الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

البندقية

البندقية
عدد : 07-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com


البندقية وتسمي أيضا فينيسيا مدينة بشمال إيطاليا وهي عاصمة إقليم فينيتو ومقاطعة فينيسيا وهي تعد أكبر مدينة بالإقليم من حيث عدد السكان والمساحة وهي تتكون من جزئين منفصلين وهما الوسط الذي يحتوى على بحيرة تحمل نفس الإسم وميسترى وهي المنطقة اليابسة وقد ظلت المدينة لأكثر من ألف عام عاصمة لجمهورية فينيسيا وكانت تعرف بإسم ملكة البحر الأدرياتيكي ونظرا لتراث هذه المدينة الحضارى والفني ومنطقة البحيرات التي توجد بها وما تتمتع به من مبان تاريخية يعود أغلبها إلى عصر النهضة في إيطاليا والتي تعد كنوز فنية إلي جانب قنواتها المائية المتعددة حيث تجتازها أكثر من 150 قناة مما يجعلها مدينة مميزة وفريدة من نوعها ومن أجمل مدن العالم ولذا فإن منظمة اليونيسكو العالمية ترعاها كمنطقة تراث عالمي منذ عام 1987م الأمر الذي جعلها من أهم المدن الإيطالية وثاني مدينة إيطالية بعد روما من حيث إرتفاع نسبة التدفق السياحي إليها من أنحاء مختلفة من الخارج ومن أكثر المدن جمالا في إيطاليا وتعد اللغة الإيطالية هي اللغة الرسمية فيها فليس هناك إنتشار للغات أجنبية أخرى خاصة بين كبار السن أما بالنسبة للديانة فالمسيحية الكاثوليكية هي الأكثر إنتشارا بالإضافة إلى بعض الأقليات من بعض الديانات الأخرى من اليهود والبروتستانت والمسلمين وفيما يخص العملة الرسمية المتداولة بها فقد كانت الليرة الإيطالية ثم أصبح الآن اليورو هو العملة الرسمية المتداولة .

وتتمتع مدينة البندقية بمناخ معتدل بشكل عام ويوصف صيفها بالإعتدال وشتاؤها بالبرودة ففي فصل الصيف يتراوح متوسط درجات الحرارة بين 24 و27 درجة مئوية وترتفع معدلات الرطوبة في الجو مما يساعد على تشكل الضباب حول المدينة أما درجات الحرارة في فصلي الربيع والخريف فهي باردة نسبيا ولكن تستمر الشمس بالسطوع مع هبوب رياح شمالية أما فصل الشتاء فهو بارد إلى شديد البرودة حيث يصل متوسط درجات الحرارة في شهر يناير إلى 2 درجة مئوية وينتشر الضباب في المدينة بشكل كثيف وفي شهري أكتوبر ونوفمبر ترتفع نسبة تساقط الأمطار حيث يصل المعدل خلال هذَين الشهرين إلى 185 ملم يليهما شهر مايو الذي يصل معدل تساقط الأمطار فيه إلى 170 ملم وتطل مدينة البندقية على البحر الأدرياتيكي وقد بنيت في وسط بحيرة آسنة عام 421م تسمي بحيرة البندقية وهي عبارة عن خليج مغلق من البحر الأدرياتيكي تمتد من نهر السيل في الشمال إلى نهر برينتا في الجنوب وتبلغ مساحتها حوالي 550 كيلو متر مربع وهي أكبر أراضي رطبة في حوض البحر الأبيض المتوسط كله وتتصل البحيرة بالبحر الأدرياتيكي بثلاثة مداخل هي ليدو ومالاموككو وكيودجا كما تخضع البحيرة لعمليات المد والجزر ومن ثم إنخفاض وإرتفاع في منسوب المياه حيث أن موقعها في نهاية البحر .

