الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

العلمين

العلمين
عدد : 03-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
من موسوعة كنوز أم الدنيا
tbadrawy@yahoo.com


العلمين هي إحدى مدن محافظة مطروح وتقع شرق مدينة مرسى مطروح وغرب مدينة الإسكندرية وتبعد عن القاهرة بمسافة حوالي 240 كم وعن الإسكندرية بمسافة حوالي 90 كم وعن مرسي مطروح بمسافة حوالي 180 كم ويحدها من الشمال البحر المتوسط ومن الجنوب منطقة صحراوية ممتدة حتي حدود محافظة مطروح مع محافظة الجيزة ومن الشرق مركز الحمام التابع لمحافظة مطروح ومن الغرب مركز الضبعة ومنخفض القطارة ويبلغ عدد سكانها قرابة 11 ألف نسمة وتنقسم المدينة إلى ثلاث مناطق رئيسية هي العلمين وقرية سيدي عبد الرحمن وقرية تل العيس وقد دارت على أرضها معركة العلمين التي تعد أحد أشهر معارك الحرب العالمية الثانية بين جيوش دول الحلفاء بقيادة بريطانيا وفرنسا والتي كان يقودها الفيلد مارشال الإنجليزى برنارد مونتجمرى وبين جيوش دول المحور بقيادة ألمانيا وإيطاليا والتي كان يقودها الفيلد مارشال الألماني إرفين روميل الملقب بثعلب الصحراء والتي منيت فيها قوات الفيلق الأفريقي الألماني بالهزيمة نظرا لعدم وصول الوقود اللازم للمركبات والدبابات والطائرات والإمدادات العسكرية اللازمة وكان الحل الوحيد أمام روميل حتي لايتم تدمير جيشه هو الإنسحاب نحو الغرب إلي ليبيا ومن العجيب أن خسائره كانت تقل كثيرا عن خسائر الجانب المنتصر وتضم المدينة مدافن ونصب تذكارية ومتحفا تخليدا لذكرى ضحايا تلك المعركة من مختلف الجنسيات ويعتمد إقتصاد المدينة بشكل رئيسي على ثرواتها الطبيعية من البترول الذي تقوم على إستكشافه عدة شركات مصرية بالإشتراك مع بعض الشركات الأجنبية العاملة في مصر وكذلك علي المناطق السياحية التي ينتشر بها عدد من القرى السياحية الفاخرة مثل مارينا وبورتو مارينا وقرية مراسي بسيدي عبد الرحمن والتي تنتعش بها الأنشطة التجارية والخدمية بصفة خاصة في فصل الصيف .


ويعود تاريخ مدينة العلمين إلى العصر الروماني حيث كان يقع على أرضٍها قديما مدينة تسمي ليوكاسبيس وهي مدينة ساحلية رومانية قديمة وصل عدد سكانها إلى حوالي 15 ألف نسمة آنذاك وكان يتميز وسط المدينة بوجود كاتدرائية رومانية وقاعة كبيرة تم تحويلها إلى كنيسة وقد مثلت القرية قديما مركزا تجاريا بين مصر وليبيا والواردات الكريتية القادمة من جزيرة كريت اليونانية وقد تم تدمير المستعمرة القديمة عام 365م بموجة تسونامي ناتجة عن زلزال وقع خارج ساحل جزيرة كريت ولم تتم إعادة بناء البلدة بسبب حالة الإضطراب التي كانت عليها الإمبراطورية الرومانية آنذاك وتم فقد أثر ليوكاسبيس حتى عام 1986م حين قامت مجموعة من المهندسين الذين كانوا يعملون على بناء الطرق في مارينا العلمين بالكشف عن منازل ومقابر قديمة ولقد تم تصنيف 200 فدان من الأرض المحيطة كمنطقة أثرية وعلي أثر ذلك بدأت عمليات التنقيب عن الآثار بتلك المنطقة في فترة التسعينيات من القرن العشرين الماضي .


