الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

بيت الست وسيله وحجاب المحبه

بيت الست وسيله وحجاب المحبه
عدد : 08-2017
بقلم / الشيماء علي

للمحبة بين الزوجين عنوان ومن أشهر عناوينها بيت ” الست وسيلة ” ولكن لم يكن مجرد عنوان او قصيده وانما حقائق داخل احد منازلنا الاثريه والموجود به العديد من العبارات المميزه ووراء كل عباره قصه ترى ماهي تلك العبارات وما قصتها ؟!!!

(اكرام الزائر-حجاب المحبه - بيت الشعر وملتقى الشعراء) ، تلك العبارات المميزه اجتمعت جميعها في منزل واحد لكنها لم تجتمع لمجرد انها عبارات مميزه فقط فلندخل لهذا المنزل الاسطوري ونبحث عن معاني تلك العبارات به ونعرف القصص التي تختبئ وراء تلك العبارات..لكن دعنا اولا ان نعرف من هي الست وسيله والسبب وراء تسمية المنزل باسمها؟

أصحابه الحقيقيين

عند دخولنا للمنزل نجد النص التأسيسي على إزار سقف مقعد المنزل والذي يشير لصاحب المنزل الحقيقي،ويؤكد أن منشئه هما الأخوان الحاج عبد الحق وشقيقة لطفى أولاد محمد الكنانى سنة 1074 هـ / 1664 م وقد قام عبد الحق ولطفي أولاد محمد الكناني ببناء هذا المنزل في شارع بعطفة العيني بجوار منزل عبد الرحمن الهراوي وعلى بعد أمتار قليلة حيث يقع خلف جامع الأزهر مباشرة وفى مواجهة بيت زينب خاتون فى حى الباطنية، ثم أخذت ملكية البيت في الانتقال حتى وقع مفتاحه في يد الست وسيلة "خاتون بنت عبد الله " البيضا المعتوقة"، وكانت آخر من سكنت الدار ولذلك عرف باسمها ونسب إليها لكن لم يسجل التاريخ حرفا واحدا عن الست وسيلة خاتون وكانت ذات صيت وشهرة عالية بين سُكان منطقتها بالكرم والحب , لنجد ذلك واضحاً ومكتوباً على أحد جدران المنزل “إذا جاءكم الزائر فأكرموه ” .

روعه البناء والتصميم

وأهم يميز به هذا البيت تصميمه على الطراز العثمانى كمعظم البيوت الإسلامية القديمة و التي كانت تسعى إلى الحفاظ على الخصوصية وحرمة المنزل حيث صمم على نحو يُمكن أهله من رؤية القادم عليهم، وفى الوقت نفسه لا يستطيع من في خارجه أن يتلصص أو يكشف حركة من في الداخل، وكان ذلك التصميم متبعا في إنشاء كافة المنازل في هذا الوقت، فمدخله منكسر حتى لا يجرح الضيوف أي ركن من أركان البيت، ثم يفتح بعد ذلك على «الصحن» أو الحوش والذي يحوى «الحواصل» أو الحجرات التي كانت تمثل مرافق المنزل، واستخدمت كمخازن للحبوب، واسطبل خيل، وطاحونة، وحجرة للخدم، ومندرة، وإلى يمين الباب توجد بئر الكرم.