وتتكون مدينة البندقية من عدد 118 جزيرة وعدد 7000 شارع وعدد 416 جسر تربط بين جزرها كما تستخدم القوارب الصغيرة والتي تشتهر بإسم الجندول للتنقل فيما بينها ومجموع مساحاتها أربعة كيلو مترات من اليابسة وهي تنقسم إلى 6 مقاطعات هي فينيسيا وبادوا وفيرونا وفيشنزا وبالليرانو ورفيجو ويعود أصل تسميتها في الإيطالية بإسم فينيسيا للدلالة على الأراضي التابعة للإقليم قبل خضوع المنطقة للحكم الروماني حيث كانت تضم المنطقة فينيسيا وأوستريا كإقليم يسمى ريجو وهو مصطلح يدل على إندماج مجموعة من الجزر وخلال فترات الحكم العربي أطلق عليها العرب إسم البندقية نسبة إلى لقب الدوقية الجميلة بونودوتشيا ومن الجدير ذكره أن المدينة ظلت تُسمى بفينيتيكا أو فينيتيا البحرية عند خضوعها للحكم البيزنطي وتوجد خصوصية لذلك الإسم لأنه إسم جمع وسبب ذلك أنها وحدت بين أكثر من جزيرة وساهمت في دمج هذه الجزر مع بعضها وعلى الرغم من وجود إسم المدينة في الوثائق القديمة بصيغة المفرد إلا أنَّ الإشارة إليها تتطلب إسم الجمع .


وتشير كتب التاريخ إلى أن هذه المدينة نشأت بسبب تعرض السكان الذين كانوا يسكنون حول البحيرة إلى غزوات متكررة من البربر فلجأ السكان إلى الجزر ليحتموا بها منهم علي الرغم من أن الوصول إلى هذه الجزر لم يكن بالأمر الهين وتشير كتب التاريخ أيضا إلي أن أساسات البناء في هذه الجزر في البداية كانت عبارة عن دعامات مغروزة بالوحل مثبتة مع الأغصان أو القصب ثم بدأ سكان المدينة بعد ذلك في بناء بيوت حجرية أساساتها تتكون من آلاف الدعامات الخشبية وفي نفس الفترة كان مركز المدينة الذى يسمي جزر ريالتو يتعرض للفيضانات وبشكل متكرر وبسبب حجمه وضعف بنيته لم يكن مركز المدينة قادر على تحمل تدفق المهاجرين‏ فإتبع السكان طرق جديدة ولكن بدائية لإصلاحه وذلك عن طريق تصريف المياه وتوسيع رقعة اليابسة فحفر السكان القنوات للقوارب ودعموا الجزر لتهيئتها من أجل مواقع البناء الجديدة كما بنيت الجسور لتسهيل حركة المشاة بين جزيرة وأخرى فوق القنوات المائية التي تحولت إلى شوارع مائية وكان أشهر هذه الجسور هو جسر الريالتو الذى مايزال موجودا حتي اليوم كما كانت المدينة تتمتع بحكم ذاتي أثناء العصور الوسطى وما بعد ذلك كما سنرى في السطور القادمة بإذن الله . وتاريخيا فقد تأسست مدينة البندقية بعد سقوط الدولة الرومانية الغربية في القرن الخامس الميلادى بعكس معظم المدن الإيطالية ّالكبيرة حيث أدت هجمات قبائل الوندال الجرمانية في شمال إيطاليا في خلال عام 568م إلى نزوح عدد كبير من السكان إلى منطقة البندقية وأصبحت المنطقة لاحقا جزء من إكسرخسية رافينا البيزنطية في عام 584م والتي كانت مركز السلطة البيزنطية في إيطاليا في الفترة من أواخر القرن السادس الميلادى حتى عام 751م حين قتل آخر حاكم بيزنطي والذى كان يسمي إكسرخس ولكن بعد سقوط المدينة البيزنطية أوديرزو في عام 641م أصبحت بحيرة البندقية هي مركز السلطة وفي أعقاب هذه الأحداث مرت المدينة بسلسلة من التقلبات ما بين المؤيدين والمعارضين للحكم البيزنطي إلى أن شكل الدوق أوبيليريو حاكم البندقية وأخوه بياتو حلفا مع مملكة إيطاليا ووضعوا مدينة البندقية تحت حكم الملك بيبين ملك اللومبارديين الذين حكموا إيطاليا مابين عام 568م وعام 774م للخلاص من الحكم البيزنطي وبعد ذلك إزدهرت التجارة في المدينة وتطور الوعي السياسي فيها حتى أصبح إختيار الدوق يتم عبر الإنتخابات العامة في بداية القرن التاسع الميلادي وتحت حكم الدوق دومينيكو كونتاريني مابين عام 1043م وعام 1070م بنيت كنيسة للقديس مارك حيث دافع الدوق كونتاريني عن الإستقلالية الدينية لدوقية البندقية لكن الصراع ما بين كنيسة القديس مارك والإمبراطورية البيزنطية إستمر إلا أن ذلك لم يؤثر في حركة التجارة للمدينة وحافظت البندقية على صِلاتها التجارية المفتوحة على البحر الأبيض المتوسط بالرغم من محاولات النورمان أو الفايكنج لقطعها كما أعطت الدولة البيزنطية الصلاحيات الكاملة للمدينة بالتجارة عبر أراضيها بدون أية رسوم أو ضرائب مما أدى إلى بداية نشاط البندقية التجاري في الشرق في عام 1082م .

