الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

السباحة في العقل...وفلسفة السلوك الجمعي العربي

السباحة في العقل...وفلسفة السلوك الجمعي العربي
عدد : 10-2016
بقلم الدكتور/ إبراهيم حسن الغزاوي
مركز دلتا مصر للبحوث والتدريب والاستشارات
محاضر القانون الدولي وحقوق الإنسان
eommar@hotmail.com



العقل أعدل الأشياء قسمة بين البشر...... مرة ثانية ... وإكمال على ابتداء .... في مقولة لن تنضب.... لدوام معينها بين البشر... وكيف لا؟ وبيننا كل صنوف العبث بأقل أبجديات العقل ... وأتفه مقتضيات الحكمة..... والمنطق التحليلي لواقعنا العربي عامة .... يفضي بنا لنتيجة ليس منها بد .. تستوجب المواجهة بلا أي استحياء أو توجس... أما الفكرة التي هي قائمة بيننا جميعا كعرب... أننا قوم تحكمنا عواطفنا قبل عقولنا.... ورب من قائل... وما الضير.... والله هو خالق القلوب والأبصار جعلنا بقلوب ...أي خلقنا بعاطفة... وهنا مكمن الخطر ... ومناط الضرر ... فالخلق كله قد خلقه الخالق لحكمة ... والحكمة أناطها الخالق بالعقل.... والعقل منحه الخالق لنوع فريد من خلقه ...هو الإنسان.... ولذلك فحديثه تعالى قدسيا ..."يا ابن آدم، خلقتُ الأشياء من أجلك، وخلقتُك من أجلي، فلا تنشغل بما هو لك عمن أنت له " ،ولأنه قد خلق الخلق لكي يعبدونه تعالى... وجعل العبادة لها صنوان لا يتفرقان ... أحدهما طائفة روافد القربى المباشرة منه لأنها عقائدية دينية بالشهادة والصلاة والزكاة والصوم والحج والصدقة وغيرها من الفروض والسنن ... وثانيهما ، وهي طائفة روافد القربى الحياتية الإنسانية ، والتي تمس المعايش المادية، ظاهرها الجمع بين الناس في الخير، وتنمية المعايش بما ييسر الحياة ويجعلها منتجة وبناءة ... لكنها في فحواها تصلح من العلاقة بين الفرد وخالقه من منطق الصلاح بين العباد بالعمل الجاد وعمارة الأرض والسير في الدنيا بما يصلح ويعلي ويعمر بالخير والفلاح وكل صنوف الإيجابيات ... هنا كان العقل له وقفة كبرى..... فمنطق الخلق هنا قد قام على قدرة سيد الخلائق ... وهو الإنسان،على تبيان الطريق المزدوج...طريق العبادة الصرف... وطريق العبادة بالعمل الدنيوي... وقدرته أيضا على الجمع بينهما في خير... عندما نفهم أن مراد الحق من الخلق لا يكتمل بغيرهما متوازيان ومتفقان وفي نفس الاتجاه .. للأمام .... وهذا التبيان ليس هينا... ولو كان هينا لكان للأمة الإسلامية شأنا آخر اليوم ... بدلا من الهوان الذي وصلنا إليه اليوم... وبعضنا يقتل بعضا بلا هوادة ولا وازع من دين أو ضمير... وبالقطع بلا وازع من العقل أو الحكمة ... فما هو الوازع إذن؟ ...ولا مفر أو استغناء عن منطق التدبر بالواقع نفسه، عندما تفرض المقارنة بيننا وبين الأمم التي تقدمت وازدهرت اليوم، بروافد العلم والحكمة والتكنولوجيا...وسبقتنا بمراحل يصعب طيها زمنيا أو حصرها نوعيا وكميا... لأنه ببساطة يفضي بنا لخاتمة في شأن من تقدم... أنهم تقدموا بروافد العقل والحكمة وعلى رأسها العلم والعمل .... وليس بروافد العبادة الصرفة المباشرة.... أو العاطفة الممجوجة التي لدينا نحن وفرة فيها ...وفرة غثاء السيل .. نعم..تقدمت الأمم بروافد العقل ومنطلقات العلم وتقدير القدرات الغير محدودة لأفرادها ومجتمعها...فانطلقت تبدع وتنتج وتغرق العالم بمنتجاتها ... وتخضع العالم لها بتسيدها مسار العلاقة المادية بين البشر والبشر.. وليس بمسار العبادة الصرفة بين الخالق والبشر.... فهل في هذا ضير لها؟ أو انتقاص من شأنها؟ وهل في اعتناقهم عقيدة مغايرة لعقيدتنا ما يسيئهم من منطق البشر؟ إن تقدمهم وغناهم وتفردهم حالة موحية وكاشفة عن عدل الخالق...الذي جعل النجاح قرين العمل... والتفرد قرين الجهد .... والسمو قرين العقل..... ولو كان المعيار غير ذلك ... فكيف يكون الله هو العادل و العاطي والحكيم والرشيد والمعطي ؟ ... إن عطايا الحق للبشر مقترنة بالعمل ... والعمل الجاد... وبالقطع هناك اقتران بين مفاهيم العمل الجاد والمنتج وبين العقل والحكمة... فالعقل والحكمة هي التي تنتج العلم والتفرد والنبوغ ... لأنهما مسئولان عن ترجمة الرسالة الإنسانية في الوجود إلى عمل ونجاح وحياة أكثر رخاءٍا وازدهارا... ولذلك ينزلق البعض منا في الحكم عليهم عقائديا ... وهم ما هم .. ونحن من نحن ..وشبابنا يزحف إليهم حثيثا.. ويبحر إليهم هاربا ولو غارقا ...سعيا لنعيم غسيل صحونهم ومسح شوارعهم ...لأننا لو حكمنا عليهم عقائديا نقع في محظور تنصيب أنفسنا مكان الخالق المحاسب الأوحد على العقيدة والعبادة...علما بأنه تعالى هو القائل...لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من اغلي... ولكم دينكم ولي دين... ولذا فنحن إذ نقيمهم ، ننمطهم حياتيا وماديا وليس دينيا ..وهذا بميزان العدل والحق العدل كل العدل... حتى ولو نظرنا إليه بمنطق ديننا الإسلامي الحنيف.... هم تقدموا لأنهم عملوا واجتهدوا وأعملوا العقل والعلم وأنفقوا من أوقاتهم الكثير والكثير ومن جهدهم ما لا يحصى ولا يقدر ..لكي يعلوا بنيانهم العلمي والتقني والبشري بصفة عامة... فكان جزائهم عادلا من منطق عدل الخالق... الذي لا يضيع عمل من أحسن عملا .... وعودُ إلينا نحن العرب.... ترى هل أفلحنا في أي من المسارين؟ دينيا وعقائديا... يختلط حابلنا بنابلنا .. وينقلب السني فينا على الشيعي والشيعي على السني والحنبلي على الشافعي وبين السنة هناك عشرات إن لم يكن مئات وآلاف النحل والجماعات المتطرفة والعنصرية والإقصائية... فهل هذا مراد الله في الأمة ؟... وهل هذا سبيل رسولنا في الجمع بين أمة ...على سبيل التفرد والقوة ... ؟ ولو تمعنا في الآية الكريمة " كنتم خير أمة أخرجت للناس... تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " فهل نحن نهينا عن المنكر وانتهينا عنه ؟ أو أمرنا بالمعروف وعملنا به؟... أما دنيويا وحياتيا .... فنظرة عابرة على أمة المسلمين ستفاجئنا حقيقة شديدة المرارة.. كل الحروب والفتن والنزاعات المسلحة والتصادمات والعبث والانهيارات والتفسخ والوقوع فرادى وجماعات تكاد تكون محصورة في منطقة العالم العربي العريق... وحتى لا أسقط في فخ التعميم ...هناك حالات للنجاح والتفوق بين فئات محدودة من المسلمين عالميا... في دول انتفضت و تبينت طريقها ، مثل ماليزيا و اندونيسيا...وهناك نماذج نجاح عربية محدودة النطاق مثل الإمارات العربية والكويت والسعودية ومنطقة الخليج عامة، وهي في رخائها تدين بالفضل لهبات الطبيعة أكثر منها لجهود أبنائها من البشر.... وهذا ما يجعل النمور الإسلامية الأسيوية على رأس النماذج الموحية إسلاميا ، التي تربط بحكمة بين الدين والدنيا... فقد كانت هذه الدول في حالة واهنة وفقيرة مثلنا إن لم تكن أسوأ منا .... فماذا كان سبيلهم للانتفاضة الإيجابية؟ ألم يكن العقل والحكمة والعلم والعمل والجدية ؟ وترك ما لله لله وما للناس للناس ؟ بعيدا عن الكهانة والتسلط الديني ممن يتصورون وينصبون أنفسهم خالقين ومعبودين بدلا من الخالق والمعبود الواحد الأحد الفرد الصمد؟ نحن اليوم في أمس الحاجة لمراجعة مواقفنا من العقل والحكمة ... لكي نخرج من عصور الظلام والكهنوت واستغلاق الفكر الديني ... مثلما خرجت أوروبا في عصور ظلامها من أسر الكنيسة وكهنوت رجال الدين... بالنهضة الصناعية والعلمية ... صحيح أن العقل أعدل الأشياء قسمة بين البشر.. لأن البشر قد منحوا العقل بلا تفرقة بينهم بدين او لون او جنس... لكن البشر في إعمال عقولهم لهم شئون وشئون .... فمنهم الأوروبيين الغربيين واليابانيين والصينيين والكوريين والبرازيليين ...ومنهم أيضا الصوماليين واليمنيين والليبيين والسوريين والعراقيين اللهم يسر لنا العقل والحكمة.. الذي منحتهما للجميع سواء بسواء... فنبذ كثيرون منا نحن العرب المنحة... واغتنمهما كثيرون ممن هم على غير ديننا ... وقليلون جدا ممن هم على ديننا.