الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

حدائق الشلالات

حدائق الشلالات
عدد : 04-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
من موسوعة كنوز أم الدنيا
tbadrawy@yahoo.com



حدائق الشلالات أحد الحدائق الشهيرة والكبيرة التي تقع في مدينة الإسكندرية في مصر بالحي اللاتيني أرقي أحياء الأسكندرية قرب منطقة باب شرق وتشغل مساحة 8 أفدنة تقريبا وتتميز بالمدرجات المختلفة الإرتفاعات كما تضم بحيرات صناعية وشلالات مائية صناعية كما أنها تشمل بقايا أبراج وسور الإسكندرية القديم وبها أيضا صهريج تحت الأرض يعتبر هو الصهريج الوحيد الذي مايزال يحتفظ بحالته المعمارية دون أن يطرأ عليه أي تغيير وتبلغ مساحته نحو 200 مترمربع ويضم ثلاثة طوابق تحت الأرض وبه مجموعة نادرة من الأعمدة والتيجان المتنوعة وكانت الإسكندرية تعتمد في تغذيتها بالمياه العذبة على تخزين المياه في مثل هذه الصهاريج التي كانت تبني تحت الأرض وفي واقع الأمر فإن التاريخ يقول إن حدائق الشلالات من أهم المعالم الحضارية والتاريخية بمدينة الاسكندرية‏‏ فقد أنشئت منذ نحو مائة عام وكانت مساحتها حينذاك حوالي‏ 40 فدانا منها 22 فدانا في الشلالات البحرية و‏18 فدانا في الشلالات القبلية وبها الأبراج الأثرية لسور الإسكندرية وهو من معالم العمارة الحربية النادرة‏‏ وقد صممت هذه الحدائق طبقا لفكر مخطط الحدائق الأميريكي الشهير فريدريك لو أولمستد الذي تبني أسلوب تحويل المواقع المستوية إلي مواقع حافلة بالتضاريس الطبيعية من بحيرات وهضاب وقنوات‏ وإستغلال القيمة الجمالية للمياة الساكنة والمتحركة حيث تشتمل الحدائق علي شلال رئيسي من ثلاث اجنحة من المياه إلي قناة مكشوفة تصل إلي ثلاثة بحيرات متتالية أهمها البحيرة الرئيسية التي تقع أمام الكازينو حاليا‏‏ وبها كشك البجع الشهير كما أن الحديقة زاخرة بمجموعة من الأشجار العتيقة والنباتات النادرة وتعتبر حديقة متحفية لكونها تشمل مزيجا ما بين النباتات النادرة والمميزة والآثار القديمة التي تدل علي عراقة المنطقة حيث أن الحديقة توجد بها أشجار الفيكاس والتين البنغالي وهي أشجار معمرة يزيد عمر كل منها علي المائة عام وذلك يؤكده حجم الأشجار العملاقة والتي يزيد قطرها علي الستة أمتار وللأسف فإن هذه الأشجار تعاني من الإهمال نظرا لعدم إنتظام الري لها وسوء الإهتمام بها مما يعتبر جريمة ولولا حجم الأشجار الضخم وعمرها الطويل مابقيت علي قيد الحياة حتي الآن رغم إهمالها حيث ان هناك حشرة تسمي التريبس والتي تهاجم هذه النوعية من الأشجار ولكن نظرا لضخامة الشجرة فإن الحشرات تهاجم الأفرع فقط ولكنها لا تستطيع مهاجمة الجذع الأصلي للشجرة وذلك لحسن الحظ وقد أعلن منذ فترة قريبة عن تحويل الحديقة إلي مركز ثقافي ولذلك قسمت الحديقة الي 5 مناطق تحمل أسماء عدد من أعلام الفن والثقافة بالإسكندرية هم سيد درويش وبيرم التونسى ويوسف عز الدين عيسى وأحمد عثمان وسيف وانلى كما تم بناء مسرح صيفي للثقافة الجماهيرية بالحديقة لتقديم عروض فنية عليه خلال فصل الصيف من كل عام .

