الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الجميله والدير

الجميله والدير
عدد : 01-2018
كتبت / الشيماء علي

رحلتنا اليوم خارج القاهره متجهين نحو بلد ومكان ملئ بالروحانيات والعلامات المقدسه التي ارتبط ظهورها ببعض الاديان السماويه وعلى مر السنين ظل الناس يذكرونها ويتبادلون قصصها من جيل لاخر نعم انها مدينه رقم صغرها الا ان الاماكن بها واحداثها وما صار ببقاع ارضها كثير جدا قد يكون في تلك الحكايات نوع من الخيال الى انها مدينة تحول فيها الخيال الى واقع انها سيناء بلد الأديان وموطن لكثير من الأحداث والحضارات...

سيناء المكان المقدس قبل ظهور المسيحية بألف عام، هرب إليها سيدنا موسى عليه السلام من اضطهاد الفرعون، وهناك أمره الله أن يخرج بقومه من مصر، وفيها تلقى الوصايا العشر من على قمة الجبل (جبل المناجة أو جبل موسى)، وعلى أرضها تملى الخمس فصول الأولى من كتاب العهد القديم (التوراة) وايضا ولد بها المسيح وبدأت منها الرحله المقدسه . على أرضها الكثير والكثير من الاحداث وجولتنا اليوم تأخذنا الى دير سانت كاترين - دير القديسه الجميله- الذى يقع فى جنوب سيناء أسفل جبل كاترين -أعلى الجبال في مصر- بالقرب من جبل موسى. ويقال عنه أنه أقدم دير في العالم،كما يعد مزارا سياحيا كبيرا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم.

ظل هذا الدير لقرون يحمل اسما لبنت تدعى " كاترين" وهى ابنة "كوستاس" من عائلة نبيلة،عاشت بالإسكندرية أيام حكم الإمبراطور الرومانى مكسيمانوس (305- 311م)،وكانت تتحلى من صغرها بالحكمة والعقل الراجح والحياء.

التحقت كاترين بالمدارس وتثقفت بعلوم زمانها، وكانت مثابرة على الاطلاع والتأمل. ولما بلغت الثامنة عشر كانت قد درست اللاهوت و الفلسفة على أيدي أكبر العلماء المسيحيين حينذاك، فعرفت بُطلان عبادة الأوثان وروعة المسيحية ولكنها لم تكن قد اعتنقت المسيحيه بعد وقيل انه في إحدى الليالي ظهرت لها السيدة العذراء تحمل السيد المسيح وتطلب منه أن يقبل كاترين ولكنه رفض، وكان هذا المنام سببا لاعتناقها المسيحيه كما قيل واعتنقت المسيحيه وفى تلك الاثناء وفي ظل الحكم الوثنى في عام 307م حضر القيصر مكسيميانوس الثاني إلى الإسكندرية، وكان مستبدًا متكبّرًا يكره المسيحيين، ويجد مسرّته في تعذيبهم والفتك بهم، فأمر بتجديد الشعائر الوثنية بعد أن اهتزّت تمامًا بسبب انتشار المسيحية و أصدر مكسيميانوس منشورًا بوجوب الذهاب إلى المعابد الوثنية وتقديم القرابين لها ،وإلا تعرّض الرافضون للعذابات والموت. وفي يوم الاحتفال دُهش كل الحاضرين إذ لاحظوا فتاة جميلة في الثامنة عشر من عمرها تخترق بكل جرأة وشجاعة الصفوف وتتلّمس المثول لدى الإمبراطور،الذي كان جالسًا بين رجال الدولة وكهنة الأوثان و لكن وبكل جرأة وقفت الفتاة أمام الإمبراطور تقول له:"يسرّني يا سيدي الإمبراطور أن أترجّاك أن توقف منشورك لأن نتائجه خطيرة". ثم بدأت تتحدث باتزان وهدوء وبغير اضطراب، وكان الإمبراطور يصغي إليها مذهولا من جمالها وشجاعتها فاستدعاها إلى قصره وأخذ يعدها بزواجه منها، ولكنها رفضت. و بدأت تتحدث عن الإله الحي خالق السماء والأرض وتُهاجم العبادة الوثنية مما اغضب الامبراطور منها .

ومن أجل أن ترتد كاترين عن المسيحية مثلها مثل غيرها في هذا الوقت أجابها الإمبراطور أنه ليس ملمًا بعلوم الفلسفة ليرد على كلامها،مصدراً أوامره إلى 50 حكيما من حكماء عصره كى يناقشوها ويجادلوها فى سبيل رجوعها عن ديانتها واضعاف معتقادتها إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، وجاءت النتائج عكسية لدرجة أن هؤلاء الحكماء ما لبثوا أن انضموا إلى صفوف المسيحية واعتنقوا الديانه ، وبالمثل فعل كثيرون مثلهم وكان من بينهم بعض رجال البلاط الامبراطوري ، فلجأ مكسيمانوس لتعذيب كاترين ، وأمر أن تصنع عجلات يبرز منها مسامير ورؤوس سكاكين مدببة ليضعونها فيها ولم يؤثر هذا على إيمانها مما دفع أحد الجنود لقطع رأسها.