لكن الحال لم يبق كما هو عليه ففي القرن الحادي عشر الميلادي بدأت العلاقات بين الإمبراطورية البيزنطية والبندقية تتدهور لكن إمتداد البندقية عبر البحر الأدرياتيكي وساحل دالماسيا وهي منطقة تقع على الساحل الشرقي من البحر الأدرياتيكي تقع معظمها في كرواتيا الحديثة عزز دورها السياسي كمركز للقوة وفي القرن الثاني عشر الميلادي تماشيا مع القوة السياسية التي إكتسبتها مدينة البندقية وأهميتها الإقتصادية فقد خضعت المدينة لتغيير جذري في هيكلها السياسي وأعلنت نفسها جمهورية بين عام 1140م وعام 1160م وبذلك تراجعت صلاحيات الدوق وأصبح الحكم إلى جانب خدمات المدينة وجميع الأمور الإدارية والسياسية في يد بلدية المدينة وكانت جمهورية البندقية في هذه الفترة تعد من أهم مرافئ أوروبا التجارية وكانت تتمتع بقوة بحرية هائلة ولذا فخلال الحملة الصليبية الرابعة التي دعا لها بابا الفاتيكان أنوسنت الثالث في عام 1189م قام حاكم البندقية الدوق إنريكو داندولو بعقد صفقة مع الصليبيين فوافق على تدبير سفن لهم إذا هم ساعدوا البنادقة في إحتلال بلدة زارا في إقليم دالماسيا الكرواتي فقبل الصليبيون هذه الصفقة وتم الإستيلاء على زارا وفي عام 1202م عاد الدوق مرة أخرى لإستغلال الصليبيين لتحقيق أغراضه فبدلا من نقلهم إلى القدس عاصمة فلسطين إتجه أولا بسفنهم إلى القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية حيث كان الإمبراطور إسحاق أنجليوس قد خلع عن العرش لأنه كان يشجع تجارة البندقية مع الشرق وقد نجح الدوق إنريكو داندولو في إعادة الإمبراطور إلى عرشه بيد أن ثورة عنيفة لم تلبث أن نشبت في المدينة ضده لقي فيها أنجليوس مصرعه وبالإضافة إلي ذلك نجح داندولو في الإستيلاء على أفضل المواقع التجارية للبندقية فبعد إحتلاله جزيرة قبرص وأهم الجزر في بحر إيجة وسيطرته سيطرة كاملة على مضيق البوسفور ومضيق الدردنيل جعل جمهورية البندقية واحدة من أقوى الدول بأسا في قارة أوروبا .

