيق هدفها وبالتالى إستجدت معادلة جديدة في تاريخ المعارك البحرية تم تسجيلها وهي أن زوارق الطوربيد الصغيرة الحجم خفيفة التسليح من الممكن أن تمثل خطرا جسيما علي القطع البحرية الضخمة ثقيلة التسليح كالبوارج والمدمرات وبتلك المعركة سجلت القوات البحرية المصرية إنتصارا هو الأقوى في التاريخ على حساب الأسطول الفرنسي والأسطول البريطانى وكان ممن إستشهد في هذه المعركة الرائد بحرى جلال الدسوقي قائد المعركة والرائد بحرى إسماعيل عبد الرحمن فهمى والرائد بحرى صبحى إبراهيم نصر والنقيب بحرى مختار محمد فهيم الجندى والنقيب بحرى مصطفى محمد طبالة والنقيب بحرى محمد البيومي محمد زكى والنقيب بحرى على صالح والنقيب بحرى محمد رفعت والملازم بحرى جول جمال وهو سورى الجنسية من اللاذقية والجندى جمال رزق الله والجندى إبراهيم الهندي بعد أن ضربوا أروع الأمثلة في البطولة والشجاعة والتضحية والفداء وسطروا أسماءهم بحروف من نور في سجلات الشرف وجدير بالذكر أنه بعد إنتهاء المعركة بدقائق معدودة سارع الصيادون الشجعان أبناء برج البرلس ومعهم جنود البحرية المصرية الذين كانوا في مولقعهم علي الشاطيء بقواربهم الصغيرة إلي موقع المعركة في عرض البحر غير عابئين بالخطر وإنتشلوا جثث الشهداء والناجين من المعركة وأحضروهم إلي شاطيء البرلس واقاموا لهم مقبرة في مدخل مقابر القرية وأطلقوا أسماءهم علي بعض المدارس والشوارع الرئيسية في برج البرلس ومدينة بلطيم كما أقاموا لهم نصبا تذكاريا في الميدان الرئيسي بقرية برج البرلس حينذاك والذى تم نقله بعد ذلك إلي مدينة بلطيم وموخرا تم البدء في تشييد نصب تذكارى جديد لشهداء معركة البرلس بمدخل مدينة برج البرلس على مساحة كلية تبلغ 1000 متر مربع وبتكلفة إجمالية قدرها 400 ألف جنيه ومن المخطط له الإنتهاء منه قبل الإحتفال بالعيد القومي لمحافظة كفر الشيخ يوم 4 نوفمبر عام 2016م والذى يوافق ذكرى معركة البرلس وجدير بالذكر أيضا أن القوات البحرية المصرية قد كررت هذا العمل البطولي بعد 11 سنة وبالتحديد يوم 21 أكتوبر عام 1967م حيث قام عدد 2 من لنشات الصواريخ خفيفة التسليح يحمل كل منها عدد 2 صاروخ سطح سطح بقيادة كل من الرائد بحرى أحمد شاكر عبد الواحد القارح والنقيب بحرى لطفي جاد الله بتدمير وإغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات التي كانت تعد فخر القوات البحرية الإسرائيلية بعدما إخترقت المياه الإقليمية المصرية أمام ساحل مدينة بورسعيد وصدرت الأوامر من القيادة السياسية المصرية لقيادة القوات البحرية بالتصدى لها وتدميرها هذا وقد إتخذت القوات البحرية المصرية هذا اليوم عيدا لها تحتفل به في كل عام وكان ذلك حدثا عالميا قلب موازين الفكر في تنظيم وأسلوب تسليح القطع البحرية علي مستوى العالم حيث أصبحت القطع البحرية الصغيرة خفيفة التسليح مثل زوارق الطوربيد ولنشات الصواريخ تمثل خطرا جسيما علي المدمرات والبوارج كبيرة الحجم ثقيلة التسليح وتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر وعاش شعب وجيش مصر .


