الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

قدسنا

قدسنا
عدد : 12-2017
بقلم / ريهام البربرى
Rehamelbarbary2006@yahoo.com


ونحن على مشارف عام ميلادى جديد ،لا نعلم ماذا يخبىء لنا بعد عار الاعتراف بمدينة القدس العربية عاصمة لاسرائيل،تساءلت هل نحن كعرب ومسلمين فى عيون المجتمعات الغربية إرهابيين؟..هل ينظرون إلينا كعرب ومسلمين عاجزين على ترسيخ لغة السلام بيننا لذا جاء قرار أكبر دولة مهيمنة على العالم مخترقاً كل المواثيق والاتفاقات الدولية؟

تأتينى الاجابة من صوت عقلي وضميرى بالنفي القاطع ، فنحن أبدا لم ولن نكون كما هم يحاولون دفعنا إليه.. فمصرنا وهى أم الدنيا وقلب العالم العربي دائما غوث البلاد والعباد لم تتأخر فى فتح ذراعيها لتستقبل ملوك ورؤساء ومشاهير وشباب العالم حتى وهى فى ذروة معركتها مع الإرهاب ترسل رسائل السلام لكل العالم على لسان ضيوفها أنفسهم الذين نزلوا مصر كراما آمنين، وقاموا فيها بعده جولات سياحية ولم يجدوا من أهلها إلا كل ترحيب، دليل على أن وجدان المجتمع المصرى مسلميه ومسيحييه محب بطبيعته للخير والسلام رغم سوء ظروفه الحياتية ، شعب يعى تماما حجم المخاطر التى تحيط به من كل جانب ،كاشفاً بصبر وحكمة خيوط المؤامرات والدسائس التى تحاك له تباعاً لاستنزافه اقتصاديا وعسكريا سواء في الشأن الداخلى أو الخارجى، وكان أخرها هذا القرار الذى اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية بشأن القدس العربية..تلك المدينة التى لا نعترف بسواها عاصمة لدولة فلسطين المحتلة.. وتمثل لنا جزءا عظيما لا يتجزأ عن عقيدتنا وحضارتنا وانسانيتنا.. ونعتز بها مدينة للأنبياء وموقعة للشهداء.. حاضنة المسجد الاقصى - ثانى مسجد بنى في العالم بعد المسجد الحرام بأربعين عاماً- والذى عظم الله شأنه فى قوله تعالى:" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" .. فى قلبها كنيسة القيامة - أكثر الكنائس قداسة - قبلة الحجاج المسيحيين .. ترابها منذ فجر تاريخها ارتوى بدماء المسلمين والمسيحيين على حد سواء فى تاريخ نضالى أدعوكم جميعا لاسترجاعه فى أذهانكم لتعلموا أننا في رباط الى يوم القيامة.

ولقد زرع فينا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فضيلة حب الأوطان والانتماء إليها حينما خرج من مكة وإلتفت مخاطبا إياها،وقال: "أمَا والله لأخرج منك، وأني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلىَّ، وأكرمه على الله ، ولولا أن أهلك أخرجونى منكِ مَا خرجت".. لذا نصرة دولة فلسطين المحتلة، وتأييد المرابطين فيها ومساندتهم واجب علينا جميعاً كعرب، ونحن رغم كل مشكلاتنا الحالية والمتوارثه لسنا بالأمة الهزيلة التى يصورها لنا أعدائنا والخونة والفاسدين بل نملك ما يلزم من وسائل تصعيدية من شأنها الضغط على أمريكا للعدول عن هذا القرار..وإفهامها أن المواطن العربى لم ولن يكون مطية لارادتها العنجهية.. ويشهد التاريخ أن أقوى أسلحة النصر لنا كانت فى اتحادنا وإيماننا بعدالة قضايانا وثباتنا على الحق،وما النصر إلا من عند الله.

وليعلم من يريد أن يفتح أبواب جهنم فى المنطقة أننا قوم مؤمنون بأنها لا تحرق إلا الظالمين، وما تعاقب المصائب والمحن والابتلاءات إلا منح ربانية من شأنها تعديل مساراتنا وتوجهاتنا تجاه بعضنا البعض وإعادة اللحمة العربية والاسلامية من جديد، ثقة فى قول الله تعالى:" أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ".. والصلاح سيبدأ من أنفسنا لينطبق علينا قوله تعالى: " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ".

ونحن من هنا نطالب كل الحكام أن يتحملوا مسئولياتهم بجدية تجاه شعوبهم، ويعملوا على شحذ هممهم لبناء أوطانهم وإصلاح ما فسد فيها، ويعملوا على الارتقاء بأهل العلم والدين من أجل إعمار الأرض لا إفسادها بالسفهاء، وعلى الترسيخ العاجل لمبادىء العدل والعدالة بين جموع الأفراد،وغرس ثقافة العمل والمشقة والتضحية من أجل بناء الأوطان كى نمتلك قريبا القدرة على التأثير فى هذا العالم.

وختاماً.. اسمحوا لى أن أودع معكم هذا العام بأطيب الأمنيات أن لا يعرف اليأس طريقة الى قلوبنا ،وأن نجتهد فى إحياء ذكرى انتصارات أبائنا وأجدادنا بيننا ،وأن نرسخ فى عقول ووجدان أطفالنا عروبة القدس وأنها عاصمة أبدية لدولة فلسطين المحتلة، وأن الأمة العربية والاسلامية بفضل الله وحوله وقوته قادرة على إستعادتها يوماً ليس ببعيد رغم أنف كل حاقد ولئيم ومزيف للتاريخ.