الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

فقراء .. ولكن

فقراء .. ولكن
عدد : 02-2017
حينما تكشف الأرقام الرسمية عن نفسها نجد أننا أمام 27.8% من تعدادنا السكانى فقراء بنهاية عام 2015 ،وواقعنا الآن يشير الى أن أضعافهم بات فقيرا بعد سياسات الاصلاح الاقتصادى الأخيرة التى انتهجتها الحكومه ولازال القاسي منها لم يأت بعد لتطيح تماما بالطبقة المتوسطة ويطال الفقر أكثر من 70 مليون مصرى.

إذن ورغم مرارة التوصيف الذى يثير استياء الرأى العام نحن مجبرون أن نعترف أننا (فقراء جدا) نتيجه سنوات طوال من الجهل بأسس الادارة السليمة والتخطيط والتنفيذ لموارد البلاد التى لا تعد ولا تحصى مما أدى الى ضعف الاستثمارات المحليه والاعتماد على الاستيراد ،وتطفيش الاستثمارات الأجنبية، وتعظيم ثروات الأغنياء باحتكارهم ل 80% من ثروات البلاد على الرغم من أن حجمهم لا يمثل أكثر من 20% من المصريين،بالإضافه لتوغل الفساد بكل صوره فى أجهزة الدولة، واعتماد دخلنا القومى على أنشطة متذبذبة مثل قناة السويس والسياحة، وجرائم تهريب ثروات الأمة العينية والنقدية للخارج، وللأسف إن كانت هناك بعض الانجازات التى تحققت بالفعل تظل ضئيلة أمام معدل نمونا السكانى..لذلك دعونا نتأمل معاً حال بعض القطاعات الاقتصادية والخدمية على سبيل المثال،لنعرف هل نحن فقراء أم يتم إفقارنا؟!

فلنبدأ بقطاع التعليم باعتباره أساس تقدم الأمم ،هل أبناؤنا فقراء الموهبة والذكاء والقدرات؟ الاجابة: بالطبع لا ، وإلا كيف وصل علماؤنا للعمل فى أعظم جامعات العالم ، ويحذوا حذوهم مئات الشباب بابتكارات وابداعات فذة تنافس الأخر فى مختلف المجالات ؟.. أليست عقولهم ومواهبهم كنوز استثمارية يجب أن تنظر لها الحكومة بعين الاعتبار وتوفر لابحاثهم ودراستهم بضعة ملايين من المليارات التى تنفقها على تعليم بلا جودة طبقا لأحدث تقرير سنوى أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي ؟! وبالمناسبة معظم تلك المليارات مخصصه للمرتبات فى حين أن الطلاب باتوا يذهبون لمدارسهم - إن ذهبوا- تأدية واجب بعد تغييب دورها الحقيقي أمام مافيا الدروس الخصوصية التى تستنزف 30 مليار جنيه من دخول الأسر المصرية.

وإذا انتقلنا إلى القطاع الصحى باعتبار أن المجتمع الذى لا يتمتع بالصحة والعافية لا يستطيع أن ينتج ، وبالتالى يصبح فقيرا، فإذا نظرنا لمستوى صحة المصريين لن نختلف على أن معظمهم تم تهميش حقوقهم التى كفلها لهم الدستور وتركوا فريسة لعشرات الامراض تنهش أجسادهم نتيجه التسيب والاهمال ونقص سبل الرعاية فى الوحدات والمستشفيات الحكومية والعامة ،ختاما بنقص واختفاء العديد من أصناف الدواء ومستلزمات العمليات الجراحية ،على الرغم من أن الدولة تنفق 74 مليار و600 مليون جنيه بغرض الاهتمام بصحة المواطن الجسدية والنفسية!!

وإذا انتقلنا الى القطاع السياحى باعتبارها مورد هام للدخل القومى المصرى ، فسنجد أن المنطق السائد لتبرير التراجع الشديد فى معدلات السياحة لتصل الى 5 مليون سائح فقط سببه الاضطرابات الأمنية بالبلاد ثبت ضعف حجتها أمام نجاح فرنسا فى استقطاب 83 مليون سائح ،وإيرادات تركيا السياحية التى بلغت 22 مليار دولار على الرغم من تعرضهما للعديد من الهجمات الارهابية على مدار عام 2016 !!!

إذن لا محالة فى أن ضعف آليات تسويق المنتج السياحى المصرى هو سبب إفقارنا سياحيا بما يعاكس عبقرية مصر فى الزمان والمكان واحتضانها ثلث آثارالعالم وشواطىء وأنهار وجبال وصحراء ووديان وبحيرات ومحميات ومئات الكنوزالفريدة التى تمكنها من استقطاب ملايين السائحين ، بالاضافه الى أنه هناك مقترحات مجدية اقتصادية أخرى نادى بها مئات الآثريين منها تنظيم معارض أثرية دولية تطوف العالم على مدار العام تعكس عبق وعظمة حضارة وتاريخ مصر لجلب مليارات الدولارات فى شهور معدودة!!

وإذا انتقلنا الى القطاع الفنى، لوجدنا أننا نملك رواد وعمالقة زمن الفن الجميل ومئات أدوار السينما و المسرح والتليفزيون، وأقلام مئات المبدعين إلا أننا تجاهلنا استثمارهم طوال تلك السنوات الماضية ولم نقم بانتاج أى عمل فنى يتناول التاريخ الفرعونى وعجائبه وأسراره على سبيل المثال فى حين أنه مسار شغف الملايين حول العالم .. وإن كانت تجارب الصناعات الترفيهية فى دول كالهند وأمريكا ونيجيريا أسهمت فى دفع عجلة النمو الاقتصادى ، فلما لا ننتهج سبلهم ونقتصد من ملايين الجنيهات التى تنفق على انتاج عشرات برامج التوك شو يوميا بينما لا نجنى من وراءها إلا التضليل وتعميق الصدع بين صفوف المجتمع ، فلماذا الفقر إذن ونحن نملك كل أدوات القوة الناعمة؟

وأخيرا دون إخفاق أو مغالاة، حقيقة أوضاعنا ليست خفية على أحد، وإن كان هناك أكثر من 12 مليون مصرى يعيشون بالخارج فهناك أكثر منهم باتوا يشعرون بالغربة داخله، لذلك حان وقت مواجهة سبل إفقارنا فى جميع القطاعات والثبات والصمود صفا واحدا والبدء من حيث انتهى الآخرون فى استغلال مواردنا استغلالا أمثل، فمصرنا الحبيبة غنية بفضل الله سبحانه وتعالى الذى جعل منها بلد أمن وآمان لكل من يدخلها،وستظل هكذا الى أن تقوم الساعه ،وأبدا لن تنكسر أو تنطفىء شعلة الأمل فينا .

 
 
ريهام البربرى
Rehamelbarbary2006@yahoo.com