الأربعاء, 1 مايو 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

العروسة الدمية والحضارة المصرية القديمة

العروسة الدمية والحضارة المصرية القديمة
عدد : 11-2017
بقلم الدكتور / إسلام محمد سعيد
مدرس مساعد التاريخ والاثار المصرية

لم تكن فكرة صناعة العرائس الدميه وليدة العصر الحديث والتكنولوجيا المعاصرة بل كانت نتاج لإبداعات الحضارة المصرية القديمة ، فنجد ان الأسر المصرية بمختلف طبقاتها كانت تحرص بشكل كبير على صناعة العرائس بإعتبارها أهم أنواع لعب الاطفال ،وذلك طبقا لإمكانياتهم بإستخدام المواد المختلفة فقد صنعت بعض العرائس من الخشب واخرى من الطين وغيرها من الفاينس والفخار والحجر، كما كانت تزخرف بصور القلائد والرسوم الهندسية والحيوانية وتزين بخصل من الشعر المستعار والشعر الطبيعى بالاضافة الى صناعة أذرع تتصل بجسمها بواسطة بوصلات خشبية صغيرة لكى يتمكن الطفل من تحريكها متخيلا الحياة فيها ، هذا ونجد فى الصورة الواضحة أمامنا على الجانب الايسر منها مثال حي لمدى ابداع الفنان المصرى القديم فى صناعة احدى النماذج الخاصة بلعبة العروسة وهى قطعة اثرية هامة ترجع للعصر الرومانى تم اكتشافها عام 1905م على يد بعثة مصرية الا انها تُعرض الان بالمتحف البريطانى بلندن، وهى تمثل عروسة مصنوعة من الكتان محشوة بالقماش والبردى تُثبت ذراعيها بلفة كتانية من الظهر ،كما تظهر عليها بعض العلامات بإضافة قطع من الصوف الملون على بعض الاجزاء فى الوجة والجسم الا انها تلاشت الان ، هذا ونشاهد على الجانب اليمن من رأسها حبة زجاج زرقاء صغيرة معلقه تم استخدامها كنوع لزخرفة الشعر..بينما نجد على الجانب الايمن من الصورة مشهداً يوضح مدى التطور الحديث لصناعة العروسة اللعبة ومدى تأثير التكنولوجيا والصناعات الحديثة فى استخدام المواد والخامات المختلفة فى تشكيل و تصميم العروسة الدمية بصورة اكثر تعبيرا عن الواقعية.. الا انه فى طبيعة الامر لم يكن هذا التطوير الحديث لشكل وصناعة العروسة الدمية سوى فكر جديد قائم على قاعدة واساس راسخ وضعه الفنان المصرى القديم لصناعة تلك العرائس كنوع من انواع الالعاب التى كان يحرص الطفل المصرى منذ القدم على الاستمتاع بها والتى استمرت حتى وقتنا الحالى واصبحت ظاهرة تناقلتها بلدان العالم اجمع ولكنها فى الاصل من صنع مهد الحضارات مصرنا الحبيبة.