وفي بداية القرن الرابع عشر للميلاد إجتاحت مدينة البندقية موجات من الصراعات مع الأراضي الإيطالية المجاورة وسواحل البحرين المتوسط والأدرياتيكي فسيطرت البندقية على مدينة تريفيزو وهي مدينة تقع شمال شرق إيطاليا في إقليم فينيتو تبعد 15 كيلو متر جنوب غرب الضفة اليمنى لنهر بيافي بين خليج فينيسيا وجبال الألب عند إلتقاء نهر سيلي ونهر بوتينيجا لتأمين مؤونة الطعام والسيطرة على خطوط الدفاع الأمامية ودخلت البندقية حروبا وصراعات سياسية شرسة خسرتها تارة وربحتها تارةً أُخرى لكنها نالت في نهاية المطاف السيطرة علي الطرق البحرية التجارية في البحر المتوسط وكانت فترة ذروة إزدهار البندقية وما حققته من إنتصارات متوازية مع تهديد الدولة التركية في الشرق لذا كان على البندقية البحث عن قاعدة إقتصادية لملء الفجوة في علاقاتها التجارية مع الشرق لذا توجهت أنظارها نحو الأراضي الإيطالية للتخلُّص من تهديدات حكام الأراضي المجاورة لها وإستغلال الأراضي التي حصلت عليها في معاركها حيث إمتد حكم البندقية شمالا حتى حدود نهري مينسيو وليفنزا وبعد حدود النهرين كان يحكم بطريرك أكويليا الذي سيطر على الطرق التجارية الرئيسية لألمانيا وأوستيريا لكن سرعان ما إنضمت هذه البطريركية تحت حكم البندقية في عام 1420م وبذلك توسعت حدود البندقية حتى وصلت ذروة إزدهارها تحت حكم الدوق توماسو موسينيجو وكونت قاعدة إقتصادية قوية في الأراضي الإيطالية لتعويض تلك التي خسرتها في الشرق .

وبعد فترة قصيرة بدأ تهديد الأتراك يصل إلى البندقية وسقطت عدة مدن في أيديهم إلى أن وقعت معاهدة سلام في عام 1479م لكن الصراعات الداخلية القائمة في الأراضي الإيطالية جعلتها فريسة للأطماع الأجنبية حيث أنشأ البابا يوليوس الثاني عصبة كامبراي أو العصبة المقدسة للحد من نفوذ جمهورية البندقية وتكونت هذه العصبة من كل من أسبانيا وفرنسا وألمانيا والكنيسة والهنغاريون ودوقية فيرارا التي كانت في شمال إيطاليا وإنضم إليهم المرتزقة السويسريون الذين خاضوا عدة معارك دارت رحاها في الفترة مابين عام 1508م وعام 1516م ضد البندقية وفي عام 1508م تمكنوا من الإنتصار علي البندقية في معركة أنياديللو وأدى ذلك إلى تضاؤل إمتداد البندقية داخل الأراضي الإيطالية وتعرضت لأزمة إقتصادية حادة وتراجع دورها التجاري في المنطقة وبعد صراع سياسي طويل وقعت البندقية تحت الحكم التركي بين عامي 1645م وعام 1669م ثم أصبحت جزءا من الدولة اليونانية في عام 1699م ثم جاءت نهاية جمهورية البندقية عند قيام الثورة الفرنسية حيث أصر نابليون بونابرت على تدميرها بذريعة أنها مصدر عدائي لدولته وبسبب الصراعات السياسية التي خاضتها المدينة سابقا وقفت دون حليف وفي عام 1797م عزل آخر دوق في الجمهورية وتم إنشاء بلدية ديمقراطية مؤقتة بدلا من الجمهورية ولكن في وقت لاحق من العام نفسه تم تسليم البندقية إلى النمسا في عام 1848م وأنشأ الزعيم الثوري دانيال مانين حكومة جمهورية مؤقتة لكنها سقطت بعد عام وبعد أن إنتصر البروسيون علي النمسا وحلفائها في عام 1866م في الحرب التي سميت بـحرب التوحيد أو حرب الأسابيع السبعة والتي كان من أهم نتائجها ضم منطقة البندقية لمملكة إيطاليا .


