الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

مصر التي في خاطري

مصر التي في خاطري
عدد : 09-2017
بقلم الدكتور/ محى عبد السلام
خبير اقتصادى

لفت نظري تصريح أحد وزراء الحقيبة الاقتصادية بأن مواردنا محدودة ولا تزيد بنفس معدلات الزيادة السكانية، وفى مقالي هذا سوف ألقى الضوء على موارد مصر البشرية والطبيعية وأحاول ان أشرح ببساطة مشكلة الزيادة السكانية وكيف نواجهها من خلال مواردنا الطبيعية؟

في البداية يجب ان نعلم أن مشكله الزيادة السكانية تنشأ إذا كانت الزيادة في عدد السكان لا تتناسب مع الزيادة الحقيقية في معدلات التنمية الاقتصادية مما يؤدى الى انخفاض مستوى المعيشة ومن هذا المنطلق فإن الزيادة السكانية مجرد سبب وليست مشكلة في حد ذاتها نظرا لأن هناك كثير من الدول يوجد بها زيادة سكانيه ولكنها لا تعانى من نفس المشكلة لأن هذه الدول حققت التوازن بين سكانها ومواردها.. لذا فإنني سأقوم بعرض المشكلة السكانية أولا ومنها سأنتقل الى الموارد الطبيعية التي أعطاها الله لمصر..

وفقا للإحصائيات فإن عدد مواطني مصر عام 2016 وصل الى 96 مليون نسمة ( 87 مليون نسمه بالداخل وثمانية آخرين بالخارج ) ومن المتوقع ان نصل الى 120مليون نسمة بحلول عام 2030 في حال ثبوت معدل الإنجاب الكلي الحالي وهو 2.4 % سنويا تقريباً ، وبنظرة سريعة نجد ان نسبة كبيرة من سكان مصر تحت سن الـ١٥ عاماً مما من شأنه أن يؤدى الى عجز كبير في الموارد الغذائية وفرص التعليم والخدمات الصحية وفرص العمل والدخل السنوي والخدمات العامة بكل أنواعها.. وفي ضوء ندرة التخطيط والفرص الاستثمارية وعدم زياده العملية الإنتاجية بما يتلائم مع الزيادة السكانية فإن الشعب المصري سيجد صعوبة كبيره في الحصول على فرص تعليميه وصحية وغذائية مما من شأنه تراجع حال الأسرة المصرية إلي الوراء أكثر وأكثر وانخفاض معدل النمو الاقتصادي ودخل الفرد وزيادة الطلب الاجمالي على السلع مقابل محدودية الدخل، وبالتالي ضغوطاً كبيرة على الحكومة والمواطن معا .

ورغم كل ذلك فأنه يجب أن يعلم المواطن والحكومة أن الموارد البشرية والزيادة السكانية لمواطني مصر ليسوا عارا أو وبالاً على الدولة، وأن فقرهم ناتج عن سوء إدارة مواردهم، وأن مصر دولة غنية جدا بمواردها، ولقد ذكرت "كاترين آشتون" عام 2014 فى حديثها عن مصر أن لديها ثروات تكفي لمساعدة ربع الدول الأوربية، وأن ما تم سرقته وإهداره من أموال وأرصدة طبيعية خلال السنوات الأخيرة يكفى لظهور ملايين الأثرياء في مصر .. أما "مهاتير محمد" فقد أكد إن مصر لديها ثروات ضخمة غير مستغلة كافية لمساعدة حوالى٥٠ دولة على مستوي العالم.. هكذا تحدث زعماء العالم عن مصرعلى سبيل المثال لا الحصر.

وبالنظر الى موارد مصر نجد أن احتياطي مصر من الحديد يقدر بحوالي ٤٠٠ مليون طن في أسوان والواحات البحرية والصحراء الشرقية أيضا هناك جبل من الذهب في منجم السكرى بمخزون يقدر بحوالي خمسة ملايين أوقية وهو الموقع الوحيد المعلن من بين قرابة ٢٧٠ موقعا آخر في انتظار استخراج الذهب منها أيضا،كما أن مخزون الفوسفات الذى يستخدم في صناعة الأسمدة يصل إلي 3 مليار طن في الصحراء الغربية والمنطقة المجاورة لها وساحل البحر الأحمر وأبو طرطور، ومخزون من المنجنيز في سيناء يقدر بحوالي ١٧٥ ألف طن ،ومخزون من الرمال البيضاء التي تدخل في صناعة الزجاج وشرائح الأجهزة الكهربائية يقدر بحوالي20 مليار طن ،وطبقا لتقرير أعدته هيئه المساحة الجيولوجية الأمريكية فأن حوض دلتا نهر النيل والظهير البحري له من البحر المتوسط بها ١٨٠٠ مليار برميل بترول و٢٢٣ ألف مليار قدم مكعب غاز وحوالي ستة مليارات برميل غاز مسال بالإضافة الى خمسة مليارات برميل بترول في البحر الأحمر و١١٢ ألف مليار قدم مكعب غاز، أيضا تمتلك مصر أكبر مخزون من الرخام والجرانيت علي مستوى العالم ،أضف إلى هذا مئات الملايين من الأطنان من الرمال السوداء التي تدخل في صناعة السيراميك ،وكميات كبيرة من التلك والكبريت والجبس والكوارتز ورمل الزجاج والأحجار الكريمة وخامات الرصاص والزنك ،بالإضافة إلى الحجر الجيري ،والشواطئ الخلابة ،والمناخ الرائع، وثلثي آثار العالم ،وعبقرية الموقع الجغرافى، كل هذا بعض وليس كل مواردنا الطبيعية.

ياسادة.. مصر يمكنها أن تصبح في مصاف الدول العظمى خلال خمس سنوات إذا ما استثمرت هذه الأصول الاستثمار الجيد ،لذا فإن المشكلة الاساسية هي غياب الوعى في صناعة وتجهيز تلك الخامات وتركيزها وتفعيل دور الجهات البحثية مثل مركز البحوث وتطوير الفلزات ومركز البحوث والدراسات المعدنية ومركز بحوث الاسكان ومواد البناء .

يجب أن نعلم أنه حتى الآن يتم تصدير معظم مواردنا في صورتها الأولية (خام ) بدون إعادة تصنيع أو دخولها في أي مراحل إنتاج الذى وان حدث وقمنا بتجهيزها للمرحلة الاولي و الثانية على الأقل سيصل الربح الى أربعة أضعاف وسنعد رقم واحد في العالم في الثروة التعدينية وسيتم القضاء علي الفقر والعشوائيات والجهل.

وهنا أتسائل بدوري.. كيف يكون لدينا أصول وموارد بهذا الحجم ونجد من يقول ان مواردنا محدودة وأننا دوله فقيرة؟!!
للأسف نحن مازلنا أغنياء في الفساد وفقراء جدا في التنظيم والتخطيط.

وفي النهاية ان إدارة أصول الدولة ليس بالشيء السهل ويحتاج الى إدارة حديدية تقضى أولا على الفساد حتى نستطيع ان نخرج بمصر الى بر الأمان وتكون مصر التي في خاطري.

كلمات مأثورة.. الثائر الحق هو من يثور لهدم الفساد ثم يهدأ لبناء الأمجاد (الشيخ الشعراوي).
حفظ الله مصر.. وحفظ شعبها الآبى الكريم.