الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

اعجاز رحلة العائلة المقدسة

اعجاز رحلة العائلة المقدسة
عدد : 12-2016
بقلم/ الشيماء على

كل بقعه من بقاع الكره الارضيه تحمل بداخلها قصه، فماذا وان كانت من ابداع الخالق وجرت احداثها فى احدى دول ذلك الكوكب الصغير الذى يحمل الكثير والكثير من القصص والمعجزات الإلهيه التى باركها المولى عز وجل ومنها مصر التى شهدت ارضها ﻤﻨﺫ ﻗﺩﻴﻡ الزمان قدوم الانبياء نبي الله ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻭﻴﻌﻘﻭﺏ ﻭيوسف وﻓﻴﻬﺎ ﺘﺭﻋﺭﻉ نبي الله موسى وشرفتها ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ برحلتها فى واحدة من اهم معجزات رب العالمين.

يعتبر مجئ المسيح والعائله المقدسة إلى مصر من أهم الأحداث التى جرت على أرض مصرنا الغالية فى تاريخها الطويل العريق فبروح النبوة نظر هوشع النبى السيد المسيح منطلقا من بيت لحم حيث لم يكن له أن يسند رأسه فى أورشليم ، ليلتجئ الى أرض مصر ويجد له موضعا فى قلوب كل المصريين . ولم تكن تلك الرحله بالامر الهين بل كانت رحلة شاقة مليئة بالالم والتعب ،فيها سارت السيدة مريم العذراء حاملة الطفل يسوع ومعها يوسف البار عبر برية قاسية عابرة الصحارى والهضاب والوديان متنقلة من مكان الى مكان وكانت هناك مخاطركثيرة تجابهها فهناك الوحوش الضارية التى كانت تهدد حياتهم فى البرارى وفى الرحيل عبر الصحراء ، حيث كانت عادة المسافرين ان يسافروا جماعات لانه بدون حماية قافله منظمة يكون امل النجاه ضعيفاً لذا كان هناك قلق من الام الصغيره العذراء المباركه قلق على وليدها المسيح من تهديد القبائل التى تتجول فى البرارى او وجود الشمس المحرقة وبرد الليل وتقلبات الجو فضلاً عن خشية نفاذ الطعام والماء. وفي هذا الوقت من الزمن كان هناك ثلاث طرق يمكن ان يسلكها المسافر من فلسطين الى مصر ولكن العائله المقدسه لم تسلك اى منها بل سلكت طريقا غير معروف هروبا من شر (هيرودس) ، وكانت مسيرة الرحله طويله يقال انها ثلاث سنوات ولم تكن بمدينه او بقعه واحده من بقاع الاراضي المصريه وانما مرت بالكثير من الاراضي وباركتها ومن (رفح) بدأت الصبيه ووليدها النبي مسيرتها، تلك المدينه الحدوديه التى تبعد عن مدينه العريش للشرق بمسافة 45 كم. وقد تم العثور فىها على اثار لها صله بالديانه المسيحيه. وتركتها واتجهت الى ( العريش) الواقعه على شاطئ البحر الابيض المتوسط ، وقد تم العثور على بقايا من كنائس فى طرقات المدينه. ثم (الفرما) وهى موقع اثري في غاية الاهمية وهي ميناء هام ومركزا تجاريا حيث تعتبر الفرما من مراكز الرهبنة . وقد يزيد من اهمية الفرما انها كانت المحطه الاخيره التى حلت بها العائله المقدسه في سيناء .

وتوالت رحلاتها الى (تل بسطا) بجوار مدينه الزقازيق وهى من المدن المصريه القديمه وكانت تسمى مدينه الالهه وقد دخلتها العائله المقدسه فى (24 بشنس) وجلسوا تحت شجره وطلب الطفل يسوع ان يشرب فلم يحسن اهلها استقبال العائله مما آلم نفس العذراء فقام يوسف النجار واخذ بقطعه من الحديد وضرب بها الارض بجوار الشجره واذا بالماء ينفجر من ينبوع عذب ارتوا منه جميعاً ولم تتوقف المسيره وانتقلت الى بقعه جديده تباركها (الزقازيق) تلك المدينه التى تقع بمحافظة الشرقية وتبعد عن القاهرة بحوالى 100كم من الشمال الشرقى ، وفيها أنبع السيد المسيح عين ماء وكانت المدينة مليئه بالأوثان وعند دخول العائلة المقدسة المدينة سقطت الأوثان على الأرض فأساء أهلها معاملة العائلة المقدسة فتركت العائلة المقدسة تلك المدينة وتوجهت نحو الجنوب. وبعد ان تركت العائله المقدسه الزقازيق اخذتها مسيرتها الى مسطرد (المحمه) وصلوا الى مكان قفر اقاموا فيه تحت شجره ووجدوا ايضاً ينبوع ماء قامت العذراء مريم وأحمت هناك السيد المسيح وغسلت ثيابه وسمي ب"المحمى" وفى عودة العائلة المقدسة مرت على مسطرد وأنبع السيد المسيح له المجد بنبع ماء لا يزال موجودا الى اليوم ، ثم أنتقلت العائلة المقدسة شمالا الى بلبيس ( فيلبس) التى تبعد عن مدينة القاهرة حوالى 55كم تقريبا ، وأستظلت عند شجرة عرفت بأسم "السيدة العذراء مريم" ،