وعلي الرغم من أن سور الإسكندرية القديم وأبراجه قد مر علي تشييدهم آلاف السنين فما يزالا صامدين في وجه التاريخ ليشهد على عمر المدينة الساحلية التي لقبت بعروس البحر الأبيض المتوسط حيث ما زالت هناك أجزاء من جدران السور صمدت أمام حروب الطبيعة ولم تستطع عوامل التعرية والترسيب ان تمحيها يشاهدها المارة في وسط الإسكندرية وبين الأشجار العتيقة بحدائق الشلالات وكثيرا ما يمر أهالي الثغر بجوار هذه الجدران ولكنهم قد لا يعرفون أنهم يمرون بالقرب من جزء هام من تاريخ مدينتهم وأن هذه الأحجار كانت تصد غزوات الأعداء منذ إنشاء الإسكندرية ويعتبر هذا السور أحد أهم المعالم الأثرية لهذه المدينة التي أنشأها الإسكندر الأكبر عام 332 ق.م وأحاطها بسور ضخم ذو أبراج وحصون وأبواب للدفاع عنها وأتم هذا السور خلفاؤه من البطالمة ومن بعدهم زاد الرومان في تحصينه وبعد فتح عمرو بن العاص مصر في عام 21 هجرية الموافق عام 642م وبعد محاولة إحتلال الإمبراطورية الشرقية للإسكندرية عام 645 م في بداية فترة خلافة عثمان بن عفان تم هدم جزء من أسوارها حتى لا تحتاج المدينة بعد ذلك إلي حصار طويل وقد تم ترميم هذا السور في عصور الدولة الطولونية ثم في العصر الفاطمي ثم في العصر الأيوبي حيث إهتم بهاء الدين قراقوش بزيادة تحصين أسوار المدينة وإعادة بناء المتهدم منها في كثير من الأماكن وزيادة عدد أبراجها وتحصيناتها ثم في بداية عصر المماليك في زمن السلطان الظاهر بيبرس تمت تقوية السور وأبراجه وصيانتها وأيضا تم نفس العمل في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون ومن بعده تكرر في عصر السلطان الأشرف شعبان وأيضا في عهد السلطان قايتباى والذى أضاف إلي تحصينات الإسكندرية قلعته المعروفة بإسمه التي بنيت علي شبه جزيرة فاروس في مكان منارة الإسكندرية التي كانت قد إنهارت بسبب زلزال مدمر إلى أن إندثرت أجزاء كبيرة من هذا السور في عهد محمد علي باشا نتيجة للتوسعات التي تمت في عهده بمدينة الإسكندرية وأيضا نتيجة القصف المدفعي الذى تعرضت له الإسكندرية في شهر يوليو عام 1882م من سفن الأسطول البريطاني وهو الأمر الذى إنتهي بالإحتلال البريطاني لمصر في نفس العام .

وفي الوقت الحالي بعد دراسة نتائج الفحوص والتحليل لعينات من بقايا جدران السور وجد نخور وتفتت وتقشر وشروخ كبيرة ودقيقة بجميع قطع الأحجار المكونة للسور والمونة الرابطة للأحجار ولذلك فإن المتبقي من السور والبرج الغربي والذي كان يبلغ طوله حوالي 20 قدم ويتكون من خمسة حجرات كانت تستخدم في الماضي لتخزين الذخائر والدفاع عن المدينة من الجهة الغربية في حالة تهالك شبه تام ويحتاج الأمر للتدخل السريع كما أن البيئة الساحلية لمدينة الإسكندرية والمجموع الخضري المحيط بالأثر والبحيرة الصناعية الموجودة بحديقة الشلالات والأمطار الغزيرة التي تسقط علي مدينة الإسكندرية في فصل الشتاء تمثل أشد عوامل الفتك والتلف التي تتجمع وتقع مؤثرة علي أثر واحد مما يجعله قابل للتصدع والتساقط خاصة إذا تأثر بزيادة الإهتزازات الواقعة عليه أو يحدث أحد الزلازل التي يكون لها تأثير ضار جدا عليه وعلي ذلك فإنه يلزم حقن الشقوق والفجوات وكذلك رش جميع أسطح الكتل الحجرية بمواد تقوية تتناسب مع وجود الرطوبة ورذاذ الماء وضرورة إعادة النظر في تخطيط المنطقة المحيطة بالأثر بالكامل خاصة البحيرة الصناعية الملاصقة له وعزلها بشكل علمي سليم وتغيير أماكن النوافير ونقلها بعيدا عن الأثر لما تحدثه من تطاير لرذاذ المياه وتشبع الهواء بالماء إلى جانب ضرورة الحد من تسرب مياه الري للرقعة الخضراء مع إبعاد المحيط الخضري عن الأثر بمسافة لا تقل عن خمسة أمتار من جميع الجوانب مع الإسراع في تنفيذ شبكة أنابيب أعلي الأثر لتصريف مياه الأمطار من علي السطح العلوي له حتي لاتتراكم وتتجمع فوقه المياه وكذلك تخفيض منسوب المياه الجوفية أسفل الأثر وجعل المنطقة الأثرية منطقة عرض للصوت والضوء وهناك مشروع بالفعل منذ ما يقرب من 10 سنوات يشمل ترميم بقايا السور الأثرى من أجل المحافظة عليه وحمايته إلي جانب إنشاء سور حديدي حول المناطق الأثرية الهامة التي توجد بحديقة الشلالات لحمايتها من أعمال التخريب التي تتعرض لها يومياً من الخارجين عن القانون والمارين بالشارع ولكن المشروع لم يدخل بعد حيز التنفيذ نظرا لعدم وجود إعتمادات مالية كافية لتنفيذ هذا المشروع .
 
 
الصور :