ومن أهم المعالم الطبيعية والسياحية بالعلمين المقابر الحربية لجنود الحرب العالمية الثانية التي تضم رفات هؤلاء الجنود وهم من جنسيات متعددة وتقيم مصر حفل تأبين سنوي في شهر أكتوبر من كل عام بمدينة العلمين لضحايا معركة العلمين الشهيرة التي دارت بين قوات دول الحلفاء والمحور ويحضره ممثلون عن دول الكومنولث على رأسهم إنجلترا وفرنسا وكندا واليونان والهند وممثلون عن دولتي ألمانيا وإيطاليا ومحافظ مطروح ممثلا عن رئيس جمهورية مصر العربية وبمشاركة عدة شخصيات عسكرية وأمنية مصرية وعشرات من وفود الدول المختلفة وعدد من المحاربين القدماء الذين شاركوا ميدانيا في معارك الحرب العالمية الثانية بمنطقة الصحراء الغربية ومازالوا علي قيد الحياة ومجموعة من أسر الضباط والجنود ضحايا الحرب العالمية الثانية وتتضمن مراسم الإحتفال وضع أكاليل الزهور على مقابر الجنود يصاحبها إطلاق الأبواق العسكرية الانجليزية والإيطالية والألمانية وعزف لمقطوعات موسيقية ومارشات عسكرية وأناشيد القساوسة وقراءة ترانيم على المقابر وجدير بالذكر أنه قد أقيمت نافورة تسمي نافورة العلمين عبارة عن نصب تذكاري بمدينة سيدني الأسترالية تخليدا لذكرى الجنود الذين لقوا حتفهم في عام 1942م خلال معارك الحرب العالمية الثانية بمدينة العلمين المصرية وقد صمم هذا النصب التذكارى المهندس المعماري الأسترالي فيل تارانتو .


وتوجد ضمن مقابر العلمين مقابر الكومنولث والتي قام بتصميمها النبيل البريطاني السير هيبير ورثينجتون‏ وإفتتحها برنارد مونتجمري قائد قوات الحلفاء في معركة العلمين في شهر أكتوبرعام‏ 1954م‏ مصطحبا معه عددا من جنوده الذين حاربوا معه وعددا كبيرا من المدنيين وتضم المقابر رفات عدد 7367 ضحية من بريطانيا ونيوزيلاندا وأستراليا وجنوب أفريقيا وفرنسا والهند وماليزيا كما تشتمل على أسماء عدد 11945 من الجنود الذين لم يتم العثور على أشلائهم وقد كتب أسماء بعضهم على الحوائط ومن تلك المقابر أيضا المقابر الإيطالية وقام بتصميمها المهندس الإيطالي باولو كاشيا دومينيوني كونت سيلا فينكو وهو نبيل إيطالي شارك في معركة العلمين وقام بإفتتاح المقابر رئيس وزراء إيطاليا أمينتوري فانفاني في يوم ‏9‏ يناير عام‏ 1959م ويرقد فيها رفات‏ عدد 4634‏ جندي إيطالي وتقع المقابر على مسافة 5 كم غرب العلمين وتتميز بالفخامة وفن المعمار الإيطالي المتميز وتضم كنيسة صغيرة ومسجدا وقاعة للذكريات ومتحف صغير بالإضافة إلى لوحة تذكارية تشير إلى أن الصحراء قد إبتلعت أجساد حوالي 38 ألف شخص من الضحايا وأخيرا تأتي المقابر الألمانية حيث ظل الجنود الألمان والإيطاليين مدفونين بمقبرة واحدة حتى عام 1956م حين قررت الحكومة الألمانية بناء مقبرة خاصة للألمان وقام بتصميمها المهندس الألماني روبيرت تيسجلير وتم إفتتاحها في شهر أكتوبر عام‏ 1959‏م وقد أنشئت المقابر على هيئة قلعة وتضم رفات عدد 4280 جندي ألماني وهي مقسمة إلى ثماني غرف بواقع سبع غرف تضم كل واحدة منها عدد 600 جندي في حين تضم الغرفة الثامنة عدد 80 جنديا مجهولا وتقع على مسافة 3 كم غرب مدينة العلمين وتطل على البحر مباشرة من فوق جبل مرتفع نسبيا .


