الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

جولة حرة فى فرانكفورت

جولة حرة فى فرانكفورت
عدد : 02-2018
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
tbadrawy@yahoo.com


كان يوم الأحد 29 مايو عام 2016م وهو يوم الأجازة الأسبوعية في كل أوروبا حيث يتعطل العمل في كل الوزارات والمصالح والمؤسسات والمصانع والبنوك وتغلق معظم المتاجر والمحلات أبوابها فكانت فرصة للتجول مشيا على الأقدام في أنحاء مدينة فرانكفورت والجلوس بعض الوقت علي ضفاف نهر الماين في الحدائق والمتنزهات المنتشرة علي تلك الضفاف. وفرانكفورت تعد من أكبر المدن الألمانية إلي جوار برلين العاصمة الحالية وهي بلد المال والأعمال والمعارض الدولية والمباني الشاهقة في ألمانيا وكانت تعد العاصمة التجارية والإقتصادية لألمانيا الغربية وقت تقسيم ألمانيا إلي دولتين شرقية وغربية بينما كانت بون وهي مدينة صغيرة بالقرب من فرانكفورت هي العاصمة الإدارية ومقر البعثات الدبلوماسية والسفارات. وتتميز مدينة فرانكفورت بموقعها الهام في وسط القارة الأوروبية ويوجد بها أكبر مطار في وسط أوروبا وهو المقر الرسمي لشركة طيران لوفتهانزا التي تعد شركة الطيران الأولي في العالم طبقا لتصنيف منظمة شركات الطيران الدولية كما توجد بها أكبر محطة قطارات في وسط أوروبا وترتبط المدينة وضواحيها بشبكة مواصلات متميزة تشمل قطارات تربط ضواحيها ببعضها البعض ومترو أنفاق وترام وأتوبيسات تغطي كل شبر فيها ويستطيع أى فرد طلب خريطة للمدينة والمخطط العام للمواصلات فيها مجانا من مكاتب الإستعلامات في محطات القطارات أو من مكاتب الإستقبال بالفنادق، وهذا الأسلوب هو المتبع في جميع المدن الألمانية عموما . وتصادف أن كان اليوم موعدا لمسابقة لإختراق الضاحية والذى يقوم المتسابقون خلاله بالجرى في شوارع المدينة عبر خط سير متفق عليه وعلي المسؤولين عن المرور عمل ما يلزم من تحويلات مرورية وقتية أثناء السباق وهو ماتم بشكل ممتاز جمع بين سلامة المتسابقين وبين عدم تعطيل المرور، والملفت للنظر أنك تجد في هذا السباق جميع الأعمار من الجنسين والكل سعيد بما يفعله فمجرد الإشتراك في هذا الحدث يعتبر نوع من مزاولة الرياضة التي تنعكس بالإيجاب علي الصحة العامة، ومن الملفت للنظر أيضا أن نهر الماين والذى يعد ترعة إلى جوار نيلنا العظيم لاتجد علي طول ضفتيه أى هيش أو بوص أو أوكار للخارجين عن القانون بل تجد محطات للمراكب النهرية ونوادى وكافتيريات وحدائق ومتنزهات، ولن أتكلم عن نظافة المدينة فهذا شيء بديهي فأنا اتكلم عن شعب جاد ليس لديه وقت أثناء أيام العمل للتهريج والهزار بل وقته مخصص للعمل والإنتاج، وفي يوم الاجازة الأسبوعية فليفعل مايشاء ويقضي وقته في فرح وسرور وسعادة ويعيش حياته بالطول والعرض، فليس لديه مشكلة في التعليم أو الصحة أو الإسكان او المواصلات أو الغذاء وإقتصاده يعد من الأوائل عالميا . لا أقول هذا انبهارا فليست هذه هي الزيارة الأولى لي لألمانيا بل هي الزيارة الرابعة وأنا أتكلم عن بلد عانت من ويلات الحرب وخرجت من الحرب العالمية الثانية في حالة دمار وخراب كاملين فلا مرافق ولا طرق ولا بنية تحتية ولا حتي منازل وتم تقسيم الدولة إلي دولتين ولكن في خلال سنوات قليلة هب هذا الشعب العظيم وإنتفض وأعاد بناء بلاده وتوحيد دولته وأصبح يعيش في رغد ورفاهية تحسده شعوب العالم عليهما وفي أماكن كثيرة بالمدن الألمانية تجد فتارين زجاجية بها صور للمدن الألمانية عام 1946م تبين حالة الخراب والدمار التي كانت عليها وأخرى لها حديثة عام 2016م تبين حالتها الآن يتضح منها الفارق الشاسع بين الحالتين، فحقا إن إرادة الشعوب تذلل وتقهر المستحيل وتصنع المعجزات فياليتنا نقتدى بهذا ونعمل به ونحاول أن نقيل بلادنا من عثرتها التي طالت لنلحق بقطار التقدم والتنمية والإزدهار قبل أن يفوتنا ونندم حيث لا ينفع الندم
 
 
الصور :