والدور الارضى من البيت عباره عن ساحه مكشوفه يحيطها مجموعه من الغرف لخدمه أهل البيت أما الدور الثانى يتكون من "السلامليك" وهى قاعه خاصه بالرجال فقط ويميزها لوحه تصور مدينه اسطنبول وخليج الفسفور.أما "الحرميلك" فهى القاعه الخاصه بالنساء فقط وتتميز أيضا بوجود مجموعه من الرسوم الذاتيه والتى لم يكن من المعتاد ظهورها داخل البيوت لانهم أكتفوا فى تلك الفتره بتزين الحوائط بالآيات القرآنيه والأدعيه الدينيه ، بالرغم من ذلك لم تخرج هذه الرسوم عن الاتجاه الدينى الشائع فأغلبها يصور الأماكن الدينيه المقدسه فى الحجاز ورسومات لمنازل المدينه المنوره والكعبه المشرفه والحرم المكى . تلك اللوحات الجدارية، التى وجدت بقاياها على الجدرانوقد بدت أجزاء كبيرة من بياض الحوائط كأنه نزع متعمدا وقد اكتشفها فريق العمل أن برنار موريه الخبير الفرنسى وقد نُزعت بعضها تعمُداً بواسطته والذى كان يعمل على ترميم بيت الهراوى الملاصق لبيت الست وسيلة خشية عليها من الأندثار نظراً للحالة التى كان عليها المنزل لتنقل هذه الجداريات فى عدد حوالى 14 صندوق إلى مخازن هيئة الأثار بالقلعة , ليتم بعد ئلك عودتها مره أخرى منزلها وهو منزل ” الست وسيلة ” .ومهما تحدثنا عن جمال تلك اللوحات لن نصل إلى وصف الجمال التى هى عليه . ويضم البيت واحد من أجمل الحمامات يتكون من مغطس خاص ودكه للتدليك ومكان لحمام البخار أما السقف فهو من الزجاج الملون وذلك لأكثر من سبب فهو يحتفظ بالبخار داخل الحمام كما أنه يسمح بدخول الاضاءه بالوان مختلفه . بالاضافه الى الحمام المميز يوجد بئر داخل البيت لإمداد السكان بالمياه وله فتحتان واحده مخصصه للرجال وأخرى للنساء.

ملتقى الشعراء والأدباء

وقد سميت حجرات بيت الست وسيلة بمسميات ادبيه نظرا لاهتمام الشعراء به وانه كان ملتقى لهم، فوجدنا به حجره "مكتبة الشعر" واخرى "مكتبة سمع بصرية"،وكان يوجد في يسار الحوش سلم خشبي يؤدي إلى الدور الأول، الذي كان يشمل "المقعد الصيفي" ويضم النص التأسيسي للمنزل، وكان يضم أيضًا قاعة كبيرة تسمى "ندوات وأمسيات" وكان تحتوي هذه القاعة على الكثير من المقاعد الحديثة، ويوجد على الجهة اليمنى واليسرى للقاعة مقاعد خشبية، وحجرة تسمى "صالون أدبي".

ترميمه

وعلي الرغم من جمال وقدسية هذا البيت، الذي يمتاز بجمال التصميم وروعة البناء، ويعتبر مزارًا أثريًا وثقافيًا ، فإن مرور الكثير من الأعوام على هذا التراث الرائع جعله شبه مهدم، وكان قرار ترميم هذا المنزل بمثابة إنقاذ له وما يحتويه من تراث قديم.وبدأ العمل فى ترميمه مع نهاية 1999 وبداية عام 2000، وواجه المرممون صعوبات كبيرة، خاصة وأن العديد من ملامح البيت كانت قد اختفت، فضلا عن أن به مميزات فريدة تميزه عن باقى المنازل والبيوت الإسلامية، ألا وهى الرسومات الجدارية.وما تم به من ترميم يعبر عن مدرسة الترميم الحديثه التى استهدفت الحفاظ على المبنى الأثرى من خلال تتبعه تاريخيا وربط كافة الشواهد المعمارية والأثرية للوصول إلى تصور معمارى متكامل!

حجاب المحبة

وعن طريق الصدفه وجد بهذا المنزل شئ يدل على قوة علاقة الحب التى جمعت بين الزوجين، وسعي الزوجه الدائم وراء الحفاظ على محبة زوجها، حتى وان كان سعيها مختلفاً وغريباً، فقد قامت السيدة "صفيه" أول سيده سكنت البيت بعمل "حجاب المحبة" لزوجها الحاج "لطفى الكناني" منشئ البيت لتحافظ على محبتة وحنانه الدائم لها وخشية الابتعاد عنها، وقد تم العثور على هذا الحجاب مدفونا فى جدار أحدى الغرف التى تقابل المقعد الصيفى ،مطويا من ورقتين من الكاغد الصينى وملفوفاً بخيوط من الصوف الأخضر ومُدون عليه طلاسم وتعاويذ وبعض الايات القرانيه التى تدعو بالألفة والمحبة بين الزوجين..وفيما يبدو أن "حجاب المحبه" قد تم دفنه فى الجدار أثناء بناء المنزل!!!

 
 
الصور :