كتبت / ريهام البربرى
rehamelbarbary2006@yahoo.com
أيقونة فيروزية قابعة على رأس خليج العقبة ، تطل بدلال ساحر على البحر الاحمر، حينما وطأت قدماى ترابها لأول مرة منذ احد عشرعاماً تقطعت أنفاسي ، وانتاب جسدى قشعريرة، لم يكن مرجعها أنى تفاجئت بأنى حاضرة وسط مكان أسطورى يفوق كل خيال أو لانبهارى الشديد من جمال منتجع طابا هايتس ماريوت وحفاوة استقابله وحسن ضيافتة لى ولعدد من السادة الزملاء بصحبة أحد الوفود الايطالية التى جاءت آنذاك فى رحلة تعريفية بدعوة من هيئة تنشيط السياحة المصرية، ولكن كان السبب الحقيقي يكمن فى زهوى وفخرى واعتزازى بأن قدماى تطأ بقعة غالية من ارض سيناء ارتوى كل شبر فيها بدماء آلاف الشهداء فى حروب متتالية انتهت بمعاهدة السلام بيننا وبين الكيان الصهيونى.. كنت أستشعر أنفاس شهداءنا الأبرار معنا فى كل مكان هناك .. كنت أرى ابتسامتهم تلوح لى في الأفق ونحن محاطون بهضاب وسلاسل جبلية متعددة الالوان.. كنت أشتم مسك عطرهم مع نسمات البحر الفيروزى.. وكان لسان حالى يهمس لهم (مرحباً أبائى وأجدادى.. بأمر الله نحن لها).
طابا منذ أن رُفع علم مصر خفاقًا فوق أرضها يوم 19 مارس عام 1989 معلنًا للعالم أجمع استرداد أخر نقطة حدود مصرية واستكمال السيادة الكلية لمصر على سيناء تبعث لنا فى مثل هذا التوقيت من كل عام نداءا خفياً موروثاً يحمل تصميما وعزما لا يلين يسمعه ويلبيه كل أفراد المؤسسة العسكرية وكل مواطن مدنى حر وشريف ويصم أذنيه عنه كل فاسد وخائن ولئيم ، تدعونا من خلاله الى تأمل عبقرية انتصار الدبلوماسية على أرضها ودراسة الدروس المستفادة من قضيتها؟
الان نحن بحاجه الى مثل تلك العقليات العنيدة الذكية بعد ان باتت رايات النصر قاب قوسين أو ادنى ان ترتفع أيضاً على أرض شمال ووسط سيناء معلنة تصفية البؤر التكفيرية التى ظلت قابعة لسنوات على أراضيها،لتبدأ القيادة السياسية بمساعدة أشقائها العرب ادارة معركة تنموية شاملة فى شمال ووسط سيناء التى ظلت لعقود طويله متلهفة على أن تجود بخيراتها من خلال مئات المشروعات التى يمكن تنفيذها على ارضها ولا تقل أهميتها عن تلك التى يحملها لنا مشروع القرن "نيوم" والذى طرحته المملكه العربية السعودية باعتباره حلما عربيا ينهض بمستقبل أجيال وأجيال من خلال إنشاء سبع نقاط جذب بحرية سياحية فى البحر الأحمر،و50 منتجعًا و4 مدن صغيرة، ستعود بالنَّفع على السعودية ومصرعامة ومدن محافظة جنوب سيناء خاصة ودول عربيه شقيقة أخرى..
ونحن من هنا كلنا أمل ورجاء فى أن يخرج علينا عباقرة الاقتصاد والاستثمار فى الوطن العربى للتعاون مع شقيقتهم مصر التى رصدت 275 مليار جنيه لتنفيذ مشروعات تنموية فى سيناء، ولازالت هى بحاجه لمزيد من المليارات لتكشف لكم تلك الارض الغنية عن كنوز مواردها الطبيعية التى هى قادرة بلا منازع على جذب كل أنواع الاستثمار الذى من شأنه تحقيق نهضة مجتمعية متكاملة فى وقت قياسي ستمكننا بالتبعية من دحر توابع الارهاب وتوثيق ما يكفى من ضمانات بعدم ظهوره مرة اخرى.
ومع إشراقة شمس صباح كل يوم اسمحوا لنا أن نقدم تحية إعزاز وتقدير الى قواتنا المسلحة المصرية التى عاهدت الله والشعب والوطن على حماية كل حبة رمل وصانت مصر على مر العصور من كل معتد أثيم.
|