وقد تم إعلان منطقة البرلس محمية طبيعية بموجب القرار الوزارى رقم 1444 الصادر من رئيس مجلس الوزراء عام 1998م وتشتمل المحميـة علي بحيرة البرلس بالكامل بما فيها من جزر بداخلها بالإضافة إلي البوغاز الفاصل بين البحيرة والبحر المتوسطـ ويبلغ طول البحيرة حوالي 65 كـــم تقريبا ويتراوح عرضها مابين 6 إلى 17 كم أى بمتوسط عرض 11 كم وتبلغ مساحتها حوالي 460 كم مربع وبحيرة البرلس متوسطة الملوحة ومتصلة بالبحر المتوسط عن طريق فتحة طبيعية تسمى بوغاز البرلس يقع في أقصى الشمال الشرقي للبحيرة وتاريخيا كانت البحيرة أكبر مساحة ولكن نتيجة تجفيف وإستصلاح الأراضي للإستزراع تناقصت كثيرا مساحتها فى غضون النصف الثاني من القرن العشرين الماضي وفى خلال الفترة ما بين عام 1983م وعام 1991م فقدت مساحة تقدر بحوالي 8.6 كم مربع في كل عام من تلك الأعوام أما عمق البحيرة فيتراوح ما بين 42 سم إلى 207 سم وتقدر المساحة الحالية للبحيرة بحوالي 410 كم مربع منها 370 كم مربع مياه مفتوحة وهي تبعد عن القاهرة حوالي 300 كم ويتم الوصول إليها عن طريق القاهرة الإسكندرية الزراعي حتي مدينة طنطا ثم عن طريق طنطا كفر الشيخ إلي منطقة البرلس أما من الإسكندرية فيتم الوصول إليها عن طريق الطريق الدولي الساحلي وتبعد عنها بمسافة حوالي 100 كم كما أنها تبعد عن ميناء دمياط البحرى مسافة قدرها حوالي 40 كم وكان الغرض من إعلان المحمية سببه الأساسي أهميـــة الـبحيرة كموقـــع فريـــد لتكاثر الطيور المائية سواء علي المـستوي المـصري أو علي المستوي العالمي كما أنها تمثل أحد المسالك الرئيسية لهجرة الطيور في العالم خاصة مـن شرق أوروبا وشمال غـرب آسيا إلي وسط وجنوب أفريقيا وتعتبر منطقــة البرلس مــن أغني مناطق مصر في تنوع الطيور بها حيث يتواجد بها أكثــر مــن 700 نوع معروف حتى الآن منها 11 نوع مـستوطن في مصر وعدد 7 أنواع مهددة بالإنقراض عالميـا وجدير بالذكر أن بحيرة البرلس هـــي ثـــاني أكـــبر البحيرات الشمالية في مصر بعد بحيرة المنزلة من حيث الحجم والمساحة وإنتاجية الثروة السمكية .


ويمتد شاطئ المصيف لمسافة 11 كم كما ذكرنا سابقا وبه عدد 6 شواطئ هم شاطئ الفنار وشاطئ النرجس وشاطيء الزهراء وشاطئ السلام وشاطئ الأمل وشاطئ الفيروز وبتلك الشواطيء الآلاف من العشش والشقق والفيلات المتعددة ويتكون كل شاطئ من عدد 6 صفوف كل صف تم بناء العشش والفيلات داخله بطريقة منظمة وببلطيم أيضا عدد 4 فنادق هى فندق كليوباترا بمنطقة النرجس وفندق دهب بمنطقة الزهراء وفندق القوات المسلحة بمنطقة الأمل وفندق الشرطة بشاطئ السلام وجميعها مفتوحة للجمهور حتى فندق القوات المسلحة إلا فندق الشرطة الخاص برجال الشرطة فقط والأسعار فى حدود 200 جنيه لليوم الواحد وأسعار الشقق والعشش تتراوح بين 100 إلى 350 جنيها في اليوم حسب موقع الشقة أو العشة من البحر ومساحتها ويمتد بمحاذاة المدينة تلال النرجس التي تكثر بها زهور النرجس التي تنبث تلقائيا كما تشتهر التلال المحيطة بالمصيف بإنتاج أنواع مختلفة من الفاكهة مثل العنب الأسود والتين والجوافة والبطيخ وتعتمد أشجارها على مياه المطر مما يعطي للفاكهة مذاق خاص مع توافر جميع أنواع الخضر الطازجة وتكثر أشجار النخيل حول المصيف فضلا عن الأسماك الطازجة بأنواعها المتميزة التي تشتهر بها محافظة كفر الشيخ عموما وأشهرها البلطي والبورى والقاروص والدنيس والوقار والتي تستخرج من بحيرة البرلس والبحر المتوسط .