ومرت العائلة المقدسة أيضا على بلبيس أثناء رجوعها.ويقال انها سارت من بيت لحم الى غزة حتى محمية الزرانيق (الفلوسيات) غرب العريش ب37كم ودخلت مصر عن طريق صحراء سيناء من الناحية الشمالية من جهة الفرما ( بلوزيوم ) الواقعة بين مدينتين العريش و بورسعيد . ثم أتجهت نحو بلدة منية سمنود الواقعة شمال غرب بلبيس حيث عبرت نهر النيل الى مدينة سمنود داخل الدلتا وأستقبلهم أهلها استقبالا فرحا فباركهم السيد المسيح ، ويوجد بها مجور كبير من حجر الجرانيت يقال أن السيدة العذراءعجنت به أثناء وجودها ويوجد أيضا بئر ماء باركه السيد المسيح بنفسه ، ثم رحلت العائلة المقدسة الى مدينة البرلس حتى وصلت مدينة سخا بمحافظة كفر الشيخ .

ولم تتوقف وانما دخلت مدينة سخا والتى يقال ان هناك ظهر قدم السيد المسيح على حجر ومنه أخذت المدينة أسمها بالقبطية وقد أخفى هذا الحجر زمنا طويلا خوفا من سرقته فى بعض العصور و أكتشف هذا الحجر ثانيا منذ 13عاما، و من مدينة سخا عبرت العائلة المقدسة نهر النيل ( فرع رشيد ) الى غرب الدلتا و تحركت جنوبا الى وادى النطرون ( الأسقيط ) وقد بارك السيد المسيح و أمه العذراء هذا المكان ويوجد به الأن العديد من الأديرة هم: البراموس ، السريان ، الأنبا بيشوى و الأنبا مقار، ثم اتجهت جنوبا نحو القاهرة وعبرت ضفة النيل الشرقية متجه نحو مدينة المطرية وعين شمس وهى تبعد عن القاهرة بحوالى10كم تقريبا ، وفيها أستظلت العائلة المقدسة تحت شجرة تعرف الى اليوم ب"شجرة مريم" وهناك أنبع المسيح عين ماء وشرب منه وباركه ثم غسلت فيه السيدة العذراء ملابس الطفل يسوع وصبت الماء على الأرض فنبت فى تلك البقعة نبات عطرى ذو رائحة جميلة وهو معروف بأسم "نبات البلسم" ويصنع منه "الميرون المقدس".

الفسطاط

وبعد أن وصلت العائلة المقدسة الى المنطقة المعروفة ب"بابليون" بمصر القديمة سكنوا المغارة التى توجد الآن بكنيسة أبى سرجة الأثرية المعروفة حالياً بأسم الشهيدين سرجيوس وواخس. ويبدو أن العائلة المقدسة لم تستطيع البقاء فى المنطقة إلا أياماً قليلة نظراً لأن الأوثان هناك قد تحطمت ويوجد بجانب المغارة وداخل الهيكل البحرى للكنيسة بئر ماء قديم.

وبعد أن إرتحلت العائلة المقدسة من منطقة الفسطاط وصلت إلى منطقة المعادى الموجودة حالياً ومكثت بها فترة وتوجد الأن كنيسة على أسم السيدة العذراء مريم بهذه المنطقة. ثم بعد ذلك عبرت النيل بالقارب إلى المكان المعروف بمدينة "منف" وهى الأن "ميت رهينة" بالقرب من البدرشين بمحافظة الجيزة ومنها إلى جنوب الصعيد عن طريق النيل إلى دير الجرنوس بالقرب من مغاغة. واخذتها مسيرتها الى بهنسا وهى من القرى القديمة بالصعيد ويقع بها دير الجرنوس 10 كم غرب أشنين النصارى وبها كنيسة بأسم العذراء مريم ويوجد داخل الكنيسة بجوار الحائط الغربى بئر عميق يقول التقليد الكنسى أن العائلة المقدسة شربت منه أثناء رحلتها. ثم ارتحلت الى صعيد مصر الى ان وصلت العائلة المقدسة دير الجرنوس حيث يوجد بئر عميق بجوار الحائط الغربى لكنيسة السيدة العذراء يقول التقليد أن العائلة المقدسة شربت منه ثم مرت العائلة المقدسة على بقعة تسمى بأيسوس (بيت يسوع ) شرق البهنسا و مكانة الأن قرية صندفا ( بنى مزار) وقرية البهنسا الحالية تقع على مسافة 17كم غرب بنى مزار .