ومن معالم مدينة العلمين أيضا متحف العلمين العسكرى وهو يتبع إدارة المتاحف العسكرية أحد إدارات وزارة الدفاع المصرية ويقع بمدينة العلمين على الساحل الشمالي الغربي على شاطئ البحر المتوسط وقد إفتتح المتحف للمرة الأولى في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر في يوم 16 ديسمبر عام 1965م ليكون شاهدا على معركة العلمين التي تعد أحد أهم معارك الحرب العالمية الثانية والتي جرت وقائعها في شهرى أكتوبر ونوفمبر عام 1942م وقد تم تطوير المتحف بالتنسيق مع الدول التي شاركت في الحرب وأضيفت إليه قاعة توضح دور مصر خلال تلك الحقبة التاريخية وتم إفتتاحه بعد التطوير أثناء الذكرى الخمسين لمعركة العلمين في يوم 21 أكتوبر عام 1992م ويضم المتحف ست أقسام رئيسية هي القاعة المشتركة وقاعة مصر وقاعة إيطاليا وقاعة ألمانيا وقاعة إنجلترا وساحة العرض المكشوف ومركز القيادة ويلقي المتحف الضوء على الدول الأربع الرئيسية التي خاضت معركة العلمين وهي بريطانيا وألمانيا وإيطاليا بالإضافة إلي مصر التي قامت المعركة علي أرضها وشاركت فعليا في معركة العلمين وتعرض مقتنيات المتحف بعدة لغات هي العربية والإنجليزية والألمانية والإيطالية وتشتمل على أسلحة وأزياء عسكرية وغيرها من آثار المعركة بالإضافة إلى خرائط لسير المعارك وإرشادات صوتية لقصة المعركة من وجهة نظر كل من الجانبين فيما تضم حديقة المتحف عدد من الدبابات والمدافع وغيرها من المركبات العسكرية التي تم إستخدامها في تلك المعركة الشهيرة ويتضمن المتحف أيضا مهبط طيران ومكتبة وقاعة فيديو .


ومن المعالم الحديثة بمنطقة العلمين متحف مارينا العلمين وقد بدأ إنشاء هذا المتحف عام 2003م ويتكون من طابق واحد على مساحة 800 متر مربع بتكلفة إنشاء قدرها ثلاثة ملايين جنيه مصري ويشارك في إنشائه خبراء من دول بولندا والولايات المتحدة الأمريكية ومصر على أن يضم حين إتمام بنائه حوالي 500 قطعة أثرية تعرض طبقاً للتسلسل التاريخي منذ العصر البطلمي الذي بدأ عام 332 قبل الميلاد مرورا بالعصرين اليوناني والروماني وسيلقي أيضا الضوء على مظاهر الحياة اليومية والنواحي الدينية والإجتماعية والثقافية لسكان مدينة العلمين عبر العصور من خلال عرض قطع أثرية إكتشفت في المنطقة تتضمن مجموعة من العملات الذهبية والبرونزية وتماثيل وأوان فخارية وشواهد قبور وبقايا مبان معمارية أثرية .....


وتضم منطقة العلمين قرية سيدي عبد الرحمن وهي تقع على مسافة 130 كم غرب الإسكندرية وعلى مسافة 30 كم فقط من العلمين على الساحل الشمالي للبحر المتوسط وتضم القرية عددا من المنتجعات السياحية الناشئة المستمرة في النمو لتصبح واحدة من أهم المزارات السياحية بالساحل الشمالي ومدينة العلمين وقد إشتهرت القرية منذ عقود بشواطئها الرملية البيضاء الأشبه بحبيبات السكر ويعتبر خليج سيدي عبد الرحمن أحد أكثر المعالم الطبيعية روعة وجمالا على طول الساحل الشمالي المصرى والذي يجتذب المصطافين والسائحين منذ أكثر من 50 عاما فيما يجري حالياً تشييد منتجعات سكنية وقرى سياحية في هذه البقعة ومنها منتجع مراسي الذي يمتد على مساحة 6.25 كم مربع ويشتمل على عدد من الفيلات والمراعي الخضراء الخصبة والممرات المائية المتموجة وملعب للجولف كما تتواجد بالمنطقة قرية مارينا العلمين السياحية وهي منتجع سياحي أقيم على مساحة 250 فدان ويضم عدة منتجعات سياحية أشهرها مارينا وبورتو مارينا وتشتمل على المئات من المساكن المصيفية والشاليهات وعدد من المطاعم والفنادق ومركز تجاري ومزودة بجميع المرافق الحيوية والطرق الداخلية بالإضافة إلى أعمال التنسيق والتشجير لتمثل حالياً أحد أبرز المنتجعات السياحية الصيفية المصرية والأكثر إقبالا لما تزخر به من وسائل الترفيه والراحة بجانب الصفات الطبيعة الساحرة .