ويوجد بالمصيف أماكن ترفيهية متعددة فى كل شاطئ من الشوطئ الست المذكورة تابعة لقصور ثقافة كفر الشيخ حيث توجد سينما فى النرجس متوقفة حاليا للصيانة والإصلاحات وسينما بالزهراء ويوجد بالمصيف أيضا ملعب قانونى لكرة القدم أرضيته من النجيلة الطبيعية بشاطئ النرجس وملعب ثلاثى أى لكرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة فى النرجس أيضأ وآخر فى الزهراء كما أن المياه متوافرة 24 ساعة لا تنقطع وهى مياه نقية لاتشوبها شوائب وكانت إلي وقت قريب غير متوافرة علي مدار اليوم مما كان يسبب إزعاجا شديدا للمصطافين وأيضا تتميز شواطئ بلطيم حاليا بعدم إنقطاع التيار الكهربائى وهي المشكلة التي كان يعاني منها المصطافون أيضا فيما سبق كما تتوافر أسطوانات الغاز ويوفرها صاحب الشقة أو العشة المستأجرة للمصطافين ويوجد بمصيف بلطيم أيضا أربع حدائق إثنتان بشاطئ النرجس والثالثة بالزهراء والرابعة بالسلام ويوجد أيضا بمصيف بلطيم 7 مساجد بكل شاطئ من الشواطئ الستة مسجد عدا شاطيء السلام يوجد به مسجدان وبالإضافة إلي ماسبق فإنه حاليا جارى إنشاء كورنيش بالمصيف يبدأ من نهاية شاطيء الأمل ويمتد حتي نهاية شاطيء الفيروز بتكلفة إجمالية قدرها 3 مليون جنيه وذلك لخدمة رواد المصيف كما أنه جارى تجميل ميادين المصيف بتماثيل ونافورات بأشكال فنية متميزة وكذلك زراعة العديد من المناطق الخضراء واشجار النخيل التي يتميز بها المصيف .
وتتوزع بعض المصالح الحكومية الخدمية فى عدد من شواطئ مصيف بلطيم فنقطة الشرطة ومجلس المدينة فى النرجس كما يوجد بمصيف بلطيم مستشفيان الأولى بشاطئ النرجس والثانية بشاطيء الأمل كما توجد وحدة إسعاف بمنطقة النرجس ويوجد فرعان لهندسة الكهرباء فرع فى النرجس وفرع فى الأمل ومصلحة الضرائب العقارية توجد فى الزهراء علاوة علي أنه يوجد بكل شاطئ جميع أنواع المحال التى يتجه إليها المصطافون لشراء إحتياجاتهم من أطعمة متنوعة وسلع ومحال للملابس ولأدوات الصيد وللأدوات الكهربائية كما توجد مطاعم متعددة المستويات وتوجد شبكة نت هوائى بالمدينة وعلى كل شاطئ من الشواطئ الستة توجد فرق للإنقاذ على الشاطئ حيث يوجد عدد 500 عامل إنقاذ على جميع شواطئ المدينة كما يوجد بالمصبف شقق وعمارات لعدد من النقابات المهنية ومنها نقابة المعلمين ونقابة المهندسين .