ثم اخذت المسيره اتجاهها الى جبل الطير شرق سمالوط ويسمى أيضا بجبل الكف حيث يذكر التقليد القبطى ان العائلة المقدسة - وهى بجوار الجبل كادت صخرة كبيرة من الجبل تسقط عليهم فمد يسوع يده ومنع الصخرة الكبيرة من الجبل أن تسقط عليهم فأمنتنعت و أنطبع كفه على الصخر . وفى الطريق مرت العائلة المقدسة على شجرة لبخ عالية (غار) على مسافة 2كم جنوب جبل الطير بجوار الطريق المجاور للنيل ، ويقال أن هذه الشجرة سجدت للسيد المسيح وتجد أن جميع فروعها هابطة تجاه الأرض ثم صاعدة ثانية بالأوراق الخضراء ويطلق عليها "شجرة العابد" .وواصلت العائلة المقدسة رحلتها جنوبا الى بلدة الأشمونيين ملوى ثم ديروط الشريف بأسيوط ثم قسقام و مير ثم رحلت الى جبل قسقام .وفى طريق العودة سلكوا طريق أخر أنحرف بهم الى الجنوب قليلا حتى جبل أسيوط المعروف بجبل درنكة و باركته العائلة المقدسة حيث بنى دير بأسم السيدة العذراء يقع على مسافة 8 كم جنوب غرب أسيوط .

رحلة العودة

وأخيرا بدأت الصبيه المباركه العذراء طريقها بالعوده بعد ان قامت بمباركة اغلب البقاع المصريه وتركت في كل بقعه من تلك البقاع اثرا لا يزال الى الان متواجد ناخذ منه المباركه والتأمل في الاعجاز والقدره الالهيه العظيمه التى اثبتت لنا على مر العصور والاحداث والرسائل السماويه أن قدرة رب العالمين وحفظه وحمايته لنا تغلب كل أذى وان تلك الحمايه الالهيه تجسدت في رحلة السيدة مريم العذراء وابنها سيدنا عيسى عليه السلام منذ ان خرجوا من فلسطين عبورا بالعديد من بقاع الاراضي المصريه تاركين ورائهم فى كل بقعة اثرا مميزا الى ان أذن رب العالمين بالنهايه لتلك المسيره الالهيه والرحله المباركه واتخذت الام المباركه ووليدها طريقهم نحو العوده لبلادهم فلسطين القدس المباركه وبداوا رحله العوده من مصر القديمة ثم المطرية ثم المحمة ومنها الى سيناء ثم فلسطين حيث سكن القديس يوسف والعائلة المقدسة فى قرية الناصرة بالجليل وهكذا أنتهت رحلة المعاناة التى أستمرت اكثر من ثلاث سنوات ذهابا و أيابا قطعوا فيها مسافة أكثر من ألفى كيلو متر ووسيلة مواصلاتهم الوحيدة ركوبة ضعيفة الى جوار السفن أحيانا فى النيل وبذلك قطعوا معظم الطريق مشيا على الأقدام محتملين تعب المشى وحر الصيف وبرد الشتاء والجوع والعطش والمطاردة فى كل مكان.

درس وعبرة

كانت رحلة شاقة تحملها السيد المسيح طفلا مع أمه الصبية والقديس يوسف تاركين للبشرية العديد من الاحداث الهادفه التى بدات باصرار وعزيمه صبيه في مقتبل عمرها لا تعرف شيئا سوى انها تحمل أمانه ورساله عظيمه من رب العالمين يجب المحافظه عليها وحمايتها ، ذلك الطفل الصغير الذى لم يكن كسائر الاطفال بل نبيا مباركا، لندرك ان كل انسان قادرعلى الحفاظ على ما يحمله من أمانة حلم وهدف طالما يوجد ثقه وايمان في رب العالمين انه قادر على حمايتها من الاشرار حتى تصير واقع وحقيقه في يوم من الايام .
 
 
الصور :