بقلم الخبير السياحى/ محمود كمال
تزدهر الأمم بأفكار أبنائها وخاصة حينما تكون خارج الصندوق وقابلة للتنفيذ والاستمرارية لتحقيق أعلى فائدة للمجتمع ولبلدها، وفكرة اليوم تستطيع مصر تنفيذها في غضون شهر واحد لتصبح حقيقة على أرض الواقع تخدم قطاع السياحة من جانب والتعليم الفني من جانب اخر والمجتمع بشكل عام.
تكمن الفكرة في إنشاء مطعم بمنطقة سقارة على طراز فرعوني بحيث لا يتعارض مع خصوصية المكان الأهم اثريا على مستوى العالم ، واليكم بعض المعلومات البسيطة عن منطقة سقارة الاثرية فهي تمتلك أهم المجموعات الجنائزية ومنها مجموعة زوسر الجنائزية بما فيها الهرم المدرج ومجموعة الملك أوناس الجنائزية والسرابيوم والعديد من المقابر التي تحكى الحياة اليومية لأصحابها من الوزراء والمقربين لقلب الملك وكلها تشترك في شيء واحد ألا وهو الابهار من خلال فن التصوير والنحت والرسم واستخدام الحجارة والانفاق على أوسع نطاق وأصبحت المنطقة بعد فتح السرابيوم الذى ظل مغلقا لاكثر من عشرون سنة بسبب إعادة ترميمه وفتحة للزيارة بالصورة التي تتناسب معه ومع مكانة مصر وقد أفتتح بالفعل وكذلك المقابر والمصاطب التي تؤرخ من عصر الدولة القديمة مرورا بالدولة الحديثة ونهاية بالعصر المتأخر وعلى ضوء ما تمتلكه هذه المنطقة من روعة في كل شيء إلا أنها تفتقر لوجود خدمات تساعد السائحين من الأجانب والمصريين للاستمتاع بها والتعرف على اكبر وأهم الاثار في تاريخ مصر، وأصبحت زيارة منطقة سقارة تحتاج لقضاء اليوم كاملا وليس كما هو المتبع في البرامج السياحية التي تعطى ثلاثة ساعات بحد اقصى لزيارة منطقة سقارة وبالتالي نفوت على الزائر الكثير من المتعة ، ولذلك تأتى فكرة إنشاء مطعم مصري على طراز فرعوني بمشاركة وزارة الاثار من خلال تخصيص موقع متميز يمكن أن يرى من خلاله أهرامات الجيزة وسقارة ودهشور وميدوم معا دون المساس بأي أثر ولا نحتاج لبناء عصري لهذا المطعم بل يجب أن يتميز بشكله البسيط ويمكن أن يكون على شكل خيمة خشبية مستديرة تسع لعدد مائتي فرد كمرحلة أولى وتكون أفران الطهى على شكل الافران الريفية وهى مصرية قديمة لكى تناسب الفكرة وتحافظ على هيئة المكان الاقدم عمرا والموجود كدليل على أعظم حضارة عرفتها الإنسانية.
وننتقل الى الجانب الاخر من المشاركين في التشغيل وهى وزارة التربية والتعليم – قطاع التعليم الفني والذى يمكنه إمداد المشروع بالأجهزة والمعدات اللازمة للطهى وموائد الطعام وأدوات السفرة من خلال مشروع رأس المال التابع لوزارة التربية والتعليم وعليه يتم اختيار مدرسة فندقية وسياحية من المدارس الفنية المتقدمة في الشئون الفندقية والخدمات السياحية ليصبح طلبة تلك المدارس هم المنفذين لعملية الطهى واستقبال الضيوف وتقديم كل خدمات الضيافة اللازمة على اعلى مستوى وبذلك يتم التدريب العملي لهؤلاء الطلبة على المعايير الدولية في فن الطهى والضيافة بالصورة التي تساهم في تحسين الصورة الذهنية للتعليم الفني في مصر وسوف يفتخر الطلاب أنفسهم بتنفيذ هذا المشروع وتفتخر أهاليهم بما يقدمونه ومزايا عديدة سوف تكون من نصيب كل المشاركين من وزارتي الاثار والتربية والتربية والتعليم والتي سيستفيد منها قطاع السياحة ووزارة السياحة وخلق أجيال جديدة من طلبة المدارس الفندقية قادرة على مواكبة افضل الخدمات على مستوى العالم ودون تحمل أي جهة أعباء تكاليف التشغيل والخامات مع تقديم جودة متميزة لمنتجات الأغذية ووضع هامش بسيط للربح بعد استقطاع كافة التكاليف ومن ثم يمكن تطبيقها لاحقا في أماكن أخرى عديدة في مصر.
كل ما يلزم لتنفيذ هذه الفكرة هو مذكرة تفاهم بين وزارتى الاثار والتربية والتعليم في إطار مشروع رأس المال، وفى حالة جدية الطرفين في التنفيذ وتحقيق النجاح المضمون بإذن الله لن يستغرق إعداد وتجهيز الفكرة وتنفيذها أكثر من شهر ،وسوف يستمر المشروع باستمرارية وجود المدارس الفندقية التي ستضرب مجموعة من العصافير بحجر واحد وسرعان ما سيكون طلب سوق العمل السياحي للحصول على هؤلاء الطلاب المميزين في فن الطهي وخدمة الأغذية والمشروبات.
نداء الى السيد وزير التربية والتعليم ووزير الاثار بضرب كل العصافير بحجر واحد بالإضافة لتشجيع طلبة التعليم الفني في المجالات الأخرى وتغيير نظرة المجتمع المتدني للتعلم الفني، المشروع فكرة قابلة للتنفيذ فورا،وما أكثر الأحجار والعصافير في بلادنا.
|