الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

نقطة تحول

نقطة تحول
عدد : 05-2017
فى وطن غربت فيه شمس العدالة الاجتماعية ونزعت الرحمه من قلوب بعض أبناؤه الذين اتخذوا من أسوار قصورهم وفيلاتهم وسياراتهم الفارهه فى ربوع مصر حصنا منيعا لهم يفصلهم عن أكثر من نصف المجتمع المصرى الذى يقع تحت خط الفقر..وسكنت ضمائرهم أمام اتساع الفجوة الطبقية بينهم وبين الفقراء ظنا منهم أن الشقاء والمعاناة والظلم والمذلة قدرهم وعليهم أن يتقبلوه ويتعايشوا معه الى الأبد بلا غضب او استهجان!!

حديثى هنا لن يكون موجها للأثرياء الطغاه القادرين على إراقة الدماء، فهؤلاء لهم قانون سيقعون تحت مظلته العادلة يوما ما، أو الأثرياء الذين ينظرون للفقراء نظرة استعلاء ودونية ويرون أنهم لا يستحقون الاحترام ،وانما سأخص حديثي لمن يملكون منهم الخلق والشرف والضمير والعقل المدرك الواعى لحجم المخاطر والصراعات الاقليمية والعالمية من حولنا وكم نحن الان فى أشد الحاجه للحفاظ على وحدة نسيج الوطن من أى أيدى عدوة لنا، تستطيع استغلال أزماتنا وتشعل فتيل الصراع الداخلى بيننا..وذلك لن يتم إذا نظرتم بعين الاعتبار والرحمة ومددتوا أيديكم بالخير لملايين الفقراء الذين يسكنون القبور والارصفه والعشوائيات والقرى الفقيرة والأكثر فقرا، فهم ضحايا لا ذنب لهم فيمن جعلوا ثروات البلاد والعباد فى آيدى حفنة قليلة من الأفراد.. فكيف سنبنى الوطن دون أن نبنى الانسان فيه؟!

لذا على الشرفاء من أثرياء مصر التبرأ من هذا العوار المجتمعى بالتكاتف مع أجهزة الدولة ومنظمات العمل المدنى لانقاذ كرامة المواطن المصرى وانتشاله من ظلمات اليأس والحرمان، فجميعنا مكلفون بإعمار هذه الارض مسلم ومسيحى،غنى وفقير، قوى وضعيف،عالم وجاهل ،كبير وصغير،رجل وإمرأه ، طفل وكهل.

ولقد آلمتنى مداخلة السيد الرئيس الهاتفية مع الاعلامى عمرو أديب عبر برنامجه "كل يوم" والتى لم يستطع فيها أن يصف بيوت أهالينا فى القرى الاكثر فقرا ب "البيوت"، مطالبا بتكاتف طبقة الموظفين معهم والتبرع من أجلهم ولو بجنيه لتصل الحصيلة الى 7مليون جنيه شهريا من خلالها يتم بناء بيوت حقيقية لهم..

ونحن بدورنا نعضد كل هدف إنسانى نبيل ،فمن لا سكن له لا حياة ولا كرامة له، لذا نناشد أبطال مسلسلات رمضان التى وصلت أجورهم ل 40 مليون جنيه ونجوم السينما الذين يعشقون جمهورهم ويشاركونهم عبر وسائل التواصل الاجتماعى مشاعر التباهى والتفاخر بديكورات وأثاثات قصورهم وسياراتهم الفارهة بل وبمليارات خزائنهم أيضا ، وكل رجال الأعمال المصريين خاصة الذين تصدرت أسمائهم قائمة أثرياء الوطن العربي، وكل طبيب ومهندس ومدرس ومطرب ورياضى يتجاوز دخله الملايين سنوياً أن يتبرعوا بربع أجورهم فقط لمدة عام من أجل بناء مدن سكنيه متكاملة من شأنها توفير ملاذ آمن لكل مصرى فقيرلا يجد مأوى له.

ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك الذى تتزكى به النفوس وتتقرب فيه الى الله بالانفاق والعطاء نستطيع أن نراجع افكارنا ونضبط سلوكياتنا تجاه بعضنا البعض،وبمحض إرادتنا ننفض عنا خيبات الماضى، ونتوحد لخلق نقطة تحول حقيقية لهذا المجتمع الذى إن أراد البقاء فعليه اللهاث وراء الركب العالمى بثورة علم وأخلاق كى نسود الأمم كما كنا قديماً إشعاعا حضارياً للعالم أجمع..وختاماً، أذكر نفسي وإياكم بقول الله تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)..صدق الله العظيم

 
 
كتبت/ ريهام البربرى
Rehamelbarbary2006@yahoo.com