الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

متحف الحضارة كنز كل العصور

متحف الحضارة كنز كل العصور
عدد : 02-2017
بقلم/ الشيماء على

كثير من الرحلات والزيارات لاماكن وبلاد تمر وتنتهي مدتها ولا يبقى سوى الذكريات ولكن تلك الزياره والرحله لم تمر هكذا وانما كانت بدايه فكرة انشاء متحف يعد من أعظم وأكبر المتاحف لما يضمه من آثار وتاريخ ولتواجده في بلد من اعظم البلاد بل من اكثر البلاد التى بها آثار تمثل أطوار الحضارة والعصور المختلفة ، بدءا من فجر التاريخ الى الآن. نعم مصر تنفرد عن أمم العالم بميزة لاتكاد تشاركها فيها أمة أخرى، واذا كانت مصر بها متاحف غنية بمخلفات تلك العصور وآثارها ، من الشمال الى الجنوب ، فان فى تفرقها فى جوانب المدن والأقاليم وبين جدران المتاحف المتعددة مثل المتحف المصرى ، والقبطى ، والاغريقى الرومانى ، ودار الآثار العربية ، ومتحف نابليون ، والمتحف الحربى فضلا عن المتحف الزراعى ، ومتاحف الرى والسكة الحديد ، والتعليم. لكن تلك الزياره جاءت بفكره مختلفه وهى إنشاء متحف يضم كل الحضارات كى لا يتكبد الزائر مشقات السفر والتنقل بين نواحى البلاد من أقصى شمالها الى جنوبها. وأثناء زيارات الملك فاروق لأوروبا قبيل توليه العرش ، أبدى اهتماما كبيرا بزيارة المتاحف الأوربية وأثناء زيارته متحف اللوفر بباريس انبهر بطريقة عرضهم الكنوز المصرية فى الجناح المصرى بالمتحف وصرح لسكرتيره الخاص ، الدكتور حسين حسنى باشا ، بأمله أن تتمكن مصر من اقامة متحف كبير للحضارة المصرية يضم ماتمتلكه مصر من كنوز منذ فجر التاريخ الى هذا الوقت ، وهذا لما تنفرد به مصر من بين بلاد العالم بما يوجد على أرضها من آثار تمثل حضارة مختلف العصور منذ أن عرف الانسان الحضارة الى العصر الحديث مما يزيد المصريين اعتزازا بوطنهم وبتاريخهم العتيق وما يزيد زوار مصر من الأجانب عرفانا بمكانتها الحضارية وتقديرا لجهودها لاستعادة ماضيها المجيد.

حكاية المكان

ولما كان تنفيذ مثل هذا المشروع الجليل الشأن على الوجه اللائق يقتضى دراسة عميقة لمختلف النواحى الفنية والعلمية فضلا عما يستلزمه من اعتمادات مالية ضخمة مما يستدعى التريث وانتظار الفرصة الملائمة لتنفيذه ،فقد أقترح الدكتور حسنى باشا بأنه قد يكون من المفيد انشاء نموذج مصغر لمشروع المتحف الكبير للحضارة المصرية ، كمرحلة أولى ، مما لقى استحسانا من الملك وطلب منه بتذكيره بالمشروع عندما تسنح الفرصة لتنفيذه . وحينما حانت الفرصة لانشاءه تسببت الحرب العالمية الثانية فى التأجيل ولكن ذلك لم يحول أعمال لجان المتحف بل انتهزت تلك الفترة لزيادة الدراسة واعطاء الفرصة للفنانين للتزود بالمعلومات التى تمدهم بها اللجان التاريخية حتى يصلوا بأعمالهم الفنية الى أقصى درجات الاتقان ومطابقة التاريخ . وكانت حركة الاعداد لانشاء هذا المتحف بمثابة انطلاقة أفادت كثيرا من أبناء الجيل الصاعد من الشبان الفنانين بتهيئة الجو أمامهم للتعمق فى دراسة تاريخ وحضارة بلادهم مما كان له كبير الأثر فى تطور الحركة الفنية الجديدة فى مصر ، ولكن الظروف لم تسمح بافتتاح معرض الجمعية الزراعية الملكية الذى كانت تنوى اقامته فى سنة 1939 الا فى سنة 1949 وبذلك فقد امتدت فترة اعداد وانشاء المتحف الى عشرة سنوات كاملة من العمل والدراسة المتواصلة الجادة على يد أكبر من تضمهم مصر من الاخصائيين مثل : الأساتذة محمد رفعت وشفيق غربال ومحمد قاسم وابراهيم نصحى وسامى جبرة والمسيو دريتون وحسين فوزى فضلا عن مديرى المتاحف الأخرى .

