بقلم الخبير السياحى/ محمد علي البدوي
لا شك أن صناعة السياحة أصبحت أحد أهم مصادر الدخل القومي ولا شك أن الأثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الايجابية تعد احد انجازات هذه الصناعة.
فالسياحة قطاع كثيف العمالة سواء كانت عمالة مباشرة او غير مباشرة فتوفر بذلك ملايين من فرص العمل وبالتالي تساعد في حل مشكلة البطالة التي تؤثر سلبا علي خطط النمو الاقتصادي، بالاضافة الي كونها صناعة صديقة للبيئة تهدف الي الحفاظ علي الثروات الطبيعية. ولقد عاني القطاع كثيرا وهجره الكثير من أصحاب الخبرة إما لدول الخليج وإما للعمل بمهن أخري.
والسؤال التقليدي الذي يطرحه البسطاء هو:برغم كل ما تتميز به مصر من عناصر الجذب السياحي وتنوعها فأن اعداد السائحين لدينا حتي قبل 25 يناير2011 لا تتناسب مطلقا مع ما نتميز به من تنوع مصادر الجذب السياحي.
ولا اظنني سأضيف جديدا حول ما قيل في هذا الشأن ولكنني اود فقط ان اشير الي ان احد اكبر مشاكلنا, هي التسويق فنحن لا نعرف كيف نسوق انفسنا عند الاخر.
إن التسويق هو يقينا اهم عناصر المنظومة السياحية فلو عرفنا كيف نسوق وكيف نصل الي الشعوب وكيف نتواصل معهم وماذا سنقول لهم, سنكون قد أنجزنا أصعب المهام في كيفية استقدام السائح الي مصر.
إن التنمية المستدامة تعتمد بشكل جذري علي القطاع الاقتصادي والذي تمثل السياحة عموده الفقري، لذلك فمن الأصلح أن نوجه كافة خطط التنمية المستقبلية لقطاع السياحة خاصة وانه قطاع قليل التكلفة بالقياس بقطاعات اخري كثيرة.. وبالتالي إذا أردنا تنمية سياحية فعلينا ألا نغفل أهم عناصر هذه التنمية ألا وهو التسويق المحترف.
ان الطرق التقليدية القديمة للتسويق والتي للاسف ما زلنا نستخدمها لم تعد تصلح ولا يستجيب لها المتلقي.. فنحن لسنا فقط بلد الاهرامات او النيل وليس كل سائح او كل زائر يرغب في زيارة هذه الاماكن التاريخية.
العقلية الاوروبية قد تغيرت والاجيال الحديثة لها رؤية مختلفة عن أبائهم, والاهتمامات قد تبدلت, فلم يعد من المنطق ان نسوق لانفسنا بنفس الطريقة القديمة .
إن الدراسات الحديثة تشير الي تراجع الطلب علي السياحة الثقافية في حين يزداد الطلب علي الانماط الاخري للسياحة كالسياحة البيئية والعلاجية وسياحة الشواطيء وسياحة التسوق والترفيه.. لذا أتسأل دوما لماذا يذهب السائح الي دبي ؟.. بالتأكيد ليس من اجل السياحة الثقافية, فما يوجد من اثار بدبي قليل جدا ولا يشكل عنصر جذب لاي سائح اوروبي, ولكن استطاعت هذه المدينة ان تجتذب ملايين السائحين من اجل التسوق والرفاهية رغم ارتفاع درجات الحرارة بفصل الصيف.
إذن يجب ان نهتم بالتسويق واتذكر انني سمعت مقولة ل "بل جيتس" لم اتأكد من صحتها، حيث قال :"انني لو كنت امتلك 100 مليون دولار فسوف انفق 90 مليون علي التسويق". وبغض النظر عن صحة العبارة ولكنها تلخص ما نود الاشارة اليه ألا وهو التسويق ،فبدون التسويق القائم علي أسس حديثة عصرية تواكب عقلية المتلقي شمالا او جنوبا شرقا او غربا فلا جدوي من التوسع في المنشأت والمشاريع السياحية.. فلا أعلم إن كان لدينا مركز تسويق الكتروني بوازرة السياحة أو بأحد مكاتب التنشيط السياحي المتواجدة بسفاراتنا المنتشرة في معظم بلدان العالم، أو إن كان هناك مسوقين ذوي خبرة و قدرة علي التواصل مع الأخر من خلال أحدث سبل التواصل الالكتروني ام لا؟!
|