وبالعلمين مطار دولي يقع على مساحة 64 كم مربع وينفذ على ثلاثة مراحل بتكلفة تقدر بنحو 800 مليون جنيه مصرى بنظام الإنشاء والتشغيل BOT بحيث تؤول ملكيته للدولة بعد 50 عاما قابلة للتجديد لمدة 49 عاما أخرى وقد إفتتحت المرحلة الأولى للمطار في شهر مارس عام 2005م لكي تسع 600 راكب / الساعة تصل إلى 2000 راكب / الساعة في مرحلته الأخيرة ويبلغ طول ممر إقلاع وهبوط الطائرات بالمطار 3.5 كم وعرضه 45 متر مما يجعله قابل لإستقبال كل أنواع الطائرات العملاقة والثقيلة من شتي الطرازات سواء الإير باص أو البوينج ويضم المطار مدرسة دولية للطيران ومنطقة تجارة حرة إلى جانب منطقة صناعية صديقة للبيئة ومسطحات زراعية للمنتجات العضوية .


ويوجد بالعلمين أيضا ميناء يسمي ميناء الحمرا للبترول وهو ميناء بحري متخصص في خدمة قطاع البترول ويقع على مسافة 15 كم من نقطة مرور العلمين وعلى بعد حوالي 120 كم من غرب الإسكندرية بالقرب من آبار بترول الصحراء الغربية ويشغل مساحة كلية تقدر بـحوالي 7.24 كم مربع ومساحة بحرية تبلغ 5.75 كم مربع ويخدم الميناء ناقلات البترول من حمولة 30 ألف طن إلى 45 ألف طن وتصل قدرته الإستيعابية إلى 3 ناقلات بترول شهريا ويشتمل على 5 مستودعات تخزين بسعة إجمالية قدرها مليون برميل مزودة بأنظمة حماية ومكافحة الحريق وتقوم على إدارة الميناء شركة ويبكو ميناء الحمرا ويرتبط بثلاثة خطوط برية لنقل الزيت الخام من شركات عجيبة للبترول وبابتيكو وويبكو بالإضافة إلى تسهيلات محطات الضخ البري لمعامل التكرير المصرية والشحن البحري لمختلف دول العالم ويقوم الميناء حاليا بإستقبال وتخزين وشحن إنتاج أكثر من 15 شركة بترول عاملة بالصحراء الغربية يمثل إنتاجها أكثر من 40 % من إنتاج البترول المصري ويخطط لتطوير الميناء مستقبليا ليدخل مجال تداول المشتقات البترولية مع إنشاء معمل تكرير مع مضاعفة عدد مستودعات التخزين وخطوط الأنابيب .....


ويصل المدينة بباقي محافظات مصر شبكة من المواصلات البرية تتمثل في كل من الطريق الدولي الساحلي الذي يمتد من منفذ رفح شرقا حتى منفذ السلوم غربا بمحاذاة ساحل البحر المتوسط ويشمل طريق إسكندرية / مطروح الصحراوي إلي جانب طريق العلمين / القطارة وطريق وادي النطرون / العلمين وهو أقصر الطرق من القاهرة إلى العلمين بطول 135 كم من أول تقاطعه مع طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى بالقرب من مدينة وادى الفنطرون علي بعد 102 كم من القاهرة وكان قد تم إغلاق هذا الطريق مؤقتا في شهر يوليو عام 2015م بهدف إنهاء أعمال الصيانة والإنشاءات على الطريق لرفع كفاءته وتوسعته وقد تم الإنتهاء من هذه العملية وأعيد إفتتاحه ليصبح واحدا من شبكة الطرق المستجدة الحديثة في مصر والتي تم تنفيذها علي أعلي مستوى فيما يمر بالمدينة أيضا وبسيدى عبد الرحمن خط قطارات السكك الحديدية الإسكندرية مرسى مطروح .