ومن المعالم الأثرية الشهيرة في منطقة البرلس فنار البرلس او فنار بلطيم وهو من أقدم الفنارات في مصر حيث أن هذا الفنار هو الوحيد الباقي من مجموعة فنارات كان قد أقامها الخديوى عباس حلمي الثاني في أواخر القرن التاسع عشر الميلادى ويصل عمره حاليا إلي حوالي 120 عاما ويبلغ إرتفاعه 55 مترا ومثبت علي 3 قواعد من الرصاص على شكل مثلث زنتها 40 طن بالإضافة إلي مجموعة من السوست الحديدية لمساعدته على المرونة والميل لمسافة 12سم عند إشتداد الرياح وتعمل غرفة الإضاءة الخاصة به والتي كانت ترشد السفن والمراكب بالكيروسين ويصل مدى إشارتها إلي 118 ميل بحرى وقد سجلته دائرة المعارف البريطانية في 4 صفحات كاملة نظرا لدقة صناعته من قبل مجموعة المهندسين الفرنسيين والإنجليز الذي صمموه ولقد تم أخيرا ضم فنار البرلس وملحقاته البالغة 18 غرفة إلي هيئة الآثار المصرية بموجب القرار رقم 463 لعام 1998م وكانت هذه الغرف تستغل كإستراحات وأماكن لإقامة العاملين بالفنار ويعد هذا الفنار ثاني مبنى معدني على مستوى العالم بعد برج إيفل في العاصمة الفرنسية باريس حيث تم بناؤه بعده بحوالي 10 سنوات وللأسف فقد وصل الفنار حاليا إلى حالة متردية خاصة بعد ظهور التآكل الشديد في هيكله الحديدى وفي الأسقف نتيجة عدم وجود أعمال صيانة له مما أدى إلي تعرضه للصدأ منذ الثمانينيات من القرن العشرين الماضي مع ظهور ميل شديد في هيكله وإنهيار عدد من الحجرات الملحقة به على الرغم من موقعه المتميز على شاطئ البحر وقد أفادت منطقة آثار وسط الدلتا إلي أنه توجد هناك خطة سيتم بموجبها الحفاظ علي الفنار وإعادة ترميمه ووقف التدهور في الأجزاء الحديدية له مع إستكمال الفاقد منها ليتم إعادة التوازن الإنشائي لهيكله وإقامة حرم حوله لمسافة 50 متر وحديقة متحفية سيتم تجميلها بمسطحات خضراء تتوسطها نافورة علي الطراز الإسلامي وكذلك تمهيد الطريق المؤدي إليه والذي إرتبط إسمه بين أهالي المنطقة بطريق الموسيقار الفنان فريد الأطرش لأنه شهد تصوير أغاني فيلمه المعروف لحن الخلود بطولته وبطولة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة بالإشتراك مع الفنانتين الكبيرتين ماجدة الصباحي ومديحة يسرى والفنانين سراج منير وصلاح نظمي والذى تم تصويره وإنتاجه عام 1952م وكان من إخراج المخرج الكبير الراحل هنرى بركات .


ومن الآثار بالمنطقة أيضا طابية عرابي والتي تتواجد علي مقربة من فنار البرلس والتي أنشئت في عصر السلطان صلاح الدين الأيوبى أثناء الحملات الصليبية وذلك ضمن خطة تأمين شواطئ مصر ضد الغزو الصليبى وقد تم إعادة إستخدامها وتزويدها ببعض مدافع أرمسترونج أثناء تأمين شواطئ مصر من قبل أحمد عرابى باشا أثناء فترة محاولته منع الإنجليز من دخول مصر والذين كانوا مصرين علي إحتلال مصر باى ثمن وحشدوا لذلك قوات كبيرة وزودوها بأحدث الأسلحة والمعدات حينذاك حتي تمكنوا من إحتلال مصر بالفعل عام 1882م وقد تعرضت الطابية للتدمير من قبل الأسطول الإنجليزى بقيادة الأدميرال سيمور ولاتزال المنطقة تحمل آثار هذه الضربة حيث توجد خمسة مواسير من تلك المدافع التي كانت بالطابية ملقاة في العراء بالإضافة إلى مدفعين في الخلفية على عرباتهم وقد عثر من فترة على مخزن به ذخيرة تلك المدافع وقد وضعت منطقة آثار وسط الدلتا خطــة لعلاج وترميم الطابية تتضمن تنظيف الرمال حول جدران الطابية للكشف عن تخطيط الطابية الأصلى وتنظيف عراميس المونة من بقايا المونة التالفة وإجراء عملية إستخلاص للأملاح من طوب وأحجار الجدران وإستبدال المونة بمونة أخرى بنفس تركيب المونة السابقة وتقوية الطوب والأحجار بواسطة مواد كيماوية خاصة وإستكمال الجدران حسب تخطيط الطابية بعد الكشف عنها وترميم ما يتم إكتشافه من آثار أثناء تنظيف الرمال والربط بين موقعى الفنار والطابية بالتعاون مع محافظة كفر الشيخ وذلك لتنمية المنطقة سياحيا حيث أن المنطقة لازالت بكرا وتحوى مجموعة من الكثبان الرملية الطبيعية .
 
 
الصور :