نموذج المتحف

وكان نموذج متحف الحضارة طابقا بأكمله فى السراى الكبرى لمعرضها وتبين بعدها انه لايكف للوفاء بالحاجة فألحقت به قاعتين كبيرتين فى الطابق الذى يليه خصصتا للمرحلة التاريخية التالية لعصر الحملة الفرنسية على مصر فى آخر القرن الثامن عشر تحت قيادة نابليون – أى من أول عهد محمد على باشا الى العصر الحاضر – وأما قاعات الطابق الأصلى للمتحف فقد ضاقت بما اشتملت عليه من ديورامات ولوحات ونماذج تمثل مختلف العصور،كما ضم قاعه كبرى خصصت لعهد الملك فؤاد والملك فاروق ومما حوته لوحة كبرى تصور افتتاح أول مجلس نيابى بعد اعلان استقلال مصر ولوحات وديورامات عديدة لبيان نواحى النهضة الحديثة لمصر وأهم ما مرت به من أحداث . ولقد حقق المتحف الى حد كبير الغرض الاساسى من اقامته وقام الملك فاروق بافتتاحه فى سنة 1949.

هكذا بدا المتحف الكبير للحضارة المصرية الى ان جاءت فكرة إقامته حاليا فى عام 1998 ووضع حجر الاساس للمتحف فى 2002 في منطقة مصر القديمة على أعلى مستوى ، ليضاهي أكبر المتاحف العالمية ويستوعب 100 ألف قطعة أثرية تمثل تطور الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث بتكلفة إجمالية قدرها 500 مليون جنيه وليكن كما تمناه الملك فاروق وسكرتيره الخاص الدكتور حسين حسنى باشا بعد انتهاء العمل فى متحف الحضارة المصرية المصغر بالجزيرة فى سنة 1949 .

مركز للإشعاع الثقافي والحضاري

ويقام المتحف في منطقة تتجاور فيها الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية على مساحة 25 فدانا في منطقة الفسطاط ، بجنوب غربي القاهرة ، ويجاوره جامع عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة ومعبد بن عزرا اليهودي ، وتشرف على إنشائه منظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) ، التي أقر خبراؤها مراحل الإنشاء خلال اختتام اجتماع لهم في القاهرة. ويحتوى موقع المتحف على بحيره طبيعيه نادره هي بحيره عين الصيرة.
وقد كانت فلسفة إقامة المتحف مبنية على استغلال المنطقة الفريدة الواقع فيها ، بالقرب من مواقع شديدة الارتباط بالديانات السماوية الثلاث ، وهو ما يجعل المنطقة بؤرة ومركزا للإشعاع الثقافي والحضاري ، كما أن للمنطقة دلالة رمزية للمصريين ، إذ إنها جزء من مدينة الفسطاط أول عاصمة عربية وإسلامية لمصر ، التي قام ببنائها عمرو بن العاص بعد فتحه مصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب .

محتوياته

ومن المقرر أن يضم المتحف كل مظاهر الثراء والتنوع الذي تمتعت به الحضارة المصرية خلال الأزمنة المختلفة ، بدءا من عصر ما قبل التاريخ وحتى وقتنا الحاضر ،والتى تم جمعها من المتاحف والمخازن المنتشرة في مصر ، من خلال أسلوب منهجي تم تقييمه بحيث يبرز المتحف جوانب التراث المصري ، وتأثير الحضارة المصرية على الحضارات الأخرى ويحرص القائمون على المشروع أن تكون مقتنياته في إطار متسلسل تاريخيا خلال ثماني فترات أساسية ، هي : ما قبل التاريخ ، العصر العتيق ، العصر الفرعوني ، العصر اليوناني ، الروماني ، العصر القبطي ، العصر الإسلامي ، العصر الحديث ، ثم المعاصر .

وحسب السيناريو فإن المتحف سيحوي 8 معارض متخصصة، مكونة من معرض شامل عن الحضارة المصرية، يقع في قلب المتحف، بجانب معرض للمومياوات الملكية، وستة معارض أخرى بعناوين «فجر الحضارة، النيل، الثقافة المادية، الكتابة والعلوم، الدولة والمجتمع، العقائد والفكر».

مراحل تنفيذه

وقد مرت أعمال تنفيذ المتحف بثلاث مراحل، الأولى بدأت في الفترة من 1986 إلى عام 1990، عندما كان مقررا إنشاء المتحف في أرض الجزيرة، إلى أن تغير الموقع إلى موقعه الحالي، أما الثانية فهي التي تلت قرار نقله إلى منطقة الفسطاط وما ترتب على ذلك من تعديلات جوهرية نتيجة لتغيير الموقع، وبمرور مايقرب من 10 سنوات على التصميم الأول، وحتى عام 2004، تم إضافة عناصر جديدة لم تكن موجودة أصلا مع زيادة مسطحات معظم العناصر الأصلية. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، التي ستنتهي منتصف العام المقبل، فتشمل زيادة مسطحات عرض قاعات المومياوات، واستحداث مسطحات للأطفال داخل مسطحات العرض المتحفي، وزيادة مسطحات العرض المؤقت، وزيادة مسطحات خدمات الجمهور داخل جناح الاستقبال، وكذلك داخل جناح العرض المتحفي بهدف تعظيم العائد بما يضمن حسن الإدارة والصيانة للمبنى.

أقدم حكومة وكتابة

تتناول معروضات المتحف بالشرح والتحليل لنظام الحكم المصري وتعايشه مع المجتمع، حيث أثبتت كل الشواهد أن أقدم حكومة مركزية في العالم لأقدم دولة هي مصر، وكيف سادت العلاقة بين الحكومة والمجتمع التي تباهى بها المصريون منذ قدم الأزل كدلالة على العدل والمساواة. كما يعرض المتحف الكتابات التي اثبتت الاكتشافات الأثرية في أبيدوس أن المصريين توصلوا للكتابة المصرية قبل المسمارية بأكثر من 300 عام والتي تنفي المزاعم القائلة بأن الكتابة المسمارية هي أقدم ، وذلك من خلال ما يعرضه المتحف من مقتنيات تشهد على هذه الحقائق .

تصميمه

و المتحف عبارة عن كتلتين من المباني بينهما ممر معلق احدهما صغير يحتوي علي جميع ما يلزم من خدمات ويعمل كمركز ثقافي تعليمي في غير أوقات المتحف.. كما أنه مقسم إلي ثلاثة مستويات.. المستوى الأول خدمات عامة مسرح سينما وقاعة احتفالات تسع 60 فردا .والمستوي الثاني يضم الاستعلامات والمرشدين ومحلات الهدايا "البازارات"