وتتبع العلمين واحة تسمي واحة المغرة وهي منطقة صحراوية وعرة في قلب الصحراء الغربية جنوب العلمين يقيم بها نحو 400 مزارع يزرعون نحو 50 ألف فدان وتخطط الحكومة المصرية لإستصلاح أجزاء إضافية شاسعة منها للزراعة تصل إلى 150 ألف فدان إعتمادا على مخزون المياه الجوفية بالمنطقة عن طريق إنشاء آبار مياه تعمل بالطاقة الشمسية وذلك تحت إشراف وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضي المصرية بالمشاركة مع جمعيات المجتمع المدني وجدير بالذكر أن هناك مشكلة كبيرة تعوق أعمال التنمية بمنطقة العلمين نظرا لوجود آلاف الألغام التي خلفتها القوات المشاركة في معركة العلمين ويلزم إجراء عملية تطهير للمنطقة والتي تبلغ مساحتها حوالي 175 ألف فدان من الألغام ومخلفات الحرب العالمية الثانية بتكلفة تقديرية تصل إلى حوالي 20 مليون دولار وذلك لتفادي مخاطر التعرض لأي خسائر بشرية وتحقيق الإستفادة والإستغلال الأمثل لثروات المنطقة زراعيا وتعدينيا وسياحيا وعمرانيا ومن المخطط له أن تتم مرحلة التطهير على عدة مراحل بمشاركة القوات المسلحة المصرية وجهات دولية منها ألمانيا التي تتعاون ماليا وفنيا والولايات المتحدة الأميريكية التي تتعاون عن طريق توفير المعدات اللازمة لأعمال التطهير وذلك تحت إشراف وزارة التعاون الدولي المصرية .

وبالإضافة إلي ماسبق فإنه يوجد بمنطقة العلمين مشروع كبير وضخم تم التفكير فيه منذ سنوات عديدة ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ حتي الآن وهو مشروع منخفض القطارة وذلك نظرا للعديد من الصعوبات التي تعترضه منها مشكلة الألغام المذكورة في السطور السابقة إلي جانب التكاليف الضخمة اللازمة لتنفيذه علاوة علي الخوف من الإضرار بمخزون المياه الجوفية بالصحراء الغربية خشية تسرب الأملاح إليه ومنخفض القطارة عبارة عن منخفض يمتد من الشرق إلي الغرب ويقترب طرفه الشرقي من البحر الأبيض المتوسط عند العلمين وتبلغ مساحته حوالي 20 كم مربع وطوله حوالي 298 كم وعرضه حوالي 80 كم عند أوسع نقطة وهو يبدأ من جنوب العلمين بحوالي 100 كم ويبلغ أقصي إنخفاض له حوالي 134 متر تحت منسوب سطح البحر وفكرة هذا المشروع قائمة علي إمكانية توليد الكهرباء عن طريق شق مجرى بطول حوالي 75 كم لكي تندفع خلاله مياه البحر الأبيض المتوسط لتصب في منطقة منخفض القطارة من أجل تكوين بحيرة صناعية مساحتها حوالي 5 مليون فدان مع إستغلال إندفاع المياه نحو المنخفض في توليد طاقة كهربائية نظيفة ورخيصة تصل إلي حوالي 2500 كيلووات / ساعة مما يحقق وفر قدره حوالي 1500 مليون دولار قيمة تكلفة هذه الطاقة الكهربائية في حالة توليدها بالمازوت كما يمكن الإستفادة من هذه البحيرة الصناعية في إنتاج كميات هائلة من الأملاح والأسماك إلي جانب إقامة مشروعات سياحية حول تلك البحيرة الصناعية مع إمكانية إنشاء ميناء بحرى جديد يخفف الضغط علي مينائي الإسكندرية والدخيلة مما سيؤدى إلي خلق الآلاف من فرص العمل إلي جانب جذب جزء من الزيادة السكانية بعيدا عن المناطق المزدحمة بوادى النيل الضيق .
 
 
الصور :