ومن أهم وأشهر الجزرالموجودة في مدينة البندقية جزيرة مورانو التي تمتاز وتشتهر بصناعة الزجاج الفاخر بطرق فنية عديدة ومختلفة والقنال الكبير والذى يعتبر بمثابة الطريق الرئيسي الذى تجري عبره وسائل النقل المائية مثل الجندول وسيارات الأجرة المائية والحافلات المائية بما أن وسائل النقل الإعتيادية من سيارات وباصات غير مسموح بها في المدينة وعلى ضفاف هذه القناة تصطف المباني والبالغ عددها أكثر من 170 مبني وتعود معظمها إلى ما بين القرنين الثالث عشر والثامن عشر الميلاديين والتي من أهمها كنيسة سان ماركو وكنيسة سانتا كيارا ويجتازها 4 جسور رئيسية وهي جسر الريالتو كما ذكرنا في السطور السابقة وهو مصنوع من الحجارة وقد صممه أنطونيو دا بونتي وإنتهى بناؤه في عام 1591م وبني كبديل للجسر الخشبي الذي كان مقاما قبله وإنهار في عام 1524م بالإضافة لجسري سكالزي والأكاديمية اللذين شيدا في القرن التاسع عشر الميلادى وجسر الدستور والذي صممه المهندس المعماري الأسباني سنتياجو كالاترافا وتم الإنتهاء من بنائه عام 2008م كما أنها تشتهر بالعديد من القصور الجميلة التي يقام فيها معارض فنية عالمية تخص اللوحات الفنية أو العروض السينمائية كما تشتهر هذه المدينة بإحتفالاتها المميزة فهي تقيم العديد من الكرنفالات المليئة بالحيوية والتي تعبر عن السعادة وأهمها كرنفال البندقية الذي يقوم فيه الناس بإرتداء ملابس غريبة تعود إلى عضر النهضة كما أنهم يرتدون الأقنعة التي تخفي وجوههم كشكلٍ من العادات وقد ظهر في مدينة البندقية العديد من الحركات الفنية كالفن المعماري ورسم اللوحات والموسيقي كمعزوفات الأوبرا والسيمفونيات كما إكتسبت هذه المدينة أهميتها بسبب ما تمتعت به من مباني تاريخية تعود معظمها إلى عصور النهضة في إيطاليا وبسبب قنواتها المائية العديدة حيث بنيت فوق الماء وعرفت بإسم مدينة الماء أو المدينة العائمة مما يجعلها نادرةً على مستوى العالم كما يصنّفها البعض بالمدينة الأكثر رومانسيةً في العالم والأكثر مثالية ومناسبة لقضاء شهر العسل لذلك تعرف بمدينة العشاق أو قبلة العشاق حيث كانت موطن كازانوفا الإيطالي وملجأ دون خوان الأسباني . وهناك العديد من المعالم التي تشتهر بها هذه المدينة وتجعلها محطةً سياحيةً يقصدها الناس من كل مكان من أهمها كنيسة القديس ماركو التي تتميز بخمس قباب شرقية الطراز والطابع مع الأقواس الكبيرة والديكور والرخام والمنحوتات الرومانية وأيضا ببرج أجراسها الذي يبلغ إرتفاعه 100 متر ويعود هذان المعلمان إلى القرن التاسع الميلادي وقد تمت إعادة بنائهما وترميمها عدة مرات ويتبع التصميم المعماري للمبنيَين أنماط العمارة القوطية البيزنطية وهما يقعان بساحة سان ماركو وهذه الساحة تعتبر من أهم الساحات في إيطاليا بالنسبة للسياحة وهي الساحة العامة الوحيدة في مدينة البندقية وهي مكان التجمع الرئيسي في المدينة وعلى الجانب الشرقي المجاور للكنيسة يوجد قصر باترياركل وهو مقر بطريرك البندقية وتقع فيها أيضا كنيسة سانتا كيارا وقصر دوجي كما توجد بالمدينة أيضا كنيسة سانتا ماريا ديلا سالوت والتي تعود إلي القرن التاسع عشر الميلادى وتقع عند نقطة إلتقاء القنال الكبيرة مع بحيرة البندقية وهي عبارة عن مبنى أبيض ذي قبة ضخمة وبنِي في الأصل كضريح تكريسا للسيدة مريم العذراء لإنقاذ المدينة من الطاعون الذي قضى على ثلث سكان المدينة في هذه الفترة الزمنية كما يوجد في هذه المدينة أيضا برج الساعة وهو معلم سياحي كبير يقصده السياح من جميع أنحاء العالم وقد تم بناؤه عام 1499م كما يوجد بها العديد من القصور السياحية والمتاحف التي تحتوي على أهم وأروع اللوحات وتمتاز هذه المدينة أيضا بوجود المطاعم والفنادق الفاخرة والمميزة والتي تمتاز بطابعها الرومانسي والفريد ولذلك تعتمد المدينة في إقتصادها على السياحة بشكل رئيسي حيث يزورها حوالي 3 ملايين زائر سنويا يشكلون القوة الشرائية للمصنوعات اليدوية التي ينتجها الحرفيون في مختلف الجزر حيث تحترف هذه المدينة فن الزخرفة على الزجاج وفن الرسم علي الخشب ويمثل هذان النشاطان نسبة كبيرة من الحرف اليدوية المنتشرة بها كما أننا نجد أن من ضمن أنشطتها الصناعية تصنيع الألومنيوم والفحم الحجري والمواد الكيميائية والسماد والطلاء ومنتجات البترول .