والثالث فهو مجهز للأطفال والشباب ويوجد به مكان لانتظار السيارات وفصول لاعداد الزائرين من الاطفال والشباب للزيارة من خلال عمليات شرح يقوم بها المتخصصون لما سيرونه في المتحف.اما القسم الثالث فيمثل قاعات المتحف وهي قاعات غير محددة ولا مقفولة لعرض فترات الحضارة وعصورها المختلفة مشيرا إلي ما ستتضمنه من قاعة متميزة للمومياوات الملكية التي سينفرد بها المتحف والتي تحاكي ما تضمه المقابر الفرعونية علي الطبيعة وزائرها سيشعر بأنه داخل مقبرة حقيقية من مقابر الفراعنة. اما المسقط الأفقي للدور تحت الارضي للمتحف ويضم مخازن الآثار وورش الترميم استحدث فيها نظام جديد لتكون مقسمة بطريقة مستحدثة.وقد أوصت اللجنه بضرورة تنظيم وتقييد شكل ارتفاعات المباني المواجهة للمتحف ووضع مخطط عام للمنطقة بحيث يقع المتحف والبحيرة الملحقة به في اطارها واستعمال النظم الموفرة للطاقة وان يكون المبني صديقا للبيئة.

مؤسسة قومية

وقد تم تخطيط الزياره بالمتحف على مستوى عالي ليستطيع الزائر التعرف على النواحي التفصيلية لقيام الحضارة المصرية في عصورها المبكرة والتحول الكبير الذي طرأ على مظاهر حياة الإنسان المصري منذ أن عرف الاستقرار وتعلم الزراعة والرعي، وتكوين الأقاليم والمدن حتى بداية تكوين ملامح الدولة المصرية. كما يستمتع الزائر بنماذج من مختلف العصور بما يحتويه من مجموعات أثرية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، ومن ثقافات متعاقبة وتاريخ لملوك وسلاطين وولاة وحكام وأديان ومعتقدات وتعبيرات جمالية، يأخذ بزائريه في رحلة فريدة خلال حقب التاريخ المصري، ويتيح لهم التعرف على تاريخ أقدم حضارات العالم، وبمعنى أدق أقدم دولة في العالم. وسينظم المتحف معارض مؤقتة في صالات العرض المخصصة ، لإبراز حاضر الثقافة المصرية وماضيها ، بما يجعله مؤسسة قومية كبيرة وجديدة بما يقدمه ، حسبما هو متوقع ، من رؤية ديناميكية ومبتكرة للحضارة المصرية في الماضي والحاضر .

منارة تعليمية وبحثية

وفي النهايه سيصبح المتحف مدرسة وجامعة من خلاله يري أبناء مصر والعالم الحضاره المصريه العظيمه علي مدي 7000 عام. كما سيكون بمثابة مركز تعليمي رائد ومركز للابحاث وسيستضيف مركزا لجمع وتوثيق تراث مصر المادي والمعنوي كما يتيح للزائرين العديد من المصادر التعليمية والمعرفية ومصادر البحث من خلال مكتباته ومراكز الدراسات التي تتضمن الصور والارشيفات ومصادر الدراسات والمطبوعات بالاضافة الى ورش الترميم.


الحرف والصناعات المصرية عبر العصور

وفى افتتاح جزئي للمتحف ،قام به وزير الاثار الدكتور خالد العنانى، منتصف فبراير الجارى،تستضيف قاعة العرض المؤقت معرض "الحرف والصناعات المصرية عبر العصور"، والذى يضم حوالى 420 قطعة أثرية تحكى تطور الحرف المصرية على مر العصور التاريخية وحتى الآن..ليتم تسليط الضوء على 4 حرف هامة فى تاريخ مصر وهى الفخار، النسيج، والنجارة والمصاغ حيث توضح نشأتها وتطورها عبر العصور التاريخية المختلفة، عن طريق عرض قطع أثرية مختارة من المتحف المصرى بالتحرير ومتحف النسيج بشارع المعز ومتحف الفن الإسلامى بباب الخلق والمتحف القبطى بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة بالإضافة إلى مخازن المتحف القومى للحضارة المصرية.كذلك تضم القاعة عدد من المجسمات والجرافيك التى توضح شكل صانعى هذه الحرف وملابسهم وهيئاتهم والمواد المستخدمة فى الحرفة الخاصة بهم، بالاضافة الى أن الزائر يستمتع بمجموعة من الأفلام الوثائقية تعرض عن كل حرفة وتطورها عبر العصور.

 
 
الصور :