• سبب التسمية

تشير احد الروايات إلى استشهاد القديسة كاترين في الإسكندرية. وبعد استشهادها بخمسة قرون رأى راهب في سيناء جماعة من الملائكة يحملون جثمانها الطاهر، ويطيرون به ويضعونه على قمة جبل في سيناء. فصعد الراهب للجبل ليجد بقايا الجسمان عند صخرة بهذا الجبل الذى سمى فيما بعد بجبل "سانت كاترين " الذى يرتفع 2642 مترا فوق مستوى سطح البحر، ثم قام هذا الراهب بنقل رفات القديسة إلى كنيسة موسى النبي. ثم نُقل الجثمان المقدس بعد ذلك إلى كنيسة التجلي في الدير الذي بني بأمر من الإمبراطورة هيلين -أم الامبراطور قسطنطين- ولكن الإمبراطور جستنيان في القرن السادس هو من قام فعلياً بالبناء بين أعوام 545م ومنذ ذلك العهد عُرف الدير باسم "دير سانت كاترين"الذى سجل ضمن قائمة التراث العالمي الیونيسكو عام 2002 ،و يعتبر من أهم الأدیرة عالميا.

• قطعة تاريخية فنية:

يضم الدير منشآت مختلفة منها الكنیسة الرئیسیة ) التجلي( التي ناجى عندها نبي الله موسى وتلقى ألواح الشريعة، وتحوي داخلھا كنیسة العلیقة الملتھبة، وتسع كنائس جانبیة صغیرة، كما یشمل الدیر 10 كنائس فرعیة، وقلالي للرھبان، وحجرة طعام، ومعصرة زیتون، ومنطقة خدمات، ومعرض جماجم والجامع الفاطمي؛ كما يحتوي على مكتبة للمخطوطات يقال أنها ثاني أكبر مكتبات المخطوطات بعد الفاتيكان حيث تحوي 6 آلاف مخطوط ،وعدد من الفرمانات من الخلفاء المسلمين لتأمين أهل الكتاب.

كما يحتوي الدير على هدايا قديمة من ملوك وأمراء منها ثريات من الفضة وبه بئر يقولون عنه أنه بئر موسى، كما أنه قد بني حول شجرة يقال أنها شجرة موسى التي اشتعلت بها النيران فاهتدى إليها موسى ليكلم ربه، ويقولون عنها أنه جرت محاولات لاستزراعها خارج الدير ولكنها باءت بالفشل وأنها لا تنمو في أي مكان آخر خارج الدير.

والدير يمثل قطعة من الفن التاريخي المتعدد، فهناك الفسيفساء العربية والأيقونات الروسية واليونانية واللوحات الجدارية الزيتية والنقش على الشمع وغيره، ونزل للزوار وبرج أثري مميز للأجراس.

• المسجد:

يوجد بالدير مسجد صغير تبلغ مساحته 7x 11 م بارتفاع 6 م ،قام أحد حكام مصر في العصر الفاطمي ببنائه حتى يحمي الدير من الهجمات التي كان يتعرض لها الدير من وقت لآخر..كما قام نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية على مصر بتقوية السور -الذي يبلغ ارتفاعه من 40-200 قدم - وتعليته وأقام دفاعات بعد شكاوى الرهبان من تعرض الدير لبعض الهجمات. ويقع المسجد في الجزء الشمالي الغربي داخل الدير ويواجه الكنيسة الرئيسية، حيث تتعانق مئذنته مع برج الكنيسة في منظر لا يتكرر إلا في مصر.

• المكتبة:

تعد ثاني أكبر مكتبة في العالم بعد مكتبة الفاتيكان ، وقد تم افتتاحها خلال الشهر الماضي بعد اعمال الترميم والصيانه حيث تضم ثاني أكبر مجموعة من المخطوطات القديمة في العالم، بعد مخطوطات مكتبة الفاتيكان.كما تضم المكتبة القديمة نحو 3300 مخطوطة من النصوص المسيحية بصفة رئيسية باللغة اليونانية والعربية والسريانية والجورجية والسلافونية من بين لغات أخرى. كما تضم أيضا آلاف الكتب واللفائف التي تعود إلى القرن الرابع. وقد وجد بها 160 مخطوطة على الأقل بها خدوش طفيفة وآثار حبر أسفل كتابات تمت مؤخرا كما قيل من قبل الذين عملوا بها . كما اعتقدوا أن الرقاع ربما تم محوها على يد رهبان الدير وأعيد استخدامها بين القرن الثامن والقرن الثاني عشر. وأثناء تجديد المكتبة عثرعلماء الآثار على بعض من وصفات أبقراط الطبية التي مضى عليها قرون.

• فسيفساء التجلي

قام المسؤولون بافتتاح فسيفساء التجلي بكنيسة الدير،حيث تتميز بثراء ألوان الزجاج والأحجار وقطع الخشب المفضضة والمذهبة. ويعود تاريخ تصميمها الى القرن السادس عشر بطلب من الإمبراطور البيزنطي جوستنيان الذي أمر أيضا ببناء الدير.
 
 
الصور :