وكان من أبناء مدينة البندقية الفريدة الرحالة ماركو بولو والذى ولد بها في يوم 15 سبتمبر عام 1254م وتوفي في يوم 8 يناير عام 1324م وهو تاجر ومستكشف كان هو وأبوه نيكولو وعمه مافيو أول الغربيين الذين سلكوا طريق الحرير إلى الصين والتي أطلقوا عليها إسم كاثاي والرسام جوفاني أنطونيو كانال والمعروف بإسم كاناليتو والذى ولد بها وعاش في الفترة ما بين عام 1697م وعام 1768م وكرس مسيرته الفنية لرسم لوحات عديدة عن البندقية الهدف منها إظهار جمالها وروعتها والموسيقار عازف الكمان الشهير أنطونيو والمولود بمدينة البندقية في الرابع من شهر مارس من عام 1678م وتلقى من والده والذي كان عازفا على الكمان في كاتدرائية القديس ماركو أصول الموسيقى وقد قام بكتابة حوالي 400 كونشرتو من بينها الفصول الأربعة وهي أشهر أعماله على الإطلاق والرسام تيتسيانو فيتشيليو والذى ولد أيضا في مدينة البندقية عام 1488م وعمر طويلا حيث توفي عام 1576م عن عمر يناهز 88 عاما وهو يعد زعيم مدرسة البندقية في الرسم ورائد الفن التصويري في القرن السادس عشر الميلادى وقد نال رعاية عدد كبير من النبلاء الإيطاليين المعروفين كما كان لفترة من الزمن إمتدت بضع سنوات رسام البلاط لدى الإمبراطور شارل الخامس أو شارلكان وقد أنتج هذا الرسام عددا كبيرا من الأعمال وقد تميز بمهارته في إستعمال الألوان وإلى اليوم ما تزال درجة من اللون الأحمر الصفراوي الذي كان يستعمله أحيانا لرسم شعر أشخاصه وبخاصه النساء تعرف بإسم أحمر تيتسيانو أو حمرة تيتيان وقد بيعت إحدى لوحاته وهي لوحة موت آكتيون بأكثر من 2 مليون جنيه إسترليني في أحدِ مزادات لندن عام 1971م والمؤلف المسرحي كارلو أوزفالدو جولدوني الذى ولد في مدينة البندقية أيضا في يوم 5 من شهر فبراير عام 1707م وتوفي في باريس يوم 6 فبراير عام 1793م وهو مؤسس الملهاة الإيطالية الحديثة ويضعه نقاد اليوم من بين نخبة كتاب المسرح الأوروبي حيث يعتبر واحدا من آباء الكوميديا الحديثة .

 
 
الصور :